مؤتمر في بغداد للمطالبة بحرية ناشط مختطف منذ نحو سنتين

شقيق الضحية نقل عن رئيس الوزراء قوله «لا أستطيع ملاحقة المختطفين»

الناشط المختطف الشاب سجاد العراقي
الناشط المختطف الشاب سجاد العراقي
TT

مؤتمر في بغداد للمطالبة بحرية ناشط مختطف منذ نحو سنتين

الناشط المختطف الشاب سجاد العراقي
الناشط المختطف الشاب سجاد العراقي

عقد في بغداد، أمس الجمعة، «مؤتمر الحرية لسجاد العراقي». وسجاد ناشط مدني من الناصرية مركز محافظة ذي قار الجنوبية، اختطف من قبل جماعات ميليشياوية معروفة، كما تؤكد عائلته، لكن أجهزة الأمن هناك، غير قادرة على ملاحقتها واعتقالها.
يأتي انعقاد المؤتمر بالتزامن مع «اليوم العالمي للمفقودين» الذي يصادف، اليوم السبت. وصدر عن المؤتمر بيان طالب فيه الحكومة بإصدار «بيان رسمي يستند إلى تقارير واقعية من قبل جهاز الاستخبارات العراقي وجهاز الأمن الوطني وكافة الأجهزة الأمنية المعنية للكشف عن مصير سجاد العراقي وبقية المغيبين خلال مدة أقصاها ثلاثون يوماً».
إضافة إلى بيان آخر عن «لجنة تقصي الحقائق النيابية التي شكلت مؤخراً تبين من خلاله اللجنة أهم ما توصلت إليه في قضية سجاد العراقي وبقية المغيبين خلال مدة أقصاها ثلاثون يوماً».
وطالب البيان أيضاً المفوضية العليا لحقوق الإنسان بموقف «توضح من خلاله دورها تجاه قضية المغيب سجاد العراقي وبقية المغيبين». وأيضاً «تشكيل لجنة وطنية مستقلة تختص بمتابعة حالات الاختفاء القصري».
وطالب كذلك، الأمم المتحدة والمفوضية العليا لحقوق الإنسان والمنظمات المحلية والدولية ومجلس النواب والمهتمين والناشطين المدنيين بـ«التفاعل مع قضية سجاد العراقي وبقية المغيبين ومتابعتها بشكلٍ جدي ».
من جانبه، قال عباس العراقي الذي حضر المؤتمر، وهو شقيق سجاد: لـ«الشرق الأوسط»: «أذكر في لقائنا مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ولقاء آخر مع الأمين العام لمجلس الوزراء حميد الغزي، لمعرفة مصير أخينا وولدنا سجاد، قال لنا الكاظمي ما نصه: لديَّ ابن عم مختطف وما زلنا نجهل مصيره، وكذلك أبلغنا الغزي أن عمه مغيب ولا يعرف مصيره».
ويضيف: «لقد التقيا بمعظم الجهات الرسمية، وضمنها رئيس الوزراء ومستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي، ولم نحصل على أي نتيجة، لقد جزعنا ومللنا من هذا الروتين القاتل، مضى على اختطافه نحو سنة وتسعة أشهر ولم نعرف حتى الآن، إن كان حياً أو ميتاً، نريد فقط أن نعرف مصيره ومن المشترك في عملية تغييبه».
ويتابع العراقي: «نعلم أن جهة سياسية معروفة وراء قضية اختطافه وتغييبه، لكننا لا نعرف على وجه التحديد، إن قامت بالفعل وحدها أم بمشاركة جهات أخرى، لقد تعبنا من روتين المحاكم والشكاوى التي رفعناها من دون أي نتيجة، سمعت قبل شهرين أن المتهمين، إدريس وأحمد من آل إبراهيم، قاما بتهريب عوائلهما إلى إيران، ومن المستحيل قيامهما بذلك إلا بعلم الدولة».
ومضى العراقي إلى القول: «مع الاحترام للسادة المسؤولين الذين التقينا بهم، لكننا لم نعرف مصيره حتى الآن، ولم نجنِ غير الوعود الكاذبة، لذلك قررنا إقامة المؤتمر (اليوم الجمعة) كي نذكر بقضية سجاد، لدينا قضية وهي لا تتعلق بالحكومة المركزية فحسب، إنما بالحكومة المحلية في ذي قار أيضاً، حتى الآن لا نعرف إن كانت الحكومتان مشتركتين في قضية التغييب أم لا، لا نريد سوى معرفة الحقيقة، بتنا نعتقد أنه قتل، لكننا على الأقل نريد تسلم جثمانه».
كان سجاد العراقي قد اختطف نهاية سبتمبر (أيلول) 2020 في مدينة الناصرية معقل الاحتجاجات الشعبية في جنوب البلاد التي انطلقت في أكتوبر (تشرين الأول) 2019، واستمرت لأكثر من عام، وسرت وقتذاك أنباء عن قيام عناصر مسلحة قيل إنها تنتمي لمنظمة «بدر» التي يقودها هادي العامري، بإيقاف العجلة التي كانت تقله برفقة بعض الأصدقاء، وطالب المسلحون بعد ذلك بإخراج سجاد بهدوء ومن دون أي ردة فعل متهورة، وفيما رفض أحد زملائه ذلك وتعرف على أحد الخاطفين، قاموا بإطلاق النار عليه وأصابوه إصابة خفيفة ثم اقتادوا سجاد إلى جهة مجهولة. لكن المنظمة (بدر) تنفي ذلك جملة وتفصيلاً.
ووقت ذاك أرسلت الحكومة الاتحادية في بغداد، مستشار الأمن القومي قاسم الأعرجي وقوة خاصة مدعومة بجهاز مكافحة الإرهاب لتتبع المختطفين وإطلاق سراح سجاد العراقي، لكنهما عادا إلى بغداد من دون أن يحرزا أي تقدم يذكر.
قضية اختطاف سجاد العراقي، ليست الوحيدة وقبله اختطف المحامي علي جاسب حطاب في أكتوبر 2019 في محافظة ميسان القريبة، وما زال مصيره مجهولاً حتى اليوم، وفي فبراير (شباط) 2021 اغتيل والده جاسب حطاب، لكن السلطات الأمنية تمكنت من إلقاء القبض على الفاعل وحكم القضاء عليه بالإعدام في سبتمبر 2021.
وإلى جانب عمليات الاختطاف الآنفة، ما زال مصير الصحافيين، مازن لطيف الذي اختطف في فبراير 2020، وزميله توفيق التميمي الذي اختطف في مارس (آذار) مجهولاً، رغم التعهدات بمتابعة قضيتهما التي قطعها وقتذاك، رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لأسرهما.


مقالات ذات صلة

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

المشرق العربي الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

الأمم المتحدة تحث دول جوار العراق على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث

حثت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لدى العراق، جينين هينيس بلاسخارت، أمس (الخميس)، دول العالم، لا سيما تلك المجاورة للعراق، على مساعدته في حل مشكلة نقص المياه ومخاطر الجفاف والتلوث التي يواجهها. وخلال كلمة لها على هامش فعاليات «منتدى العراق» المنعقد في العاصمة العراقية بغداد، قالت بلاسخارت: «ينبغي إيجاد حل جذري لما تعانيه البيئة من تغيرات مناخية». وأضافت أنه «يتعين على الدول مساعدة العراق في إيجاد حل لتأمين حصته المائية ومعالجة النقص الحاصل في إيراداته»، مؤكدة على «ضرورة حفظ الأمن المائي للبلاد».

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

بارزاني: ملتزمون قرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل

أكد رئيس إقليم كردستان العراق نيجرفان بارزاني، أمس الخميس، أن الإقليم ملتزم بقرار عدم وجود علاقات بين العراق وإسرائيل، مشيراً إلى أن العلاقات مع الحكومة المركزية في بغداد، في أفضل حالاتها، إلا أنه «يجب على بغداد حل مشكلة رواتب موظفي إقليم كردستان». وأوضح، في تصريحات بمنتدى «العراق من أجل الاستقرار والازدهار»، أمس الخميس، أن الاتفاق النفطي بين أربيل وبغداد «اتفاق جيد، ومطمئنون بأنه لا توجد عوائق سياسية في تنفيذ هذا الاتفاق، وهناك فريق فني موحد من الحكومة العراقية والإقليم لتنفيذ هذا الاتفاق».

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

رئيس الوزراء العراقي: علاقاتنا مع الدول العربية بلغت أفضل حالاتها

أعلن رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن علاقات بلاده مع الدول العربية الشقيقة «وصلت إلى أفضل حالاتها من خلال الاحترام المتبادل واحترام سيادة الدولة العراقية»، مؤكداً أن «دور العراق اليوم أصبح رياديا في المنطقة». وشدد السوداني على ضرورة أن يكون للعراق «هوية صناعية» بمشاركة القطاع الخاص، وكذلك دعا الشركات النفطية إلى الإسراع في تنفيذ عقودها الموقعة. كلام السوداني جاء خلال نشاطين منفصلين له أمس (الأربعاء) الأول تمثل بلقائه ممثلي عدد من الشركات النفطية العاملة في العراق، والثاني في كلمة ألقاها خلال انطلاق فعالية مؤتمر الاستثمار المعدني والبتروكيماوي والأسمدة والإسمنت في بغداد.

حمزة مصطفى (بغداد)
المشرق العربي السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

السوداني يؤكد استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»

أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني استعداد العراق لـ«مساندة شركائه الاقتصاديين»، داعياً الشركات النفطية الموقّعة على جولة التراخيص الخامسة مع العراق إلى «الإسراع في تنفيذ العقود الخاصة بها». جاء ذلك خلال لقاء السوداني، (الثلاثاء)، عدداً من ممثلي الشركات النفطية العالمية، واستعرض معهم مجمل التقدم الحاصل في قطاع الاستثمارات النفطية، وتطوّر الشراكة بين العراق والشركات العالمية الكبرى في هذا المجال. ووفق بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء، وجه السوداني الجهات المختصة بـ«تسهيل متطلبات عمل ملاكات الشركات، لناحية منح سمات الدخول، وتسريع التخليص الجمركي والتحاسب الضريبي»، مشدّداً على «ضرورة مراعا

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

مباحثات عراقية ـ إيطالية في مجال التعاون العسكري المشترك

بحث رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني مع وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو العلاقات بين بغداد وروما في الميادين العسكرية والسياسية. وقال بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي بعد استقباله الوزير الإيطالي، أمس، إن السوداني «أشاد بدور إيطاليا في مجال مكافحة الإرهاب، والقضاء على عصابات (داعش)، من خلال التحالف الدولي، ودورها في تدريب القوات الأمنية العراقية ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو)». وأشار السوداني إلى «العلاقة المتميزة بين العراق وإيطاليا من خلال التعاون الثنائي في مجالات متعددة، مؤكداً رغبة العراق للعمل ضمن هذه المسارات، بما يخدم المصالح المشتركة، وأمن المنطقة والعالم». وبي

حمزة مصطفى (بغداد)

صدام: عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلّفنا محاولة اغتياله

جمال مصطفى السلطان
جمال مصطفى السلطان
TT

صدام: عبد الكريم قاسم نزيه لكن الحزب كلّفنا محاولة اغتياله

جمال مصطفى السلطان
جمال مصطفى السلطان

نقل جمال مصطفى السلطان، صهر صدام حسين وسكرتيره الثاني، عن الرئيس العراقي الراحل قوله في جلسة لمجلس الوزراء إن الزعيم العراقي الراحل عبد الكريم قاسم «كان نزيهاً لكن الحزب (البعث) كلّفنا اغتياله».

وكان صدام أصيب خلال مشاركته في المحاولة.

كما نقل جمال مصطفى عن صدام أنه عاتب رئيس الأركان الفريق أول الركن نزار الخزرجي على التصرف في حلبجة من دون العودة إلى القيادة، وهو كان يشير إلى قصفها بالسلاح الكيماوي.

واعتبر جمال أن خاله علي حسن المجيد لُقّب ظلماً بـ«الكيماوي»، مقدّماً رواية لما حصل في دهوك أثناء الهجوم على المناطق الكردية.

وحمّل ميليشيات موالية لإيران مسؤولية الاغتيالات التي حدثت بعد الاحتلال، والتسبب في هجرة نحو عشرة ملايين عراقي. وقال إن الجو حول صدام حسين لم يكن مذهبياً، وإن الهوية الوطنية العراقية كانت تتقدم على أي هوية أخرى.