مستشار لمعصوم: دافع ابتزازي وراء اختطاف 4 من أفراد الحماية الرئاسية

عائلة أحد المختطفين تؤكد مسؤولية أحد فصائل الحشد الشعبي

مستشار لمعصوم: دافع ابتزازي وراء اختطاف 4 من أفراد الحماية الرئاسية
TT

مستشار لمعصوم: دافع ابتزازي وراء اختطاف 4 من أفراد الحماية الرئاسية

مستشار لمعصوم: دافع ابتزازي وراء اختطاف 4 من أفراد الحماية الرئاسية

أعلنت رئاسة الجمهورية العراقية، أمس، استمرار الجهود من أجل إطلاق سراح 4 من أفراد حماية رئيس الجمهورية لا يزال مصيرهم مجهولا منذ اختطافهم قبل أكثر من أسبوعين، وأكدت أن قضية اختطافهم ذات بعد ابتزازي، فيما أكدت عائلة أحد المختطفين أن فصيلا من الحشد الشعبي اختطف أبناءهم في طريق العودة إلى واجبهم في بغداد.
وقال آزاد ورتي مستشار رئيس الجمهورية، لـ«الشرق الأوسط» إن «رئاسة الجمهورية تتخذ سبلها الخاصة لمتابعة سير عملية إطلاق سراح هؤلاء المحتجزين من أفراد حماية رئيس الجمهورية»، مضيفا أن «عملية اختطافهم ليست ضمن أي متابعة سياسية أو هدف سياسي محدد، إنما لها بعد ابتزازي، ونحن نسعى بطرقنا الخاصة، سواء السياسية أو الأمنية، لإطلاق سراحهم». وتابع: «وردتنا بعض الأنباء التي تؤكد أنهم ما زالوا على قيد الحياة، وهناك جهود مبذولة على الأرض لإطلاق سراحهم عن طريق وساطات قد تكون عشائرية، وسنسمع في الأيام القليلة المقبلة أخبارا إيجابية بهذا الخصوص».
من جانبه، قال الرائد فاروق أحمد مدير الآسايش (الأمن الكردي) في طوزخورماتو لـ«الشرق الأوسط» إنه «تمت مخاطبة الحشد الشعبي عدة مرات حول موضوع اختطاف أفراد الحماية الرئاسية الأربعة، وتم طرح هذا الموضوع في آخر اجتماع جمعت كل الأطراف السياسية الكردية مع الأحزاب الشيعية وممثلي جميع فصائل الحشد الشعبي الذي عقد في 20 مايو (أيار) الحالي، وكان رد الحشد الشعبي، أن الذين نفذوا هذه العملية هم من العصابات، ولا يمكن احتسابهم على الحشد الشعبي».
بدوره، قال مريوان نعمان أخو كنعان نعمان أحد أفراد الحماية المختطفين، لـ«الشرق الأوسط»، إنه «ليس هناك أي جديد بالنسبة لأبنائنا، وليست هناك أي نتائج للجهود المتواصلة في إطار إطلاق سراحهم، نحن لا نعلم أين هم لكننا متأكدون من أن أحد فصائل الحشد الشعبي اختطفتهم على الطريق الواصل بين طوزخورماتو وبغداد من دون معرفة الأسباب. سمعنا أنهم على قيد الحياة، لكن لم نتأكد من ذلك»، مستبعدا أي محاولة لإطلاق سراحهم من قبل إيران، لكنه بين أنهم بدأوا بمحاولة لإطلاق سراحهم من قبل قيادات الأحزاب الشيعية، وفي السياق ذاته، أكد أحد أقارب المختطفين الأربعة لـ«الشرق الأوسط» أن «الخاطفين طالبوا عبر اتصال هاتفي مع عوائل المختطفين مبلغ (250) ألف دولار كفدية لإطلاق سراحهم».
من جهته، قال حسن بهرام نائب مسؤول مركز تنظيمات الاتحاد الوطني الكردستاني في قضاء طوزخورماتو، الذي ينتمي إليه رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، إن فصائل الحشد الشعبي المنتشرة على طول الطريق الرابط بين قضاء طوزخورماتو وبغداد «تنفي أي علاقة لها بعملية اختطافهم بين طوزخورماتو وقضاء الخالص (التابع لمحافظة ديالى)».
وتابع: «لكن المشكلة أن الحشد ليس قوة واحدة، بل يتكون من عدة فصائل، لذا نحن رمينا الكرة في ساحة رئاسة الجمهورية، لأنهم من أفراد حماية الرئيس، ولأنها إحدى السلطات العليا في العراق، لذا عليها أن تتحرك في هذا المجال».
وعن مطالبة الخاطفين بمبلغ مالي مقابل إطلاق سراحهم، أكد بهرام: «نعم، طلب الخاطفون من خلال اتصال هاتفي من عوائل المخطوفين مبلغا ماليا لإطلاق سراحهم. مع الأسف، قسم من القوات العراقية متورطة بعمليات الخطف والسرقة، هناك الكثير من هذه العصابات في المناطق الخاضعة لسلطة الحكومة الاتحادية، لذا من المحتمل أن تكون واحدة من هذه الجماعات أو أفراد القوات التي ذكرناها وراء عملية الاختطاف».
وكانت رئاسة الجمهورية نفت، أول من أمس، تقارير أفادت بأنها طلبت وساطة إيران لتأمين الإفراج عن المختطفين. وقالت مستشارية الإعلام في رئاسة الجمهورية في بيان إن «هذه الأنباء عارية عن الصحة جملة وتفصيلا»، مشيرةً إلى أن رئاسة الجمهورية «تمتلك سبلها الخاصة لمتابعة عملية إطلاق سراح الحراس المختطفين، وهي تتابع الاتصالات مع الجهات الرسمية والإدارية العراقية المعنية».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.