هل تندلع حرب نووية؟ من سينتصر في الحرب؟ هل قُتل ابني في المعارك؟ أسئلة يحملها العديد من الروس والأوكرانيين إلى المنجمين سعياً لأجوبة شافية حول مصير النزاع في أوكرانيا.
وتقول إيلينا كوروليفا؛ التي اشتهرت نتيجة تناقل توقعاتها بين سكان سانت بطرسبرغ، لزبائنها إنها تتوقع فوز موسكو في الحرب.
بين الكتب، تتجول قطتان في المكان، فيما تضيف الأستاذة في فقه اللغة البالغة 63 عاماً: «الناس يريدون معرفة ما سيحدث لروسيا بعدما أصبحت معزولة عن بقية العالم» نتيجة العقوبات الغربية التي فُرضت عليها بعد شنها حرباً على أوكرانيا.
وتؤكد المنجمة التي تتقاضى عن كل استشارة 5 آلاف روبل (81.23 دولار) أن «الكارثة العالمية ستشتد في سبتمبر (أيلول) المقبل، لكن روسيا ستخرج منها مستقرة ومزدهرة»، وفق ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وتوضح كوروليفا أن عدد زبائنها ارتفع منذ بداية الحرب الأوكرانية في 24 فبراير (شباط) الماضي، ممتنعة عن الكشف عن أعدادهم بالأرقام.
ويؤكد كونستانتين داراغان؛ الذي أصبح منجماً بارزاً في موسكو نتيجة تنبئه بحدوث جائحة قبل بدء «كوفيد19»: «ستصبح روسيا مركز العالم» بعد انتهاء الحرب. ويقول إن موسكو لن تكون منبوذة عالمياً كما يريد لها الغرب.
ويشدد داراغان (49 عاماً) عبر تطبيق «تلغرام» على أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي هو من سيخسر و«سيكون آخر رئيس لأوكرانيا بحدودها الحالية».
وداراغان المتحدر من دونباس؛ وهي منطقة في شرق أوكرانيا يحاول الجيش الروسي غزوها، هو أساساً مهندس طيران انتقل إلى عالم التنجيم، ويقول إنه قدم في الماضي نصحاً لوزراء ومصرفيين وأعضاء في أجهزة المخابرات الأوكرانية.
ويدعم داراغان؛ الذي سافر إلى موسكو بعد وصول موالين للغرب إلى السلطة في كييف سنة 2014، الهجوم الروسي على أوكرانيا حتى لو دمرت الحرب مسقط رأسه الواقع في ليسيتشانسك.
وتزامناً مع بدء الحرب، تلقت حساباته عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسئلة كثيرة؛ منها: «هل ستتعرض موسكو للقصف؟ هل ستصاب دول البلطيق بالذعر؟ كيف سيكون رد فعل بولندا؟».
ونتيجة إقبال الروس على التنجيم، تضاعف عدد طلاب مدرسته في «علم التنجيم الكلاسيكي» في موسكو، منذ بدء الحرب وباتت تضم نحو 200 طالب.
ويرى أليكسي ليفنسون، وهو عالم اجتماع في «مركز ليفادا» الروسي المستقل، أن تصديق التنجيم يشكل بالنسبة إلى «عدد من الروس والأوكرانيين المرتبكين» وسيلة لفهم الوقائع الجديدة.
ويقول: «في مواجهة عالمهم المنهار، يفضل البعض اعتماد النجوم بصفتها مرشدة بدلاً من قادتهم». ويشير إلى أن «علم التنجيم يمثل حالياً نوعاً من العلاج النفسي».
وتشرح آنا ماركوس، وهي طالبة في مدرسة داراغان في الخمسينات، لوكالة الصحافة الفرنسية، أنها تبحث في النجوم من أجل إيجاد «منطق للأحداث التي تُسجل على الأرض».
وتقول المرأة؛ وهي حرفية في صنع السيراميك، بينما تحمل «خريطة نجوم» تثبت، بحسب قولها، مسؤولية الولايات المتحدة فيما يحدث: «اعتبرت روسيا المذنبة الوحيدة في الصراع، لكن من الواضح أن هناك دولة أخرى هي المذنبة الفعلية».
في أوكرانيا، تظهر النجوم للمنجمين عكس ما تبينه في موسكو.
ويردد المنجم فلاد روس؛ الذي ازداد ظهوره الإعلامي خلال الحرب، أن فلاديمير «بوتين مريض (...) ولن يصمد بعد مارس (آذار) 2023».
أما المنجمة الأوكرانية الشهيرة أنجيلا بيرل، فتؤكد في مقطع فيديو حصد مليون مشاهدة منذ منتصف مايو (أيار) الماضي، أن «زحل في فلك روسيا ضد أورانوس الموجود في فلك أوكرانيا؛ ما يشير إلى أننا سننتصر قريباً».
وبعيداً من التوقعات الجيوسياسية، يلجأ الأوكرانيون إلى المنجمين بحثاً عن إشارة حول ما إذا كان أحباء لهم سينجون على الجبهة، أو إن كان عليهم مثلاً الهروب مع تقدم القوات الروسية.
وتقول المنجمة أولينا أومانيتس (38 عاماً) إن الأوكرانيين يريدون «معرفة احتمال وقوع حرب نووية، أو إن كان عليهم مغادرة بلادهم، أو إن كان أحباؤهم في خطر».
وتؤكد الموسيقية السابقة التي لجأت إلى سويسرا في مارس الماضي برفقة ابنيها أن «الحرب ستطال الأراضي الروسية في مارس 2023».
وبعدما كانت كريستينا (46 عاماً)، وهي منتجة تلفزيونية تعيش في كييف، قلقة على زوجها الذي يقاتل في الخطوط الأمامية وانقطعت أخباره، طمأنتها المنجمة على وضعه من خلال استشارة قدمتها لها من بعد وتقاضت مقابلها 100 دولار.
وكتبت صباح أحد أيام يونيو (حزيران) الماضي رسالة إلى أومانيتس قالت لها فيها: «اتصل بي زوجي للتو، ويشكر الله على نجاته بعد الليلة الماضية».
المنجمون أبطال حرب من نوع آخر بين روسيا وأوكرانيا
المنجمون أبطال حرب من نوع آخر بين روسيا وأوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة