هل فشلت روسيا في شل السكك الحديدية الأوكرانية؟

مسافرون يحملون أمتعتهم أمام قطار متجه إلى غرب أوكرانيا (إ.ب.أ)
مسافرون يحملون أمتعتهم أمام قطار متجه إلى غرب أوكرانيا (إ.ب.أ)
TT

هل فشلت روسيا في شل السكك الحديدية الأوكرانية؟

مسافرون يحملون أمتعتهم أمام قطار متجه إلى غرب أوكرانيا (إ.ب.أ)
مسافرون يحملون أمتعتهم أمام قطار متجه إلى غرب أوكرانيا (إ.ب.أ)

طوال الحرب في أوكرانيا نفّذت روسيا هجمات مستمرة على شبكة السكك الحديدية في البلاد.
والسكك الحديدية الأوكرانية المملوكة للدولة «Ukrzaliznytsia» هي أكبر شركة من نوعها في البلاد مع أكثر من 200 ألف موظف عبر 233 ألف ميل مربع، وفقاً لشبكة «سكاي نيوز».
خلال الحرب، اعتبرت السكك الحديدية شريان الحياة لملايين الأشخاص الذين فروا من البلاد وأثبتت أنها ضرورية لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لأوكرانيا.
شنت روسيا عشرات الهجمات على البنية التحتية للسكك الحديدية، حيث أصابت مساراتها وجسورها ومحطات الكهرباء الفرعية باستخدام مجموعة من الأسلحة مثل صواريخ «كروز».
في حين أن العديد من هذه الهجمات لم تتسبب إلا في أضرار طفيفة وقابلة للإصلاح للسكك الحديدية، إلا أن التكلفة البشرية كانت أكبر مع هجوم صاروخي على محطة قطار كراماتورسك ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين الذين كانوا يحاولون الفرار.
وليس الأشخاص فقط هم من يتم نقلهم بواسطة هذه السكك. تم استخدام شبكة السكك الحديدية الواسعة لتزويد شحنات الأسلحة الغربية الرئيسية التي ساعدت القوات الأوكرانية في الدفاع عن الأراضي من الهجوم الروسي الأولي، وساهمت في نقل الحبوب.
* الضرر حتى الآن يقتصر على «التأخير»
يقول المسؤولون الأوكرانيون إن روسيا تهدف إلى تدمير البنية التحتية للبلاد - بينما اعترفت وزارة الدفاع الروسية بأن هجمات السكك الحديدية تهدف إلى تعطيل تدفق الأسلحة الغربية.
يقول الخبراء إنه إذا كان هدف روسيا هو شل إمدادات الأسلحة الغربية، فإنها قد فشلت حتى الآن.
يؤكد خبراء الدفاع والاستخبارات إن الهجمات على السكك الحديدية يُنظر إليها إلى حد كبير على أنها «معطلة»، لكنها لم تسبب أضرارًا كبيرة ودائمة.
وهم يشيرون إلى سببين رئيسيين لفشل القوات في إلحاق أضرار فعالة بالسكة الحديدية - قدرة القوة الأوكرانية على إصلاح الأضرار والصعوبات في إصابة الأهداف المتحركة.

* «صعوبة» في ضرب الأهداف المتحركة
قال إد أرنولد، باحث في الأمن الأوروبي بالمعهد الملكي للخدمات المتحدة، لشبكة «سكاي نيوز» إن روسيا تواجه صعوبة في ضرب الأهداف المتحركة بسبب أسلحتها المستخدمة.
وأوضح: «الهجمات الروسية غير قادرة على توجيه ضربة قاضية لشبكة السكك الحديدية لأنها تفتقر إلى الذخائر الموجهة بدقة المطلوبة لضرب الأهداف العسكرية. وفي أفضل الأحوال لا يمكنها سوى تعطيل حركة السكك الحديدية وتأخيرها، بدلاً من منعها».
وأضاف: «ما لم تستهدف روسيا الشبكة على نطاق أوسع وذخائر دقيقة التوجيه، فمن المرجح أن يظل هذا هو الحال».
إلى جانب فشلها في إصابة الأهداف المتحركة، تمكنت القوات الأوكرانية من إصلاح المواقع المتضررة بسرعة، مع القليل من تعطيل الخدمات.
تنشر شركة السكك الحديدية في البلاد فرقًا من العمال لإصلاح المسارات وإعادة توجيه القطارات على مدار الساعة - بينما يسافر المسؤولون في جميع أنحاء أوكرانيا لتفقد الأضرار.

* تقليص حجم الهجمات لتجنب الضرر الكامل؟
إلى جانب الأسئلة حول قدرة الأسلحة الروسية، يشير خبراء آخرون إلى أن القوات المقاتلة قد لا ترغب في تدمير البنية التحتية للسكك الحديدية بشكل كامل.
يقول المحللون في «ماكينزي إنتاليجانس سيرفيسيز»، الذين يدرسون البيانات والصور الجغرافية المكانية، إن القوات المقاتلة قد تتجنب التسبب في أضرار جسيمة لشبكة السكك الحديدية إذا كانت تنوي استخدامها لنقل معداتها الخاصة.
لكنهم أضافوا أن كلا الجانبين سيحاول تدمير أجزاء من شبكة السكك الحديدية «إذا شعر أنه سيخسر الأرض- من أجل حرمان الجانب الآخر من استخدامها وإبطاء التحركات».


مقالات ذات صلة

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

العالم إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

إسقاط مسيّرة قرب قاعدة جوية روسية في القرم

أعلنت السلطات المعينة من روسيا في القرم إسقاط طائرة مسيرة قرب قاعدة جوية في شبه الجزيرة التي ضمتها روسيا، في حادثة جديدة من الحوادث المماثلة في الأيام القليلة الماضية. وقال حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف على منصة «تلغرام»: «هجوم آخر على سيفاستوبول. قرابة الساعة 7,00 مساء (16,00 ت غ) دمرت دفاعاتنا الجوية طائرة من دون طيار في منطقة قاعدة بيلبيك».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

الاتحاد الأوروبي يحذّر موسكو من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين

حذّر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل روسيا، اليوم الخميس، من استغلال الهجوم المفترض على الكرملين الذي اتهمت موسكو كييف بشنّه، لتكثيف هجماتها في أوكرانيا. وقال بوريل خلال اجتماع لوزراء من دول الاتحاد مكلفين شؤون التنمي«ندعو روسيا الى عدم استخدام هذا الهجوم المفترض ذريعة لمواصلة التصعيد» في الحرب التي بدأتها مطلع العام 2022. وأشار الى أن «هذا الأمر يثير قلقنا... لأنه يمكن استخدامه لتبرير تعبئة مزيد من الجنود و(شنّ) مزيد من الهجمات ضد أوكرانيا». وأضاف «رأيت صورا واستمعت الى الرئيس (الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
العالم هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

هجوم بطائرة مسيرة يستهدف مصفاة «إلسكاي» جنوب روسيا

ذكرت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، صباح اليوم (الخميس)، نقلاً عن خدمات الطوارئ المحلية، أن حريقاً شب في جزء من مصفاة نفط في جنوب روسيا بعد هجوم بطائرة مسيرة. وقالت «تاس»، إن الحادث وقع في مصفاة «إلسكاي» قرب ميناء نوفوروسيسك المطل على البحر الأسود. وأعلنت موسكو، الأربعاء، عن إحباط هجوم تفجيري استهدف الكرملين بطائرات مسيرة، وتوعدت برد حازم ومباشر متجاهلة إعلان القيادة الأوكرانية عدم صلتها بالهجوم. وحمل بيان أصدره الكرملين، اتهامات مباشرة للقيادة الأوكرانية بالوقوف وراء الهجوم، وأفاد بأن «النظام الأوكراني حاول استهداف الكرملين بطائرتين مسيرتين».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

روسيا تتعرض لهجمات وأعمال «تخريبية» قبل احتفالات 9 مايو

تثير الهجمات وأعمال «التخريب» التي تكثّفت في روسيا في الأيام الأخيرة، مخاوف من إفساد الاحتفالات العسكرية في 9 مايو (أيار) التي تعتبر ضرورية للكرملين في خضم حربه في أوكرانيا. في الأيام الأخيرة، ذكّرت سلسلة من الحوادث روسيا بأنها معرّضة لضربات العدو، حتى على بعد مئات الكيلومترات من الجبهة الأوكرانية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية. تسببت «عبوات ناسفة»، الاثنين والثلاثاء، في إخراج قطارَي شحن عن مساريهما في منطقة محاذية لأوكرانيا، وهي حوادث لم يكن يبلغ عن وقوعها في روسيا قبل بدء الهجوم على كييف في 24 فبراير (شباط) 2022. وعلى مسافة بعيدة من الحدود مع أوكرانيا، تضرر خط لإمداد الكهرباء قرب بلدة في جنو

«الشرق الأوسط» (موسكو)
العالم موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

موسكو: «الأطلسي» يكثّف تحركات قواته قرب حدود روسيا

أكد سكرتير مجلس الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) نشر وحدات عسكرية إضافية في أوروبا الشرقية، وقام بتدريبات وتحديثات للبنية التحتية العسكرية قرب حدود روسيا، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك»، اليوم الأربعاء. وأكد باتروشيف في مقابلة مع صحيفة «إزفستيا» الروسية، أن الغرب يشدد باستمرار الضغط السياسي والعسكري والاقتصادي على بلاده، وأن الناتو نشر حوالى 60 ألف جندي أميركي في المنطقة، وزاد حجم التدريب العملياتي والقتالي للقوات وكثافته.


ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
TT

ميركل تعرب عن حزنها لعودة ترمب إلى الرئاسة الأميركية

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يتحدث خلال اجتماع ثنائي مع المستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل على هامش قمة حلف شمال الأطلسي في واتفورد ببريطانيا... 4 ديسمبر 2019 (رويترز)

أعربت المستشارة الألمانية السابقة أنجيلا ميركل عن «حزنها» لعودة دونالد ترمب إلى السلطة وتذكرت أن كل اجتماع معه كان بمثابة «منافسة: أنت أو أنا».

وفي مقابلة مع مجلة «دير شبيغل» الألمانية الأسبوعية، نشرتها اليوم الجمعة، قالت ميركل إن ترمب «تحد للعالم، خاصة للتعددية».

وقالت: «في الحقيقة، الذي ينتظرنا الآن ليس سهلا»، لأن «أقوى اقتصاد في العالم يقف خلف هذا الرئيس»، حيث إن الدولار عملة مهيمنة، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وعملت ميركل مع أربعة رؤساء أميركيين عندما كانت تشغل منصب مستشار ألمانيا. وكانت في السلطة طوال ولاية ترمب الأولى، والتي كانت بسهولة أكثر فترة متوترة للعلاقات الألمانية الأمريكية خلال 16 عاما، قضتها في المنصب، والتي انتهت أواخر 2021.

وتذكرت ميركل لحظة «غريبة» عندما التقت ترمب للمرة الأولى، في البيت الأبيض خلال شهر مارس (آذار) 2017، وردد المصورون: «مصافحة»، وسألت ميركل ترمب بهدوء: «هل تريد أن نتصافح؟» ولكنه لم يرد وكان ينظر إلى الأمام وهو مشبك اليدين.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب والمستشارة الألمانية آنذاك أنجيلا ميركل يحضران حلقة نقاشية في اليوم الثاني من قمة مجموعة العشرين في هامبورغ بألمانيا... 8 يوليو 2017 (أ.ف.ب)

ونقلت المجلة عن ميركل القول: «حاولت إقناعه بالمصافحة بناء على طلب من المصورين لأنني اعتقدت أنه ربما لم يلحظ أنهم يريدون التقاط مثل تلك الصورة... بالطبع، رفضه كان محسوبا».

ولكن الاثنان تصافحا في لقاءات أخرى خلال الزيارة.

ولدى سؤالها ما الذي يجب أن يعرفه أي مستشار ألماني بشأن التعامل مع ترمب، قالت ميركل إنه كان فضوليا للغاية وأراد معرفة التفاصيل، «ولكن فقط لقراءتها وإيجاد الحجج التي تقويه وتضعف الآخرين».

وأضافت: «كلما كان هناك أشخاص في الغرفة، زاد دافعه في أن يكون الفائز... لا يمكنك الدردشة معه. كان كل اجتماع بمثابة منافسة: أنت أو أنا».

وقالت ميركل إنها «حزينة» لفوز ترمب على كامالا هاريس في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني). وقالت: «لقد كانت خيبة أمل لي بالفعل لعدم فوز هيلاري كلينتون في 2016. كنت سأفضل نتيجة مختلفة».