تجنباً لدفع التعويضات لجوني ديب... أمبر هيرد تعلن إفلاسها

وثائق جديدة تكشف عن مفاجآت في القضية

أمبر هيرد وزوجها السابق جوني ديب خلال قضية التشهير (أ.ب)
أمبر هيرد وزوجها السابق جوني ديب خلال قضية التشهير (أ.ب)
TT
20

تجنباً لدفع التعويضات لجوني ديب... أمبر هيرد تعلن إفلاسها

أمبر هيرد وزوجها السابق جوني ديب خلال قضية التشهير (أ.ب)
أمبر هيرد وزوجها السابق جوني ديب خلال قضية التشهير (أ.ب)

أعلنت الممثلة الأميركية أمبر هيرد إفلاسها، مشيرة إلى أنها غير قادرة تماماً على دفع التعويضات الباهظة التي تكلفتها في محاكمة التشهير التي رفعها ضدها زوجها السابق جوني ديب.
ووفقاً لصحيفة «ماركا» الإسبانية، فقد رفعت أمبر دعوى إفلاس في 21 يوليو (تموز) الماضي في محكمة فرجينيا، كما قدمت طلباً ببطلان الحكم الصادر بقضية التشهير، الذي يلزمها بدفع مبلغ 8.35 مليون دولار «بسبب افتقارها إلى الأموال الكافية».

وكان ديب قد رفع دعوى على زوجته السابقة لنشرها مقالاً في صحيفة «واشنطن بوست» سنة 2018 وصفت نفسها بأنها «شخصية عامة تشكّل نموذجاً للعنف الأسري».
ومع أن هيرد لم تذكر اسم جوني ديب صراحة فيما كتبته، اعتبر الممثل أن المقال شوّه سمعته وقوّض مسيرته المهنية، وطالب بتعويضات قدرها 50 مليون دولار.
واستمعت هيئة المحلفين منذ 11 أبريل (نيسان) الماضي إلى عشرات الساعات من الشهادات والتسجيلات الصوتية أو المرئية التي كشفت تفاصيل مروعة من حياة الزوجين بين 2011 و2016.
وفي نهاية المحاكمة، منح المحلفون ديب 10 ملايين دولار تعويضات و5 ملايين دولار تعويضات عقابية، قبل أن يخفض قاضي دائرة مقاطعة فيرفاكس بيني أزكاريت المبلغ الأخير إلى الحد القانوني للولاية وهو 350 ألف دولار.

من جهتها، فازت هيرد بواحدة من ثلاث دعاوى مضادة لها ضد زوجها السابق؛ حيث وجدت هيئة المحلفين أن ديب شوّه سمعتها من خلال وصف ادعاءاتها حول حادثة عام 2016 بأنها «كمين وخدعة».
وتم منح هيرد مليوني دولار تعويضات، لتترك الممثلة بمبلغ 8.35 مليون دولار يتوجب عليها دفعه.
ومطلع الشهر الماضي، تقدم محامو هيرد بطلب لإبطال الحكم الصادر ضدها في قضية التشهير، وقالوا في مذكرة من 43 صفحة إنه يجب إلغاء حكم هيئة المحلفين الخاص بهذه القضية، على أساس أنه «لم يكن مدعوماً بأدلة»، و«كان مبالغاً فيه».
وادعى المحامون أيضاً أن أحد أعضاء هيئة المحلفين لم يتم التدقيق في بياناته بشكل صحيح من قبل مسؤولي المحكمة. وأوضحوا قائلين: «جاء في الدعوى أن المحلف رقم 15 ولد في عام 1945، في حين أنه وفقاً لأوراقه الرسمية، فقد ولد في عام 1970». وأضافوا: «هذا التناقض يثير التساؤل عما إذا كان من المفترض أن يُسمح للمحلف رقم 15 بالعضوية في هيئة المحلفين».
وفي السياق ذاته، ذكرت صحيفة «ديلي بيست»، اليوم (الاثنين)، أنها حصلت على أكثر من 6000 صفحة من وثائق المحكمة في قضية ديب ضد هيرد، مشيرة إلى أن هذه الوثائق تكشف عن تفاصيل جديدة لم يتم إعلانها من قبل؛ حيث رفضت المحكمة الأخذ بها في القضية.
ووفقاً للصحيفة، فقد كشفت هذه الوثائق أن فريق ديب القانوني حاول تقديم «صور تظهر هيرد عارية» كدليل في إحدى النقاط التي ناقشتها القضية، وتفاصيل عن العلاقات الرومانسية السابقة لهيرد وشقيقتها ويتني هيرد هنريكيز.

علاوة على ذلك، فقد حاول محامو ديب التلميح إلى علاقة هيرد بوفاة صديقتها لوغان في حادث سيارة حين كانا في سن المراهقة، مشيرين إلى أن لديهم شكوكاً في قيادة هيرد للسيارة في ذلك اليوم، مستشهدين في ذلك بسحب رخصة القيادة الخاصة بها بعد الحادث بوقت قصير.
وادّعى فريق هيرد بأن هناك احتمالاً بأن يكون فريق ديب قد تلاعب بالتسجيلات الصوتية والصور ومقاطع الفيديو المعروضة على المحكمة. وتقدم فريقها بمطالبات عدة للحصول على الوثائق الأصلية، ولكن تم رفض هذه الطلبات.



طبلة تراثية وصيحات «حداثية»... المسحراتي في مصر يوقظ حنين الساهرين

المسحراتي يتجوَّل قبل الفجر في مصر خلال رمضان (الشرق الأوسط)
المسحراتي يتجوَّل قبل الفجر في مصر خلال رمضان (الشرق الأوسط)
TT
20

طبلة تراثية وصيحات «حداثية»... المسحراتي في مصر يوقظ حنين الساهرين

المسحراتي يتجوَّل قبل الفجر في مصر خلال رمضان (الشرق الأوسط)
المسحراتي يتجوَّل قبل الفجر في مصر خلال رمضان (الشرق الأوسط)

دقّات متتالية وصوت مُنادٍ يشدّان انتباه إلهام أمين (56 عاماً)، وهي تتابع مسلسلاً رمضانياً، فيجرّانها إلى ذكريات من عقود مضت، حين كانت طفلةً تنتظر المسحراتي لتخرج من منزلها في منطقة الحُسين (وسط القاهرة) برفقة أبناء وبنات حارتها وتتجوّل خلفه.

تقول لـ«الشرق الأوسط» من مكان إقامتها في منطقة الهرم (جنوب العاصمة): «في الماضي، كان للمسحراتي دور في إيقاظ النائمين، واليوم لا ينام الناس، ومع ذلك يظلُّ طَقْساً يردّنا إلى رمضان زمان».

استطاع المسحراتي في مصر الحفاظ على مكانته التاريخية رغم انتفاء دوره العملي، فمن خلال الهاتف الجوال يستطيع الصائم ضبط منبّهه والاستيقاظ للسحور، هذا إنْ كان نائماً؛ إذ بات من المُعتاد السهر في الشهر الكريم حتى مطلع الفجر.

ورغم ذلك، ينتظر الكبار والصغار المسحراتي، ويتفاعلون مع جولاته في مناطقهم، خصوصاً مع التنوّع الذي طال هذه الجولات، سواء في النغمات التي لا تقتصر فقط على دقّات للتنبيه، وإنما تشمل ألحاناً موسيقية وأناشيد، أو في هيئة المسحراتي، إذ تزيَّن بعضهم بالأضواء لجذب النظر والتفاعل.

بدورها، فُوجئت أميرة ظريف (21 عاماً)، المقيمة في حي بولاق الدكرور بمحافظة الجيزة، عند سماعها أول أيام رمضان صوتاً أنثوياً ينادي على الناس للسحور. وحين نظرت من الشرفة، وجدت عشرينيةً ترتدي عباءة وتُمسك طبلة؛ هي المسحراتية.

لم يطُل تعجُّبها من المشهد، وفق حديثها لـ«الشرق الأوسط»، قائلةً إنّ «الأطفال كانوا متفاعلين معها كما يتفاعلون مع المسحراتي الرجل، والحياة تطوَّرت، فدخلت النساء في جميع المجالات، فلِمَ لا يصلن إلى المسحراتي؟».

وتُخبر الشابة التي تدرس الحقوق، أنها تكون مُستيقظةً في كل مرة تأتي فيها المسحراتية، ويلتفّ حولها الأطفال في الحيّ الشعبي، أو ينظرون إليها من النوافذ، منتظرين أن تنادي أسماءهم، مضيفةً أنها «جزء من هوية رمضان، مثل المسلسلات ولمَّة الإفطار، فكلها ثوابت تُميّز الشهر وتُكسبه رونقاً خاصاً».

يتجوّل المسحراتي عادةً في الشوارع؛ يُنادي على الناس بالأسماء للاستيقاظ وتناول السحور، ويفعل ذلك في العادة نظيرَ مبالغ مالية بسيطة يُعطيها له الأهالي، وفي بعض المناطق تتحوّل المكافأة اليومية إلى «عيدية» عبارة عن مبلغ يحصل عليه المسحراتي في نهاية الشهر.

يتحمَّس لهذه الجولات عاملون في مِهن غير منتظمة، مثل «الديلفري» أو «النظافة»، ويصبح المسحراتي وقتها وسيلةً لكسب مبالغ إضافية أو كسبهم شهرة.

ورغم الشعبية الكبيرة للمسحراتي، يرى محمد سيد، وهو أبٌ لـ3 أبناء يقيم في منطقة حدائق الأهرام ويعمل في المجال الإعلامي، أنّ هذا التجوّل بات «وسيلة لكسب المال» بسبب كثرة العاملين به، ولانتفاء منطقه مع سهر الناس حتى الفجر، لكنه لا ينفي سعادة أطفاله بذلك.

وفي إحدى المناطق السكنية الجديدة بمنطقة حدائق أكتوبر، يتجوّل الشاب حسام ثابت، مُتلحّفاً بطبقات من الملابس للاحتماء من البرودة التي تشتدّ في المناطق الصحراوية. ويقول لـ«الشرق الأوسط» إنّ هدفه الوحيد من التجوّل هو إسعاد الأطفال، مشيراً إلى أنه «في العيد أيضاً، عقب الصلاة، أُنظّم حفلة للأطفال وأوزّع عليهم هدايا بسيطة».

يعمل ثابت عاملَ توصيل في النهار، من بين أعمال كثيرة مارسها من دون انتظام، مشيراً إلى أنه يبدأ جولته الليلية في شهر رمضان من الساعة الـ12 بعد منتصف الليل وتستمرّ ساعات.

مشواره مع كونه مسحراتياً، الذي يصفه بـ«الهواية»، ليس بالعمق عينه كما لدى حماد عبد العال؛ أحد كبار المسحراتية في محافظة الأقصر. يقول عبد العال (50 عاماً) لـ«الشرق الأوسط»، إنه يعمل مسحراتياً كل عام في رمضان منذ عقود، ويتفاعل معه كثيرون بمَن فيهم مسيحيون، موضحاً: «الكبار يطلبون مني النداء على أسماء أولادهم، وحتى الأطفال المسيحيون يفرحون بجولتي ويشاركون فيها وأنادي على أسمائهم».

يتجوّل الخمسيني في مناطق مختلفة، ويلاحظ تلك التي حاز فيها على «إعجاب وتفاعل أكبر» حتى يذهب إليها مرة أخرى، وفق قوله، مشيراً إلى أنه يحبّ الفنّ والمدح، ويمضي في جولته مُنشداً وذاكراً.

ويرى المسحراتي الذي يعمل موظفاً في هيئة النظافة أنّ جولته اختلف هدفها، «لكن يظلُّ دورنا مهماً وجزءاً من روح الشهر الكريم».