صعدت موسكو حملاتها المتواصلة على واشنطن على خلفية استمرار الإمدادات العسكرية الأميركية إلى أوكرانيا، وبروز مؤشرات إلى انخراط أميركي أوسع في الحرب بشكل مباشر عبر المساعدة في توجيه الهجمات الصاروخية لكييف على مواقع الروس. واتخذت الحملة الروسية اليوم (الخميس)، بعداً جديداً مع اتهام واشنطن بأنها عملت على تطوير نسخ محدّثة من «فيروس كورونا».
وقال إيغور كيريلوف، قائد قوات الحماية من الأسلحة الإشعاعية والكيماوية والبيولوجية في وزارة الدفاع الروسية، إن «فيروس كورونا تم تصنيعه وباحتمال كبير بتدخل أميركي عن طريق التكنولوجيا الحيوية». وأضاف أن «تطور جائحة كوفيد - 19 يشير إلى طبيعته المتعمدة وإلى مشاركة الولايات المتحدة في ذلك». وأضاف: «ندرس احتمال أن تكون الوكالة الأميركية للتنمية الدولية متورطة في ظهور فيروس كورونا جديد».
واستند الدبلوماسي الروسي في اتهاماته إلى تقارير نُشرت في مايو (أيار) ودلّت على أن فيروس كورونا «تم إنشاؤه بشكل مصنّع ووفق ترجيحات عالية باستخدام التطورات الأميركية في التكنولوجيا الحيوية». وزاد كيريلوف أنه «وفقاً لخبرائنا، يتضح هذا من خلال تنوع المتغيرات الجينية، وهو أمر غير معهود بالنسبة لمعظم فيروسات كورونا، مما يتسبب بحدوث اختلافات كبيرة في معدل الوفيات والعدوى، فضلاً عن الطبيعة غير المتوقعة لعملية الوباء ككل».
وأفاد بأنه «تم تصدير أكثر من 16000 عينة بيولوجية، بما في ذلك عينات الدم والمصل، من أوكرانيا إلى الولايات المتحدة والدول الأوروبية»، مشيراً إلى أن هذه العينات استُخدمت في تطوير النسخة المحدَّثة من الفيروس.
وأضاف كيريلوف أنه منذ العام 2009 موّلت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية برنامج التوقع الذي درس أنواعاً جديدة من فيروسات «كورونا» وأسر الخفافيش التي تحمل هذه الفيروسات. وأضاف أن «شركة (ميتابيوتا) كانت من بين المتعاقدين في المشروع والمعروفة بأنشطتها العسكرية البيولوجية على أراضي أوكرانيا».
ميدانياً، أعلنت القوات الروسية أنها حققت مكاسب خلال معارك شرسة في دونباس. وقال الناطق العسكري إيغور كوناشينكوف، إنه نظراً للخسائر الفادحة انسحبت كتائب أوكرانية كثيرة من مواقعها قرب سوليدار وأفديفكا وباخموت. في المقابل، قالت هيئة الأركان العامة للجيش الأوكراني في نشرتها اليومية، إن الوضع طبيعي في هذه الأماكن.
وكانت تقارير قد أشارت إلى تكبد الطرفين الروسي والأوكراني خسائر فادحة أمس، في المواجهات الضارية على أطراف منطقة دونباس، ولفتت إلى أن القتال وقع حول قرية بيسكي الواقعة على الغرب من مطار دونيتسك السابق، وأعلن الانفصاليون الموالون لموسكو السيطرة على مواقع جديدة. وحسب المصادر الأوكرانية فقد تعرضت بلدتا مارينكا وكراسنوهوريفكا، بجنوب غربي دونيتسك لقصف كثيف مؤخراً. وبالإضافة لذلك، تم قصف وسط مدينة أفدييفكا.
في المقابل أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أكثر من 400 عسكري أوكراني قُتلوا، إضافةً إلى 130 عنصراً مسلحاً من القوميين المتطرفين بضربات فائقة الدقة من القوات الجوية التابعة للجيش الروسي. وأوضح كوناشينكوف، في إيجاز صحافي يومي أن القوات المسلحة الروسية تواصل عمليتها العسكرية الخاصة في أوكرانيا، ونتيجة للضربات الجوية بأسلحة فائقة الدقة على مواقع اللواء الآلي رقم 92 بالقرب من مدينة خاركيف، تم تحييد ما يصل إلى 130 عسكرياً و13 عربة مصفحة. كما أُصيبت نقطة انتشار مؤقتة لوحدات لواء الهجوم رقم 95، المحمولة جواً، في منطقة قرية «كونستانتينوفكا» في دونيتسك، التي شهدت سقوط العدد الأكبر من أفراد القوات المسلحة الأوكرانية، بالإضافة إلى تدمير 20 وحدة من المعدات العسكرية.
الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي (د.ب.أ)
على صعيد متصل، حذرت أوكرانيا (الخميس) من أن روسيا بدأت تشكيل قوة عسكرية هجومية هدفها كريفي ريه، وهي مسقط رأس الرئيس فولوديمير زيلينسكي. وقالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن القوات الروسية منخرطة في نشاط عسكري كبير، إذ تطلق النار من الدبابات وتشن قصفاً مدفعياً في عدة أجزاء من أوكرانيا. وقال دميترو جيفيتسكي، حاكم منطقة سومي على الحدود مع روسيا، إن ثلاث بلدات تعرضت خلال اليوم السابق، لقصف القوات الروسية والتي أطلقت 55 صاروخاً في المجمل. ولم تقع إصابات، لكن تضررت منازل ومبانٍ تجارية. وأضاف جيفيتسكي أن ثماني قذائف مدفعية أصابت مناطق سكنية في كراسنوبيلسكا.
ورأى مستشار الرئاسة الأوكرانية أوليكسي أريستوفيتش أن الهدف الرئيسي للهجوم الروسي في الشرق كان إجبار أوكرانيا على صرف انتباه القوات عن المنطقة التي تشكل خطراً حقيقياً وهي زابوريجيا.
إلى ذلك، حض الرئيس الأوكراني زيلينسكي بكين على استخدام نفوذها السياسي والاقتصادي الهائل على موسكو لوضع حد للقتال. وقال في مقابلة صحافية: «إنها (الصين) دولة قوية جداً، واقتصاد قوي... لذا فإن بوسعها التأثير على روسيا سياسياً واقتصادياً. كما أنها عضو دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وفي سياق متصل يشارك أكثر من 250 عسكرياً من بيلاروسيا في مناورة عسكرية كبرى تنطلق في روسيا نهاية أغسطس (آب).
وذكرت وكالة الأنباء الحكومية البيلاروسية (الخميس)، أنه سيتم إيفاد عسكريين من لواء مشاة ميكانيكي من المنطقة العسكرية الغربية إلى روسيا للمشاركة في مناورات «فوستوك 2022» (الشرق 2022). وكانت قوات من الجانبين قد أجرت تدريبات مشتركة قبيل بداية الحرب. وكانت تلك التدريبات قد جرت في بيلاروسيا، في ظل حشد للقوات الروسية على طول الحدود الأوكرانية. إلا أن تدريبات «فوستوك» ستُجرى في الشرق الأقصى الروسي. ومن المقرر أن تنطلق في الثلاثين من أغسطس (سير) وتستمر حتى الخامس من سبتمبر (أيلول).
ومعروف أن بيلاروسيا حليف مهم لروسيا. وتعد تدريبات «فوستوك» من أكبر التدريبات العسكرية الروسية. وشارك في نسخة 2018 منها ما يقرب من 300 ألف عسكري روسي، إلى جانب وحدات من منغوليا والصين. ولفتت وزارة الدفاع الروسية إلى أن المناورة المرتقبة لا علاقة لها بالعملية العسكرية الدائرة في أوكرانيا. ولم يتم الإعلان بعد عن عدد القوات الروسية المشاركة في «فوستوك» هذا العام.
اتهامات روسية لواشنطن بتطوير «فيروس كورونا»
أوكرانيا تحذّر من هجوم روسي جديد... وموسكو تعلن تحقيق تقدم ميداني في دونباس
اتهامات روسية لواشنطن بتطوير «فيروس كورونا»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة