نصب مؤيدو «التيار الصدري» خياماً في قاعات «المجلس الوطني» (البرلمان) وسيروا مواكب عاشورائية، ونظموا موائد للطعام، في اليوم الثاني من اعتصامهم الذي ترافق مع مراسم اليوم الأول من عاشوراء.
وكان المئات من مؤيدي وأنصار زعيم «التيار الصدري» مقتدى الصدر اقتحموا، أول من أمس السبت، وللمرة الثانية خلال أقل من أسبوع، مقر البرلمان في «المنطقة الخضراء» تعبيراً عن اعتراضهم على مرشح خصوم الصدر لرئاسة الوزراء.
ونقلت وسائل إعلام محلية وأجنبية، صباح أمس، كيف وزع متطوعون الحساء والبيض المسلوق والخبز والمياه على المعتصمين الذين قضوا ليلتهم الأولى في «المجلس الوطني»، فيما جلس آخرون في الحديقة الخارجية على حصائر تحت شجر النخيل، ونام البعض على فرش وأغطية وضعت على الأرض. فيما كانت أناشيد عاشورائية دينية تبث عبر مكبرات صوت، تزامناً مع بدء شهر محرم الذي يحيي فيه الشيعة ذكرى الإمام الحسين. كما انتشر الباعة المتجولون في المكان، وهم يقدمون للمعتصمين المشروبات الباردة، مثل التمر الهندي، والمثلجات، والسجائر.
... وآخرون بأفرشة نومهم في إحدى قاعات المجلس الوطني (أ.ب)
ويقول المتظاهر عبد الوهاب الجعفري؛ الأب لتسعة أطفال والبالغ من العمر 45 عاماً، إن «السياسيين الموجودين حالياً في البرلمان لم يقدموا شيئاً». ويضيف الرجل الذي يعمل عاملاً يومياً: «أنا موجود هنا منذ (أول من) أمس، للمطالبة بحقوق الفقراء».
ويرفض المتظاهرون اسم محمد شياع السوداني الذي رشحه الخصوم السياسيون للصدر لمنصب رئيس الوزراء، في «الإطار التنسيقي» الذي يضم كتلاً شيعية؛ أبرزها «دولة القانون» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي، و«كتلة الفتح» الممثلة لفصائل «الحشد الشعبي» الموالي لإيران.
وتقول أم حسين (42 عاماً) إن «مطالب السيد الصدر هي حكومة نزيهة بعيداً عن (الإطار). (الإطار) يرشح شخصيات معروفة بالفساد لم تقدم شيئاً للوطن؛ سواء السوداني وغير السوداني».
في هذا السياق المتوتر، جرى تعطيل الدوام الرسمي أمس الأحد في المحافظات كافة بمناسبة بداية شهر محرم، وفق بيان صادر عن رئاسة الوزراء، «باستثناء المؤسسات الأمنية» وبنسبة 50 في المائة في «الدوائر الخدمية والصحية». كما أطلق رئيس إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، مبادرة للحوار بين الأطراف السياسية، داعياً إياهم في بيان إلى «القدوم إلى أربيل... والبدء بحوار مفتوح جامع للتوصل إلى تفاهم واتفاق قائمين على المصالح العليا للبلد».
وكان «التيار الصدري» يملك أكبر عدد من النواب البالغ عددهم 329 نائباً، ويريد اختيار رئيس الوزراء وتشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع أحزاب سنية وكردية، لكنه لم يتمكن من ذلك؛ لأنه لم يحقق الغالبية اللازمة في البرلمان. ومع ذلك، فإن الرسالة التي «يرسلها الصدر لمن هم بصدد تشكيل الحكومة أنه لا يزال يملك قوة الشارع»، كما أوضح الباحث في معهد «شاتام هاوس» ريناد منصور لوكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أن الصدر يريد «استخدام قوة الشارع لإسقاط محاولات خصومه في تشكيل الحكومة».
بدوره؛ أعرب الاتحاد الأوروبي عن «قلقه» إزاء «المظاهرات المتواصلة واحتمال تصاعدها في بغداد»، داعياً في بيان «كافة الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس لمنع وقوع مزيد من العنف، ومعالجة المشاكل من خلال حوار سياسي بناء».
مؤيدو الصدر يبدأون اعتصاماً في البرلمان
خيام ونوم وأكل ومسيرات
مؤيدو الصدر يبدأون اعتصاماً في البرلمان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة