من مدينة برمنغهام البريطانية، قدم ليفر راوا (الذي غير اسمه إلى سليمان عقب اعتناقه الإسلام)، إلى مكة المكرمة، لأداء فريضة الحج بعد صبره لسنوات ليتحقق حلمه بهذا الحضور، مشيراً إلى أن ذلك سيبقى ذكرى خالدة في ذاكرته بكافة تفاصيله الجميلة، وحجم الرعاية، والاهتمام الكبير الذي وجده أسوة بباقي الحجاج لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة.
سليمان البالغ من العمر 40 عاماً، الذي نشأ في عائلة مسيحية، قال لـ«الشرق الأوسط»، إن اعتناقه الإسلام صاحبه اعتراض كبير من والدته، التي كانت ترفض ذلك بشدة خلاف والده الذي وجد منه الدعم وترك له حرية الاختيار، لافتاً إلى أن قناعته بالإسلام دفعت والدته في النهاية لتقبل الأمر.
وأضاف أن الدين الإسلامي يهذب النفس والخلق، ويحث على التعايش والتسامح والوئام مع الجميع وتقبل الآخر، مشيراً إلى أن «الكتاب والسنة يحثان على السمو بالأخلاق والتعايش، وأن نكون قدوة في التعامل الجيد مع الجميع، وهو ما دفع والدته لتقبل الأمر».
وعايش سليمان فترة عصيبة مع أسرته وأصدقائه لسنواتٍ نتاج رغبته ومحبته للإسلام، حيث قال: «نحن عائلة جميعها مسيحية، وتذهب للكنيسة، فكان الأمر مستغرباً على عائلتي تقبل الأمر، رغم أن خالي كان قد أسلم قبلي، وساهم في محبتي للإسلام قبل أن أبدأ البحث والقراءة عن الدين ليتعلق قلبي بمحبة الله والإيمان برسوله».
وأضاف: «عندما كنت في الـ9 من العمر كان خالي يصحبني معه في العديد من الأماكن، وكان هناك شخص دوماً يحضر لنصحه والتعريف بالإسلام، وكنت موجوداً حين نطق الشهادة في المسجد، ليصبح خالي بعدها هو الناصح والموجه لي فيما بعد قبل أن أصدم برفض والدتي الشديد للأمر، الذي أحزنني كثيراً، ومنعي من لقاء خالي الذي كنت من أشد المقربين له».
سليمان الذي لم ييأس من إقناع والدته، فضل مداراة إعجابه بالإسلام واتجه للبحث في علوم الدين والقراءة بشكل أكبر ليواجه معها صعوبات متعددة، سواء في المدرسة الدينية التي كان يدرس بها آنذاك، وكذلك في المنزل، لرفض والدته القاطع دخوله الإسلام، على حد قوله.
يضيف سليمان: «حاولت جاهداً إقناع والدتي بمحاسن الدين الإسلامي، إلا أنها كل مرة كانت ترفض بشدة، وهو ما دفعها لمنعي من مقابلة خالي لفترة طويلة، رغم أني أكون سعيداً عندما أكون معه».
واستطرد: «كنت آنذاك أعيش فترة مراهقة تكثر بها الإغراءات، وساعدني على الصمود توفيق الله لي، وعقب انتقالي لإكمال دراستي في المدرسة العامة ببرمنغهام بعد إنهاء المرحلة الابتدائية كنت أخفي عقيدتي، وأصلي خلسة قبل أن أعلن إسلامي وعمري 16 عاماً، وتوجهت عقبها لنصح أصدقائي المقربين، والتأكيد لهم أن الإسلام حق والله حق ومحمداً رسول الله حق، وأحثّهم على التعرف على الإسلام واعتناقه».
ولفت سليمان النظر: «عندما بدأت حياتي العملية ممرضاً بأحد المستشفيات لجأت كذلك إلى إخفاء ديني، ومع الوقت عرف مديري بالأمر، وتقبل إسلامي، وكان كذلك يوصيني عند ذهابي لصلاة الجمعة بالدعاء له، رغم أنه كان غير مسلم».
من جانبه، أكد زهير شاكر العضو المنتدب لشركة حجاج تركيا وأوروبا وأميركا، أنهم استقبلوا في موسم حج هذا العام أكثر من 88 ألف حاج موزعين على 28 مكتباً، مشيراً إلى قيامهم بتولي مهام شؤون ضيف الرحمن منذ قدومه إلى المطار وحتى مغادرته إلى بلاده، عقب أدائه الفريضة وسط منظومة خدمات مسخرة له.
وكشف شاكر عن استحداثهم في الشركة موظفين خدمة عملاء يتم توزيعهم على كل مجموعة من الحجاج لتلبية رغباتهم، والوقوف على احتياجاتهم، وتسهيل أمورهم، لافتاً النظر إلى وجود أكثر من 150 امرأة يعملن في خدمة الحجاج بالشركة في العديد من الأقسام المتنوعة، منها خدمة العملاء، وتولي مرافقة ضيوف الرحمن، إلى جانب العلاقات العامة والسكرتارية والتغذية وبعض مراكز الخدمة.
بريطاني: دخولي الإسلام حرمني خالي... وحلمي تحقق في الحج
بريطاني: دخولي الإسلام حرمني خالي... وحلمي تحقق في الحج
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة