وزارة التربية تراقب المخرجات الفكرية للتعليم الأهلي

إخضاع محتوى العملية التربوية للمراجعة الدورية

وزارة التربية تراقب المخرجات الفكرية للتعليم الأهلي
TT

وزارة التربية تراقب المخرجات الفكرية للتعليم الأهلي

وزارة التربية تراقب المخرجات الفكرية للتعليم الأهلي

تسعى وزارة التربية والتعليم في السعودية إلى مد نفوذها نحو مراقبة مخرجات المدارس الأهلية وضمان سلامة بيئتها من الأفكار المتطرفة التي يمكن أن تضر بأمن ومصالح البلاد، وقال عثمان القصبي، رئيس لجنة التعليم الأهلي في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، لـ«الشرق الأوسط»، إن المدارس الخاصة تخضع لإشراف عالي الدقة من قبل وزارة التربية والتعليم التي تعين من قبلها مدير المدرسة، والذي يعد مسؤولا عن محتوى العملية التربوية، مشيرا إلى أنهم يراعون معايير مشددة قبل استقطاب كادر التدريس من المعلمين والمعلمات، ويقومون بمراجعات دورية لضمان مواءمة المخرجات لنظام التعليم، ويركزون على سلامة الفكر والروح.
وأوضح أن لقاء ملاك المدارس الأهلية مع مدير التربية والتعليم في منطقة الرياض، تطرق لنماذج ناجحة في الإشراف التربوي، وطرح فكرة أن تفتح الوزارة أبوابها لتدريب منسوبي التعليم الخاص، مؤكدا في ذات السياق أن المسؤولين عن التعليم العام يتفهمون ارتفاع أسعار المدارس الخاصة نظرا لتكاليف التطوير.
وفي سياق آخر، ذكر رئيس لجنة التعليم الأهلي في الغرفة التجارية والصناعية بالرياض، أن وزارة التربية والتعليم طرحت مقترحا خلال مناقشة مشروع دعم أولياء الأمور الراغبين في التحاق أبنائهم بالمدارس الأهلية، بألا يقل الدعم عن خمسة آلاف ريال سنويا، مراعاة لأسعار تلك المدارس، وأملا في توجيه الطلبة نحو المدارس التي تتمتع بمعايير عالية وتصنيف مميز، إلا أن وزارة المالية، وفق قوله، رفضت المقترح، وحددت الدعم عند ألفي ريال للطالب الواحد خلال العام الدراسي.
وأشار رئيس التعليم الأهلي إلى أن حجم طلبة التعليم العام المنتسبين لقطاع المدارس الخاصة في البلاد، لم يتجاوز 12 في المائة، رغم أن الرغبة الحكومية تستهدف أن تكون النسبة 25 في المائة على الأقل، وهو ما من شأنه الحد من الإنفاق على التعليم العام، مشددا على أن نية القطاع الأهلي لا ترتكز على الربح وحده من دون تطبيق أعلى معايير الجودة العالمية.
ووصف الحملات التي يواجهها التعليم الخاص بالمجحفة من ناحية رفع الأسعار، مشددا على ضرورة مراعاة تكاليف خطط التطوير السنوية، ومن ضمنها: معامل التدريب، والمختبرات العلمية، والأندية الثقافية والرياضية، مبينا في ذات الوقت أن بعض القائمين على المدارس الخاصة لديهم أهداف معنوية من خلال تكريس خبراتهم التي اكتسبوها من مهنة التعليم.
واعترف القصبي بأن حملة تصحيح سوق العمل ألقت بظلالها على التعليم الأهلي، من خلال عزوف كثير من المعلمات الأجنبيات المرافقات لأزواجهن وغير المدرجات تحت كفالة المدرسة، عن العمل بسبب القوانين التي تحظر ذلك، مضيفا أنه في ظل ذلك الفراغ خاطبت وزارة العمل وزارة التربية والتعليم للسماح بعمل المرافقات بعد اجتياز اختبار المهنة، واشترطوا أن تقوم المرافقة بنقل كفالتها على المدرسة الأهلية السعودية، غير أن ذلك الشرط لم يطل معلمات المدارس الأجنبية، مما يعني الازدواجية في تطبيق الشروط.
وأكد أن المناهج التي تضيفها المدارس الخاصة سنويا، تخضع لرقابة وزارة التربية والتعليم، مبينا أن السنوات الأخيرة شهدت تفهما وتشجيعا لتلك المناهج، ولم تعد هناك محاذير بخلاف الدين والثقافة والوطن، مضيفا أن المناهج الإضافية أسهمت في تطوير مهارات التفكير العليا والإبداع والاستفادة من برامج الروبوت والحساب الذهني وتطوير المعامل الكيميائية والتجارب، إضافة لإنشاء مراكز علمية.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.