بينما واصلت أسواق النفط انتعاشتها المبنية على ارتفاع ثقة المستثمرين وتحسن شهية المخاطرة، حققت كبرى شركات الطاقة العالمية في معظمها أرباحا فصلية هائلة في ظل ارتفاع أسعار النفط والغاز خلال الشهور الأخيرة، بسبب الحرب الأوكرانية بشكل رئيس، وأسباب أخرى تتصل بمخاوف نقص الإمدادات.
وسجّلت الأرباح الصافية لمجموعتَي «شل» البريطانية «توتال إنرجيز» الفرنسية العملاقتين قفزة في الفصل الثاني، وفق نتائج نُشرت الخميس. وارتفع الربح الصافي لمجموعة شل خمسة أضعاف، وبلغ 18 مليار دولار. أما أرباح توتال إنرجي فقد زادت بأكثر من الضعف على مدى عام وبلغت 5,7 مليار دولار، مقارنة بـ2,3 مليار دولار قبل عام.
واعتبر رئيس مجلس إدارة توتال إنرجيز، بارتيك بويانيه، وفق ما نقل عنه بيان الشركة، أن «الآثار المترتبة عن الغزو الروسي لأوكرانيا على أسواق الطاقة تتواصل في الفصل الثاني، وقد تجاوز متوسط سعر برميل النفط 110 دولارات. ويستفيد مجمل قطاع النفط والغاز في العالم من ارتفاع الأسعار في الأسواق».
وأعلنت مجموعة «إكينور» النرويجية العملاقة الأربعاء أنها حققت في الفصل الثاني أرباحاً صافية بلغت تقريباً 6,8 مليار دولار، مقابل 1,9 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. وفي فرنسا، غذّت هذه الأرباح النقاش حول احتمال فرض ضرائب عليها. إلا أن الجمعية الوطنية رفضت السبت فكرة فرض ضريبة على «الأرباح الاستثنائية» للشركات الكبيرة المتعددة الجنسيات وخصوصاً تلك النفطية، رغم احتجاج اليسار واليمين المتطرف. وفي المقابل، أعلنت توتال إنرجي خصم 20 سنتاً من سعر لتر الوقود في المحطات اعتباراً من سبتمبر (أيلول) المقبل في فرنسا.
ومن جانبها، أعلنت شل عن توزيعات أرباح وعمليات إعادة شراء للأسهم، بينما روجت للأرباح المعدلة خلال الربع الثاني من العام، مستشهدة بـ«الأداء التشغيلي» القوي في ظل «أسواق الطاقة المتقلبة». وقالت شل إن ارتفاع الأسعار في المصافي والنتائج الأفضل في تجارة الغاز والكهرباء أديا إلى موازنة تراجع العائدات في أعمال الغاز الطبيعي المسال.
ويتوقع برنامج إعادة الشراء، شراء أسهم بقيمة 6 مليارات دولار، مع وجود خطط لإنجاز هذه الصفقات بحلول الربع الثالث من عام 2023. ويأتي ذلك بالإضافة إلى عمليات إعادة شراء بقيمة 8.5 مليار دولار، تمت بالفعل خلال النصف الأول من العام الجاري.
وفي الأسواق، زادت أسعار النفط بأكثر من دولارين للبرميل يوم الخميس مواصلة مكاسبها من الجلسة السابقة بدعم من تحسن شهية المخاطرة بين المستثمرين، في حين تلقت الأسعار دعما من انخفاض مخزونات الخام الأميركية وتعافي الطلب على البنزين في الولايات المتحدة.
وزادت العقود الآجلة لخام برنت تسليم سبتمبر (أيلول) المقبل 2.09 دولار أو 1.96 بالمائة، إلى 108.71 دولار للبرميل بحلول الساعة 12:01 بتوقيت غرينتش.
وارتفع الخام 2.22 دولار للبرميل يوم الأربعاء. وارتفع خام غرب تكساس الوسيط 2.36 دولار أو 2.43 بالمائة إلى 99.62 دولار للبرميل بعد زيادته 2.28 دولار للبرميل في الجلسة السابقة.
ورفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) سعر الفائدة بمقدار 0.75 نقطة مئوية أول من أمس بما يتفق مع التوقعات للسيطرة على التضخم، في حين انخفض الدولار بفعل آمال بمسار أبطأ لرفع الفائدة.
وكشفت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية أن مخزونات الخام الأميركية انخفضت 4.5 مليون برميل في الأسبوع الماضي، مقارنة بتوقعات بتراجعها مليون برميل، في حين زاد الطلب على البنزين في الولايات المتحدة 8.5 بالمائة على أساس أسبوعي.
عمالقة الطاقة يحققون مكاسب فصلية كبرى
«المخزونات» و«المخاطرة» تدعمان أسواق النفط
عمالقة الطاقة يحققون مكاسب فصلية كبرى
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة