تبرعت الولايات المتحدة بـ24 ناقلة جند مدرعة لبعثة حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، يوم الخميس، بعد ثلاثة أشهر من الهجوم الأكثر دموية منذ سنوات على البعثة التي تدعمها واشنطن.
وقال السفير الأميركي في الصومال لاري أندرو، الذي حضر حفل تسليم الناقلات في العاصمة مقديشو، مع كبار المسؤولين في بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية في الصومال، إن الناقلات ستدعم الاتحاد الأفريقي وتمكّن قواته من محاربة جماعة الشباب المتشددة، وحماية الجنود من القنابل المزروعة على جوانب الطرق. وأضاف أندري أن «التعبير عن دعمنا، من بين طرق أخرى، هو التبرع بهذه المركبات للمساعدة في حماية قوات الاتحاد الأفريقي، وفي هذه الحالة الوحدة العسكرية الجيبوتية، وهي تسير على طرق الصومال التي غالباً ما تكون محاصَرة بأدوات متفجرة خطيرة توضع هناك لإيذاء أولئك الذين يسعون فقط لمساعدة الصومال». وسوف تستخدم كتيبة جيبوتي المركبات في عمليات عسكرية مشتركة مع الجيش الوطني الصومالي، في بلدوين وحولها، عاصمة منطقة حيران وسط الصومال.
وأعربت فيونا لورتان، المسؤولة الكبيرة بالاتحاد الأفريقي، عن شكرها لهذه المساعدة الأميركية، قائلة إنها وصلت في الوقت المناسب حيث تعيد البعثة تشكيل قواتها ومعداتها.
وتقاتل حركة «الشباب» التابعة لتنظيم «القاعدة»، الحكومة الصومالية والاتحاد الأفريقي الذي نشر قوات حفظ السلام في الصومال، منذ 15 عاماً، حيث تسعى لإقامة دولة إسلامية متشددة على نموذج «طالبان» في أفغانستان. وفي مايو (أيار)، هاجم مقاتلون من الحركة، قاعدة للاتحاد الأفريقي في منطقة شبيلي الوسطى بالصومال، مستخدمين انتحاريين فجّروا ثلاث سيارات مفخخة. ثم قصفوا القاعدة بنيران كثيفة وقذائف صاروخية، مما أسفر عن مقتل العشرات من قوات حفظ السلام من دولة بوروندي. ويأتي الدعم العسكري الأميركي في الوقت الذي أعلن فيه الرئيس الصومالي الجديد، حسن شيخ محمود، عزمه على شن حرب عسكرية واقتصادية وآيديولوجية ضد حركة «الشباب». وقال الجيش الصومالي إنه نفّذ عملية ضد الحركة في منطقة حيران بوسط الصومال هذا الأسبوع، مما أسفر عن مقتل 30 من مقاتليها. وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قد أذن في مايو الماضي، بإعادة نشر القوات الأميركية في الصومال للمساعدة في محاربة التنظيم، بعدما سحب سلفه دونالد ترمب، في الشهر الأخير من رئاسته، نحو 700 جندي أميركي.
- موسكو في أفريقيا الوسطى
من جهة أخرى، قال ألكسندر إيفانوف، المدير العام لعمليات «اتحاد ضباط الأمن الدولي الروسي»، إن موسكو ستزيد عدد المدربين الروس في وكالات إنفاذ القانون في جمهورية أفريقيا الوسطى، «بناءً على طلب قيادة البلاد». وقال: «لقد تلقينا بالفعل طلباً من قيادة جمهورية أفريقيا الوسطى لتكثيف تدريب قوات الأمن من أجل زيادة تعزيز أمن المدنيين في جميع أنحاء البلاد». وأضاف: «لقد درسنا هذا الطلب ووافقنا على توسيع التعاون». وحسب المسؤول الروسي، سيشارك المزيد من المدربين الروس في تدريب الجيش والشرطة والدرك.
وفي أوائل عام 2018، أرسلت روسيا أول مدربيها العسكريين إلى جمهورية أفريقيا الوسطى بناءً على طلب الحكومة. واعتباراً من فبراير (شباط) 2022 كان ما مجموعه 1135 مدرباً روسياً يعملون في البلاد. وتقول موسكو إن المدربين الروس ليسوا متورطين في الأعمال العدائية وتم نشرهم بإخطار من مجلس الأمن الدولي. وغرقت الدولة الأفريقية في أزمة أمنية بعد انقلاب عام 2013 أعقبته أعمال عنف بين مقاتلي سيليكا ذات الأغلبية المسلمة والمقاتلين المسيحيين. ووقّعت الحكومة وقادة 14 جماعة مسلحة اتفاق سلام في فبراير 2019 لإنهاء القتال. وفي فبراير الماضي، قال سفير جمهورية أفريقيا الوسطى لدى روسيا، لوكالة «سبوتنيك» إن الحكومة تسيطر على نحو 95 في المائة من أراضي البلاد، لكنّ المتمردين في بعض المناطق لا يزالون يقاومون السلطات الرسمية.