الإمارات تسعى لـ«خفض التصعيد» بتعيين سفير في طهران

الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات متحدثاً لعدد من الصحافيين (الشرق الأوسط)
الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات متحدثاً لعدد من الصحافيين (الشرق الأوسط)
TT

الإمارات تسعى لـ«خفض التصعيد» بتعيين سفير في طهران

الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات متحدثاً لعدد من الصحافيين (الشرق الأوسط)
الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات متحدثاً لعدد من الصحافيين (الشرق الأوسط)

كشف الدكتور أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أن بلاده تبحث مسألة تعيين سفير في طهران بعد ست سنوات من خفض العلاقات بين الجارين، وذلك في إطار سياسة إماراتية إقليمية تهدف إلى «خفض التصعيد». وقال: «نحن في مسار لإرسال سفير إلى طهران»، موضحاً: «نبحث بالفعل في مسألة إرسال سفير إلى إيران»، وأضاف: «لا يمكن أن يكون العقد المقبل على غرار العقد الماضي. في العقد الجديد، كلمة خفض التصعيد يجب أن تكون هي المفتاح، الاقتصاد إحدى الأدوات لخلق ثقة متبادلة أكبر في المنطقة. علينا أن نستخدم الاقتصاد في مختلف المجالات للدفع نحو خفض تصعيد سياسي كبير».
وقال قرقاش في حديث مع صحافيين الجمعة: «لا شك أن هناك قلقاً مستمراً لدينا دائماً من السياسات الإيرانية الإقليمية التي نراها تضر بإيران نفسها، وأيضاً لدينا قناعة كاملة بأن السبيل ليس بالمواجهة، لأن المواجهة ستعقد من المشهد الإقليمي ككل، وحقيقة ننأى بأنفسنا عن كل التصريحات التي نسمعها من المسؤولين الإسرائيليين وغيرهم فيما يتعلق بإيران»، وأضاف: «سبيلنا مع إيران هو معرفة أن هناك سياسة إقليمية مقلقة، ولكن سبيلنا بعد عقد صعب على المنطقة أن الطريق إلى الأمام هو من خلال الدبلوماسية والحلول السياسية، ومن هذا الواقع حوارنا مع فرنسا مستمر في هذا الجانب بما يتضمن الملف الإيراني».
من جهة أخرى، ذكر قرقاش أن زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس البلاد إلى فرنسا الاثنين المقبل، تحمل في معانيها الكثير مضموناً وشعوراً بأهمية العلاقة، لافتاً إلى أن الزيارة تأتي لوجود علاقات تاريخية واستراتيجية بين الدولتين، والتي شهدت تطوراً على مدى التاريخ، وقال: «كانت العلاقة في منتصف السبعينات علاقة أمنية وعسكرية، واليوم أصبحت علاقة متشعبة ومتنوعة، وأصبح الشق الأمني والعسكري جزءاً من سعة العلاقة، والزيارة تهدف إلى تعزيز آفاق التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، بما فيها مجال الطاقة المستدامة»، كاشفاً عن توقيع اتفاقيتين خلال الزيارة، ومشدداً إلى أن الموقف الفرنسي مع الإمارات تجاه الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها، كان مشرفاً ومقدراً.
ولفت في حديث مع صحافيين أن حجم التبادل التجاري بين الإمارات وفرنسا وصل في حدود 7 مليارات دولار، مشيراً لوجود اتفاقيات عدة تم توقيعها بين البلدين في وقت سابق وجملة هذه الاتفاقيات في حدود 15 مليار يورو، وقال: «إضافة إلى التزامنا بالبحث عن فرص في فرنسا بقيمة 1.4 مليار يورو، وأن الجانب الاقتصادي مهم؛ حيث لدينا اليوم 600 شركة فرنسية تعمل في دولة الإمارات».
وتابع: «هناك نحو 35 ألف فرنسي يعيشون في الإمارات، ومدينة دبي هي أكبر مدينة فرانكوفونية عربية في الشرق الأوسط، والإمارات لديها جاذبية اقتصادية قوية، وهناك ترابط بين الثقافة والتعليم؛ حيث يوجد 60 ألف طالب في الإمارات يدرسون اللغة الفرنسية، وهناك 7 مدارس فرنسية حسب المنهاج الفرنسي في الإمارات».
وحول موقف بلاده من حرب أوكرانيا قال الدكتور قرقاش: «موقف الإمارات من حرب روسيا وأكرانيا واضح، ونحن دولة نرى أن أمننا يرتبط بالنظام والقانون الدولي، فأي خرق للقانون الدولي من خلال استخدام القوة أو الاعتداء على سيادة الدول، نحن نرفضه من هذه الناحية، ولنا موقف واحد، ولدينا قناعة بأن حل الأزمات، يجب أن يتم من خلال الحلول السياسية»، مشدداً أن بلاده تتشاور مع الولايات المتحدة فيما يتعلق بالعقوبات المفروضة على عدد من الشخصيات الروسية لكنها لا تريد أن تجمع كل الروس في فئة واحدة مع سعي بعضهم لملاذات آمنة في ظل الحرب في أوكرانيا.
وقال الدكتور قرقاش: «نجري مشاورات مكثفة مع الحكومة الأميركية بشأن الأفراد (الروس)، نحن دولة يهيمن الدولار على اقتصادها وبالتالي من المهم لنا أن نجري تلك المحادثات». وتابع وفقاً لـ«رويترز» أمس: «هناك العديد من الروس غير الخاضعين لعقوبات والمهتمين بملاذات أكثر أمناً. العديد من هؤلاء لا يشعرون بالترحيب في دول أوروبية، ويشعرون بأن تلك الحرب ستستغرق وقتاً أطول من اللازم وينظرون في أمر البدائل. هؤلاء الأفراد غير الخاضعين لعقوبات لا علاقة لهم بالحرب ومحاولة جمعهم في فئة واحدة وربطهم بمشكلات أكبر يشكل معضلة». وقال قرقاش إن الذين لا يخضعون للعقوبات أحرار فيما يريدون وإن العدد المستهدف صغير، مشيراً: «لدينا تواصل قوي فيما يتعلق بالأفراد المدرجين (على قوائم عقوبات) والعديد من الأفراد غير المدرجين هم روس قلقون على أنفسهم من العداء الذي يشهدونه في أماكن اعتادوا العيش فيها».
وذكر قرقاش أن بلاده تريد سوق نفط أكثر استقراراً وهي ملتزمة بقرارات أوبك بلس، مشيراً إلى أن الإمارات ستدعم أيضاً أي اتفاق بين السعودية والولايات المتحدة يتم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن للسعودية، وحول الملف السوري، قال قرقاش: «موقف الإمارات هو ليس موقفاً مع أي طرف في سوريا، وهو مع سوريا كشعب ودولة، وقناعتنا بأنه بعد 10 سنوات من الحرب، لا بد من وجود مخرج لهذه الحالة، ولا بد من تعزيز الدور العربي في سوريا، وعودة سوريا تحتاج إلى إجماع عربي قد لا يكون جاهزاً خلال مؤتمر القمة العربية المقبل».


مقالات ذات صلة

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

الاقتصاد «أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

«أدنوك» لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز» بـ1.2 مليار دولار

وقَّعت «أدنوك للغاز» الإماراتية اتفاقية لتوريد الغاز مع «توتال إنرجيز غاز آند باور المحدودة»، التابعة لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية، تقوم بموجبها بتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى أسواق مختلفة حول العالم، وذلك لمدة ثلاث سنوات. وحسب المعلومات الصادرة، فإنه بموجب شروط الاتفاقية، ستقوم «أدنوك للغاز» بتزويد «توتال إنرجيز» من خلال شركة «توتال إنرجيز غاز» التابعة للأخيرة، بالغاز الطبيعي المسال وتسليمه لأسواق تصدير مختلفة حول العالم. من جانبه، أوضح أحمد العبري، الرئيس التنفيذي لـ«أدنوك للغاز»، أن الاتفاقية «تمثل تطوراً مهماً في استراتيجية الشركة لتوسيع نطاق انتشارها العالمي وتعزيز مكانتها كشريك مفضل لت

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الخليج مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

مكتوم وأحمد نجلا محمد بن راشد نائبين لحاكم دبي

‏عيّن الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي نجليه الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أولاً لحاكم إمارة دبي، وتعيين الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً لحاكم الإمارة، على أن يمارس كلٌ منهما الصلاحيات التي يعهد بها إليه من قبل الحاكم. وتأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم في إمارة دبي، وتوزيع المهام في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد لحاكم دبي ورئيس المجلس التنفيذي. ويشغل الشيخ مكتوم إضافة إلى منصبه الجديد منصب نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية في الإمارات، والن

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
يوميات الشرق الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

الإماراتي سلطان النيادي أول عربي يسير خارج محطة الفضاء الدولية

سجل الإماراتي سلطان النيادي، إنجازاً عربياً جديداً كأول رائد فضاء عربي يقوم بالسير في الفضاء، وذلك خلال المهام التي قام بها أمس للسير في الفضاء خارج المحطة الدولية، ضمن مهام البعثة 69 الموجودة على متن المحطة، الذي جعل بلاده العاشرة عالمياً في هذا المجال. وحملت مهمة السير في الفضاء، وهي الرابعة لهذا العام خارج المحطة الدولية، أهمية كبيرة، وفقاً لما ذكره «مركز محمد بن راشد للفضاء»، حيث أدى الرائد سلطان النيادي، إلى جانب زميله ستيفن بوين من «ناسا»، عدداً من المهام الأساسية. وعلّق الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على «تويتر»، قائلاً، إن النيادي «أول

«الشرق الأوسط» (دبي)
الخليج حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

حاكم دبي يعيّن مكتوم بن محمد نائباً أول وأحمد بن محمد ثانياً

أصدر الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء، بصفته حاكماً لإمارة دبي، مرسوماً بتعيين نجليْه؛ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً أول للحاكم، والشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، نائباً ثانياً، على أن يمارس كل منهما الصلاحيات التي يُعهَد بها إليه من قِبل الحاكم. تأتي خطوة التعيين للمزيد من الترتيب في بيت الحكم بالإمارة وتوزيع المهام، في الوقت الذي يشغل فيه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولاية العهد للحاكم ورئيس المجلس التنفيذي. والشيخ مكتوم بن محمد، إضافة إلى تعيينه نائباً أول للحاكم، يشغل أيضاً نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير المالية الإماراتي، وال

«الشرق الأوسط» (دبي)
يوميات الشرق «فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

«فلاي دبي» توضح ملابسات اشتعال طائرتها بعد إقلاعها من نيبال

أعلنت سلطة الطيران المدني في نيبال، اليوم (الاثنين)، أن رحلة «فلاي دبي» رقم «576» بطائرة «بوينغ 737 - 800»، من كاتماندو إلى دبي، تمضي بشكل طبيعي، وتواصل مسارها نحو وجهتها كما كان مخططاً. كانت مصادر لوكالة «إيه إن آي» للأنباء أفادت باشتعال نيران في طائرة تابعة للشركة الإماراتية، لدى إقلاعها من مطار كاتماندو النيبالي، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». وأشارت «إيه إن آي» إلى أن الطائرة كانت تحاول الهبوط بالمطار الدولي الوحيد في نيبال، الذي يبعد نحو 6 كيلومترات عن مركز العاصمة. ولم يصدر أي تعليق من شركة «فلاي دبي» حول الحادثة حتى اللحظة.

«الشرق الأوسط» (كاتماندو)

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
TT

إيران تصعّد مواجهتها مع «وكالة الطاقة الذرية»

عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)
عرض عدد من أجهزة الطرد المركزي في طهران خلال اليوم الوطني للطاقة النووية الإيرانية (أرشيفية - رويترز)

صعّدت إيران مواجهتَها ضد «الوكالة الدولية للطاقة الذرية»، إذ أعلنت أمس أنَّها ستضع في الخدمة مجموعة من أجهزة الطرد المركزي «الجديدة والمتطورة»، وذلك رداً على قرار تبنته الوكالة الدولية ينتقد طهران بسبب عدم تعاونها بما يكفي في إطار برنامجها النووي.

وأيّد مشروع القرار، الذي طرحته على التصويت المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا بدعم من الولايات المتحدة، 19 دولة من أصل 35 في الوكالة، وعارضته روسيا والصين وبوركينا فاسو، بينما امتنعت الدول الـ12 الباقية عن التصويت، ولم تستطع فنزويلا المشاركة.

وبعد اعتماد القرار، قال ممثل إيران في تصريح لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، إن هذا التدبير له «دوافع سياسية».

وتستخدم أجهزة الطرد المركزي في تخصيب اليورانيوم المحوّل إلى غاز من خلال تدويره بسرعة كبيرة، ما يسمح بزيادة نسبة المادة الانشطارية (يو - 235) لاستخدامات عدة.