واشنطن تحذّر طهران من خطر «التبعية» لموسكو

جانب من القمّة الثلاثية التي انعقدت في طهران أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من القمّة الثلاثية التي انعقدت في طهران أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

واشنطن تحذّر طهران من خطر «التبعية» لموسكو

جانب من القمّة الثلاثية التي انعقدت في طهران أول من أمس (إ.ب.أ)
جانب من القمّة الثلاثية التي انعقدت في طهران أول من أمس (إ.ب.أ)

اعتبرت الولايات المتّحدة، اليوم (الأربعاء)، أنّ إيران تخاطر بأن تصبح في نوع من «التبعية» لروسيا، في تحذير يأتي غداة زيارة قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طهران حيث شارك في قمة روسية - إيرانية - تركية.
وخلال القمّة الثلاثية التي كان موضوعها الأساسي الوضع في سوريا بحث بوتين أيضاً مع نظيريه الإيراني إبراهيم رئيسي والتركي رجب طيب إردوغان ملف الحرب في أوكرانيا.
وفي طهران التقى بوتين أيضاً المرشد الإيراني علي خامنئي الذي دعا إلى تعزيز «التعاون على المدى الطويل» بين إيران وروسيا، رغم أن طهران امتنعت عن التصويت خلال تصويت في الأمم المتحدة على قرار يدين موسكو لغزوها أوكرانيا.
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، أمس، إنّ «إيران وحّدت الآن مصيرها مع عدد صغير من الدول التي لبست في البدء لباس الحياد لتدعم في نهاية المطاف الرئيس بوتين في حربه ضدّ أوكرانيا والشعب الأوكراني». وأضاف أنّ مثل هذا السلوك يمكن أن يجعل إيران في «تبعية نسبية لدولة مثل روسيا». كما دعا المتحدّث الأميركي طهران إلى نسج «علاقات اقتصادية جديدة مع دول أخرى في العالم».
ونشرت الولايات المتّحدة مؤخراً معلومات استخبارية مفادها أنّ مسؤولين روساً زاروا إيران مرتين على الأقلّ هذا الصيف لتفقّد طائرات مسيّرة قتالية تعتزم طهران تزويد الجيش الروسي بها لتمكينه من التصدّي للعتاد الغربي الذي يتدفّق على أوكرانيا.
وبالنسبة إلى برايس فإنّ الحلّ الأسلم لإيران يكمن في عودتها إلى اتفاق فيينا.
وفي 2015. أبرمت إيران والدول الست الكبرى اتفاقاً في فيينا بشأن برنامجها النووي، أتاح رفع عقوبات كانت مفروضة عليها، في مقابل تقييد أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.
وفي أبريل (نيسان) 2021 بدأت في فيينا برعاية الاتحاد الأوروبي مفاوضات غير مباشرة بين طهران وواشنطن تهدف لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق، ومعاودة إيران الوفاء الكامل بالتزاماتها المنصوص عليها فيه.
والمفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة والجمهورية الإسلامية حول الملف النووي عالقة خصوصاً بسبب إصرار طهران على أن ترفع واشنطن العقوبات المفروضة على «الحرس الثوري» الإيراني، وهو ما ترفضه إدارة الرئيس جو بايدن حتى الآن.
قال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويليام بيرنز، أمس، إنّ السبب الأساسي للتقارب الراهن بين روسيا وإيران هو أنّ كليهما يخضع لعقوبات «ويسعى لكسر عزلته السياسية».
لكنّ بيرنز شدّد خلال «منتدى آسبن الأمني» في جبال الروكي بولاية كولورادو (غرب) على أنّه «إذا كانت (روسيا وإيران) بحاجة إلى بعضهما بعضاً، فإنّهما لا تثقان فعلياً ببعضهما بعضاً، إذ إنّهما تتنافسان في مجال الطاقة وهما متنافستان عبر التاريخ».



تقرير: الإسرائيليون استطاعوا مشاهدة فيلم وثائقي تحجبه السلطات عن قضية فساد نتنياهو

نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
TT

تقرير: الإسرائيليون استطاعوا مشاهدة فيلم وثائقي تحجبه السلطات عن قضية فساد نتنياهو

نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)
نتنياهو قبل الإدلاء بشهادته في محاكمته بتهمة الفساد في المحكمة المركزية في تل أبيب الثلاثاء (إ.ب.أ)

قالت وكالة «أسوشييتد برس» للأنباء إن هناك إسرائيليين تمكنوا من مشاهدة الفيلم الوثائقي «ملفات بيبي» الذي يدور حول قضية الفساد التي يحاكم بسببها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وذلك باستخدام شبكة VPN لتجاوز قيود البث، أو من خلال مشاهدة نسخ مسربة شقت طريقها إلى وسائل التواصل الاجتماعي.

معارض لنتنياهو خارج مقرّ المحكمة بتل أبيب الثلاثاء (أ.ب)

وكانت السلطات الإسرائيلية قد منعت عرض الفيلم بسبب قوانين الخصوصية التي تنظم مثل هذه الإجراءات.

وأضافت الوكالة أن نتنياهو أصبح أول رئيس حكومة إسرائيلي في السلطة يقف متهماً ووعد بإسقاط مزاعم الفساد «السخيفة» ضده.

المنتج والمخرج الأميركي الإسرائيلي أليكس جيبني

وقالت إن مخرج الفيلم الوثائقي أليكس جيبني تناول خلال مسيرته المهنية التي استمرت عقوداً العديد من القضايا الشائكة، ولم يكن يخطط لفيلم عن إسرائيل - حتى يوم واحد من العام الماضي، عندما وقع تسريب مذهل بين يديه واتضح أن التسريب كان أشبه بالطوفان، حيث عُرض عليه من خلال مصدر تسجيلات فيديو لمقابلات الشرطة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته سارة وابنه يائير ومجموعة من رجال الأعمال، وكلها أجريت بوصفها جزءاً من قضية الفساد وبلغ مجموعها أكثر من 1000 ساعة من الفيديوهات.

ولم يكن المخرج الحائز على جائزة الأوسكار يتحدث العبرية، لكنه شعر بأن هذا كان شيئاً كبيراً ولجأ إلى مراسل التحقيقات الإسرائيلي المخضرم رفيف دراكر، الذي قام بفحص عميق للفيديوهات، وقال له إن «لدينا شيئاً مثيراً للغاية» ثم ضم جيبني زميلته أليكسيس بلوم، التي عملت في إسرائيل، لإخراج الفيلم.

وكانت النتيجة: فيلم «ملفات بيبي» الذي خدمه أن توقيت إصداره هذا الأسبوع، تزامن مع محاكمة نتنياهو.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وزوجته سارة خلال نزهة برفقة ابنيهما يائير وأفنير (جيروزاليم بوست - المكتب الصحافي الحكومي الإسرائيلي)

ولفتت الوكالة إلى أن الفيلم واجه عقبات أخرى، من ناحية، كان على جيبني وبلوم جمع الأموال لإنتاجه دون الكشف عنه، نظراً لمحتواه، وكان العديد من الداعمين والموزعين متوترين بشأن المشاركة، خاصة بعد اندلاع الحرب بعد الهجوم الذي قادته «حماس» على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 ثم كانت هناك أكبر عقبة على الإطلاق: حيث لا يمكن عرض الفيلم في إسرائيل، بسبب قوانين الخصوصية.

وكانت المراجعات في وسائل الإعلام الإسرائيلية لفيلم «ملفات بيبي» إيجابية في الغالب، وليس من المستغرب أن يعكس رد الفعل العام الانقسامات حول نتنياهو المثير للجدل، حيث يقول هو وأنصاره إنه مطارد من وسائل الإعلام المعادية والقضاء المتحيز ضده.

مخرجة فيلم «ملفات بيبي» الأميركية أليكسيس بلوم

وكتب نير وولف، الناقد التلفزيوني لصحيفة إسرائيل اليوم المؤيدة لنتنياهو: «سوف يقسم معارضو نتنياهو بالفيلم وسيصبحون أكثر اقتناعاً بأنه فاسد، ويقودنا إلى الدمار وسوف يرغب أنصاره في احتضانه أكثر».

وهاجم نتنياهو الفيلم في سبتمبر (أيلول)، وطلب محاميه من المدعي العام للبلاد التحقيق مع دروكر، وهو منتج مشارك مع جيبني، متهماً إياه بمحاولة التأثير على الإجراءات القانونية ولكن لم يتم فتح أي تحقيق.