وفاة نجل نائب الرئيس الأميركي بعد صراع مع مرض السرطان

أوباما قدم التعازي إلى عائلة بايدن في خسارة المدعي العام

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يحضن ابنه بو في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 2008 في دنفر كولورادو (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يحضن ابنه بو في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 2008 في دنفر كولورادو (رويترز)
TT

وفاة نجل نائب الرئيس الأميركي بعد صراع مع مرض السرطان

نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يحضن ابنه بو في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 2008 في دنفر كولورادو (رويترز)
نائب الرئيس الأميركي جو بايدن يحضن ابنه بو في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي عام 2008 في دنفر كولورادو (رويترز)

توفي نجل نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، بو بايدن، بعد إصابته بمرض سرطان الدماغ أمس. ونقل بيان للبيت الأبيض عن نائب الرئيس الأميركي قوله، إن «كل عائلة بايدن غارقة في حزن لا يوصف. نحن نعلم أن روح بو ستبقى حية فينا، خصوصا من خلال زوجته الشجاعة، هالي، وولديه المميزين، ناتالي وهانتر». وأضاف بايدن في رثائه لابنه أن «بو حارب سرطان الدماغ بنفس النزاهة ونفس الشجاعة ونفس القوة التي أظهرها في كل يوم من أيام حياته».
وبو بايدن محام شغل منصب المدعي العام لولاية ديلاوير في شمال شرقي البلاد، وسبق له أن فكر لبعض الوقت في خوض انتخابات مجلس الشيوخ الأميركي عن ولاية والده بعد فوز الأخير بمنصب نائب الرئيس، لكنه في النهاية فضل مهنة المحاماة. وكانت هناك توقعات بتوليه مناصب سياسية مهمة مستقبلا في مرحلة سطوع نجمه عندما كان مدعيا عاما. لكنه بعد أن قضى 8 سنوات في منصب المدعي العام انضم بو إلى شركة «غرانت اند أيزنهوفر» للمحاماة في 2015.
وقد نقل بو الذي كان يبلغ 46 عاما، للمستشفى هذا الشهر للعلاج في مركز «وولتر ريد» الطبي التابع للجيش خارج واشنطن.
وكان بو ضمن الوجود العسكري الأميركي في العراق ضمن الحرس الوطني لديلاوير. وأصيب بجلطة خفيفة في المخ في 2010. وأُجريت له جراحة في مركز لعلاج السرطان في ولاية تكساس العام الماضي.
وعبر الرئيس باراك أوباما عن حزنه لوفاة بو بايدن في بيان منفصل، أنه يقدم وزوجته ميشيل «التعازي إلى عائلة بايدن». ونعى الرئيس باراك أوباما بو قائلا إنه «سار على نهج والده»، وقال أوباما في بيانه إنه «على غرار والده كان بو شخصا طيبا وكريما وكاثوليكيا ممارسا وعميق الإيمان، ترك بصمته في حياة كل أولئك الذين قابلهم». وألغى أوباما حفل استقبال رسميا في البيت الأبيض أمس وتوجه إلى مقر إقامة عائلة بايدن في واشنطن.
وأشار أوباما إلى أن «كان بو مثل والده طيبا وصاحب قلب كبير، وكاثوليكيا ورعا ورجلا مؤمنا جدا أحدث فرقا في حياة كل من تعاملوا معه وهو سيعيش في قلوبنا».
وكان بايدن قد واجه مأساة عائلية من قبل. فبعد فترة وجيزة من فوزه في انتخابات مجلس الشيوخ عام 1972 تعرضت زوجته نايليا وأولاده الثلاثة لحادث سيارة أسفر عن مقتل زوجته وابنته وإصابة ابنيه بو وهنتر.



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.