ناصيف زيتون في حوار فني مع باسل محرز... تواضع وهروب

ناصيف زيتون وباسل محرز بعد اللقاء
ناصيف زيتون وباسل محرز بعد اللقاء
TT

ناصيف زيتون في حوار فني مع باسل محرز... تواضع وهروب

ناصيف زيتون وباسل محرز بعد اللقاء
ناصيف زيتون وباسل محرز بعد اللقاء

يرتبك ناصيف زيتون في بداية لقائه الإعلامي السوري باسل محرز ضمن برنامجه «المختار» (المدينة إف إم). يطالبه بدقائق إضافية ليستريح التوتّر وتُفك التشنجات. فيبتسم مُحاوره ويخبره بأنّ التعليقات في النقل المباشر للحلقة عبر «فيسبوك» تشدّد على «التوصية» بالضيف، و«دير بالك عليه». لا يريد مناخاً مستفزاً وهبّات عصبية. ومن باب المداراة، يقتصر الحديث على الشأن الفني. لا نوافذ شخصية ولا مضايقات.
تروق له تسمية فنان، بدل النجم، فيسجّل ملاحظته فيما يخصّ الصفة المُرفقة باسمه ترويجاً للحلقة. يسأله مُحاوره: ماذا عن لقب المطرب، أيحلو له؟ أيضاً لا. «لستُ مطرباً وإن أغنّي طرباً. كثر غيري هم المطربون».
طوال حلقة مدّتها ساعة، يتمسّك ناصيف زيتون بالحذر. مثل مَن يخشى أن تفلت منه كلمة فتُسبب المتاعب. أراد باسل محرز حواراً يأتي بجديد، فتعمّد بعض «الحركشة». لكن الضيف الصاحي نطق بما هو مستعدّ له. لا أكثر ولا أقل. تواضعه يغلب صراحته، من دون أن يطلّ بصورة المختبئ خلف الإصبع. لم يشأ إطلاق تصريحات مستفزة وإبداء الرأي بقضايا ساخنة. يأتي إلى الحوار بكونه فناناً، حديثه لا يتجاوز فنه. فنه فقط، لا فن الآخرين.
حتى أغنيات المهرجانات لم يوجّه أسهماً نحوها، إسوة بالبعض. يفضّل الموسيقى على الكلام، وخطّه الأحمر الوحيد هو خدش الحياء. تضرّر «أبو إلياس» بالجائحة كالملايين، وتوقّفت الإصدارات والحفلات. لكنّ التحضيرات ظلّت جارية. يُخبر مُحاوره أنّ ثلاث أغنيات من ألبومه الأخير لم تصدر بعد، وقد تُضم إلى ألبوم قيد الإنجاز. ألوان الغناء: لبناني - سوري، ملعبه، وعراقي وخليجي ومصري، كاشفاً اسماً يُجمّل التعاون: عزيز الشافعي.
يعترف بأنّ ثمة أغنيات لم تنل مكانة وحضوراً كافيين، وهو في مراجعة دائمة للخيارات. قاعدته الثابتة: «لا أضع صوتي على أغنية لا أحبها». تتغيّر الوجهات مع تحوّلات العصر: «طموحي الانتشار والتوسّع. أعيد حساباتي المتعلقة بتموضعي العربي». يرفض أن يُعد السبّاق في الغناء بالعراقية، وأن يمنح نفسه أو يمنحه مُحاوره إطراء ليس في محلّه. جديده المُرتقب شجن عراقي؛ لقاء الحزن والعتب.
لا يخطّط بعيداً فيما يتعلق بالألوان الغنائية، «بل أغنّي ما أحب»، يردّ على محاولة باسل محرز حشره في الزاوية بقوله إنه لا يغامر في الموسيقى ويفضّل المساحات الآمنة حيث ضمان النجاح. يشدّد على التخصّص، والإنسان المناسب في المكان المناسب؛ فقد يتدخّل برأي حول أغنية لبنانية أو سورية، إلا أنه يكتفي بانتقاء أغنيات بغير لهجات، لاعتباره غير متخصّص في اللون. لا يُصادر جهود شركة «Music is my life» في إدارة أعماله، وبصراحة يتحدث عن اقتطاع ما يزيد على نصف أجره لمصلحتها، وهي «أتعاب مُستحقة» دفعت به نحو النجومية.
الطموح المقبل، إضافة اهتمام آخر إلى رحلته: «افتتحتُ شركة إنتاج خاصة بي، وأبحث عن مواهب وأصوات». لا يُخفي أهمية الجانب المادي في استمرارية البشر، «فأصرف معظم مالي على عملي». بين تنهيدات الحديث، يلقي نظرة إلى أخيه على الجانب الثاني من الكادر. يشجّعه إنجابه ابنة على الزواج، «لعلّني أنجب أجمل منها»، يُمازح مَن يراها بمثابة طفلته.
عمره 34 سنة وحضوره الفني يقارب عشر سنوات، «إلا أنني لم أتمكن بعد من إخفاء انزعاجي إن حدث ما يعكر المزاج. لم أبلغ هذه المرحلة من الاحتراف، لكن الناس على المسرح يمسحون الهَم». مرة أخرى، يجيد التهرّب. سؤال مُحاوره عن معايير استدعاء الفنان للغناء في مهرجان، يقابله تنصّل. أهي أرقام المشاهدة؟ المتابعون في «السوشيال ميديا»؟ الاسم في شباك التذاكر؟ يختصر: «لا خبرة لديّ للإجابة. ليت الفرص للجميع».
الجملة الوحيدة التي ذكر فيها عائلته، هي قوله إنه يشعر بتقصير حيالها للابتعاد والمسافات. «أما في الروح، فأنا قريب. الانشغال الطويل يولّد في داخلي الصراع». وحين ألحّ محرز على فكرة الزواج، أعطاه كلمات بمثابة عهد: «أكتب الفصل الأخير».
يطالب باستبدال كوب «النسكافيه» بثانٍ يبلّ الريق. ولربما حلّ النسيان على المُساعد في الكواليس، فطال الانتظار. لحظة أوعز المُحاور بالإفراج على التعليقات «فيسبوكية»، علّها تحمل سؤالاً محرجاً للضيف يصعب القفز فوقه، كان بال الأحبة مشغولاً في «النسكافيه» المتواري: «أين الكوب؟». غير ذلك قلوب بالجُملة وأماني بالتوفيق.
يسدّ الطريق أمام احتمال طرح أسئلة قد تحرجه، كرأيه في الزواج المدني أو المثلية، بالقول: «رأيي الشخصي لن يهم معظم الناس. أنا فنان، كلامي في الفن». يخيفه تحوّل مواقع التواصل إلى منشر غسيل؛ هذه تطلّقت وهذا يفضح زوجته. يشعر بالتعرّق ويتساءل: «لهون وصلنا؟». يرفض لنفسه موقعاً مشابهاً ولجمهوره الانجرار خلف الشتيمة.
يكرر عدم توقّفه عن العمل وإن غيَّب الإصدارات. خربطته السنتان الأخيرتان وبدّلتا أساليب التسويق. لكن حماسته على المسرح لا تتبدّل، «فأرقصُ كمن ملأته الموسيقى واصطبغت بها دماؤه. لا أحضّر، بل أترك نفسي تتحرك بعفوية». طاقته حلاوة حفلاته.


مقالات ذات صلة

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

يوميات الشرق رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً. فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه.

يوميات الشرق ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته.

فاطمة عبد الله (بيروت)
يوميات الشرق هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

هشام خرما لـ«الشرق الأوسط»: أستلهمُ مؤلفاتي الموسيقية من التفاصيل

يعتمد الموسيقار المصري هشام خرما طريقة موحّدة لتأليف موسيقاه، تقتضي البحث في تفاصيل الموضوعات للخروج بـ«ثيمات» موسيقية مميزة. وهو يعتزّ بكونه أول موسيقار عربي يضع موسيقى خاصة لبطولة العالم للجمباز، حيث عُزفت مقطوعاته في حفل الافتتاح في القاهرة أخيراً.

محمود الرفاعي (القاهرة)
يوميات الشرق معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

معرض «أحلام الطبيعة» في ألمانيا

زائرون يشاهدون عرضاً في معرض «أحلام الطبيعة - المناظر الطبيعية التوليدية»، بمتحف «كونستبلاست للفنون»، في دوسلدورف، بألمانيا. وكان الفنان التركي رفيق أنادول قد استخدم إطار التعلم الآلي للسماح للذكاء الصناعي باستخدام 1.3 مليون صورة للحدائق والعجائب الطبيعية لإنشاء مناظر طبيعية جديدة. (أ ب)

«الشرق الأوسط» (لندن)
يوميات الشرق «نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

«نلتقي في أغسطس»... آخر رواية لغارسيا ماركيز ترى النور العام المقبل

ستُطرح رواية غير منشورة للكاتب غابرييل غارسيا ماركيز في الأسواق عام 2024 لمناسبة الذكرى العاشرة لوفاة الروائي الكولومبي الحائز جائزة نوبل للآداب عام 1982، على ما أعلنت دار النشر «راندوم هاوس» أمس (الجمعة). وأشارت الدار في بيان، إلى أنّ الكتاب الجديد لمؤلف «مائة عام من العزلة» و«الحب في زمن الكوليرا» سيكون مُتاحاً «عام 2024 في أسواق مختلف البلدان الناطقة بالإسبانية باستثناء المكسيك» و«سيشكل نشره بالتأكيد الحدث الأدبي الأهم لسنة 2024».

«الشرق الأوسط» (بوغوتا)

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
TT

دراسة تربط الخيول بإمكانية ظهور وباء جديد... ما القصة؟

طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)
طفل يمتطي حصاناً في سوق الماشية بالسلفادور (رويترز)

كشف بحث جديد أنه يمكن لفيروس إنفلونزا الطيور أن يصيب الخيول دون أن يسبب أي أعراض، مما يثير المخاوف من أن الفيروس قد ينتشر دون أن يتم اكتشافه، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».

ويعتبر ذلك تطوراً آخراً في التهديد الناشئ لفيروس H5N1، الذي يُنظر إليه على نطاق واسع باعتباره السبب الأكثر ترجيحاً للوباء المقبل.

اكتشف علماء من جامعة غلاسكو في المملكة المتحدة أجساماً مضادة للفيروس في عينات دم مأخوذة من خيول تعيش في منغوليا.

وقال البروفسور بابلو مورسيا، الذي قاد البحث، لشبكة «سكاي نيوز» إن النتائج تشير إلى أن الخيول في جميع أنحاء العالم قد تكون عرضة للإصابة في المناطق التي يوجد بها إنفلونزا الطيور، وقد تنقل الفيروس إلى البشر.

وتابع: «من المهم للغاية، الآن بعد أن علمنا أن هذه العدوى يمكن أن تحدث في الطبيعة، أن نراقبها لاكتشافها بسرعة كبيرة... تعيش الخيول، مثل العديد من الحيوانات المستأنَسة الأخرى، على مقربة من البشر. وإذا استقر هذا الفيروس في الخيول، فإن احتمالية الإصابة البشرية تزداد».

ويعتقد الفريق في مركز أبحاث الفيروسات التابع لمجلس البحوث الطبية بجامعة غلاسكو أيضاً أن الخيول قد تكون وعاء خلط لسلالات جديدة من الإنفلونزا.

من المعروف بالفعل أن الخيول يمكن أن تصاب بإنفلونزا الخيول، التي يسببها فيروس H3N8. ولكن إذا أصيب الحصان في نفس الوقت بفيروس H5N1، فقد يتبادل الفيروسان المادة الوراثية ويتطوران بسرعة.

كان فيروس H5N1 موجوداً منذ عدة عقود، ويتسبب في تفشّي المرض بين الدواجن إلى حد كبير. ولكن في السنوات الأخيرة انتشر نوع جديد من الفيروس في جميع أنحاء العالم مع الطيور المهاجرة، وقفز مراراً وتكراراً بين الأنواع ليصيب الثدييات.

ينتشر الفيروس بين الأبقار في الولايات المتحدة؛ حيث أُصيب أكثر من 700 قطيع من الأبقار الحلوب في 15 ولاية، وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها.

وقال الدكتور توليو دي أوليفيرا، مدير مركز الاستجابة للأوبئة والابتكار في جنوب أفريقيا، الذي اكتشف لأول مرة متحور «أوميكرون»، في جائحة «كوفيد - 19»، إنه يراقب الأحداث في أميركا بخوف.

وشرح لشبكة «سكاي نيوز»: «آخر شيء قد يحتاجون إليه في الوقت الحالي هو مسبِّب مرض آخر تطور وتحور... إذا أبقي فيروس H5N1 منتشراً لفترة طويلة عبر حيوانات مختلفة وفي البشر، فإنك تمنح الفرصة لحدوث ذلك. لا أحد يريد جائحة محتملة أخرى».