تنطلق، الاثنين المقبل، في مدينة جنيف السويسرية، مشاورات يمنية – يمنية برعاية الأمم المتحدة وأمينها العام، بان كي مون، بمشاركة ممثلين عن الحكومة الشرعية وممثلين عن الانقلابيين الحوثيين والمخلوع علي عبد الله صالح.
وحتى مساء أمس، كان المشاركون من صنعاء في مشاورات جنيف ما زالوا في العاصمة صنعاء. وقال مصدر يمني مسؤول لـ«الشرق الأوسط» إن العمليات العسكرية لن تتوقف خلال المشاورات التي من المقرر أن تستمر 3 أيام، وأكد أن العمليات الجوية لقوات التحالف مستمرة، إضافة إلى أن عمليات المقاومة الشعبية، في كافة جبهات القتال، سوف تستمر بصورة طبيعية، مشيرا إلى أن الحوثيين «يثبتون عدم اكتراثهم بأي محادثات أو نتائج تنتج عنها، من خلال تصعيدهم العسكري، خلال الأيام التي تسبق انطلاق المشاورات». وأشار المصدر المسؤول إلى أن «هوس ميليشيات الحوثيين وقوات صالح وسعيها الحثيث لبسط سيطرتها على بعض المناطق من أجل تطهيرها من طهارتها ومن سكانها ومن كافة أوجه الحياة، قبيل مشاورات جنيف، يؤكد عدم حرصهم على حياة المواطنين اليمنيين»، حسب تعبير المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه.
وحسب المعلومات المؤكدة، فإن المشاورات لن تجري بصورة مباشرة بين الأطراف اليمنية وإنما عبر الوسيط الأممي الذي سيعمل على الاستماع لوجهات النظر والمطالب من كل طرف ونقلها للآخر، وتشير مصادر سياسية يمنية إلى أن المبعوث الأممي إلى اليمن، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، يعول على وجود كافة الأطراف في بلد واحد ومدينة واحدة من أجل القيام بمحاولة جمع كافة الأطراف على مائدة تفاوض واحدة.
على صعيد ميداني، قصفت قوات التحالف، أمس، عددا من مواقع الميليشيات الحوثية في العاصمة صنعاء ومحافظات عمران، والجوف، ومأرب، وصعدة وحجة وغيرها من المناطق التي يتواجد فيها المتمردون. وفي صنعاء أكد شهود عيان لـ«الشرق الأوسط» أن الطيران قصف منزل اللواء علي صالح الأحمر، الأخ غير الشقيق لصالح، فيما سقطت قذيفة صاروخية مجهولة المصدر على حي في مدينة صنعاء القديمة، دون أن تنفجر، وأسفر سقوط القذيفة عن مقتل 6 أشخاص وتهدم عدد من المنازل، وكثفت طائرات التحالف غاراتها التي تستهدف المناطق الحدودية التي يتمركز فيها الحوثيون وقوات صالح.
وأشارت مصادر محلية إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة (معدات عسكرية)، منيت بها الميليشيات وقوات صالح، من خلال قصف مواقعها ومخازن الأسلحة والذخائر التي نهبت من المعسكرات الرسمية إلى مواقع خاصة بتلك الميليشيات التي كانت، بحسب تلك المصادر، تخطط، منذ وقت طويل، للقيام بأعمال عسكرية داخل اليمن وضد دول الجوار، وفي جبهة محافظة مأرب، قال مصدر قبلي ميداني لـ«الشرق الأوسط» إن المقاومة الشعبية في الجبهة الشمالية في الجدعان بمديرية مجزر، شمال مأرب، تمكنت من السيطرة على مواقع «الروب» وهي 3 مواقع، كان الحوثيون يتمركزون فيها بمنطقة نجد العتق إلى الغرب من معسكر ماس الاستراتيجي، وأضاف المصدر أن عملية السيطرة على هذه المواقع جاءت إثر هجوم كبير وواسع شنته المقاومة، أمس، واستمرت المواجهات فيه لعدة ساعات، في الوقت الذي أكدت مصادر محلية تدمير المقاومة لعربة عسكرية كبيرة تتبع الحوثيين والمخلوع صالح وكانت محملة بأسلحة وذخائر، وفي السياق ذاته، شن طيران التحالف سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مواقع الحوثيين في مأرب لمنع تقدمهم.
في سياق متصل، نفذت طائرات التحالف، أمس، سلسلة من الغارات الجوية على مبنى المجمع الحكومي بمحافظة عمران، الواقعة إلى الشمال من صنعاء، وقال شهود عيان في عمران، القصف استهدف المجمع ومقر «اللواء 310»، ومقر الشرطة العسكرية، وتعد محافظة عمران من أوائل المحافظات التي أسقطها الحوثيون في يوليو (تموز) العام الماضي، بعد مواجهات دامية مع أفراد وقيادة اللواء العسكري سالف الذكر، الذي كان يقوده العميد حميد القشيبي والذي جرت تصفيته على يد الميليشيات الحوثية رغم استسلامه، بعد هزيمة قواته، وفي صعدة، المعقل الرئيسي لجماعة الحوثي، استهدفت الغارات مواقع متعددة تستخدمها الميليشيات لمهاجمة الأراضي السعودية، ويعتقد أن بين المواقع المستهدفة، معامل محلية بدائية لتصنيع العبوات الناسفة.
مصادر يمنية: العمليات العسكرية لن تتوقف أثناء مشاورات جنيف
المقاومة تستولي على مواقع للحوثيين بمأرب.. والتحالف يدك معاقلهم في عمران
مصادر يمنية: العمليات العسكرية لن تتوقف أثناء مشاورات جنيف
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة