العقوبات الغربية تجمّد أصولاً روسية بـ330 مليار دولار

{الخزانة} الأميركية فرضت حزمة عقوبات جديدة استهدفت الذهب وصناعات دفاعية روسية

قطار شحن روسي في كاليلينغراد (رويترز)
قطار شحن روسي في كاليلينغراد (رويترز)
TT

العقوبات الغربية تجمّد أصولاً روسية بـ330 مليار دولار

قطار شحن روسي في كاليلينغراد (رويترز)
قطار شحن روسي في كاليلينغراد (رويترز)

أعلنت وزارة الخزانة الأميركية أن قيمة الأصول الروسية التي قامت الولايات المتحدة والدول الغربية بتجميدها بلغت 330 مليار دولار منذ بدء حرب أوكرانيا نهاية فبراير (شباط) الماضي.
وذكرت «وحدة العمل» التابعة للحلفاء الغربيين المسؤولين عن تعقب الأصول الروسية، في بيان الأربعاء، أن الدول الغربية قامت بتجميد 30 مليار دولار من الأصول المملوكة للأثرياء الروس، إضافة إلى أرصدة البنك المركزي الروسي في الخارج بقيمة 300 مليار دولار، فضلاً عن حجز خمسة يخوت فخمة تبلغ قيمتها مئات الملايين من الدولارات وعقارات فاخرة.
وقد تم تشكيل هذه الوحدة في مارس (آذار) الماضي، وتضمّ مسؤولين من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا واليابان وأستراليا وكندا والمفوضية الأوروبية. وتعمل هذه الوحدة على ملاحقة الأصول الروسية واستهداف الأثرياء الروس المقربين من الرئيس فلاديمير بوتين وتجميد ممتلكاتهم في الدول الغربية بغرض فرض تكلفة باهظة على المقربين من الكرملين وزيادة الضغوط الاقتصادية على روسيا وعزلها عن النظام المالي العالمي.
وكانت الخزانة الأميركية قد أعلنت، الثلاثاء، فرض عقوبات جديدة ضد روسيا استهدفت أكثر من 70 كياناً يشكل القاعدة الصناعية الدفاعية الروسية و29 فرداً، كما فرضت حظراً بأثر فوري على استيراد الذهب من روسيا إلى الولايات المتحدة. وتشكل عوائد تصدير الذهب ثاني أكبر الموارد المالية للحكومة الروسية.
واستهدفت الحزمة الأخيرة من العقوبات شركة «روستك»، وهي شركة روسية ضخمة مملوكة للدولة وتعمل في مجال الصناعات العسكرية الروسية والسيارات والدفاع والطيران، وتعد الشركة الأولى في الإنتاج الدفاعي المحلي لروسيا ويتبعها أكثر من 800 كيان عبر مجموعة واسعة من القطاعات. واستهدفت العقوبات أيضاً قطاع صناعة الطيران التابع لشركة روستك ومجموعة شركات توبولوف الشركة المتخصصة في إنتاج القاذفات والصواريخ بعيدة المدى والتي استخدمتها روسيا في ضرب أهداف في أوكرانيا، وشركة إركوت (Irkut) التي تقوم بتصنيع الطائرات المقاتلة للجيش الروسي ومجمّع صناعات «تاغانروغ» للطيران التي تنتج الطائرات البرمائية Be - 200 وطائرات الإنذار المبكر بالرادار A - 50E ومعهد أبحاث الطيران الروسي، إضافة إلى عدد كبير من الشركات الصناعية وشركات الشحن والتخزين والخدمات التجارية وشركات التوريد للجيش الروسي.
وقالت الخزانة الأميركية إن فرض العقوبات على هذه الكيانات الدفاعية يستهدف إضعاف قدرة روسيا على مواصلة هجومها الجوي على أوكرانيا، وإضعاف قدرة الجيش الروسي على شراء وصيانة واستبدال الطائرات. وأدرجت وزارة الخزانة مسؤولين كباراً في جهاز الأمن الفيدرالي الروسي على قائمة العقوبات، أبرزهم ألكسندر ألكساندر وفيتش كوكوريف لقيامهم بتشكيل شبكة مشتريات سرية لدعم صناعات الدفاع الروسي وشراء مكونات أميركية ويابانية وأوروبية للاستخدامات الصناعية الدفاعات الروسية. وأدرجت أيضاً الاتحاد الإقليمي لمتطوعي دونباسUDV وهو منظمة اجتماعية روسية تضم 14 ألفاً من قدامى المحاربين الذين يعملون على تجنيد ونشر المقاتلين في أوكرانيا وجمع المعلومات الاستخباراتية. ووضعت أسماء 16 مسؤولاً عن هذه المنظمة على قائمة العقوبات.
وبشكل صريح، نصح بيان الخزانة الأميركية باليقظة من الصادرات الروسية إلى بيلاروسيا للتهرب من طائلة العقوبات ونبّهت المؤسسات المالية والقطاع الخاص لمنع حصول روسيا على السلع والتكنولوجيا الحيوية الهادفة لدعم جهود الحرب.
وأضافت الخزانة أن هذه العقوبات الجديدة تضرب قدرة روسيا على تطوير ونشر الأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة في الحرب التي شنّها فلاديمير بوتين ضد أوكرانيا. وقالت وزيرة الخزانة جانيت يلين إن «الالتزامات التي أعلن عنها أعضاء مجموعة السبع أدت إلى عرقلة قدرة روسيا للوصول إلى التكنولوجيا المهمة للجيش». كما اعتبرت أن «استهداف قطاع الصناعات الدفاعية الروسي سيقلل من قدرات بوتين ويزيد من إعاقة حربه ضد أوكرانيا».
من جهتها، أعلنت الخارجية الأميركية عن عقوبات على 45 كياناً و29 فرداً، من بينها جهاز الأمن الفيدرالي الروسي FSB الذي اتهمته بالتورط في انتهاكات لحقوق الإنسان وانتهاكات للقانون الإنساني الدولي في أوكرانيا. كما أعلنت الخارجية الأميركية عن قيود على التأشيرات للمسؤولين الذين يعتقد أنهم هددوا أو انتهكوا سيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية واستقلالها السياسي. وشملت العقوبات أكثر من 500 ضابط في الجيش الروسي ومسؤولين متورطين في قمع المعارضة الروسية.
وجاء في بيان وزارة الخارجية أن «العقوبات تشمل الوحدات العسكرية الروسية وجهاز الأمن الفيدرالي الروسي (FSB)، والذي تورط بشكل موثوق في انتهاكات حقوق الإنسان أو انتهاكات القانون الإنساني الدولي في أوكرانيا».


مقالات ذات صلة

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

الاقتصاد إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

إسبانيا تحقق في احتمال دخول نفط روسي إليها عبر دول أخرى

أعلنت الحكومة الإسبانية أمس (الجمعة) فتح تحقيق في احتمال دخول شحنات من النفط الروسي إلى أراضيها عبر دول ثالثة ودعت إلى بذل جهود أوروبية مشتركة لـ«تعزيز إمكانية تتبع» واردات المحروقات. وقالت وزيرة الانتقال البيئي الإسبانية تيريزا ريبيرا في رسالة: «في مواجهة أي شكوك، من الضروري التحقق» مما إذا كانت «المنتجات المستوردة تأتي من المكان المشار إليه أو من بلد آخر وما إذا كانت هناك أي مخالفة». وأوضحت الوزيرة الإسبانية أن «هذه المخاوف» هي التي دفعت إسبانيا إلى «التحقيق» في إمكانية وصول نفط روسي إلى أراضيها، مذكرة بأن واردات المحروقات «مرفقة نظريا بوثائق تثبت مصدرها».

«الشرق الأوسط» (مدريد)
الاقتصاد موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

موسكو تسيطر على شركتي طاقة أوروبيتين وتهدد بالمزيد

سيطرت موسكو على أصول شركتين للطاقة، ألمانية وفنلندية، ردا على المعاملة بالمثل لشركات روسية موجودة في أوروبا، وهددت بتوسيع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة «مؤقتة» لأصولها داخل البلاد. وقال الكرملين، أمس الأربعاء، إن تحرك موسكو للسيطرة المؤقتة على أصول مجموعة «فورتوم» الفنلندية للطاقة و«يونيبر» الألمانية التي كانت تابعة لها، جاء ردا على ما وصفه بالاستيلاء غير القانوني على أصول روسية في الخارج. تمتلك «يونيبر»، الشركة الأم، حصة 83.7 في المائة في شركة «يونيبرو»، الفرع الروسي، التي زودت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت الشركة في ضائقة شديدة العام الماضي بسبب قطع إمدادات الغاز الرو

«الشرق الأوسط» (لندن)
العالم الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

الكرملين يهدّد بمصادرة أصول مزيد من الشركات الأجنبية في روسيا

حذّر الكرملين اليوم (الأربعاء)، من أن روسيا قد توسّع قائمة الشركات الأجنبية المستهدفة بمصادرة مؤقتة لأصولها في روسيا، غداة توقيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لمرسوم وافق فيه على الاستيلاء على مجموعتَي «فورتوم» و«يونيبر». وحسب وكالة الصحافة الفرنسية، قال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف لصحافيين: «إذا لزم الأمر، قد توسّع قائمة الشركات. الهدف من المرسوم هو إنشاء صندوق تعويضات للتطبيق المحتمل لإجراءات انتقامية ضد المصادرة غير القانونية للأصول الروسية في الخارج».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

دراسة تُظهر خروقات واسعة لسقف أسعار النفط الروسي في آسيا

قال فريق من الباحثين إنه من المرجح أن سقف أسعار النفط المحدد من جانب مجموعة السبع شهد خروقات واسعة في آسيا في النصف الأول من العام، حسبما أفادت وكالة الأنباء الألمانية. وقام فريق الباحثين بتحليل بيانات رسمية بشأن التجارة الخارجية الروسية إلى جانب معلومات خاصة بعمليات الشحن، حسبما نقلت وكالة «بلومبرغ» للأنباء، اليوم (الأربعاء). وفي ديسمبر (كانون الأول)، فرضت مجموعة الدول الصناعية السبع حداً أقصى على أسعار النفط الروسي يبلغ 60 دولاراً للبرميل، مما منع الشركات في تلك الدول من تقديم مجموعة واسعة من الخدمات لا سيما التأمين والشحن، في حال شراء الشحنات بأسعار فوق ذلك المستوى. ووفقاً لدراسة التجارة وب

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

موسكو تضع يدها على الأصول الروسية لشركتَي طاقة أجنبيتين

وقّع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوماً يضع الشركات الروسية التابعة لاثنين من مورّدي الطاقة الأجانب («يونيبر» الألمانية، و«فورتوم أويج» الفنلندية) تحت سيطرة الدولة، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية. وقال المرسوم الذي نُشر أمس (الثلاثاء)، إن هذه الخطوة رد فعل ضروري على التهديد بتأميم الأصول الروسية في الخارج. وهدد المرسوم بأنه في حالة مصادرة أصول الدولة الروسية أو الشركات الروسية أو الأفراد في الخارج، ستتولى موسكو السيطرة على الشركات الناشئة من الدولة الأجنبية المقابلة. وتمتلك «يونيبر» حصة 83.73 في المائة في شركة «يونيبرو» الروسية الفرعية، التي زوّدت ألمانيا لسنوات بشحنات الغاز الطبيعي. ودخلت ا

«الشرق الأوسط» (موسكو)

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
TT

الساعات الأخيرة قبل إسدال الستار على مؤتمر «كوب 16» في الرياض

جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)
جلسة المفاوضات التي تعمل على حسم بنود الإعلان الختامي لمؤتمر «كوب 16» (الشرق الأوسط)

على مدار الأسبوعين الماضيين، اجتمع قادة الدول والمنظمات الدولية، والمستثمرون، والقطاع الخاص، في العاصمة السعودية الرياض، لمناقشة قضايا المناخ، والتصحر، وتدهور الأراضي، وندرة المياه، وسط «مزاج جيد ونيات حسنة»، وفق الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إبراهيم ثياو، خلال مؤتمر صحافي عُقد مساء الخميس.

وجرى جمع 12 مليار دولار تعهدات تمويل من المنظمات الدولية الكبرى. وفي المقابل، تُقدَّر الاستثمارات المطلوبة لتحقيق أهداف مكافحة التصحر وتدهور الأراضي بين 2025 و2030 بنحو 355 مليار دولار سنوياً، مما يعني أن هناك فجوة تمويلية ضخمة تُقدَّر بـ278 مليار دولار سنوياً، وهو ما يشكل عقبة كبيرة أمام تحقيق الأهداف البيئية المطلوبة.

وحتى كتابة هذا الخبر، كانت المفاوضات لا تزال جارية. وكان من المرتقب إعلان النتائج في مؤتمر صحافي عصر اليوم، إلا أنه أُلغي، و«تقرَّر إصدار بيان صحافي يوضح نتائج المؤتمر فور انتهاء الاجتماع، وذلك بدلاً من عقد المؤتمر الصحافي الذي كان مخططاً له في السابق»، وفق ما أرسلته الأمم المتحدة لممثلي وسائل الإعلام عبر البريد الإلكتروني.

التمويل

وقد تعهدت «مجموعة التنسيق العربية» بـ10 مليارات دولار، في حين قدَّم كل من «صندوق أوبك» و«البنك الإسلامي للتنمية» مليار دولار، ليصبح بذلك إجمالي التمويل 12 مليار دولار، وهو ما جرى الإعلان عنه يوم الخميس.

وكانت السعودية قد أطلقت، في أول أيام المؤتمر، «شراكة الرياض العالمية للتصدي للجفاف»، بتخصيص 150 مليون دولار على مدى السنوات العشر المقبلة.

وأشار تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إلى وجود فجوة تمويلية تبلغ 278 مليار دولار سنوياً، تهدد قدرة الدول على تحقيق أهداف مكافحة هذه الظواهر بحلول عام 2030، ما يشكل عقبة أمام استعادة الأراضي المتدهورة التي تُقدَّر مساحتها بمليار هكتار.

وتبلغ الاستثمارات المطلوبة لتحقيق هذه الأهداف بين 2025 و2030، نحو 355 مليار دولار سنوياً، في حين أن الاستثمارات المتوقعة لا تتجاوز 77 ملياراً، مما يترك فجوة تمويلية ضخمة تصل إلى 278 مليار دولار، وفق تقرير تقييم الاحتياجات المالية لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، الذي أصدرته في اليوم الثاني من المؤتمر. وفي وقت تواجه الأرض تحديات بيئية تتعلق بتدهور الأراضي والتصحر، إذ أشارت التقارير التي جرى استعراضها، خلال المؤتمر، إلى أن 40 في المائة من أراضي العالم تعرضت للتدهور، مما يؤثر على نصف سكان العالم ويتسبب في عواقب وخيمة على المناخ والتنوع البيولوجي وسُبل العيش.

وفي الوقت نفسه، يفقد العالم أراضيه الخصبة بمعدلات مثيرة للقلق، وزادت حالات الجفاف بنسبة 29 في المائة منذ عام 2000، متأثرة بالتغير المناخي، وسوء إدارة الأراضي، مما أدى إلى معاناة ربع سكان العالم من موجات الجفاف، ومن المتوقع أن يواجه ثلاثة من كل أربعة أشخاص في العالم ندرة كبيرة في المياه بحلول عام 2050، وفقاً لبيانات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. وقد ارتفع الجفاف الحاد بنسبة 233 في المائة خلال خمسين عاماً، وفق آخِر تقارير «البنك الدولي».

وفي ظل هذه الظروف، جاء مؤتمر الرياض «كوب 16» لمناقشة أهمية التعاون الدولي والاستجابة الفعّالة لمجابهة هذه التحديات، وليسلّط الضوء على ضرورة استعادة 1.5 مليار هكتار من الأراضي بحلول عام 2030 لتحقيق الاستدامة البيئية.

يُذكر أن «مؤتمر كوب 16» هو الأول من نوعه الذي يُعقَد في منطقة الشرق الأوسط، وأكبر مؤتمر متعدد الأطراف تستضيفه المملكة على الإطلاق. وصادف انعقاده الذكرى الثلاثين لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، إحدى المعاهدات البيئية الثلاث الرئيسية المعروفة باسم «اتفاقيات ريو»، إلى جانب تغير المناخ والتنوع البيولوجي.