قاد المدير الفني البلجيكي فينسنت كومباني نادي بيرنلي للحصول على أول 3 نقاط له في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم، بعد الفوز في الجولة الافتتاحية على هدرسفيلد تاون بهدف دون رد، يوم الجمعة الماضي. إنه مدير فني جديد يلعب بأسلوب جديد ويشرف على فريق مختلف تماماً عن ذلك الفريق الذي لعب لستة مواسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، تحت قيادة شون دايك، ويدرك جيداً أن الظروف المالية لناديه قد تغيرت تماماً عما كانت عليه في السابق.
وقال أسطورة مانشستر سيتي والمدير الفني السابق لأندرلخت، قبل الجولة الافتتاحية لفريقه أمام هدرسفيلد تاون، إنه واثق من قدرة فريقه على الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز؛ لكنه لا يقدم أي ضمانات على ذلك؛ خصوصاً بعدما فقد النادي جهود عدد من اللاعبين الأساسيين، واضطر إلى سداد جزء كبير من قرض قيمته 65 مليون جنيه إسترليني تم الحصول عليه كجزء من استحواذ مجموعة «إيه إل كيه كابيتال» على النادي، بعد هبوطه لدوري الدرجة الأولى في مايو (أيار).
كومباني مدرب بيرنلي الجديد واثق من العودة للممتاز (غيتي)
يشرح المدير الفني البارز لبيرنلي وجهة نظره بكل تواضع قائلاً: «هذا يعني أنه يتعين علينا التأكد من عدم التراجع كثيراً. المشكلة هي أن الجمهور يطالب بعودة الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز بسرعة الآن. من المؤكد أن الجماهير ستكون سعيدة للغاية في حال حدوث ذلك؛ لكن كل فريق كبير يهبط ويواصل التراجع يواجه ظروفاً صعبة للغاية. لا يمكنني تغيير ما حدث؛ لكن كل ما يمكنني فعله هو العمل والبحث عن حلول للتقدم إلى الأمام. والحل هو التأكد من عدم السقوط بشكل كبير».
ويضيف: «يتعين علينا التأكد من تطور قيمة هؤلاء اللاعبين على أرض الملعب أو تطورهم لإعادة الفريق إلى الدوري الإنجليزي الممتاز».
ويردد كومباني بانتظام كلمة «القيمة»، للتركيز على أهميتها وتعظيمها وعدم فقدانها. وقد رحل 16 لاعباً عن بيرنلي منذ نهاية الموسم الماضي؛ لكن 3 منهم فقط رحلوا بمقابل مادي، وهم حارس مرمى المنتخب الإنجليزي نيك بوب، وناثان كولينز، ودوايت مكنيل الذي انتقل إلى إيفرتون مقابل رسوم قد تصل إلى 20 مليون جنيه إسترليني. ومن المتوقع أيضاً أن يرحل ماكسويل كورنيت. لقد انتهت عقود عدد كبير من اللاعبين في الوقت نفسه. وتعاقد بيرنلي مع المدافع البرازيلي فيتينو من سيركل بروج، ليرتفع بذلك عدد اللاعبين الجدد الذين ضمهم الفريق إلى 9 لاعبين، وجميعهم بمقابل مادي بسيط، على سبيل الإعارة أو في صفقات انتقال حر.
يقول كومباني: «أعتقد أنك رأيت ذلك يحدث خلال فترة الانتقالات؛ أندية تهبط، وأجور كبيرة، وتعاقد مع لاعبين بأسعار باهظة من دون قيمة عند إعادة البيع، ثم تعلم ما سيحدث بالطبع بعد ذلك! هذه ليست أنواع الصفقات التي أبرمناها. لقد عقدنا صفقات حاولنا أن نكون فيها أذكياء. لا يمكنك أن تلومنا على المحاولة. نحاول إجراء صفقات لا نتعرض فيها للجوانب السلبية إذا لم نتمكن من الصعود للدوري الإنجليزي الممتاز هذا الموسم. إذا نجح الأمر فسيكون ذلك رائعاً؛ لكن إذا لم نتمكن من الصعود فستكون أمامنا فرصة للعودة مرة أخرى».
ويؤكد المدير الفني البلجيكي البالغ من العمر 36 عاماً، أنه كان على علم تام بخطة بيرنلي طويلة المدى، والواقع المالي للنادي عند عودته إلى الشمال الغربي لإنجلترا قادماً من بلجيكا.
ويقول: «قلت إن الأمر يبدو مألوفاً، فقد عملت في مثل هذه الظروف هناك (مع أندرلخت). إنني ألقي نظرة على أندية مثل برنتفورد وبرايتون التي تمكنت من الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. وسأكون أول من يدفع الجميع للأمام. أي شخص يعرفني، أو يراني فقط وأنا ألعب مباراة ودية مع أفراد طاقم التدريب الخاص بي، يعرف مدى رغبتي في تحقيق الفوز في كل ما أفعله؛ لكنني رجل واقعي ولا أعيش الوهم، وأحاول أن أكون عملياً أيضاً».
لقد استغل كومباني علاقاته بمانشستر سيتي للتعاقد مع 3 لاعبين من ناديه السابق (إيغان رايلي، وحارس المرمى أريانيت موريك مقابل رسوم غير معلنة، وتايلور هاروود بيليس على سبيل الإعارة) بالإضافة إلى فيتينو، وصامويل باستيان، وجوش كولين.
يقول كومباني: «إذا نظرت إلى خلفية معظم اللاعبين، فسترى على الأرجح أنهم لعبوا في مرحلة ما لمانشستر سيتي أو مانشستر يونايتد أو ليفربول أو آرسنال. لا يوجد كثير من اللاعبين في كرة القدم العالمية الذين لم يكونوا متعاقدين مع هذه الأندية. وبمجرد الهبوط للعب في دوري الدرجة الأولى، يصبح الأمر أكثر أهمية للعمل مع الأندية الكبيرة في الشمال الغربي لإنجلترا، ومعرفة ما إذا كان بإمكاننا الاستفادة من ذلك».
ويضيف: «في هذه اللحظة يساعدنا ذلك كثيراً؛ لكن طموحنا هو أن نكون مستقلين تماماً ومكتفين ذاتياً، وأن نسير خطوة بخطوة. لقد جئت إلى هنا من أجل بيرنلي، وهذه هي وظيفتي. لقد بذلت كل شيء من أجل مانشستر سيتي أثناء وجودي هناك؛ لكني أريد أن يشعر الناس هنا في بيرنلي بالاطمئنان إلى أنني سأتعامل مع هذه الوظيفة بالطريقة نفسها. لا توجد خطة أكبر من القيام بالشيء الصحيح من أجل بيرنلي».
وبهدف من لاعبه إيان ماتسن، افتتح بيرنلي الهابط حديثاً بعد 6 أعوام في الدوري الممتاز مشواره بالدرجة الأولى، بحصد 3 نقاط على حساب مضيفه هدرسفيلد.
وشهدت تشكيلة بيرنلي تغييرات كثيرة خلال الصيف الحالي؛ إذ غادر عدة لاعبين الفريق من أجل البقاء في دوري الأضواء، ومن بينهم الجناح دوايت مكنيل والمدافعان بن ميي وناثان كولينز الذين بقوا في الدوري الممتاز. وبعد المباراة أكد كومباني: «أكرر القول في كل يوم أن المهم هو العمل الجاد والأسلوب، وهذا يتقدم على الموهبة بالنسبة لي في بيرنلي الآن».
وأضاف قائد مانشستر سيتي السابق قوله: «لم نحقق شيئاً بعد؛ لكنها خطوة في الاتجاه الصحيح تكشف عما يمكننا القيام به».
ويؤمن كومباني بقدرته على إعادة بيرنلي للدرجة الممتازة، وقد قبل التحدي عندما قرر الانفصال عن أندرلخت الشهر الماضي، بعدما قضى موسمين معه مدرباً؛ حيث التحق بالنادي في 2019 لاعباً ومدرباً معاً، قبل اعتزال اللعب في 2020.
وقاد كومباني أندرلخت لإحراز المركز الثالث في الدوري البلجيكي الموسم الماضي، وتأهل للعب في أوروبا وبلغ نهائي كأس بلجيكا. وقال كومباني: «بيرنلي هو حقاً فريق إنجليزي عريق، وهذا شرف لي أن أتولى تدريب فريقه الأول. أنا متحمس لهذا التحدي».
وأضاف: «أتطلع إلى العمل مع اللاعبين، وتكوين تشكيلة إيجابية وقادرة على الفوز من أجل مشجعينا عند العودة إلى ملعب تيرف مور».
وتابع: «أنا معجب برؤية الإدارة بخصوص النادي وهي تتوافق مع رؤيتي؛ حيث سنخوض موسماً مهماً».
وأقيل دايك قبل نهاية الموسم الماضي، وتولى مايك جاكسون المسؤولية بشكل مؤقت؛ لكنه أخفق في البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز بعدما احتل المركز 18 برصيد 35 نقطة من 38 مباراة. ويحمل كومباني خبرة عريضة في الملاعب الإنجليزية؛ حيث كان قائداً لمانشستر سيتي وأحرز معه لقب الدوري الممتاز 4 مرات، إلى جانب لقبين في كأس الاتحاد وأربعة ألقاب في كأس الرابطة.