أيمن الظواهري... مسيرة جراح «هادئ» أصبح إرهابياً دولياً

الظواهري في خوست الأفغانية عام 1998 (أ.ب)
الظواهري في خوست الأفغانية عام 1998 (أ.ب)
TT

أيمن الظواهري... مسيرة جراح «هادئ» أصبح إرهابياً دولياً

الظواهري في خوست الأفغانية عام 1998 (أ.ب)
الظواهري في خوست الأفغانية عام 1998 (أ.ب)

يعد زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري (71 عاماً) الذي أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، مساء الاثنين، مقتله بغارة أميركية على كابل السبت الماضي، أحد أبرز قادة الإرهاب الدولي في العقود الماضية. فالجراح المصري الأصل من أبرز مؤسسي تنظيم «القاعدة» وكان مسؤولاً عن هجمات عدة في آسيا وأفريقيا وبعض دول الأوروبية. وبعد هجمات 11 سبتمبر، عرضت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها 25 مليون دولار مقابل معلومات استخباراتية تؤدي إلى القبض عليه.
ويتحدر الظواهري من عائلة مصرية من الطبقة الوسطى تمتعت بسمعة كبيرة في مجالات عدة حيث كان والده محمد ربيع الظواهري طبيباً بارزاً وأستاذاً بجامعة القاهرة. كما كان أحد أجداده الشيخ محمد الأحمدي الظواهري الإمام الأكبر الرابع والثلاثين للأزهر. ووالدة أيمن الظواهري هي أميمة عزام التي تتحدر من عائلة نشطة سياسياً، وهي ابنة عبد الوهاب عزام الذي شغل منصب رئيس جامعة القاهرة، وشقيقه هو عزام باشا الأمين العام الأول لجامعة الدول العربية (1945- 1952).
ولد الظواهري في عام 1951 في القاهرة، وله أخت توأم هي هبة محمد الظواهري وأخ أصغر هو محمد الظواهري، وتعمل شقيقته أستاذة لطب الأورام في المعهد القومي للسرطان بجامعة القاهرة. أما شقيقه فقد عمل في منظمة «الإغاثة الإسلامية الدولية» في البوسنة وكرواتيا وألبانيا وتم اعتقاله عام 2000 في الإمارات وتم تسليمه لمصر حيث حكم عليه بالإعدام بعد إدانته بالعمل لجماعة «الجهاد» التي خططت ونفذت مجموعة من العمليات الارهابية. لكن بعد ثورة 2011 التي أطاحت حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، تم إطلاق سراح الظواهري ليُعاد اعتقاله في أغسطس (آب) 2013 بعد إطاحة حكم «الإخوان المسلمين».
ووفق المعلومات المتوافرة عن طفولة الظواهري وشبابه، فإنه كان «هادئاً» ومجتهداً في دراسته ومحباً للقراءة والشعر، ودرس الطب في جامعة القاهرة وتخرج عام 1974 بدرجة جيد جداً، كما حصل على درجة الماجستير في الجراحة.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1554437817094356992
إعجاب بأفكار سيد قطب
بعد انضمامه لجماعة «الإخوان المسلمين» في فترة المراهقة، أعجب الظواهري بأفكار سيد قطب. وبعد إعدام الأخير في 1966، ساعد الظواهري مع أربعة طلاب في تشكيل خلية سرية بهدف قلب نظام الحكم و«إقامة دولة إسلامية». هذه الخلية كانت النواة لتنظيم «الجهاد» الذي سيتورط في عشرات العمليات الإرهابية في مصر.
وفي عام 1981، كان الظواهري واحداً من مئات المعتقلين في أعقاب اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات. وتعرض، كما يقول محاميه منتصر الزيات، للتعذيب في السجون المصرية وارتبط اسمه أيضاً بتفجير انتحاري لمحاولة اغتيال وزير الداخلية حسن الألفي. كما خطط لمحاولة اغتيال رئيس الوزراء الراحل عاطف صدقي.
وسافر الظواهري الي السعودية في عام 1985 للعمل طبيباً في جدة. ومع بدايات تأسيس «القاعدة»، أصبح المستشار الشخصي لزعيم التنظيم أسامة بن لادن الذي التقي به للمرة الأولى في جدة عام 1986. وفي عام 1993، سافر الظواهري الي الولايات المتحدة حيث القي الكثير من الخطب في مساجد بولاية كاليفورنيا تحت اسم مستعار هو «عبد المعز».
وخطط الظواهري لهجوم على السفارة المصرية في إسلام آباد في باكستان عام 1995. وفي عام 1998، تم إدراج اسم الظواهري على لائحة الاتهام في الولايات المتحدة لدوره في تفجير السفارتين الأميركيتين في دار السلام بتنزانيا ونيروبي بكينيا، ليفر مع بن لادن من كابل إلى جبال تورا بورا.
وفي عام 2001، ظهر اسم الظواهري على القائمة الأميركية لأخطر 22 إرهابياً مطلوباً لمكتب التحقيقات الفيدرالية الأميركي في عهد الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الابن. كما ورد اسمه بين المتورطين في اغتيال رئيسة الوزراء الباكستانية السابقة بينظير بوتو عام 2007.
وللظواهري أربع زوجات، انجبت الأولى (عزة) منه أربع بنات وابناً (فاطمة وأميمة ونبيلة وخديجة ومحمد وعائشة). وقُتلت عزة ومحمد وعائشة في غارة جوية على أفغانستان شنتها القوات الأميركية في أعقاب هجمات 11 سبتمبر.
وخفت نجم التنظيم منذ مقتل بن لادن في 2011 بغارة أميركية. ثم لاحقاً بظهور تنظيم «داعش» الذي نافسه على التجنيد والاستقطاب بخطابه الأكثر دموية.



لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية... ولا نريد «هدنة ضعيفة» في أوكرانيا

TT

لافروف: العلاقات مع سوريا استراتيجية... ولا نريد «هدنة ضعيفة» في أوكرانيا

وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (لقطة من بث حي للمؤتمر الصحافي)
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف (لقطة من بث حي للمؤتمر الصحافي)

قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الخميس، إن قائد الإدارة الجديدة في سوريا، أحمد الشرع، «يصف العلاقات مع روسيا بأنها طويلة الأمد واستراتيجية، ونحن نتفق معه في ذلك».

وأبدى وزير الخارجية الروسي، خلال مؤتمر صحافي، تفهّمه لـ«المخاوف المشروعة لتركيا بشأن أمن المنطقة الحدودية مع سوريا».

وأضاف لافروف: «نحن نتفهم المخاوف المشروعة للقيادة التركية وشعبها بشأن الأمن على الحدود مع سوريا؛ حيث كانت هناك بالفعل حوادث متكررة تتعلق بهياكل إرهابية كانت تُثير أعمال شغب هناك»، وفق ما ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء.

وأكد لافروف أن المصالح الأمنية المشروعة لتركيا «يجب ضمانها، ولكن بطريقة تُحافظ فيها سوريا على سيادتها وسلامة أراضيها ووحدتها».

وقال لافروف: «إن القيادة التركية تدعم ذلك علناً»، واختتم وزير الخارجية الروسي بالقول: «ونحن ندعم ذلك».

هدنة ضعيفة

وبشأن الحرب في أوكرانيا، قال لافروف إن روسيا لا ترى جدوى في وقف إطلاق نار ضعيف لتجميد الحرب في أوكرانيا، لكن «موسكو تريد اتفاقاً ملزماً قانونياً من أجل سلام دائم، يضمن أمن كل من روسيا وجيرانها».

وأضاف: «الهدنة هي طريق إلى لا شيء»، مشيراً إلى أن موسكو «تشك في أن مثل هذه الهدنة الضعيفة ستستخدم ببساطة من قِبَل الغرب لإعادة تسليح أوكرانيا».

وتابع: «نحتاج إلى اتفاقات قانونية نهائية تُحدد جميع الشروط لضمان أمن الاتحاد الروسي، وبالطبع، المصالح الأمنية المشروعة لجيراننا».

ولفت لافروف النظر إلى أن موسكو ترغب في صياغة الوثائق القانونية بطريقة تضمن «استحالة انتهاك هذه الاتفاقات».