يترقب عشاق الكرة السعودية مساء اليوم، انطلاق منافسات الدوري الأغلى عربياً والذي سيحمل بنسخته الجديدة مسمى «دوري روشن السعودي» بعد الاتفاقية التي تمت بين الرابطة وشركة «روشن» المطور العقاري الوطني وإحدى الشركات المملوكة بالكامل لصندوق الاستثمارات العامة لمدة خمس سنوات بقيمة بلغت 478 مليون ريال سعودي ليصبح المسمى الجديد «دوري روشن السعودي».
ومر الدوري السعودي بمنعطفات عبر تاريخه الطويل، سواء بعدد المشاركين أو حتى بالمسميات التي حملها عبر تاريخه، بدءاً من انطلاقته بمسمى الدوري السعودي التصنيفي قبل أن يحمل مسمى الدوري السعودي الممتاز، ثم مرحلة الدوري السعودي للمحترفين قبل أن يبدأ بأخذ مسميات الشركات الراعية بداية بـ«دوري زين للمحترفين»، ثم «دوري عبد اللطيف جميل للمحترفين»، ثم «دوري جميل للمحترفين»، قبل أن يعود بمسمى «الدوري السعودي للمحترفين».
وكانت أبرز مراحل الدوري السعودي حينما حمل مسمى «دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين»، وذلك بعد زيادة عدد الأندية إلى 16 فريقاً، وواكب ذلك دعم مالي كبير للأندية التي انتقلت إلى عالم آخر بأسماء المدربين الحاضرين للملاعب السعودية أو حتى النجوم الذين مرّوا خلال السنوات الماضية.
وتتسابق الفرق للصراع على لقب بطولة النسخة الـ48 من الدوري الذي حققه الهلال في آخر ثلاث نُسخ على التوالي ليرفع رصيده إلى 18 لقباً وبفارق كبير عن أقرب منافسيه النصر الذي يملك تسعة ألقاب في السجل الذهبي للبطولة، في حين يحضر الاتحاد بثمانية ألقاب وخلفه الشباب بست بطولات ثم الأهلي بثلاثة ألقاب، وخلفه الاتفاق ببطولتين، ثم الفتح بلقب وحيد.
وتعدّ النسخة الحالية هي الأخيرة بمشاركة 16 فريقاً، حيث سيتم رفع عدد الأندية في الموسم المقبل إلى 18 فريقاً، وذلك بصعود أربع فرق من دوري الدرجة الأولى وهبوط فريقين فقط هذا الموسم، ليعزز ذلك من وهج الكرة السعودية على مستوى منطقة الشرق الأوسط والقارة، وليبدأ الدوري مرحلة التحول إلى أن يصبح في مصاف أحد أقوى الدوريات العالمية.
سالم الدوسري أحد النجوم الذين يعول عليهم الهلال هذا الموسم (المركز الإعلامي بنادي الهلال)
وتاريخياً، بدأ الدوري السعودي بنسخة الدوري التصنيفي بوجود مجموعتين، تضم كل مجموعة ثمانية فرق، وبعدد إجمالي بلغ ستة عشر فريقاً، قبل أن تنطلق النسخة التي بعدها بثمانية فرق لمدة موسمين.
وفي موسم 1977 - 1978 تمت زيادة عدد فرق الدوري السعودي إلى عشرة فرق، واستمر هذا الرقم حتى إقامة الدوري المشترك والذي أُقيم بصورة استثنائية لموسم واحد تم فيها دمج مسابقتي الدوري الممتاز ودوري الدرجة الأولى بعدد عشرين فريقاً موزعة على مجموعتين كل مجموعة تضم عشرة فرق؛ وذلك بسبب انشغال روزنامة ذلك الموسم 1981 - 1982 بسبب مشاركات المنتخب السعودي.
عاد الرقم مجدداً إلى مشاركة عشرة فرق في الدوري السعودي قبل زيادته إلى 12 فريقاً، واستمر هذا الرقم لسنوات طويلة حتى دخول الدوري مرحلة «المحترفين» والتي تمت فيها زيادة عدد الفرق المشاركة إلى 14 فريقاً في موسم 2010 - 2011.
واستمر هذا الرقم في أكثر من نسخة قبل أن يتم الإعلان عن زيادة أخرى وغير مسبوقة وصل معها رقم عدد الفرق المشاركة في الدوري السعودي للمحترفين إلى ستة عشر فريقاً، وذلك في موسم 2018 - 2019.
وسيكون الرقم 18 المرتقب لنسخة 2023 - 2024 هو الأعلى في تاريخ منافسات الدوري السعودي عبر تاريخه، إلا أنه رقم غير مستغرب في مسابقات الكرة السعودية، حيث يُقام دوري الدرجة الأولى بمشاركة عدد عشرين فريقاً.
كأس الدوري السعودي للمحترفين (الشرق الأوسط)
وتنطلق المنافسة مساء الخميس؛ إذ يستهل حامل اللقب رحلة دفاعه عن لقبه حينما يحل ضيفاً على نظيره فريق الخليج في ملعب الأمير محمد بن فهد بمدينة الدمام، ويتطلع الهلال لبداية مثالية حينما يلاقي الصاعد حديثاً لدوري المحترفين السعودي، في حين يستضيف فريق الفيحاء نظيره ضمك على ملعب مدينة المجمعة الرياضية بذات اليوم.
وتشهد النسخة الحالية من الدوري بداية غير معتادة في ظل غياب الأهلي، أحد أركان كرة القدم السعودية البارزة؛ وذلك بعد هبوطه للمرة الأولى في تاريخه إلى دوري الدرجة الأولى، بالإضافة إلى غياب الفيصلي الذي رافقه إلى دوري الدرجة الأولى بعد حضور متواصل دام لـ12 عاماً.
وأبرمت الأندية السعودية المنافسة في دوري المحترفين العديد من الصفقات هذا الصيف، في حين ظل الهلال وحيداً دون تسجيل أي لاعبين بسبب قرار منعه من التسجيل لفترتين على أعقاب قضية اللاعب محمد كنو، في حين لن يتمكن فريق الباطن من تسجيل لاعبيه الجدد بسبب عدم حصول الفريق على شهادة الكفاءة المالية وكان الباطن قد أتم تعاقداته مع الدولي العراقي سعد ناطق، بالإضافة إلى الكولومبي خوان سيباستيان بيدروزا، ومحلياً عزز صفوفه بكل من تركي المطيري، وعبد العزيز الجبرين، وعمر السحيمي، وعبد الإله البريه، وفيصل أبو بكر عثمان، وحسن غزواني، ونواف السحيمي، ويحيى القرني وعبد الكريم المزيعل.
يذكر، أن المباريات الافتتاحية تشكل انطلاقة مهمة للأندية،؛ لما تحمله من جانب معنوي وحافز كبير إذا ما تحقق الفوز بطبيعة الحال.
وفي حين يعدّ نادي الهلال أكثر الأندية السعودية تحقيقاً للدوري، وحامل اللقب في المواسم الثلاثة الأخيرة، حيث لعب 14 مواجهة انتصر في 13 وتعادل في مواجهة واحدة، فإنه لم يتعرض لأي خسارة في أي مباراة افتتاحية منذ انطلاق الدوري السعودي للمحترفين عام 2008، يأتي بعده نادي النصر الذي لعب كذلك 14 مباراة، تمكن من الفوز في عشرٍ منها، وتعادل في ثلاثة لقاءات أخرى، وتلقى خسارة وحيدة، ليكون أكثر الأندية تحقيقاً للفوز في افتتاحية الدوري بعد نادي الهلال، في حين جاء ثالثاً بالتساوي ناديا الاتحاد والشباب اللذان فازا في 9 مواجهات من أصل 14، وتعادلا في لقاء وحيد، وخسرا في أربع مواجهات، يليهما نادي الاتفاق الذي فاز في 6 مباريات من أصل 12، حيث إنه لعب موسمين بين مصاف أندية الدرجة الأولى بعد هبوطه في موسم 2014، وتعادل في ثلاث وخسر ثلاثاً أخرى.
وبالنظر إلى أندية القصيم، فنجد أن نادي الرائد خاض 14 مواجهة سابقة، فاز في أربع منها، وتعادل في اثنتين، وخسر ثمانية لقاءات، أما نادي التعاون فقد لعب 12 مواجهة فقط لتواجده لموسمين في دوري الدرجة الأولى، تمكن من تحقيق الفوز في اثنتين منها، في حين تعادل في ستة لقاءات، وخسر أربع مباريات، وبعده نادي الوحدة الذي لعب 9 لقاءات لغيابه عن بعض المواسم بسبب هبوطه للدرجة الأدنى، تمكن من الفوز في ثلاثة منها، وتعادل في أربعٍ، وخسر في اثنتين، جاء بعده نادي الفتح الذي لم يحقق إلا انتصارين فقط رغم أنه لعب 13 مواجهة سابقة، تعادل في أربع منها، وتلقى الخسارة في السبع المتبقية.
وباستكمال مسيرة بقية أندية الدوري السعودي هذا الموسم، نجد أن نادي الباطن لعب في السابق خمس مباريات افتتاحية، فاز في واحدة وتعادل في أخرى، وخسر ثلاثة لقاءات، وفيما يتعلق بنادي أبها، فقد لعب أربع مواجهات انتصر في واحدة وخسر في ثلاث، أما نادي ضمك فقد لعب ثلاث مباريات خسرها كلها، في حين لعب نادي الفيحاء أربعة لقاءات انتصر في واحدٍ منها، وتعادل في الثاني، وخسر في اللقاءين الثالث والرابع، أما نادي الخليج العائد هذا الموسم إلى مصاف أندية دوري المحترفين، فقد لعب في المواسم الماضية ثلاث مباريات خسر في جميعها، بينما تواجد جاره نادي العدالة لمدة موسم واحد تعادل في مواجهته الافتتاحية، وأخيراً نادي الطائي الذي تواجد لأول مرة في دوري المحترفين الموسم الماضي، الذي خسر فيها مباراته الأولى في الدوري.