مشروع سعودي مرتقب لبناء أكبر مزرعة طحالب في العالم

يدعم مستهدفات المملكة للطاقة المتجددة وخفض الانبعاث الكربوني

جانب من الجلسة الحوارية لمناقشة إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الخضراء انعقدت مؤخراً في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة الحوارية لمناقشة إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الخضراء انعقدت مؤخراً في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

مشروع سعودي مرتقب لبناء أكبر مزرعة طحالب في العالم

جانب من الجلسة الحوارية لمناقشة إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الخضراء انعقدت مؤخراً في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من الجلسة الحوارية لمناقشة إنتاج الوقود الحيوي من الطحالب الخضراء انعقدت مؤخراً في الرياض (الشرق الأوسط)

بعد أن وقّعت شركة المصافي العربية السعودية (ساركو)، وهي شركة مدرجة متخصصة في الأعمال النفطية، مذكرة تعاون مع «كريستوف أريبيا» إحدى شركات «كريستوف غلوبال أمباكت العالمية» لتنفيذ مشروع يهدف لبناء أكبر مزرعة طحالب في العالم بمساحة إجمالية 1400 هكتار - تنتظر موافقة وزارة الطاقة -، فتحت السعودية آفاقاً واسعة للشركات الوطنية من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، للطاقة المتجددة، حيث تعمل المنشآت الوطنية على جلب تقنيات حديثة تساهم في إنتاج الطاقة النظيفة وتقلل من انبعاثات الكربون.
وشدد المهندس إياد مشيخ، رئيس مجلس إدارة المصافي العربية السعودية (ساركو) لـ«الشرق الأوسط» على سعي منشأته للعمل ضمن الشركات في البرنامج الوطني وجذب تقنيات عالمية يتم تنفيذها في المملكة لإنشاء مشروع يهدف إلى زراعة نباتات الطحالب البحرية لإنتاج الوقود الحيوي ولتقليل انبعاثات الكربون. وأوضح المهندس إياد، أن المبادرة فتحت آفاقاً عالية للاستثمار في قطاعات عدة، بما فيها الطاقة المتجددة، خاصة أن البلاد تمتلك أدوات كثيرة تندرج تحت برامج «رؤيتها 2030» التي كشفت عن حجم الاستثمارات المتاحة مع وجود ثروات غنية في الموارد، سواءً البحرية والشمسية والرياح وغيرها.
وتابع مشيخ، خلال حلقة النقاش التي عقدتها الشركة في الرياض أول من أمس (الأربعاء) حول مشروعها الجديد بمشاركة المسؤولين والخبراء المحليين والدوليين، أن السعي بأن يكون المشروع من الأكبر عالمياً باستخدام الطاقة المتجددة، وأنه بعد الحصول على الموافقات اللازمة من الوزارة سيكون مشروعاً وطنياً يزيد في مساهمة مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة، وتخفيض انبعاثات الكربون وخلق آلاف الوظائف للشباب السعودي في المجال.
من جانبه، أكد جورج بوستنجر، سفير جمهورية النمسا لدى السعودية، لـ«الشرق الأوسط»، أن العلاقة بين البلدين ممتدة لقرون وتتمتع بعلاقة اقتصادية مميزة، مبيناً أن هذه الاتفاقية ستفتح المجال أمام الشركات للاستمرار في تنفيذ مشاريع اقتصادية عدة، موضحاً أن المملكة تمتلك نسبة كبيرة من الشباب؛ ولذلك مستقبلها واعد في كل المجالات خاصة الاقتصادي.
من جهته، ذكر أوليفر كريستوف، الرئيس التنفيذي لشركة «كريستوف غلوبال إيمباكت» العالمية، أن السعي من وراء توقيع هذه المذكرة للمساهمة في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول العام 2060. وخفض انبعاثات الكربون.
وزاد أوليفر كريستوف «من أهدافنا أيضاً عبر شراكتنا مع المصافي العربية السعودية، المساهمة في خفض انبعاثات الميثان العالمية بنسبة 30 في المائة ضمن تعهد الميثان العالمي بحلول العام 2030، إضافة إلى غرس 10 مليارات شجرة وإعادة تأهيل 40 مليون متر مربع من الأراضي خلال العقود المقبلة، وجميع هذه الأهداف هي من البنود الأساسية التي تتضمنها رؤية السعودية 2030».
من ناحيته، أشار مروان العمودي، رئيس مجلس إدارة «كريستوف أريبيا»، إلى أن المشروع يخلق فرص عمل للسعوديين ويجلب أحدث التقنيات التي تساهم في تحقيق المملكة بمستهدفاتها فيما يخص الطاقة المتجددة وخفض الانبعاث الكربوني.
وأعلنت «ساركو» عن توقيع مذكرتي تفاهم غير ملزمتين مع شركة «كريستوف أريبيا» إحدى شركات «كريستوف غلوبال ايمباكت العالمية»، الأولى منها لبناء مصفاة لإنتاج الوقود الحيوي «الديزل الحيوي» وقود سالب الكربون مشتق من الطحالب، والمتوقع بناؤه بالقرب من ساحل الأحمر على مساحة تصل لـ14 مليون متر مربع، وسيصل إلى طاقة إنتاجية 10 ملايين طن من الوقود الحيوي سنوياً، وباستثمار في مرحلته الأولى بقيمة تصل إلى مليار ريال (266 مليون دولار) ونسبة التوفير السنوي في ثاني اكسيد الكربون إلى 20 مليون طن عند اكتمال المراحل.
أما المذكرة الأخرى، فتعنى بتقنية «سلوب أويل» في تحويل مخلفات الآبار البترولية وزيوت بواخر الشحن وخزانات الوقود إلى مواد أولية مخفضة للكربون، وتبلغ تكلفة المرحلة الأولى من المشروع 130 مليون ريال (34 مليون دولار)، وتصل إعادة تدوير أكثر من 100 ألف طن من «سلوب أويل» وتقليل أكثر من 70 ألف طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً بشكل دائم.
وترتبط هذه المشاريع بموافقة وزارة الطاقة عليها واستكمال الدراسات الفنية والمالية.


مقالات ذات صلة

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد خلال الجولة في «قطار الرياض» التي نظمتها الهيئة الملكية لمدينة الرياض للإعلاميين (الشرق الأوسط)

ينطلق الأحد... «قطار الرياض» يعيد هندسة حركة المرور بالعاصمة

ينطلق «قطار الرياض»، الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الـ6، الذي يتوقع أن يخفف من ازدحام السير في العاصمة السعودية بواقع 30 في المائة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

شركات الطاقة السعودية تحقق 27.45 مليار دولار أرباحاً في الربع الثالث

حققت شركات الطاقة المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) أرباحاً بلغت نحو 102.94 مليار ريال سعودي (27.45 مليار دولار) خلال الربع الثالث من عام 2024.

محمد المطيري (الرياض)
الاقتصاد صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

السعودية تتصدر دول «مجموعة العشرين» في انخفاض تكلفة النقل العام

تتصدر السعودية دول «مجموعة العشرين» في انخفاض أسعار تكلفة النقل العام، بالمقارنة مع متوسط دخل الفرد الشهري، وفق ما أظهرته بيانات تطبيق «درب».

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد لقطات أثناء تجربة «مترو الرياض» خلال الفترة الماضية (الهيئة الملكية لمدينة الرياض) play-circle 02:15

«قطار الرياض» يحوّل العاصمة إلى منطقة اقتصادية أكثر جذباً للشركات العالمية

يرى مختصون لـ«الشرق الأوسط» أن «قطار الرياض» الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، سيحول العاصمة السعودية إلى منطقة اقتصادية.

بندر مسلم (الرياض)

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)
صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)
TT

«قطار الرياض» ينطلق غداً بـ 3 مسارات

صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)
صورة جوية لـ«قطار الرياض» (الهيئة الملكية)

ينطلق يوم الأحد، «قطارُ الرياض» الأضخمُ في منطقة الشرق الأوسط، والذي يتضمَّن أطولَ قطار من دون سائق في العالم.

وهذا المشروع الذي افتتحه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الأربعاء، يُتوقع أن يخفّف من الاختناقات المرورية في الرياض بواقع 30 في المائة، وفق ما أعلن مسؤول في «الهيئة الملكية لمدينة الرياض» لـ«الشرق الأوسط». وقال المدير العام الأول في الإدارة العامة للمدن الذكية والمدير المكلف البنيةَ التحتية الرقمية لمشروع الملك عبد العزيز للنقل العام، ماهر شيرة، لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ تطبيق «درب»، الذي أطلق الخميس، هو منصة رقمية متكاملة تهدف إلى تحسين تجربة التنقل في مدينة الرياض.

وينطلق «قطار الرياض» يوم الأحد، بـ3 مسارات من أصل مساراته الستة، وهو بطول 176 كيلومتراً، ويضم 85 محطة، من بينها 4 محطات رئيسية.