ضربات أوكرانية داخل الأراضي الروسية وتباين حول انفجارات هزت قاعدة بيلاروسية

آثار قصف روسي على بلدة في منطقة زابوريجيا في 10 أغسطس (رويترز)
آثار قصف روسي على بلدة في منطقة زابوريجيا في 10 أغسطس (رويترز)
TT

ضربات أوكرانية داخل الأراضي الروسية وتباين حول انفجارات هزت قاعدة بيلاروسية

آثار قصف روسي على بلدة في منطقة زابوريجيا في 10 أغسطس (رويترز)
آثار قصف روسي على بلدة في منطقة زابوريجيا في 10 أغسطس (رويترز)

أعلن الانفصاليون الموالون لموسكو في منطقة لوغانسك، الخميس، إحراز تقدم ميداني واسع في عدد من محاور القتال في الإقليم. وتزامن ذلك مع تصعيد الجيش الأوكراني هجماته المضادة في دونيتسك وخيرسون وزابوريجيا. وأعلنت موسكو أن رشقات من المدفعية الأوكرانية أصابت مواقع داخل الحدود الروسية في منطقة كورسك. وقال أندريه ماروتشكو، أحد قادة المجموعات الانفصالية في لوغانسك، إن اليومين الأخيرين شهدا إحراز تقدم ملموس في مناطق أرتيموفسك وسوليدار وسفيرسك التي تدور فيها منذ أسابيع مواجهات ضارية. وأفاد المسؤول العسكري في حديث تلفزيوني بأن «هناك نجاحات كبيرة ملموسة، تدل على أنه يمكننا أن ننظر بتفاؤل إلى ما سيحدث في المستقبل».
ووفقا له، فقد «تمّ في الوقت الراهن تحقيق عدة تطورات إيجابية في تجمع أرتيموفسك - سوليدار - سفيرسك. وقبل كل شيء، أود أن أشير إلى أن وحداتنا دخلت بالفعل إلى أرتيموفسك من جهة الشمال الشرقي، وتمركزت هناك وتواصل تطوير هذا النجاح في عمق هذا المركز السكني». وزاد أن «القوات الحليفة حققت أيضا تقدما كبيرا خلال اليوم الماضي في اتجاه سيفيرو دونيتسك، وبات من الممكن الحديث عن اقترابها بشكل كبير من وسط مدينة سوليدار». وأضاف أن «الوضع مختلف قليلا في بلدة سفيرسك، حيث يوجد جنودنا الآن في مواقعهم السابقة، لكننا في الوقت نفسه نحدّد نقاط إطلاق النار من جانب العدو، ونقوم بشكل منهجي بتدمير قواته البشرية ومعداته».
في غضون ذلك، أصدرت القوات الانفصالية في لوغانسك بيانا، الخميس، رصد نتائج العمليات القتالية في الإقليم منذ بداية العمليات العسكرية. وأفاد البيان بأن «القصف الأوكراني في الفترة منذ 17 فبراير (شباط) تسبب بمقتل 80 شخصا في مختلف أنحاء الجمهورية»، علما بأن موسكو أطلقت عمليتها في 24 فبراير الماضي.
ووفقا للبيان، فإنه «في الفترة من 17 فبراير 2022 إلى 11 أغسطس (آب) 2022 تم تسجيل 1046 عملية قصف لأراضي الجمهورية من قبل القوات المسلحة الأوكرانية باستخدام أسلحة ثقيلة. خلال هذه الفترة، تسبب القصف بمقتل 80 شخصا وإصابة 249 آخرين بجروح». وتابع البيان أن القصف الأوكراني تسبب بتدمير وبأضرار لـ2155 مبنى من المباني السكنية في 31 مركزا سكنيا، فضلا عن تضرر 192 منشأة بنية تحتية مدنية.
على صعيد آخر، أعلن دينيس بوشيلين رئيس الانفصاليين في دونيتسك أنه «سيتم تحديد موعد الاستفتاء على انضمام الجمهورية إلى روسيا، بعد التحرير الكامل لأراضيها من القوات الأوكرانية». وأضاف أن «جهودنا الرئيسية، موجهة حاليا إلى التحرير الكامل لأراضي جمهورية دونيتسك الشعبية. وبمجرد تحرير جمهوريتنا ضمن حدودها الدستورية، سنعرف جميعا على الفور موعد الاستفتاء». وأشار بوشيلين إلى أن دونيتسك «تمتلك الخبرة في مجال إجراء الاستفتاءات، وتم فيها تنفيذ انتخابات رئيس الجمهورية والبرلمان».
في هذا السياق، أعلن رئيس الإدارة العسكرية المدنية التي شكلتها موسكو في زابوريجيا يفغيني باليتسكي أن سلطات المنطقة ترغب في إجراء استفتاء على الانضمام إلى روسيا في 11 سبتمبر (أيلول) المقبل. وقال في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية: «نحن الآن بحكم القانون لسنا جزءا من روسيا، ولكن بالطبع نعمل على الوصول إلى هذا الهدف».
على صعيد التطورات الميدانية، أعلن رومان ستاروفويت حاكم منطقة كورسك الروسية عن تعرض عدد من البلدات الحدودية لقصف من جانب القوات المسلحة الأوكرانية. وكتب في قناته على «تليغرام» أن «الوضع متوتر مرة أخرى، العدو يقصف القرى الحدودية». يذكر أن 6 أحياء من منطقة كورسك تقع على الحدود مع منطقة سومي الأوكرانية، وتعرضت البلدات الحدودية إلى قصف مدفعي أكثر من مرة خلال الشهرين الأخيرين.
إلى ذلك، تباينت المعطيات في بيلاروسيا، الخميس، حول وقوع انفجارات قرب مطار عسكري قريب من الحدود مع أوكرانيا. ونفى الجيش البيلاروسي، صحة معطيات تناقلتها وسائل إعلام بشأن وقوع التفجيرات ليل الخميس بالقرب من المطار العسكري في منطقة غومال في جنوب شرقي البلاد.
وأوضحت وزارة الدفاع البيلاروسية، في بيان، أنه في «العاشر من أغسطس، ونحو الساعة 23.00 وخلال جولة مراقبة، اشتعلت النيران في عربة بعد أن تم تغيير محركها (..). وتمت السيطرة سريعاً على النيران، ولم يصب أحد». لكن قناة بيلاروسية تنشط على «تليغرام» ومتخصصة في مراقبة النزاع الروسي - الأوكراني، أكدت في وقت سابق أن «ثمانية انفجارات على الأقل» وقعت بالقرب من المطار العسكري. وقال فراناك فياكوركا، مستشار رئيس المعارضة البيلاروسية المنفي، إنه غالباً ما تكون هناك طائرات متوقفة في هذا المطار. وكتب على حسابه في موقع «تويتر» أنه «لا يوجد تأكيد» حتى الآن بأن التفجيرات يمكن أن تكون مرتبطة بالمناورات الروسية في بيلاروسيا.
وبيلاروسيا حليف أساسي لموسكو، ومنح الرئيس ألكسندر لوكاشينكو أراضي بلاده للجيش الروسي ليستعملها كقاعدة للهجوم على أوكرانيا.
على صعيد حصيلة عمليات الساعات الـ24 الماضية، فقد أعلنت الدفاع الروسية أن قواتها دمرت مروحية أوكرانية من طراز «مي - 24» فوق مقاطعة دنيبروبيتروفسك، وسبع طائرات من دون طيار في مناطق متفرقة. وقال الناطق العسكري إيغور كوناشينكوف إن ضربات جوية وصاروخية ومدفعية روسية استهدفت خلال اليوم الماضي 20 مركز قيادة، و8 مستودعات للذخيرة، ومستودع أسلحة للصواريخ والمدفعية في منطقة خاركوف، ونظام توجيه لصواريخ «إس - 300» المضادة للطائرات في منطقة كراماتورسك، بالإضافة إلى 264 منطقة تجمع للقوات والأسلحة والمعدات الأوكرانية. وأشار المتحدث إلى أنه نتيجة للعمليات الهجومية النشطة للقوات المشتركة، تم القضاء على أكثر من 50 في المائة من الأفراد في كل من اللواءين الميكانيكيين 14 و66 الأوكرانيين على محوري أرتيوموفسك وأفديفسكا في دونيتسك.


مقالات ذات صلة

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أوروبا صورة تظهر حفرة بمنطقة سكنية ظهرت بعد ضربة صاروخية روسية في تشيرنيهيف الأوكرانية (رويترز)

روسيا تعلن اعتراض 8 صواريخ أميركية الصنع أُطلقت من أوكرانيا

أعلن الجيش الروسي اليوم (السبت)، أنه اعترض 8 صواريخ أميركية الصنع أطلقتها أوكرانيا في اتجاه أراضيه.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا رجال إنقاذ أوكرانيون في موقع هجوم مسيّرة روسية بكييف (إ.ب.أ)

مقتل 5 أشخاص على الأقل بهجمات متبادلة بين روسيا وأوكرانيا

أسفرت هجمات روسية بمسيّرات وصواريخ على أوكرانيا، يوم الجمعة، عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقلّ، في حين قُتل شخصان في ضربات أوكرانية طالت مناطق روسية.

«الشرق الأوسط» (موسكو - كييف)
أوروبا ترمب وزيلينسكي (أ.ف.ب)

زيلينسكي: ترمب قادر على وقف بوتين

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمس الخميس إن بمقدور الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب أن يحسم نتيجة الحرب المستعرة منذ 34 شهرا مع روسيا،

«الشرق الأوسط» (كييف)
أوروبا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (قناة تلغرام)

زيلينسكي: عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترمب قد يساعد في إنهاء حرب أوكرانيا

اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس أن عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يساعد على إنهاء الحرب مع روسيا.

«الشرق الأوسط» (كييف )
أوروبا صورة من مقطع فيديو نشرته وزارة الدفاع الروسية 7 نوفمبر 2024 يُظهر جنوداً من الجيش الروسي خلال قتالهم في سودجانسكي بمنطقة كورسك (أ.ب)

روسيا: كبّدنا القوات الأوكرانية خسائر جسيمة على محور كورسك

أعلنت وزارة الدفاع الروسية، في بيان، اليوم الخميس، أن الجيش الروسي استهدف القوات المسلحة الأوكرانية بمقاطعة كورسك، وكبّدها خسائر فادحة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
TT

«أكسيوس»: بايدن ناقش خططاً لضرب المواقع النووية الإيرانية

الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)
الرئيس الأميركي جو بايدن (رويترز)

قدّم مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان للرئيس جو بايدن خيارات لـ«هجوم أميركي محتمل» على المنشآت النووية الإيرانية، إذا «تحرك الإيرانيون نحو امتلاك سلاح نووي» قبل موعد تنصيب دونالد ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقالت ثلاثة مصادر مطّلعة لموقع «أكسيوس» إن سوليفان عرض تفاصيل الهجوم على بايدن في اجتماع - قبل عدة أسابيع - ظلت تفاصيله سرية حتى الآن.

وقالت المصادر إن بايدن لم يمنح «الضوء الأخضر» لتوجيه الضربة خلال الاجتماع، و«لم يفعل ذلك منذ ذلك الحين». وناقش بايدن وفريقه للأمن القومي مختلف الخيارات والسيناريوهات خلال الاجتماع الذي جرى قبل شهر تقريباً، لكن الرئيس لم يتخذ أي قرار نهائي، بحسب المصادر.

وقال مسؤول أميركي مطّلع على الأمر إن اجتماع البيت الأبيض «لم يكن مدفوعاً بمعلومات مخابراتية جديدة ولم يكن المقصود منه أن ينتهي بقرار بنعم أو لا من جانب بايدن».

وكشف المسؤول عن أن ذلك كان جزءاً من مناقشة حول «تخطيط السيناريو الحكيم» لكيفية رد الولايات المتحدة إذا اتخذت إيران خطوات مثل تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء 90 في المائة قبل 20 يناير (كانون الثاني).

وقال مصدر آخر إنه لا توجد حالياً مناقشات نشطة داخل البيت الأبيض بشأن العمل العسكري المحتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية.

وأشار سوليفان مؤخراً إلى أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من أن تسعى إيران، التي اعتراها الضعف، إلى امتلاك سلاح نووي، مضيفاً أنه يُطلع فريق ترمب على هذا الخطر.

وتعرض نفوذ إيران في الشرق الأوسط لانتكاسات بعد الهجمات الإسرائيلية على حليفتيها حركة «حماس» الفلسطينية وجماعة «حزب الله» اللبنانية، وما أعقب ذلك من سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في سوريا.

وقال سوليفان لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «القدرات التقليدية» لطهران تراجعت؛ في إشارة إلى ضربات إسرائيلية في الآونة الأخيرة لمنشآت إيرانية، منها مصانع لإنتاج الصواريخ ودفاعات جوية. وأضاف: «ليس من المستغرب أن تكون هناك أصوات (في إيران) تقول: (ربما يتعين علينا أن نسعى الآن لامتلاك سلاح نووي... ربما يتعين علينا إعادة النظر في عقيدتنا النووية)».

وقالت مصادر لـ«أكسيوس»، اليوم، إن بعض مساعدي بايدن، بمن في ذلك سوليفان، يعتقدون أن ضعف الدفاعات الجوية والقدرات الصاروخية الإيرانية، إلى جانب تقليص قدرات وكلاء طهران الإقليميين، من شأنه أن يدعم احتمالات توجيه ضربة ناجحة، ويقلل من خطر الانتقام الإيراني.

وقال مسؤول أميركي إن سوليفان لم يقدّم أي توصية لبايدن بشأن هذا الموضوع، لكنه ناقش فقط تخطيط السيناريو. ورفض البيت الأبيض التعليق.