الدولار لأعلى مستوى له أمام الين منذ 24 عاماً

خبير لـ «الشرق الأوسط» : سقوط اليورو أمام العملة الأميركية مسألة وقت

الدولار الأميركي والين الياباني (رويترز)
الدولار الأميركي والين الياباني (رويترز)
TT

الدولار لأعلى مستوى له أمام الين منذ 24 عاماً

الدولار الأميركي والين الياباني (رويترز)
الدولار الأميركي والين الياباني (رويترز)

ارتفع الدولار إلى أعلى مستوى له منذ 24 عاما مقابل الين، خلال تعاملات أمس (الاثنين)، بعد أن أشارت النتائج الطيبة التي حققها التحالف المحافظ الحاكم في اليابان إلى عدم وجود تغيير في السياسات النقدية المتساهلة، وعززت مخاوف النمو العالمي الدولار كملاذ آمن على نطاق أوسع.
وارتفع الدولار إلى 137.28 ين في التعاملات الصباحية، وهو أعلى مستوى له منذ أواخر عام 1998، ثم قلص الدولار هذه المكاسب بشكل طفيف وارتفع 0.6 في المائة إلى 136.93.
وارتفع الدولار أيضاً أمام اليورو الذي انخفض 0.38 في المائة إلى 1.0144 دولار متجهاً مرة أخرى صوب أدنى مستوى له منذ 20 عاماً، الذي سجله خلال التعاملات يوم الجمعة، تاركاً مؤشر الدولار مرتفعاً 0.4 في المائة عند 107.3.
وقال ريكاردو إيفانجليستا، محلل أول في شركة ActivTrades للوساطة المالية، إن ارتفاع الدولار الأميركي أمام نظرائه من العملات خلال معاملات أمس، جاء بعد صدور تقرير الوظائف الأميركي يوم الجمعة الذي جاء أفضل من المتوقع، مما خفف من مخاوف اقتراب ركود اقتصادي في الولايات المتحدة، الذي من شأنه أن يحد من قدرة بنك الاحتياطي الفيدرالي على رفع سعر الفائدة.
وأضاف إيفانجليستا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «وبناء عليه، ومع صدور بيانات التضخم المنتظرة يوم الأربعاء التي قد تصل لأعلى نسبة لها في أربعة عقود، نتوقع أن يتخذ الاحتياطي الفيدرالي قرار رفع الفائدة 0.75 نقطة أساس في اجتماعه المقبل، ما يفتح المجال أمام المزيد من المكاسب للدولار».
وأوضح أنه في غضون ذلك، «يولد الموقف الحالي في القارة الأوروبية بعض المخاوف، إذ يبدو أن أزمة الطاقة الحالية لن ترى حلاً في المستقبل القريب، ما ينبئ بقدوم ركود يجتاح القارة... وفي مثل تلك الظروف، يجد البنك المركزي الأوروبي قدراته محدودة فيما يتعلق برفع سعر الفائدة، وهو ما يؤثّر سلباً في مستقبل اليورو، ما يجعل سقوطه أمام الدولار مسألة وقت ليس إلا».
في الأثناء، انخفض الذهب أمس مع وجود سعر الدولار بالقرب من أعلى مستوى له منذ 20 عاماً، ليستمر الضغط على الطلب على الذهب المقوم بالدولار.
وهبط سعر الذهب 0.1 في المائة إلى 1740.16 دولار للأوقية (الأونصة) بحلول الساعة 0045 بتوقيت غرينتش. وانخفضت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.2 في المائة إلى 1739.50 دولار.
واستقر الدولار قرب أعلى مستوى له منذ نحو 20 عاماً، ما جعل المشترين الأجانب يبتعدون عن الذهب.
وانخفض الذهب لرابع أسبوع على التوالي يوم الجمعة، متضرراً من صعود الدولار والمراهنات على الزيادات الحادة في أسعار الفائدة التي تكتسب قوة بعد بيانات الوظائف الأميركية القوية.
وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، هبط سعر الفضة في المعاملات الفورية 0.2 في المائة إلى 19.27 دولار للأونصة، كما انخفض البلاتين واحداً في المائة إلى 887.89 دولار. وتراجع البلاديوم 1.3 في المائة إلى 2153.50 دولار بعد ارتفاعه بنحو 10 في المائة يوم الجمعة.


مقالات ذات صلة

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

الاقتصاد امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد برج المقر الرئيس لبنك التسويات الدولية في بازل (رويترز)

بنك التسويات الدولية يحذر من تهديد الديون الحكومية للأسواق المالية

حذّر بنك التسويات الدولية من أن تهديد الزيادة المستمرة في إمدادات الديون الحكومية قد يؤدي إلى اضطرابات بالأسواق المالية

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداولون في كوريا الجنوبية يعملون أمام شاشات الكومبيوتر في بنك هانا في سيول (وكالة حماية البيئة)

الأسواق الآسيوية تنخفض في ظل قلق سياسي عالمي

انخفضت الأسهم في آسيا في الغالب يوم الاثنين، مع انخفاض المؤشر الرئيسي في كوريا الجنوبية بنسبة 2.3 في المائة.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ )
الاقتصاد لافتة إلكترونية وملصق يعرضان الدين القومي الأميركي الحالي للفرد بالدولار في واشنطن (رويترز)

غوتيريش يعيّن مجموعة من الخبراء لوضع حلول لأزمة الديون

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مجموعة من الخبراء البارزين لإيجاد حلول لأزمة الديون المتفاقمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد الاجتماع السنوي الرابع والخمسون للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس (رويترز)

المنتدى الاقتصادي العالمي: قادة الأعمال يخشون من الركود وارتفاع التضخم

أظهر استطلاع للرأي أجراه المنتدى الاقتصادي العالمي يوم الخميس أن قادة الأعمال على مستوى العالم يشعرون بالقلق من مخاطر الركود ونقص العمالة وارتفاع التضخم.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.