العليمي يكاشف اليمنيين حول «أحداث شبوة» ويشدد على احتكار القوة للدولة

ترحيب أوروبي وأميركي بجهود مجلس القيادة اليمني نحو التهدئة

الدكتور رشاد العليمي (تويتر)
الدكتور رشاد العليمي (تويتر)
TT

العليمي يكاشف اليمنيين حول «أحداث شبوة» ويشدد على احتكار القوة للدولة

الدكتور رشاد العليمي (تويتر)
الدكتور رشاد العليمي (تويتر)

شدد رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن رشاد العليمي، على أهمية احتكار القوة لمصلحة سلطات الدولة، في معرض توضيح رئاسي حول المواجهات التي شهدتها خلال الأيام الماضية مدينة عتق في محافظة شبوة بين فصائل عسكرية وأمنية.
جاء ذلك في وقت عبّرت فيه بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن والسفارة الأميركية في بيانين على «تويتر» عن أسفهما لأحداث العنف، مع تأكيد دعم الجهود التي يقودها العليمي وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي نحو التهدئة.
وكانت الصدامات التي انتهت أول من أمس (الأربعاء)، بعد سيطرة قوات «ألوية العمالقة» و«دفاع شبوة» على المدينة قد أدت إلى سقوط قتلى وجرحى من العسكريين والمدنيين، حسبما أفادت به مصادر طبية، وسط حالة من تبادل الاتهامات بين الفرقاء المنضوين تحت الشرعية اليمنية، بمن فيهم الموالون للمجلس الانتقالي الجنوبي وحزب التجمع اليمني للإصلاح.
وقال العليمي في بيان بثّته المصادر الرسمية: «إن الأحداث المؤسفة التي شهدتها مدينة عتق تعطي درساً إضافياً في أهمية الالتفاف حول سلطة الدولة وحقها في احتكار القوة واتخاذ الوسائل كافة لإنفاذ إرادتها وحماية مواطنيها».
وأكد رئيس مجلس القيادة اليمني أنه مع أعضاء المجلس «في حالة اجتماعات متواصلة للوقوف على تلك الأحداث والعمل على معالجتها بروح التوافق وفقاً لإعلان نقل السلطة».
وأضاف: «إن الأحداث في الميدان للأسف كانت تجرّنا إلى الصراع بعيداً عن روح هذا التوافق الذي جاء بموجب إعلان نقل السلطة بتوفيق من الله ثم بجهود تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة».
وكان العليمي ومعه رئيس الحكومة اليمنية قد أصدرا قرارات بإقالة عدد من القادة الأمنيين والعسكريين في شبوة غير أن هذه القرارات اصطدمت بالتمرد عليها، وهو ما جعل المحافظ عوض العولقي يطلق عملية عسكرية للقضاء على ما وصفه بـ«التمرد».
وأوضح العليمي أن مجلس القيادة بادر «إلى الاستجابة السريعة وقطع دابر الفتنة ومحاسبة المسؤولين عنها ودعم رمز الدولة وهيبتها الممثلة بالسلطة المحلية وقيادتها في سبيل وقف نزيف الدم وإنفاذ إرادة الدولة، حيث اتخذ جملة من الإجراءات، منها إقالة بعض القادة في المحافظة إضافةً إلى تعليمات أخرى لتطبيع الأوضاع بما في ذلك تشكيل لجنة برئاسة وزير الدفاع وعضوية وزير الداخلية وخمسة من أعضاء اللجنة الأمنية العسكرية المشتركة وفقاً لإعلان نقل السلطة».
وأكد أن اللجنة «ستقوم بتقصي الحقائق ومعرفة الأسباب التي أدت إلى إزهاق الأرواح (...)، وتحديد مسؤولية السلطة المحلية والقيادات العسكرية والأمنية ودورها في تلك الأحداث ورفع النتائج إلى مجلس القيادة الرئاسي لاتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة».
وفي حين أبدى العليمي التزام مجلس القيادة الرئاسي «بجبر الضرر ومعالجة آثار هذه الأحداث واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان عدم تكرارها»، أوضح أنه «تحمل مسؤولية قيادة المجلس الرئاسي من منطلق الحرص على وحدة القوى السياسية وجميع وحدات القوات المسلحة والأمن بمختلف تشكيلاتها لمواجهة الانقلاب الحوثي المدعوم من إيران والذي شكّل أساس الدمار والخراب الذي آلت إليه البلاد منذ إسقاط الدولة في سبتمبر (أيلول) 2014».
ودعا العليمي إلى «وحدة القوى والمكونات السياسية الممثَّلة في المجلس والحكومة لتقوم بدورها الوطني في استعادة الدولة وإسقاط الانقلاب»، مؤكداً «أهمية الدور المحوري والرائد لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة بتماسك ونجاح مجلس القيادة الرئاسي في تحقيق هدف استعادة الدولة وتعزيز الأمن والاستقرار في المناطق المحررة، بمشاركة جميع القوى المناهضة للانقلاب».
وشدد رئيس مجلس القيادة اليمني على «تجسيد روح التوافق والشراكة دون إقصاء والعمل على وحدة الصف». وحذر من أن «أي صراع بين رفاق السلاح سيشكّل خدمة للانقلابيين ومشروعهم الإيراني التوسعي في المنطقة». وقال: «لن أقبل أو أسمح بأن توجه أسلحتنا لغير العدو المشترك لليمنيين جميعاً»، في إشارة للحوثيين.
ووعد العليمي بأنه سيكون «عاملاً من عوامل الشراكة والتوافق ورفض الإقصاء أو الانتقام، وعدم القبول بتوجيه السلاح إلى رفقاء معركة استعادة الدولة والنظام الجمهوري».
كما وعد «بالعمل مع أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وهيئة التشاور والمصالحة واللجنة العسكرية والأمنية على تحقيق ذلك، وتوحيد جميع الوحدات العسكرية والأمنية وتكاملها تحت مسؤولية وزارتي الدفاع والداخلية، وبدعم ومساندة من قيادة التحالف».
وكان محافظ شبوة عوض العولقي، قد أعلن (الأربعاء)، «تنفيذ عملية عسكرية مضادة، لفرض الأمن والاستقرار في محافظة شبوة، وذلك للحفاظ علي أرواح وممتلكات المقيمين على أراضيها»، حسب تعبيره.
وأضاف أنه «لا مكان لأي فئة أو شخص أو كيان خارج على سلطة القانون، وسوف تتم محاسبة جميع المتسببين في التمرد والانقلاب الفاشل الذي تسبب في قتل عدد من الأبرياء والتسبب في ترويع الآمنين».
واستطاعت القوات الموالية للمحافظ السيطرة على كل مواقع القوات الأمنية والعسكرية المناوئة في مدينة عتق وصولاً إلى إحكام قبضتها على جميع منافذها ومواقعها الحيوية بما فيها المطار.


مقالات ذات صلة

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

العالم العربي غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

غروندبرغ يتحدث عن «نقاش جوهري» مع العليمي ويدعو لتقديم التنازلات

وصف المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الخميس) اللقاء الذي جمعه برئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي في عدن بـ«المثمر والجوهري»، وذلك بعد نقاشات أجراها في صنعاء مع الحوثيين في سياق الجهود المعززة للتوصل إلى تسوية يمنية تطوي صفحة الصراع. تصريحات المبعوث الأممي جاءت في وقت أكدت فيه الحكومة اليمنية جاهزيتها للتعاون مع الأمم المتحدة والصليب الأحمر لما وصفته بـ«بتصفير السجون» وإغلاق ملف الأسرى والمحتجزين مع الجماعة الحوثية. وأوضح المبعوث في بيان أنه أطلع العليمي على آخر المستجدات وسير المناقشات الجارية التي تهدف لبناء الثقة وخفض وطأة معاناة اليمنيين؛ تسهيلاً لاستئناف العملية السياسية

علي ربيع (عدن)
العالم العربي الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

الحوثيون يفرجون عن فيصل رجب بعد اعتقاله 8 سنوات

في خطوة أحادية أفرجت الجماعة الحوثية (الأحد) عن القائد العسكري اليمني المشمول بقرار مجلس الأمن 2216 فيصل رجب بعد ثماني سنوات من اعتقاله مع وزير الدفاع الأسبق محمود الصبيحي شمال مدينة عدن، التي كان الحوثيون يحاولون احتلالها. وفي حين رحب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ بالخطوة الحوثية الأحادية، قابلتها الحكومة اليمنية بالارتياب، متهمة الجماعة الانقلابية بمحاولة تحسين صورتها، ومحاولة الإيقاع بين الأطراف المناهضة للجماعة. ومع زعم الجماعة أن الإفراج عن اللواء فيصل رجب جاء مكرمة من زعيمها عبد الملك الحوثي، دعا المبعوث الأممي في تغريدة على «تويتر» جميع الأطراف للبناء على التقدم الذي تم إنجازه

علي ربيع (عدن)
العالم العربي أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

أعداد اللاجئين الأفارقة إلى اليمن ترتفع لمعدلات ما قبل الجائحة

في مسكن متواضع في منطقة البساتين شرقي عدن العاصمة المؤقتة لليمن، تعيش الشابة الإثيوبية بيزا ووالدتها.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

كيانات الحوثيين المالية تتسبب في أزمة سيولة نقدية خانقة

فوجئ محمود ناجي حين ذهب لأحد متاجر الصرافة لتسلّم حوالة مالية برد الموظف بأن عليه تسلّمها بالريال اليمني؛ لأنهم لا يملكون سيولة نقدية بالعملة الأجنبية. لم يستوعب ما حصل إلا عندما طاف عبثاً على أربعة متاجر.

محمد ناصر (عدن)
العالم العربي تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

تحذيرات من فيضانات تضرب اليمن مع بدء الفصل الثاني من موسم الأمطار

يجزم خالد محسن صالح والبهجة تتسرب من صوته بأن هذا العام سيكون أفضل موسم زراعي، لأن البلاد وفقا للمزارع اليمني لم تشهد مثل هذه الأمطار الغزيرة والمتواصلة منذ سنين طويلة. لكن وعلى خلاف ذلك، فإنه مع دخول موسم هطول الأمطار على مختلف المحافظات في الفصل الثاني تزداد المخاطر التي تواجه النازحين في المخيمات وبخاصة في محافظتي مأرب وحجة وتعز؛ حيث تسببت الأمطار التي هطلت خلال الفصل الأول في مقتل 14 شخصا وإصابة 30 آخرين، كما تضرر ألف مسكن، وفقا لتقرير أصدرته جمعية الهلال الأحمر اليمني. ويقول صالح، وهو أحد سكان محافظة إب، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف، في ظل الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب فإن الهطول ال

محمد ناصر (عدن)

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)
TT

الإمارات: «المركزي» يوقف شركة صرافة لانتهاكها قانون غسل الأموال ومكافحة الإرهاب

مصرف الإمارات المركزي (وام)
مصرف الإمارات المركزي (وام)

قرر مصرف الإمارات المركزي تعليق نشاط تحويل الأموال لشركة «الرازوقي» للصرافة العاملة في الدولة، لمدة 3 سنوات، وذلك بسبب انتهاك قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

وبحسب بيان للمصرف المركزي، أرسل نسخة منه لـ«الشرق الأوسط» قال إنه تم إغلاق فرعين للشركة في منطقتي المرر وديرة بدبي، حيث اتُّخذت هذه الإجراءات الإدارية بموجب المادة 14 من قانون مواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب.

ووفقاً للبيان، فإن المصرف المركزي يعمل من خلال مهامه الرقابية والإشرافية، على ضمان التزام جميع شركات الصرافة ومالكيها وموظفيها، بالقوانين السارية في البلاد، والأنظمة والمعايير المعتمَدة من المصرف المركزي، مشيراً إلى أنه يهدف للحفاظ على شفافية ونزاهة النظام المالي للدولة.

وتنص المادة 14 من قانون غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب في الإمارات أنه يجب على جميع المرخص لهم الامتثال للمتطلبات القانونية والتنظيمية الحالية الخاصة بمواجهة غسل الأموال، ومكافحة تمويل الإرهاب المحددة من قِبل المصرف المركزي، والتصدي لمخاطر غسل الأموال، وتمويل الإرهاب من خلال التدابير الوقائية المناسبة لردع إساءة استخدام القطاع قناةً للأموال غير المشروعة، والكشف عن غسل الأموال، وأنشطة تمويل الإرهاب، وإبلاغ وحدة المعلومات المالية في المصرف المركزي عن أي معاملات مشبوهة.