بعثة السلام في مالي في مرمى القاعدة

استهداف مسلح للقوة الدولية

بعثة السلام في مالي في مرمى القاعدة
TT

بعثة السلام في مالي في مرمى القاعدة

بعثة السلام في مالي في مرمى القاعدة

قبل نهاية الشهر الماضي، مايو (أيار)، تعرضت بعثة الأمم المتحدة بمالي إلى هجوم مسلح من مجهولين، أسفر عن قتل عنصر من بعثة الأمم المتحدة في مالي وأصيب آخر، ويأتي هذا ضمن سلسلة من الهجمات الانتحارية المسلحة التي تتعرض لها البعثة.
وفي تطور سريع للأحداث، أعلن تنظيم القاعدة، مسؤوليته عن الهجومين، الذين استهدفا البعثة الأممية في الأسبوع الحالي، شمال مالي (مينوسما)، وذلك حسب ما ذكرت وكالة «الإخبار» الموريتانية.
وقالت الوكالة الموريتانية، إن عبد الرحمن الأزوادي، المتحدث باسم تنظيم القاعدة بشمال مالي أعلن في مكالمة هاتفية مع الوكالة، مسؤولية مقاتلي التنظيم عن الهجومين الأخيرين اللذين استهدفا قوات حفظ السلام الدولية في شمال مالي».
ونقلت «الأخبار»، التي غالبا ما تنشر بيانات لجماعات متشددة، عن الأزوادي قوله إن «التنظيم يؤكد مسؤوليته عن الهجوم بالصواريخ على قاعدة تابعة للقوات الدولية في شمال مالي يوم 25 مايو الحالي».
وأضافت أن الأزوادي أعلن أيضا «مسؤولية التنظيم عن استهداف موكب كان يضم قائد قوة الأمم المتحدة وقائد قوة الشرطة فيها». وأكد أن ثلاثة من جنود حفظ السلام قتلوا ولم يصابوا بجروح كما أعلنت القوة الدولية.
وكانت قوة الأمم المتحدة تحدثت عن «إصابة ثلاثة جنود من بوركينا فاسو» في الهجوم، موضحة أن «موكب القوة الدولية، اصطدم بلغم على محور تيهيردجي تمبكتو» شمال غربي مالي. إلا أنها لم تشر إلى وجود قائدي قوة الأمم المتحدة.
وذكرت مصادر في القوة الدولية، وقت وقوع الهجوم، أن الجنرال ألدن ماركي مايكل لوليسغارد وقائد شرطة القوة الجيبوتي عوالي عبد النصير، كانا في هذا الموكب.
وأكد مصدر أمني في القوة في تمبكتو حينها «من الواضح أن قافلة قائدي القوة العسكرية والأمنية هي المستهدفة»، مشيرًا إلى أن «عمليات تدقيق أمني جرت قبل ساعات في هذا القطاع». ورجح أن تكون «الألغام زرعت» بعيد ذلك.
وكان شمال مالي قد سقط في مارس (آذار) وأبريل (نيسان) 2012 بأيدي مجموعات مرتبطة بتنظيم القاعدة بعد هزيمة الجيش أمام المتمردين. ورغم طرد قسم كبير من المتشددين من هذه المنطقة في عملية سرفال الفرنسية في يناير (كانون الثاني) 2013 لا تزال مناطق شاسعة من البلاد تفلت من سيطرة السلطات.
وتنشر الأمم المتحدة نحو 10 آلاف فرد في مالي للمساعدة في استقرار الأوضاع في ذلك البلد الذي اجتاحه متشددون مرتبطون بالقاعدة في عام 2012.



بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
TT

بوركينا فاسو تعلن القضاء على 100 إرهابي وفتح 2500 مدرسة

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)
أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

تصاعدت المواجهات بين جيوش دول الساحل المدعومة من روسيا (مالي، والنيجر، وبوركينا فاسو)، والجماعات المسلحة الموالية لتنظيمَي «القاعدة» و«داعش»؛ خصوصاً في بوركينا فاسو؛ حيث قُتل أكثر من 100 إرهابي، وفي النيجر التي قُتل فيها 39 مدنياً.

وبينما كان جيش بوركينا فاسو يشن عملية عسكرية معقدة شمال غربي البلاد، لمطاردة مقاتلي «القاعدة»، شن مسلحون يعتقد أنهم من تنظيم «داعش» هجوماً دامياً ضد قرى في النيجر، غير بعيد من الحدود مع بوركينا فاسو.

أسلحة ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

بؤرة «داعش»

وقالت وزارة الدفاع في النيجر، السبت، إن الهجوم استمر ليومين، واستهدف عدة قرى في محافظة تيلابيري، الواقعة جنوب غربي البلاد، على الحدود مع بوركينا فاسو، وتوصف منذ عدة سنوات بأنها بؤرة يتمركز فيها تنظيم «الدولة الإسلامية في الصحراء الكبرى» الموالي لتنظيم «داعش».

وأضافت الوزارة أن «مأساتين فظيعتين وقعتا في منطقتي ليبيري وكوكورو»؛ لافتة إلى أن «مجرمين حُوصِروا بسبب العمليات المتواصلة لقوات الدفاع والأمن، هاجموا -بجُبن- مدنيين عُزلًا».

وتحدَّث الجيش عن «حصيلة بشرية مرتفعة»؛ مشيراً إلى «مقتل 39 شخصاً: 18 في كوكورو، و21 في ليبيري»، مبدياً أسفه؛ لأن هناك «الكثير من النساء والأطفال» بين ضحايا «هذه الأعمال الهمجية».

في غضون ذلك، تعهَّد جيش النيجر بتعقب منفِّذي الهجومين، واتخاذ تدابير إضافية لتعزيز الأمن في المنطقة المحاذية لبوركينا فاسو؛ حيث وقعت سلسلة هجمات دامية خلال الأيام الأخيرة، آخرها هجوم استهدف قافلة مدنية في منطقة تيلابيري، قُتل فيه 21 مدنياً الأسبوع الماضي، وبعد ذلك بيومين قُتل 10 جنود في هجوم إرهابي.

أحد القتلى ومعدات كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

مطاردة الإرهاب

على الجانب الآخر، أعلن جيش بوركينا فاسو أنه نجح الأسبوع الماضي في القضاء على أكثر من 100 إرهابي، خلال عمليات عسكرية متفرقة في مناطق مختلفة من محافظة موهون التي تقع شمال غربي البلاد، غير بعيد من حدود دولة مالي.

وتُعد هذه المحافظة داخل دائرة نفوذ تنظيم «القاعدة»، وخصوصاً «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي توسعت فيها خلال السنوات الأخيرة، قادمة من الحدود مع مالي، وتنطلق منها لشن هجمات في عمق بوركينا فاسو.

وقال جيش بوركينا فاسو في بيان صحافي نشرته وكالة الأنباء البوركينية (رسمية)، إن «القوات المسلحة لبوركينا فاسو تمكَّنت من تصفية 102 إرهابي في هذه العمليات التي نُفِّذت على مدار يومي 10 و11 من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي».

وأوضح الجيش أن عملياته العسكرية مستمرة في منطقة بومبوروكوي التابعة لدائرة موهون، بينما كان رئيس المجلس العسكري الحاكم في بوركينا فاسو الكابتن إبراهيم تراوري، قد وجَّه القوات المسلحة لبلاده باستئناف عمليات مكافحة الإرهاب بطريقة فعَّالة، في كلمة بثها التلفزيون الوطني.

جاء ذلك بعد إقالة الحكومة، وتشكيل حكومة جديدة الأسبوع الماضي، ورفعت هذه الحكومة شعار الحرب على الإرهاب، بينما قال وزير الدفاع الجديد -وهو القائد السابق للجيش- إن الانتصار على الإرهاب أصبح «قريباً».

أسلحة كانت بحوزة إرهابيين في بوركينا فاسو (صحافة محلية)

عودة المدارس

ورغم تصاعد المواجهات بين الجيش والجماعات المسلحة، أعلنت السلطات في بوركينا فاسو إعادة فتح أكثر من 2500 مدرسة كانت مغلقة منذ سنوات بسبب الإرهاب.

وقالت وزارة التعليم إنه «على مدى عامين، سمحت العمليات الأمنية التي نفذتها قوات الدفاع والأمن، إلى جانب تضحيات العاملين في قطاع التعليم، بإعادة فتح أكثر من 2500 مدرسة، وتسجيل أو إعادة تسجيل ما يقارب نصف مليون تلميذ».

وأضافت الوزارة أن «عدد المؤسسات التعليمية المغلقة بسبب انعدام الأمن يتناقص يوماً بعد يوم، وذلك بفضل استعادة السيطرة على المناطق من طرف الجيش وقوات الأمن».

وتوقعت وزارة التعليم أن «تساعد العمليات الأمنية المستمرة، في إعادة توطين القرى في الأسابيع المقبلة، وبالتالي فتح مزيد من المدارس، مما يمنح الأطفال الصغار فرصة الوصول إلى التعليم»، وفق تعبير الوزارة.

إرهاب متصاعد

رغم كل النجاحات التي تتحدث عنها جيوش دول الساحل، فإن مؤشر الإرهاب العالمي صنَّف منطقة الساحل واحدةً من أكثر مناطق العالم تضرراً من الهجمات الإرهابية خلال عام 2023.

وجاء في المؤشر العالمي لعام 2024، أن منطقة الساحل شهدت وحدها نسبة 48 في المائة من إجمالي قتلى الإرهاب على مستوى العالم، خلال عام 2023، مقارنة بـ42 في المائة عام 2022، و1 في المائة فقط خلال 2007.

وبيَّن المؤشر أن بوركينا فاسو والنيجر ونيجيريا والكاميرون، شهدت زيادة في عدد قتلى العمليات الإرهابية بنسبة 33 في المائة على الأقل خلال العام الماضي، ما يجعل منطقة الساحل وغرب أفريقيا مركزاً للإرهاب العالمي.