الحكيم في الرياض... والصدر يشترط على الكتل السياسية حواراً علنياً

التيار الصدري يشكك بجدية أطراف في الإطار التنسيقي

نائب وزير الخارجية وليد بن عبد الكريم الخريجي مستقبلاً زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أمس (واس)
نائب وزير الخارجية وليد بن عبد الكريم الخريجي مستقبلاً زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أمس (واس)
TT

الحكيم في الرياض... والصدر يشترط على الكتل السياسية حواراً علنياً

نائب وزير الخارجية وليد بن عبد الكريم الخريجي مستقبلاً زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أمس (واس)
نائب وزير الخارجية وليد بن عبد الكريم الخريجي مستقبلاً زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة أمس (واس)

أعربت مصادر عراقية مطلعة عن تفاؤلها بالزيارة التي قام بها زعيم تيار الحكمة عمار الحكيم إلى المملكة العربية السعودية بعد انتهاء الحوار الوطني، واعتبروها مؤشرا ايجابيا لبغداد. وأفادت تلك المصادر «الشرق الأوسط» بأن «زيارة الحكيم للمملكة العربية السعودية سوف تكون لها أهمية كبيرة على صعيد العلاقات العراقية - السعودية التي شهدت نمواً متزايداً على مختلف الصعد، فضلاً عن طبيعة علاقة العراق مع محيطه العربي». وترى تلك المصادر أن «الحكيم يرتبط بعلاقات جيدة، ويمكن أن يكون عنصر توازن على صعيد عدد من الملفات في المنطقة، لا سيما أن العراق لعب دوراً محورياً على صعيد المباحثات السعودية - الإيرانية التي جرت في بغداد».وكان نائب وزير الخارجية المهندس وليد بن عبدالكريم الخريجي، استقبل امس، زعيم تيار الحكمة بجمهورية العراق عمار بن عبدالعزيز الحكيم، في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة.
وحضر الاستقبال، سفير خادم الحرمين الشريفين لدى العراق عبدالعزيز الشمري، ومدير عام فرع وزارة الخارجية بمنطقة مكة المكرمة مازن الحملي، وسفير جمهورية العراق لدى المملكة الدكتور عبدالستار هادي الجنابي.
وفي هذا السياق يقول أستاذ الإعلام الدولي في الجامعة العراقية الدكتور فاضل البدراني لـ«الشرق الأوسط» إن «الزيارة تمثل توجهاً جديداً للقوى السياسية المتمثلة بالإطار الشيعي نحو المحور العربي، سيما المملكة السعودية، الثقل الاقتصادي والسياسي الكبير في المنطقة العربية والإقليم والعالم».
وأضاف البدراني أن «ذلك يعد بمثابة تحول جديد في العلاقة الدولية المتوازنة مع العرب بعد أن كانت مقطوعة منذ ما يقرب من عقدين من الزمن، كما يعكس التطور الإيجابي للفاعل السياسي العراقي في توجهاته مؤخرا بعكس السابق». وأوضح البدراني أن «الزيارة خطوة جيدة تجعل القوى السياسية تسمع من أطراف دولية عدة لترسم مسارات إيجابية تخدم الوضع العراقي في علاقات دولية متوازنة، وبالطبع قد تكون نتاج تجربة ونضوج سياسي عراقي»، مؤكداً أن «الانفتاح على المحيط العربي يمنح العراق فرصة للنهوض بدوره العربي نحو الدور الدولي».
إلى ذلك، وفي الوقت الذي شكر زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بشأن مبادرته للحوار الوطني، فإنه رأى أن مخرجات الحوار «لا تغني ولا تسمن من جوع». وفي تغريدة لما يعرف بوزير الصدر صالح محمد العراقي انتقد الصدر مخرجات الحوار قائلا إن الجلسة «لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ليس فيها ما يخصّ الشعب، ولا ما يخصّ خدمته ولا كرامته ولا تطلعاته». وفيما بدا أن الصدر اطلع على طبيعة النقاشات التي جرت خلال الحوار والتي انتقد سريتها، فإنه أكد أن «أغلب الحضور لا يهمّه سوى بقائه على الكرسي، ولذا حاولوا تصغير الثورة، والابتعاد عن مطالبها»، مردفا بالقول: «نعم، الثورة لا تريد من أمثالكم شيئا سوى التنحّي عن كرسي فرضتم وجودكم عليه بغير وجه حقّ». واشترط الصدر على القادة العراقيين في حال أرادوا «ملء الكرسي الخالي أن تكون جلستكم علنية وببثّ مباشر أمام الشعب ليطّلع على ما يدور خلف الكواليس من مؤامرات ودسائس وتسريبات لم يستنكرها أحد إلى الآن مع شديد الأسف».
وتساءل قائلا: «ماذا سيستفيد الشعب من جلسات مغلقة وسرية لا تراعوا فيها رغباته المشروعة في تحقيق الأمن والأمان الذي سلبتموه منه حينما بعتم ثلث العراق، وفي توفير لقمة عيش رغيد قد هربتموها إلى الخارج لتدخلوا الســلاح والمخــدرات ليتعاطاها الشعب وتعيشوا بسلام على ريش النعام، وتحت هواء تبريد حُرِم منه شعب بأكمله». وفي سياق رسالته كشف الصدر عن وصول أخبار له من داخل الاجتماع عن أحد القيادات بأنه «كان إيجابيا مع شعبه بعض الشيء لكنه قد يكون من المغلوب على أمرهم».
ورغم الانتقادات اللاذعة التي وجهها الصدر لمخرجات الحوار، لكنه لم يرفض الصيغة النهائية له، وهي الاتفاق معه على إجراء انتخابات مبكرة، وهي من المطالب الجوهرية للصدر، لا سيما بعد سحبه نوابه وما ترتب على ذلك من اختلال في التوازن مع خصومه في البيت الشيعي (قوى الإطار التنسيقي).


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
TT

أنقرة: الأسد لا يريد عودة السلام إلى بلاده

قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)
قصف مدفعي تركي على ريف منبج (المرصد السوري)

رأت أنقرة أنَّ الرئيس السوري، بشار الأسد، لا يريد السلام في بلاده، وحذرت من أن محاولات إسرائيل لنشر الحرب في الشرق الأوسط بدأت تهدد البيئة التي خلقتها «عملية آستانة»، التي أوقفت إراقة الدماء في سوريا. وأكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان أنَّ جهود روسيا وإيران، في إطار «مسار آستانة» للحل السياسي مهمة للحفاظ على الهدوء الميداني، لافتاً إلى استمرار المشاورات التي بدأت مع أميركا بشأن الأزمة السورية.

وقال فيدان، خلال كلمة في البرلمان، إنَّ تركيا لا يمكنها مناقشة الانسحاب من سوريا إلا بعد قبول دستور جديد وإجراء انتخابات وتأمين الحدود، مضيفاً أن موقف إدارة الأسد يجعلنا نتصور الأمر على أنه «لا أريد العودة إلى السلام».