في وسط الدلتا المصرية، تحديداً في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، يقف مسجد السيد أحمد البدوي، كمزار سياحي ديني وتاريخي، بعد أن أعادت له عمليات التطوير والترميم رونقه كمنارة روحية وأثرية وسط الدلتا.
وكان المسجد التاريخي على أجندة زيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء المصري، لمحافظة الغربية، «حيث تفقد، أول من أمس، ساحته، وأعمال تطوير المنطقة المحيطة به، وتجول في أروقة المسجد ذات الطابع المعماري الفريد، وشاهد عدداً من المقتنيات الإسلامية والتاريخية الفريدة»، بحسب بيان رئاسة الوزراء المصرية.
ويهدف مشروع المنطقة المحيطة بمسجد السيد أحمد البدوي إلى إعادة المظهر الجمالي ذي الطابع الإسلامي للمنطقة ضمن خطة النهوض بالمناطق الأثرية، إلى جانب إدراج المحافظة على خريطة السياحة الدينية، حيث يعد مسجد السيد أحمد البدوي من أهم وأكبر المساجد التاريخية الأثرية في مدينة طنطا، ومن أهم المعالم السياحية والآثار الإسلامية في منطقة وسط الدلتا، وفقاً للدكتور طارق رحمي، محافظ الغربية، الذي أشار إلى أن «أعمال تطوير الساحة الخارجية للمسجد والمنطقة المحيطة به تضمنت تجديد الأرصفة، وإنشاء ممشى ذي طابع إسلامي للزائرين، ورصف شارع السكة وشارع داير السيد البدوي، وتوحيد واجهات المحال، وطلاء واجهات المباني في المنطقة المحيطة بالمسجد وساحته الخارجية.
ويعود تاريخ مسجد السيد البدوي إلى عام 1276. في أعقاب وفاة أحمد البدوي عن عمر يناهز 79 عاماً حيث بنى تلميذه عبد العال المسجد، وكان في البداية عبارة عن خلوة كبيرة بجوار القبر، حولت فيما بعد إلى زاوية للمريدين، حتى جاء علي بك الكبير، وبنى المسجد والقباب والمقصورة النحاسية حول الضريح، وأوقف لها وقفاً للإنفاق على المسجد، الذي يعتبر أكبر مساجد طنطا، بحسب بوابة محافظة الغربية الإلكترونية.
الدكتور محمد عبد اللطيف، مساعد وزير الآثار السابق، وعميد كلية السياحة والفنادق بجامعة المنصورة، قال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «عبد العال تلميذ السيد أحمد البدوي، أقام بجوار القبر، خلوة تحولت فيما بعد إلى زاوية، عرفت بالأحمدية، وبقيت على حالها حتى عصر السلطان الأشرف قايتباي، حيث أقيمت قبة الضريح، ومئذنة للزاوية»، مشيراً إلى أنه «في القرن الثاني عشر الهجري بنى علي بك الكبير مسجداً بجوار الضريح، وثلاث قباب كان أكبرها قبة ضريح السيد البدوي، وبجوارها من العرب قبة لتلميذه عبد العال، ومن الشرق قبة الشيخ مجاهد شيخ الجامع، كما صنعت مقصورة من النحاس لضريح البدوي».
وأضاف عبد اللطيف أن «المسجد تحول فيما بعد إلى معهد علمي ديني»، مشيراً إلى أن «المسجد أعيد بناؤه مرة أخرى في القرن الرابع عشر الهجري، حيث بلغت مساحته بالملحقات نحو فدان ونصف الفدان، وهو مربع الشكل، ويتوسطه صحن تحيط به مجموعة من الأروقة، وللمسجد سبعة أبواب، أربعة في الجهة الغربية الرئيسية، وباب في كل جهة من الجهات الباقية، ونقش على الباب القبلي تاريخ العمارة سنة 1320 هجرية».
ويضم المسجد بعض المقتنيات التاريخية من بينها أثر لقدم النبي عليه الصلاة والسلام، وسبحة من خشب العود، وعباءة وعصا خشبية.
والسيد البدوي هو أحمد بن علي بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر، وينتهي نسبه إلى زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، رحل أجداده من الحجاز إلى المغرب في عصر الدولة الأموية، واستقروا بمدينة فاس المغربية، حيث ولد أحمد البدوي عام 596 هجرية، قبل أن يعود مع أسرته مرة أخرى إلى الحجاز، ومنها إلى مصر حيث وصل إليها عام 637 هجرية، وفقاً للمراجع التاريخية، ويعد مسجده أحد المزارات الدينية للمصريين، حيث يقام في أكتوبر (تشرين الأول) احتفال بذكرى مولد السيد البدوي.
مسجد السيد البدوي منارة أثرية وروحانية في دلتا مصر
تم الانتهاء من تطويره أخيراً
مسجد السيد البدوي منارة أثرية وروحانية في دلتا مصر
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة