القمة الحكومية في دبي تدعو إلى صناعة المستقبل وتسهيل حياة الناس

الشيخ محمد بن راشد: هي قمة الهمم.. ولدينا فريق عمل واحد هو الأكبر

الشيخ محمد بن راشد يكرم إحدى الجهات الفائزة بجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف الجوال (وام)
الشيخ محمد بن راشد يكرم إحدى الجهات الفائزة بجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف الجوال (وام)
TT

القمة الحكومية في دبي تدعو إلى صناعة المستقبل وتسهيل حياة الناس

الشيخ محمد بن راشد يكرم إحدى الجهات الفائزة بجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف الجوال (وام)
الشيخ محمد بن راشد يكرم إحدى الجهات الفائزة بجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف الجوال (وام)

أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، خلال ختام فعاليات القمة الحكومية في دبي، أمس، أن هدف بلاده هو صناعة الأمل وصناعة الحياة وصناعة المستقبل وإسعاد الناس.
وقال الشيخ محمد: «في الختام، أحب أن أرحب بضيوف دولة الإمارات وكل المشاركين في القمة، وأقول لهم: إنها قمة الهمم، قمة أصحاب الهمم، وأنا سعيد بأن دولتنا لديها فريق عمل واحد هو الأكبر والأفضل، طلابه رجال، وموظفوه قادة». وقدم شكره للمشاركين في القمة الحكومية الثانية التي اختتمت أعمالها في مدينة دبي أمس، وقال: «إحدى الوزيرات من دولة في مجلس التعاون الخليجي سألتني: لماذا تقولون إسعاد الناس ولا تقولون رضا الناس؟ وأجبتها بأن الرضا هو لفترة قصيرة جدا، أما السعادة تدوم أكثر وشبه دائمة، كما النصر فإنه نصر مؤقت، أما التفوق فهو أبدي».
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد حضر الجلسة الختامية للقمة، وإلى جانبه الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، والشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي. وقد تحدث فيها الشيخ حميد بن راشد النعيمي، عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان، مخاطبا القمة: «إننا جزء من استراتيجية ورؤية الإمارات بقيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وإن الشيخ زايد - رحمه الله - مؤسس دولتنا الحديثة كان له الدور الأكبر في تحقيق الرخاء وتوفير العيش الكريم لشعبه».
وقال رئيس مجلس الوزراء في دولة الإمارات حاكم دبي، إن القمة شهدت مشاركة 4700 شخص من 50 دولة ومنظمات عالمية وأكاديميين وحكوميين ومن القطاع الخاص، مشيرا إلى أن القمة تعد التجمع الأكبر عالميا لتطوير علم الإدارة الحكومية.
وأضاف خلال تغريدات له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن حكومات المستقبل ستحتاج للتكامل مع قطاعات المجتمع كافة لتحقيق أهدافها، حيث إن العالم يتغير بسرعة مذهلة والإبداع أصبح السلعة العالمية الأهم، لافتا إلى أنه يسعى لأن تكون الإمارات عاصمة عالمية للإبداع الحكومي، وأن القمة المقبلة ستخصص لاختبار الحدود التي يمكن أن يصل إليها الخيال في مجال الخدمة الحكومية.
في غضون ذلك، كشف الشيخ عمار بن حميد النعيمي، ولي عهد عجمان، عن استراتيجية «إمارة عجمان 2021» التي وضعها ضمن رؤية الإمارات 2021 لتكون مساهما رئيسا في مسيرة التنمية المستدامة في الإمارات، بما يجسد توجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة والشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان.
وأعلن أن شعار استراتيجية «عجمان 2021»، «مجتمع سعيد يساهم في بناء اقتصاد أخضر، تحفزه حكومة متميزة منسجمة مع روح الاتحاد»، وأوضح ولي عهد عجمان أن «استراتيجية الإمارة تستند في أسسها إلى قيم البلاد الأصيلة التي أرساها الشيخ زايد والشيخ راشد مع الآباء المؤسسين، تلك الأسس التي تعزز ثقة المواطن بنفسه وتشجعه على العطاء وإعلاء مصلحة الوطن لتكون الإمارات دولة يتحد فيها الإنسان مع الأرض».
وأكد أن «عجمان 2021» لم تكن مجرد اختيار، بل هي طريق تعاهدوا السير فيها وهم يستلهمون حرص الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات على الوطن والمواطن، وهي الطموح الكبير الذي تعلم فيه من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي كيف تتحول الأحلام إلى واقع.
وتابع سعيد المطروشي، الأمين العام للمجلس التنفيذي في عجمان، شرح تفاصيل ومحاور وأهداف استراتيجية «عجمان 2021»، إذ أكد أنها ذات ملامح رئيسة أربعة هي: «مجتمع سعيد، واقتصاد أخضر، وحكومة متميزة، وروح الاتحاد»، مشيرا إلى أنه سيجري فتح قنوات للتواصل بين الحكومة والمجتمع لتبادل الآراء والأفكار التي تسهم في إنجاح الاستراتيجية وتحقيق أهدافها الوطنية المنسجمة مع رؤية «الإمارات 2021».
وبحسب المطروشي، فإن رؤية إمارة عجمان تحرص على تقوية الشراكة مع القطاع الخاص وتعزيز دوره التنموي، وتشجع على استخدام الطاقة البديلة، وتحث وتدعو جميع الفعاليات الاقتصادية والصناعية إلى الاعتماد على هذه المصادر للحفاظ على الموارد الطبيعية بما يحقق التنمية المستدامة، وتحرص كذلك على الحفاظ على البيئة، وتؤكد أهمية تقليص البصمة الإيكولوجية للإمارة، وحماية وتطوير التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية في عجمان للوصول إلى بيئة صحية خالية من التلوث.
وتؤكد «رؤية إمارة عجمان 2021» أهمية التحول إلى الاقتصاد المعرفي، وتحسين سهولة ممارسة أنشطة الأعمال، وضمان تحقيق تنمية اقتصادية قوية ومستدامة، وغرس بيئة تجارية مستقرة ومنافسة على درجة عالية من التنوع عبر القطاعات الواعدة، وتحفيز الاستثمارات والمشاركة الاقتصادية في عجمان، كما تحرص على تعزيز مكانة عجمان كوجهة متخصصة للشركات الصغيرة والمتوسطة من خلال تقديم خدمات مصممة لهذه الشريحة وتقديم التسهيلات المناسبة للشركات الصغيرة والمتوسطة، لتتمكن إمارة عجمان من التحول إلى لاعب أساسي في مجتمع الاستثمار الإقليمي.
وتمهد «رؤية إمارة عجمان 2021» الطريق لرؤية طويلة الأجل لواقع الاستثمار في الإمارة تقوم على الاستغلال الأمثل للأرض، والتخصيص المخطط للأرض مع إعطاء أولوية للقطاعات ذات الإنتاجية العالية التي سيجري التركيز عليها، مع مواصلة جذب الاستثمارات الخاصة، بما في ذلك الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وتنويع مصادر رأس المال في الوقت ذاته، مع تأكيد تحفيز المستثمرين، وإجراء تحليل شامل لمعلومات السوق لمعرفة الاحتياجات الحقيقية لهذه السوق.
وفي نهاية الجلسة الرئيسة، كرم الشيخ محمد بن راشد الفائزين بجائزة «أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف الجوال» بمشاركة محمد بن عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء رئيس اللجنة العليا للقمة الحكومية في توزيع الجوائز على أصحابها.
وكانت الجائزة الأولى من نصيب هيئة الحكومة الإلكترونية في رأس الخيمة، والثانية ذهبت إلى دائرة البلدية والتخطيط في عجمان، أما الثالثة فكانت من نصيب دائرة الأشغال العامة في الشارقة، والرابعة فازت بها بلدية الفجيرة.
أما على المستوى المحلي في الدولة، فقد فاز مركز تنظيم النقل لسيارات الأجرة في العاصمة أبوظبي بالجائزة الأولى، بينما فازت القيادة العامة لشرطة دبي بالجائزة الثانية.
والجامعات في الدولة كان لها نصيب في الجائزة، حيث فازت جامعة خليفة في أبوظبي عن فئة طلاب الجامعات بمليون درهم (272 ألف دولار)، كما فازت بمليون درهم (272 ألف دولار) آخر عن تطبيق نظام الصحة بالتعاون مع وزارة الصحة، أما على مستوى الحكومة الاتحادية، فقد فازت بالجائزة وزارة التربية والتعليم.
وعلى مستوى الوطن العربي، فازت وزارة التجارة والصناعة في دولة الكويت بجائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف الجوال، بينما فازت هيئة المواصلات البرية في سنغافورة بالجائزة عبر المستوى العالمي. أما كليات التقنية في الدولة، فكان لها من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم جائزة تقديرية على تطبيقها النظام الذكي في شتى برامجها وخدماتها.
إلى ذلك، أكد عثمان سلطان، الرئيس التنفيذي لشركة الإمارات للاتصالات المتكاملة (دو)، أن الإنسان يمثل الركيزة الأساسية والعامل الفيصل في نجاح معادلة استيعاب التغيرات السريعة التي يشهدها العصر الرقمي وصولا إلى إنشاء مدن ذكية وعالم أكثر ذكاء.
وأكد عثمان أهمية دور الحكومة في إحداث التوازن بين شفافية المعلومات والخصوصية وأمن البيانات في هذا العصر الجديد الذي يشهد تكاملا كبيرا بين المواطنين والحكومة، مشيرا إلى أنه مع المضي قدما في إنشاء المدن الذكية، فإن الحكومات مطالبة بإنشاء منصات «الطبقة الحوكمية» ليجري خلالها تجميع وتخزين وتحليل البيانات، بصفتها الآلية لتمكين التغيير والحامية للمواطنين، مما يوفر الأساس لرؤية موحدة للمدينة الذكية.
واستعرض عثمان في الكلمة التي ألقاها في اليوم الثالث والأخير من القمة الحكومية، التجمع الأكبر عالميا لريادة الأعمال، تحت عنوان «نحو عالم أكثر ذكاء»، خلال أعمال القمة الحكومية الثانية في دبي، دور الإنسان في استيعاب التغير عبر التاريخ، مشيرا إلى أن العالم لم يتوقف عن التغير، فقد انتقل من الثورة الصناعية إلى ثورة المعلومات.
وانتقل عثمان بعد ذلك ليستعرض التغير الحاصل في عالم الإنترنت، متسائلا: ماذا يحصل على الإنترنت في دقيقة واحدة، موضحا أنه يجري إرسال 240 مليون بريد إلكتروني، وتنزيل 1.3 مليون فيديو، ومليون تغريدة، وأشار إلى أنه «مع توافر تقنيات جديدة، مثل أجهزة التلفزيون والكومبيوتر والهواتف، فإنها من ثم توفر إمكانات جديدة نستطيع القيام بها مع ما سيتبع ذلك من لاعبين جدد وتصرفات وشركات ونظم وتدفقات جديدة».
وسلط عثمان الضوء على دولة الإمارات كنموذج رائد للتطويرات الإيجابية التي يمكن تحقيقها من خلال استيعاب التغير السريع، مشيرا إلى أن الدولة شهدت تغيرا كبيرا على مدار الأربعين سنة الأخيرة وبمعدل أسرع من أي بلد آخر.
وأوضح عثمان أن التواصل حق أساسي للبشر، وأن الهاتف الذكي أصبح أداة تمكين للبشر كافة، مضيفا أن الدور الحيوي للحكومة يتمثل في تمكين المواطنين من الانتقال من جزء من المجتمع إلى مشارك في التغيير والتنمية.



السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)