«عود فاشن توكس» يعيد الكويت إلى مكانتها المميزة

مؤتمر يُذكر بأنها كانت أول حاضنة موضة في المنطقة منذ السبعينات

عمران أميد في حديث مع  المصممين بزة الزومان وفواز الياقوت وهيا العبد الكريم (الشرق الأوسط)
عمران أميد في حديث مع المصممين بزة الزومان وفواز الياقوت وهيا العبد الكريم (الشرق الأوسط)
TT

«عود فاشن توكس» يعيد الكويت إلى مكانتها المميزة

عمران أميد في حديث مع  المصممين بزة الزومان وفواز الياقوت وهيا العبد الكريم (الشرق الأوسط)
عمران أميد في حديث مع المصممين بزة الزومان وفواز الياقوت وهيا العبد الكريم (الشرق الأوسط)

«عندما أخبرت أصدقائي وزملائي في المكتب أني مُتوجه إلى الكويت في رحلة سريعة استغربوا بشدة. كان أول سؤال وجهوه لي: كيف، ولماذا الكويت؟». هذا ما قاله عمران أميد خلال مؤتمر «عود فاشن توكس» الذي شهدته الكويت مؤخراً في محاولة جريئة منها لاستعادة مكانتها كأول عاصمة خليجية احتضنت الموضة العالمية.
كانت ردة فعل أصدقاء عمران، المؤسس والرئيس التنفيذي لـ«Fashion of The Business» مفهومة لحد كبير، لأن من لا يعرف تاريخ الكويت في مجال الموضة، إما سيستغرب وإما سيرد مبادرتها هذه إلى مجرد رغبة في دخول المنافسة أسوة بجاراتها دبي والسعودية وقطر. لكن الحقيقة «أعمق وأكبر من ذلك بكثير» حسب قول زينب عبد الرزاق، مؤسسة موقع «عود دوت كوم» وصاحبة فكرة المؤتمر. برأيها فإن الوقت آن لتصحيح الوضع ونفض الغبار عن علاقة يعود تاريخها إلى تسعينات القرن الماضي بين الكويت والموضة.

                                    صورة تجمع عمران أميد مع إيلي صعب جونيور وزينب عبد الرزاق وكريستينا مراد صعب
كان المؤتمر أول حدث من نوعه في مجال الموضة. ويمكن القول إنه محاولة جادة لكي تستعيد الكويت مكانتها كبلد مُتذوق للموضة من منظورها الفني وليس كمجرد أداة لاستعراض أسماء عالمية، الأمر الذي أكده حضور الندوات وحفلات العشاء التي أُقيمت بالمناسبة. كانت الأزياء خالية من أي «لوغو» وزخرفات مبالغ فيها. في المقابل كانت في غاية الحداثة والأناقة التي تعبّر عن ذوق خاص توارثته البنات عن الأمهات والجدات، ولا يتبع إملاءات الموضة بشكل أعمى. فهنا دخلت إلى منطقة الخليج العربي، ولأول مرة، ماركات لم تكن معروفة في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي وجريئة في تصاميمها مثل «كوم دي غارسون» اليابانية ويوجي ماماموتو وغيرهما. الفضل يعود إلى تمتُّع رواد مثل نجلاء معتوق مؤسِّسة محلات «الأسطورة» برؤية مستقبلية وواثقة تستشعر الموضة الرفيعة والمتميزة حتى قبل أن يشتهر اسم المصمم في أوروبا وأميركا. لكن مع مرور الوقت، تحولت الكويت إلى مجرد مشاهد يتابع النهضة التي تشهدها جاراتها في مجال هي بدأته ولا تزال تعشقه، من دون أن تكون فاعلة فيه، وفي عيون الغرب لا تتعدى كونها قوة شرائية هائلة. كل هذا سيتغير حسب قول زينب، مضيفة أن «الغرض في هذه المرحلة من المحادثات والندوات التي شهدتها الدورة الأولى من فعالية (عود فاشن توكس OUD FASHION TALKS) هو تسليط الضوء على تاريخ غني بالأناقة وربط جسر بين مصمميها الشباب والعالم». فالمؤتمر بالنسبة لها ما هو إلا بداية لتحقيق طموحات كبيرة تستهدف كخطوة أولية «الاستثمار في المبدعين المحليين على أمل التعريف بهم عالمياً بالإضافة إلى وضع حجر الأساس لبنية تحتية مستدامة». تبدو زينب واثقة وهي تقول إن الكويت أصبحت جاهزة للاستثمار في هذا المجال. دليلها أنها عندما عرضت مشروعها على الشركات الممولة لم تتردد أي واحدة منها عن تقديم الدعم، بدءاً من «مجموعة التمدين» و«مجموعة زين» و«بنك الخليج» و«علي الغانم وأولاده»، هذا عدا عن تلقيها تسهيلات لا تقدّر بثمن منها توفير «مركز جابر الأحمد الثقافي» لاحتضان هذه الفعالية من دون مقابل.

                                                             حقائب بخامات مستدامة من المصممة هيا العبد الكريم
في هذا المركز، وكمن يكتشفون كنزاً مطموراً تتوضح معالمه مع كل متحدث ونقاش، جلس الحضور وهم يستمعون لسلسلة من الندوات تناولت مواضيع الاستدامة والأهداف المستقبلية لمشاريع بعيدة المدى، وأيضاً لتجارب رواد شكّلوا مشهد الموضة في العالم وفي المنطقة على حد سواء، مثل عمران أميد، ونجلاء معتوق مؤسسة محلات «الأسطورة»، ورشاد طبيعات مؤسس محلات «العثمان»، إلى جانب إيلي صعب جونيور الذي تحدث عن أهمية السوق الكويتية والتطورات التي تشهدها دار «إيلي صعب» ومجموعة «شلهوب» التي تتبنى الاستدامة في استراتيجياتها وأقسامها المختلفة.
ما يُحسب للمشرفين على الفعالية إدراكهم أن المنافسة شرسة، لهذا لجأوا إلى عمران أميد كسلاح قوي لإيصال رسالة يعلنون فيها للعالم مدى جديتهم في بناء نظام موضة متماسك ومُستدام. لم يُفكروا بخلق فرقعة إعلامية آنيّة بدعوة مشاهير، سواء كانوا نجوماً أو عارضات أزياء. كانوا أذكى من ذلك بكثير بدعوتهم لعمران أميد، كضيف رئيسي. فهو شخصية أينما توجهت وحطّت الرحال، توجهت أنظار صناع الموضة والقرارات وزادت التفاعلات والتوقعات. حضوره كان كفيلاً بأن يستوقف كل من له علاقة بعالم الرفاهية من قريب أو بعيد ليتابع ما يحدث في الكويت وما يمكن أن يتمخض عن حضوره فيها من جديد وتعاونات مستقبلية.

                                                                        من أعمال المصممة الشابة بزة الزومان
فخلال ستة أيام وعلى الساعة السادسة صباحاً تقريباً من كل يوم، ينتظر نصف مليون مُشترك من المصممين والرؤساء التنفيذيين وأصحاب القرارات في صناعة الموضة، رسالة منه عبر الإيميل تنبئهم بآخر الأخبار ومستجدات الموضة تتداولها الصحف وباقي المواقع فيما بعد، هذا عدا عن ملايين المشتركين من المهتمين بالموضة. فعلى موقعه «bof» مثلاً أعلنت العارضة كايت موس خبر إطلاقها وكالة أزياء خاصة بها، وهنا أيضاً سمعنا أول مرة خبر خروج فيبي فيلو من «سيلين»، وما شابه من أخبار طارئة وحصرية، من دون أن ننسى تصريح المصممة أنيا هندمارش لمجلة «فوغ» بأن أول ما تقوم به عندما تستيقظ صباحاً أنها تقرأ ما يُنشر على موقع «بيزنيس أوف فاشن» مضيفة: «أخجل أن أقول حتى قبل أن أرى وأطمئن على أطفالي».
في عام 2016 أطلق عمران مبادرة «فويسز VOICES» التي يمكن عدّها منافسة لمؤتمر «تيد TED» يستشعر فيها التغيرات التي ستشهدها الموضة في السنوات المقبلة من خلال دراسات وأبحاث بشراكة مع «ماكنزي آند كو»، ويشارك فيها فاعلون ومؤثرون من مجالات مختلفة. فالموضة كما صرح لـ«الشرق الأوسط» منذ سنوات، خلال المؤتمر، لا تعيش في بُرج عاجي، بل هي جزء من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وهو ما تُعبر عنه الأصوات المتنوعة التي يحرص على استضافتها كل سنة في «سوهو هاوس».
«OUD FASHON TALKS» قد يكون صغيراً وفي بداياته، إلا أن طموحاته على ما يبدو كبيرة. والرسالة التي نجح في إيصالها إلى عالم الموضة في دورته الأولى، هي أن الكويت كانت بالأمس أول حاضنة للموضة العالمية في المنطقة واليوم هي حاضنة جادة لمصممين مبدعين في مجال الاستدامة من أمثال بزة الزومان وفواز الياقوت وحمسة وآمنة السالم وهيا العبد الكريم وآخرين.

                       عمران أميد يتحدث عن مسيرته وانطباعاته عن صناعة الموضة 

من انطباعات عمران أميد عن الكويت
> رغم كثرة أسفار عمران أميد وتنقلاته حول العالم، لم تكن الكويت يوماً من ضمن أولوياته، بل من الصعب أن يفكر في زيارتها من تلقاء نفسه، لأنها إلى الآن كانت خارج لعبة الموضة. لكنه وافق عند تلقيه الدعوة. جوابه عن سؤال: «كيف ولماذا الكويت، وهو الذي يتلقى دعوات من كل صوب؟» لخصه في كلمة واحدة: «الفضول».
فقد كان يجهل الكثير من التفاصيل عن المنطقة وفي الوقت نفسه يسمع الكثير عن أهميتها بالنسبة لصناع الترف والموضة، لا سيما في الوقت الحالي، حيث تشهد منطقة الشرق الأوسط ككل انتعاشاً اقتصادياً مقارنةً بباقي العالم، حيث لا تزال تبعات جائحة «كورونا» تخيّم على الأجواء فضلاً عن تأثيرات الحرب على أوكرانيا وارتفاع أسعار البترول. رغبة اكتشاف منطقة جديدة تماماً بعد سنوات من القيود كانت الفتيل الذي أشعل هذا الفضول، وما يُحسب له أنه لم يحضر بأي أفكار مُسبقة، ليس لأنه يعرف أن لكل منطقة خصوصيتها واختلافاتها الثقافية فحسب بل لأنه هو نفسه ينتمي إلى ثقافات متنوعة ويؤمن بالتنوع والاختلاف. فهو ينحدر من أصول هندية لأبوين عاشا في أفريقيا قبل أن يهاجرا إلى كندا حيث وُلد وشبّ. عندما أسأله عن انطباعاته عن هذه الزيارة، لا يُخفي أن الكويت فاجأته بحماس مصمميها الشباب وإلمام زبائنهم بتفاصيل الموضة وذوقهم. أثاره تحديداً مدى اهتمامهم بمفهوم الاستدامة واعتزازهم بهويتهم. لكنه أيضاً لاحظ أنهم لا يختلفون عن غيرهم من المصممين الشباب الحالمين بالعالمية. يقول: «طبيعي أن يطمح أي مصمم أياً كانت جنسيته إلى ذلك، فالمبدعون لا يولدون فقط في باريس أو ميلان وغيرهما من عواصم الموضة، لكن السعي لنيل رضا ومباركة الغرب قبل أن يُرسخوا مكانتهم في بلدانهم، من الأخطاء التي أرى البعض يقعون فيها سواء كانوا من الهند والصين أو من منطقة الشرق الأوسط. أعتقد أن الوصفة الناجحة تبدأ دائماً بإبداع تصاميم مبتكرة وترسيخ أسلوب جديد مع التركيز على السوق المحلية، إذ ليست هناك دار عالمية ستفهم الزبون الكويتي مثلاً أكثر من ابن البلد الذي تشبّع بثقافتها ويعرف تقاليدها وأسرارها وأسلوب حياة ناسها».


مقالات ذات صلة

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

الخليج السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

السعدون يخوض السباق لـ«الأمة 2023» ووزير النفط يستقيل تمهيداً لدخوله

أعلنت وزارة الداخلية الكويتية، الخميس، فتح باب الترشح لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، اعتباراً من اليوم الجمعة، وحتى نهاية الدوام الرسمي ليوم الرابع عشر من شهر مايو (أيار) الحالي. وأوضحت الوزارة أنه جرى اعتماد 5 مدارس لتكون لجاناً رئيسية في الدوائر الانتخابية الخمس، لإعلان النتائج النهائية للانتخابات. كان مجلس الوزراء قد قرر، في مستهل اجتماعه الاستثنائي، أول من أمس الأربعاء، الموافقة على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء «مجلس الأمة»، يوم الثلاثاء، الموافق 6 يونيو (حزيران) 2023 المقبل. ونقلت «وكالة الأنباء الكويتية» عن المدير العام للشؤون القانونية في وزارة الداخلية، العميد صلاح الشطي، قوله

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

الكويت: انتخابات «أمة 2023» في 6 يونيو

حددت الحكومة الكويتية يوم 6 يونيو (حزيران) المقبل موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية، بعد حلّ مجلس الأمة حلاً دستورياً.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

الكويت تحدد 6 يونيو موعداً للانتخابات التشريعية

وافق مجلس الوزراء الكويتي، في اجتماعه الاستثنائي الذي عُقد، اليوم الأربعاء، في قصر بيان، على مشروع مرسوم بدعوة الناخبين لانتخاب أعضاء مجلس الأمة، يوم الثلاثاء 6 يونيو (حزيران) المقبل 2023، ورفعه إلى ولي العهد. وجرى حل مجلس الأمة «البرلمان» المنتخَب في 2020، الذي أعادته المحكمة الدستورية في مارس (آذار)، بمرسوم أميري، يوم الاثنين، والعودة للشعب؛ لاختيار ممثليه من جديد. وقالت «الوكالة الرسمية الكويتية»، اليوم، إن مجلس الوزراء قرَّر تعطيل العمل في جميع الوزارات والجهات الحكومية والمؤسسات العامة، يوم الاقتراع، واعتباره يوم راحة. كان ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن، في كلمة ألقاها نيابة عن الأم

«الشرق الأوسط» (الكويت)
الخليج حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

حلّ «الأمة» الكويتي بمرسوم... وبدء السباق الانتخابي

صدر في الكويت، أمس (الاثنين)، مرسوم أميري بحل مجلس الأمة، بعد أن وافق مجلس الوزراء على مشروع المرسوم، ورفعه إلى ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الصباح في وقت سابق من يوم أمس. وصدر المرسوم باسم ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الذي يتولى بعض صلاحيات الأمير.

ميرزا الخويلدي (الكويت)
الخليج «الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

«الوزراء الكويتي» يرفع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد

رفع مجلس الوزراء الكويتي مشروع مرسوم حل مجلس الأمة إلى ولي العهد، بعد موافقته عليه خلال اجتماعه الأسبوعي، اليوم (الاثنين)، برئاسة الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، رئيس المجلس، وذلك بناءً على عرض الرئيس، واستناداً إلى نص المادة 107 من الدستور. كان ولي العهد، الشيخ مشعل الأحمد، قد أعلن الشهر الماضي، حل مجلس الأمة 2020 المعاد بحكم المحكمة الدستورية حلاً دستورياً استناداً للمادة 107، والدعوة لانتخابات عامة في الأشهر المقبلة.

«الشرق الأوسط» (الكويت)

«البحر الأحمر»...3 أفلام تبحر في التاريخ غير البعيد

أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)
أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)
TT

«البحر الأحمر»...3 أفلام تبحر في التاريخ غير البعيد

أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)
أمير المصري وبيرس بروسنان في «عملاق» (مهرجان البحر الأحمر)

نال الفيلمان العربيان «نجوم الأمل والألم» لسيريل عريس، و«اللي باقي منك» لشيرين دعيبس، استحساناً جيداً من جمهور غفير في اليوم الأول من مهرجان البحر الأحمر (الجمعة)، وكلاهما في المسابقة الرسمية.

يُؤلّف «اللي باقي منك» و«فلسطين 36» ثلاثية من الأفلام الجديدة التي وجّهت اهتمامها، وفي الوقت المناسب، إلى الموضوع الفلسطيني، وتمتد أحداثه إلى ثلاثة أجيال متعاقبة، من عام 1948 حتى سنة 2022.

«نجوم الأمل والألم» مؤلَّف أيضاً من 3 محطات زمنية، ونجد فيه حكاية عاطفية - رومانسية في الأساس، مع خلفيات عن الحرب الأهلية وما بعدها ومصائر البيروتيين خلالها.

فيلم الافتتاح، «عملاق»، يتولّى الإعلان عن أنّه قصّة حياة الملاكم اليمنيّ الأصل نسيم، لكن التركيز في الواقع ينصبّ على شخصية المدرّب براندن (بيرس بروسنان)، ويختار أن يمارس قدراً من عنصرية التفكير حول مَن يستحقّ التركيز عليه أكثر: الملاكم العربيّ الأصل أم المدرّب الأبيض.


مونديال 2026: السعودية بين «بطلين»... وقطر تقارع «الأوروبيين»

آرون جادج لاعب البيسبول الأميركي لحظة عرض بطاقة السعودية في القرعة (أ.ب)
آرون جادج لاعب البيسبول الأميركي لحظة عرض بطاقة السعودية في القرعة (أ.ب)
TT

مونديال 2026: السعودية بين «بطلين»... وقطر تقارع «الأوروبيين»

آرون جادج لاعب البيسبول الأميركي لحظة عرض بطاقة السعودية في القرعة (أ.ب)
آرون جادج لاعب البيسبول الأميركي لحظة عرض بطاقة السعودية في القرعة (أ.ب)

أجمعت آراء المحليين وبعض لاعبي المنتخب السعودي أيضاً على أن قرعة كأس العالم 2026 وضعته في مجموعة صعبة ألا وهي المجموعة الثامنة التي تضم إسبانيا وأورغواي والرأس الأخضر.

وتبدأ السعودية مشوارها بمواجهة أوروغواي، بطلة العالم مرتين، ثم ستواجه إسبانيا، بطلة أوروبا المصنفة الأولى في «فيفا» حالياً، والفائزة بكأس العالم 2010، لكن فريق المدرب رينارد يأمل في أن يكرر ما فعله في النسخة الماضية عندما استهل مشواره بالفوز 2 - 1 على الأرجنتين في واحدة من كبرى مفاجآت كأس العالم.

وتختتم السعودية دور المجموعات بمواجهة الرأس الأخضر التي تشارك لأول مرة.

وقال رينارد لشبكة «بي إن سبورتس»: «نواجه أول مصنف في تصنيف فيفا (إسبانيا). مجموعة كبيرة والمباريات محتدمة».

وأضاف: «المنتخبات في أعلى تصنيف في فيفا، حتى الرأس الأخضر نعرفه جيداً ولعبنا ضده من قبل».

من جهتها، وبعدما استضافت النسخة السابقة، ستواجه قطر أحد مستضيفي هذه النسخة وهي كندا، التي تنظم البطولة إلى جانب المكسيك والولايات المتحدة، في المجموعة الثانية.

وستلعب قطر، التي تأهلت لكأس العالم عبر التصفيات للمرة الأولى، أمام كندا في أول مباراة رسمية تجمع بين المنتخبين، بعد خسارة المنتخب العربي ودياً في سبتمبر (أيلول) 2022.

وستواجه بطلة آسيا في النسختين الماضيتين منتخبين أوروبيين، الأول هو سويسرا، بينما سيتحدد الآخر بنهاية الملحق الأوروبي إذ تنتظر الفائز من إيطاليا وآيرلندا الشمالية ضد ويلز والبوسنة والهرسك.

وسيتجدد اللقاء بين المغرب والبرازيل واسكوتلندا في الثالثة، لكن فريق المدرب وليد الركراكي، الذي أصبح أول منتخب أفريقي يبلغ قبل النهائي لكأس العالم، يطمح لتجنب ما حدث قبل 28 عاماً.

وخسر المغرب 3 - صفر من البرازيل في فرنسا، بعدما تعادل 2 - 2 مع النرويج في المباراة الافتتاحية، وعلى الرغم من الفوز 3 - صفر على اسكوتلندا فإنه لم يتقدم لدور الـ16 بعد خسارة البرازيل 2 - 1 أمام النرويج.

وانتهت آخر مباراة بين الفريقين بفوز المغرب 2 - 1 في مارس (آذار) 2023، وهي نتيجة سيطمح «أسود الأطلس» لتكرارها عند افتتاح مشوارهم أمام البرازيل، قبل اللعب أمام اسكوتلندا في الجولة الثانية.

ويختتم المغرب دور المجموعات بمواجهة هايتي، التي تأهلت للنهائيات للمرة الأولى.

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يمر من أمام كأس العالم خلال حفل القرعة (أ.ف.ب)

وقال الركراكي لشبكة «بي إن سبورتس»: «كل مغربي فكر في نفس الأمر عندما ظهرت نتيجة القرعة، البعض كان يعتقد أنه يمكننا وقتها التفوق على اسكوتلندا والنرويج. لكن علينا أن نقدم أداء أفضل من 1998، الوضع مختلف الآن. نحن سنشارك للمرة الثالثة توالياً ولدينا الخبرة ونكن كل الاحترام للمنافسين».

وستنتظر تونس حتى مارس 2026 لمعرفة منافسها في المباراة الافتتاحية للمجموعة السادسة، إذ ستلعب ضد الفائز من أوكرانيا والسويد ضد المنتصر من مواجهة بولندا وألبانيا.

وسيلعب «نسور قرطاج» في المباراة الثانية أمام اليابان، في إعادة لمواجهتهما في 2022، التي انتهت بخسارة الفريق القادم من شمال أفريقيا 2 - صفر.

وتختتم تونس المجموعة بمواجهة هولندا، التي بلغت دور الثمانية في النسخة الماضية قبل الخسارة من الأرجنتين البطلة.

وقال سامي الطرابلسي، مدرب تونس: «هذه النسخة من كأس العالم بمشاركة 48 منتخباً جعلت من القرعة متوازنة نسبياً».

وستفتتح مصر مبارياتها في المجموعة السابعة بمواجهة بلجيكا، الرابع في تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا)، في أول مباراة رسمية بينهما بعد عدة مواجهات ودية كانت الأفضلية فيها لبطلة أفريقيا سبع مرات.

وبعد ذلك، ستلعب مصر أمام نيوزيلندا، التي فازت عليها في أولى مباريات المدرب حسام حسن مع الفراعنة في مارس 2024، قبل أن تواجه إيران في أول مباراة تجمع بينهما منذ عام 2000.

وقال حسن: «لا يوجد من تأهل بسهولة، ولا توجد مباراة سهلة، كل المنتخبات المشاركة لها كل الاحترام ولديها نقاط قوة ونقاط ضعف، المجموعة متنوعة».

قبل أن تواجه الجزائر منافسها الأردن في الجولة الثانية ضمن المجموعة العاشرة، سيكون عليها افتتاح مشوارها بمواجهة الأرجنتين حاملة اللقب، بينما يلعب الأردن ضد النمسا.

ويختتم الأردن مبارياته بدور المجموعات بمواجهة الأرجنتين، على أن تلعب الجزائر ضد النمسا.

وقال جمال السلامي، مدرب الأردن: «أول تجربة في كأس العالم، يجب أن تكون الأمور إيجابية وكنا في حاجة لهذه المشاركة».

وقال فلاديمير بيتكوفيتش، مدرب الجزائر: «في المباراة الأولى ضد الأرجنتين لن نلعب كمنتخب خاسر، نحن سعداء لأننا سنواجه الأرجنتين في أول مباراة، لأن ذلك يمكن أن يكون تحضيراً للمباراتين التاليتين اللتين ستكونان مهمتين».


قطر وتونس في صدام ناري... وفلسطين وسوريا يتسابقان على «القمة»

أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)
أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)
TT

قطر وتونس في صدام ناري... وفلسطين وسوريا يتسابقان على «القمة»

أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)
أكرم عفيف أحد ابرز أوراق المنتخب القطري (رويترز)

تشهد المجموعة الأولى من مرحلة المجموعات لبطولة كأس العرب 2025 مواجهتين حاسمتين من أجل التأهل للأدوار الإقصائية في المسابقة، المقامة حالياً في قطر.

ويلتقي المنتخب القطري مع نظيره التونسي في مواجهة من العيار الثقيل، الأحد، بالجولة الثالثة للمجموعة، التي تشهد لقاء مهماً آخر بين منتخبَي سوريا وفلسطين.

ويتربع منتخب فلسطين على قمة ترتيب المجموعة برصيد 4 نقاط، بفارق الأهداف أمام أقرب ملاحقيه منتخب سوريا، المتساوي معه في ذات الرصيد، في حين يوجد منتخبا تونس وقطر في المركزين الثالث والرابع على الترتيب برصيد نقطة واحدة.

ويملك منتخبا فلسطين وسوريا مصيرهما من أجل التأهل للأدوار الإقصائية في المسابقة، التي تواصل فعالياتها حتى 18 ديسمبر (كانون الأول) الجاري؛ إذ يكفيهما التعادل لبلوغ دور الثمانية، دون النظر لنتيجة اللقاء الآخر بين قطر وتونس.

ويبدو الأمر على النقيض تماماً لمنتخبَي قطر وتونس؛ فسوف يتنافسان على حصد النقاط الثلاث، للحفاظ على حظوظهما في الصعود، أملاً في انتهاء مباراة فلسطين وسوريا بفوز أحد الفريقين على الآخر.

وفي تلك الحالة، سوف يتساوى الفريق الفائز من مباراة قطر وتونس مع الخاسر من لقاء فلسطين وسوريا في رصيد أربع نقاط، ليحسم فارق الأهداف التي أحرزها كل فريق خلال مشواره بالمجموعة، المنتخب المتأهل لمرحلة خروج المغلوب، وفقاً للائحة المسابقة.

أما في حالة انتهاء لقاء تونس وقطر بالتعادل، فسوف يودع المنتخبان المسابقة رسمياً، دون انتظار نتيجة مباراة فلسطين وسوريا؛ إذ سيصبح في جعبتهما نقطتان فقط في تلك الحالة.

وظهر المنتخبان الفلسطيني والسوري بمستوى رائع للغاية، وهو ما أثار إعجاب جميع متابعي المسابقة، واستحقا الوجود في مركزَي الصدارة والوصافة، على عكس منتخبَي قطر وتونس، اللذين لم يقدما العرض المنتظر منهما حتى الآن.

وكانت الجولة الافتتاحية شهدت مفاجأتين مدويتين؛ إذ تغلب منتخب سوريا 1/صفر على نظيره التونسي، في حين فاز المنتخب الفلسطيني بالنتيجة ذاتها على منتخب قطر.

عمر خريبين مهاجم المنتخب السوري (رويترز)

واستمرت المفاجآت في الجولة الثانية؛ إذ قلب منتخب فلسطين تأخره صفر/ 2 أمام منتخب تونس، إلى تعادل في الدقائق الأخيرة 2/ 2، وهو ما قام به المنتخب السوري، الذي اقتنص تعادلاً بطعم الفوز أيضاً 1/ 1 مع منتخب قطر.

وأبدى جولين لوبيتيغي، المدير الفني لمنتخب قطر، خيبة أمله بعد تعادل فريقه مع منتخب سوريا 1/1؛ إذ قال: «كنا الطرف الأفضل في معظم فترات اللقاء. سيطرنا على الكرة وصنعنا العديد من الفرص المحققة، لكن التوفيق غاب عنا في اللمسة الأخيرة، وهذا ما يجعل التعادل نتيجة محبطة للغاية بالنسبة لنا».

وأضاف المدرب الإسباني أن فريقه «كان الأقرب للفوز قبل أن يأتي التعادل في وقت قاتل»، مشدداً على أن التركيز الآن منصبّ على مواجهة تونس الحاسمة.

وأكد مدرب منتخب قطر: «يتعين علينا إعادة ترتيب الأوراق بسرعة. تنتظرنا مباراة مهمة يجب أن نكون فيها في أفضل جاهزية ذهنية وبدنية. أثق في قدرات اللاعبين، وسنعمل على تصحيح الأخطاء من أجل تحقيق الفوز في اللقاء المقبل».

من جانبه، أشاد الإسباني خوسيه لانا، المدير الفني للمنتخب السوري، بلاعبيه؛ إذ قال إنه دائماً ما ينصح لاعبيه ببذل قصارى جهدهم والنظر إلى النتيجة في النهاية، مبدياً فخره باللاعبين الذين يبذلون قصارى جهدهم، على حد قوله.

أما سامي الطرابلسي، المدير الفني لمنتخب تونس، فاعتبر أن التعادل مع فلسطين جاء بطعم الخسارة؛ إذ قال: «صحيح أننا كنا أفضل من المباراة السابقة، لكننا استقبلنا هدفين بسذاجة كبيرة؛ لأننا كررنا نفس الأخطاء التي وقعنا فيها في الكرة الثانية التي ترتد، ولم نتعامل معها بالطريقة الصحيحة».

وكشف المدرب التونسي: «كنا أمام خيارين؛ إما اللعب بفريق 23 سنة أو بالفريق الحالي، وهذه مجازفة، ولدينا أمل بسيط في التأهل».

في المقابل، أوضح إيهاب أبو جزر، المدير الفني لمنتخب فلسطين، أن سر تفوق فريقه في الكرات الثابتة أمام تونس، والتي من المتوقع أيضاً أن يحاول استغلالها في لقائه الأخير أمام سوريا.

وصرح أبو جزر: «لدينا مدرب مختص بالكرات الثابتة، وهو زياد عاشور، يعمل معنا بشكل دقيق، ولدينا لاعبون يطبقون ذلك بشكل جيد».