ألقت السلطات الكويتية فجر أمس (السبت) القبض على النائب السابق والقيادي البارز في المعارضة مسلم البراك، وذلك تنفيذا لحكم السجن الصادر ضده من المحكمة.
وأدين البراك، وهو أمين عام حركة العمل الشعبي والمنسق العام لائتلاف المعارضة الكويتية، بتهمة المساس بالذات الأميرية خلال ندوة حملت عنوان: «كفى عبثًا» ونظمتها قوى المعارضة الكويتية في 2012، حيث خاطب أمير البلاد بعبارة: «لن نسمح لك».
وجاء اعتقاله في منطقة كبد، من قبل المباحث العامة واعتقل عدد من أتباعه ومرافقيه بتهمة مقاومة السلطات. وعلى الرغم من مصادقة محكمة التمييز على قرار الحبس فإن السلطات القضائية كانت تنتظر منه تسليم نفسه.
وأصدرت وزارة الداخلية، أول من أمس بيانا حذرت فيه من التستر أو إيواء أو إخفاء محكوم عليه بالسجن في إشارة للبراك.
جاء في البيان أنه سيعاقب وفق المادة (132) من قانون الجزاء الكويتي الفقرة الأولى «كل من أخفى بنفسه أو بوساطة غيره شخصًا صادرًا في حقه أمر بالقبض عليه أو فر بعد القبض عليه أو حبسه، وكذلك كل من أعانه بأية طريقة كانت على الفرار من وجه القضاء مع علمه بذلك يعاقب بالحبس مدة لا تتجاوز سنتين وبغرامة لا تتجاوز ألفي دينار أو بإحدى هاتين العقوبتين».
وكان البراك قد ألقى خطابًا منذ يومين رد فيه على وزير الداخلية محمد خالد الصباح، والذي قال عنه أمام مجلس الأمة إنه «هارب»، إذ تحدى البراك حينها رجال الأمن أن ينفذوا أمر إلقاء القبض عليه في ديوانه، وطالب بتسلم الأوراق الأصلية لتنفيذ الحكم القضائي.
وتعهد البراك في خطابه بتسليم نفسه قبل بقية الشباب المتهمين بترديد خطاب «كفى عبثًا»، والذي حوكم بسببه، إلا أنه توارى عن الأنظار إلى أن تم رصده في منطقة جواخير كبد، وهي استراحات خليوية. وذكرت مصادر أنها رصدت البراك في حفل عشاء في منطقة جواخير كبد، وداهمت الموقع قوة من المباحث بعد مغادرة معظم المعزومين نحو الساعة 12 بعد منتصف الليل، وطلبت من البراك تسليم نفسه، حيث استجاب للطلب وقام بتسليم نفسه ثم رافقهم إلى إدارة تنفيذ الأحكام، ومن ثم أحيل إلى السجن المركزي، بينما اعتقل أكثر من 10 مواطنين بعضهم من أقارب مسلم البراك، بعد مشادات مع فرقة المباحث وأحيلوا إلى المباحث الجنائية.
وعلى خلفية اعتقال البراك صعدت شخصيات محسوبة على التيارات الإسلامية في الكويت من لهجتها ضد الحكومة وقال حاكم المطيري رئيس حزب الأمة الكويتي: إن «اعتقال النائب السابق مسلم البراك في قضية سياسية عبر فيها عن توجه الشعب الذي شارك كله في مسيرة وطن رفضا للاستبداد سينتهي به من السجن إلى الحكومة المنتخبة».
وأضاف المطيري، في بيان للحزب أمس السبت، أن «اعتقال مسلم البراك يجعل من العودة للحراك الشعبي وإسقاط قانون أمن الدولة وقانون التجمعات أولوية لكل القوى السياسية للخروج بالكويت من أزمتها».
في حين قال النائب السابق وليد الطبطبائي إن «سجن مسلم البراك اليوم دليل جديد أن الكويت لم تعد كما كانت خالية من السجناء السياسيين، بل صارت سجونها تعج بسجناء الرأي والمعارضين السياسيين». ومنذ عام 2013 يحاكم مسلم البراك أمام القضاء على خلفية خطاب جماهيري في عام 2012 وجه فيه النائب المعارض نقدًا لأمير البلاد قال فيه: «لن نسمح لك يا صاحب السمو أن تمارس الحكم الفردي»، وذلك أثناء حركة الاحتجاجات التي أعقبت الأزمة البرلمانية وأدت لاقتحام مجلس الأمة في ظل موجة ما كان يعرف بـ«الربيع العربي».
وقضت المحكمة الابتدائية بسجنه خمس سنوات في 15 أبريل (نيسان) 2013، وفي 22 فبراير (شباط) 2015، خففت محكمة الاستئناف حكم السجن بحقه إلى سنتين مشمولا بالشغل والنفاذ.
وفي مطلع يوليو (تموز) 2014 ألقت النيابة الكويتية القبض على البراك وأودعته السجن بدعوى إهانة القضاء على خلفية خطاب ألقاه في يونيو (حزيران) من العام نفسه، وتم الإفراج عنه بعد نحو أسبوع بكفالة مالية، قدرها خمسة آلاف دينار (17.800 دولار). وأعقب توقيف البراك خروج مظاهرات واحتجاجات واجهتها الشرطة، حيث أحرق المتظاهرون الإطارات وأغلقوا الطرق.
وفي قضية إهانة الأمير، بدأ البراك بقضاء العقوبة بدءا من مطلع مارس (آذار) 2015. وفي 20 أبريل الماضي تم الإفراج عنه بكفالة في انتظار صدور حكم نهائي بحقه في مايو (أيار) الماضي.
الكويت: القبض على مسلم البراك وحلفاؤه الإسلاميون يصعدون
بعد يومين من وصف الداخلية له بـ«الهارب» وتحديه السلطات
الكويت: القبض على مسلم البراك وحلفاؤه الإسلاميون يصعدون
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة