موسكو تتهم كييف بتحضير «استفزازات» وتتحدث عن «مهام عسكرية جديدة»

ترجيح ضم خيرسون ولوغانسك ودونيتسك الشهر المقبل

جنديان روسيان يقومان بدورية في محيط محطة لوغانسك للطاقة في 13 أبريل الماصي (إ.ب.أ)
جنديان روسيان يقومان بدورية في محيط محطة لوغانسك للطاقة في 13 أبريل الماصي (إ.ب.أ)
TT

موسكو تتهم كييف بتحضير «استفزازات» وتتحدث عن «مهام عسكرية جديدة»

جنديان روسيان يقومان بدورية في محيط محطة لوغانسك للطاقة في 13 أبريل الماصي (إ.ب.أ)
جنديان روسيان يقومان بدورية في محيط محطة لوغانسك للطاقة في 13 أبريل الماصي (إ.ب.أ)

بعد مرور يومين فقط على إعلان الكرملين أنه يستبعد إجراء استفتاءات في بعض المناطق الأوكرانية لتنظيم انضمامها إلى روسيا الاتحادية، عكست تصريحات برلمانيين روس بارزين أن تحضيراتٍ جاريةٌ لتسريع وتيرة ضم عدد من المناطق. وكان الناطق الرئاسي ديمتري بيسكوف قد قال إن «الوقت ليس مناسباً حالياً لإجراء استفتاءات»، لكنّ رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الدوما، ليونيد سلوتسكي، رأى أمس، أن انضمام جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك ومنطقة خيرسون إلى روسيا «سوف يجري في وقت موحد».
وقال سلوتسكي في مقابلة مع وكالة أنباء «نوفوستي» الحكومية إنه «يمكن إجراء استفتاء على انضمام دونيتسك ولوغانسك وخيرسون بشكل متزامن». وأضاف: «لا أستبعد أن يحدث هذا في وقت مبكر من يوليو (تموز)، ولن أتكهن كيف سيحدث، لكنني أفترض أن المناطق المحررة ستُجري استفتاءً في وقت متزامن بشكل أو بآخر. سيكون هذا أمراً منطقياً». وتابع أن «روسيا تمتلك موارد كافية لضمان إدراج كيانات جديدة في تكوينها».
ومنذ مارس (آذار)، سيطرت القوات الروسية على خيرسون وأجزاء واسعة من زابوروجيه، ومنذ نحو شهر تواصل القوات الانفصالية التقدم على طول محاور القتال في دونيتسك ولوغانسك.
إلى ذلك، حذّرت وزارة الدفاع الروسية، أمس، من «استفزازات جديدة» قالت إن كييف تجهز لها بمساعدة من جانب الأجهزة الخاصة البريطانية. ولفتت إلى تحضيرات لتصوير مقاطع فيديو مفبركة تهدف إلى الإساءة إلى روسيا ورفع معنويات القوات الأوكرانية التي «تواجه هزائم متتالية منذ السيطرة على ماريوبول».
على صعيد آخر، أعلن الرئيس الشيشاني رمضان قديروف، أن وزير الدفاع سيرغي شويغو «وضع مهام جديدة في إطار العملية الخاصة في أوكرانيا، سوف تسرع من وتيرتها». وأفاد قديروف الذي تقوم الوحدات الخاصة التي يقودها بدور أساسي في القتال في منطقة دونباس ومحيط خاركيف، بأن «شويغو حدّد مهام جديدة تنطوي على تحسين التكتيكات اللاحقة. وستزيد التدابير المتخذة بشكل كبير من فاعلية المناورات الهجومية، ما يسهم في إجراء العملية الخاصة بوتيرة أسرع».
في غضون ذلك، أعلنت الوزارة حصيلة العمليات العسكرية خلال الساعات الـ24 الماضية، وقالت في بيان إن صواريخ عالية الدقة أُطلقت من الجو أصابت 21 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية الأوكرانية خلال اليوم الأخير، فيما ضرب الطيران 37 منطقة أخرى. وأوضح الناطق العسكري إيغور كوناشينكوف أنه نتيجة الغارات الجوية، تم القضاء على أكثر من 360 عنصراً من الفصائل القومية و49 قطعة من المعدات العسكرية، بما فيها محطة في مدينة سلافيانسك في دونيتسك. ووفقاً للمتحدث، فقد تم تدمير 13 دبابة وعربة مشاة قتالية أوكرانية، ومنظومة صواريخ مضادة للطائرات في منطقة باخموت في دونيتسك، إضافةً إلى بطاريتي هاون، وراجمتي صواريخ من طراز «غراد»، و8 قطع مدفعية، و26 مركبة خاصة، و4 مستودعات للصواريخ والمدفعية. ودمّرت الدفاعات الجوية الروسية 3 طائرات من دون طيار أوكرانية في دونيتسك ومنطقة خاركوف خلال يوم، كما تم اعتراض 3 صواريخ من راجمة صواريخ «أوراغان» في منطقة خاركوف ودونيتسك. وزاد أن القوات الصاروخية والمدفعية استهدفت 26 موقعاً للقيادة، و122 بطارية للمدفعية والهاون، و537 منطقة تجمع للقوات والمعدات العسكرية، إضافةً إلى 5 مستودعات للذخيرة، كما تم تدمير نقطة تحكم بطائرات من دون طيار في منطقة نيكولاييف.


مقالات ذات صلة

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

أوروبا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته (يمين) والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أ.ف.ب)

أمين الناتو يحذر ترمب من «تهديد خطير» لأميركا إذا دفعت أوكرانيا إلى اتفاق سلام سيئ

حذر الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته في مقابلة مع صحيفة «فاينانشيال تايمز» ترمب من أن الولايات المتحدة ستواجه «تهديداً خطيراً».

«الشرق الأوسط» (لندن )
المشرق العربي أشخاص ورجال إنقاذ سوريون يقفون بالقرب من أنقاض مبنى في موقع غارة جوية على حي في مدينة إدلب التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في شمال سوريا، 2 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

أوكرانيا تحمّل روسيا وإيران مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا

قالت أوكرانيا، الاثنين، إن روسيا وإيران تتحملان مسؤولية «تدهور الوضع» في سوريا، حيث سيطرت «هيئة تحرير الشام» وفصائل حليفة لها على مساحات واسعة من الأراضي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
العالم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحافي في أثينا 26 أكتوبر 2020 (رويترز)

لافروف يتهم الغرب بالسعي إلى وقف إطلاق النار لإعادة تسليح أوكرانيا

اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الدول الغربية، الاثنين، بالسعي إلى تحقيق وقف لإطلاق النار في أوكرانيا بهدف إعادة تسليح كييف بأسلحة متطورة.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في كييف في صورة مع أحد الجنود الأوكرانيين الذين أصيبوا في الحرب (د.ب.أ)

شولتس في كييف بعد طول غياب... واتهامات باستغلاله الزيارة لأغراض انتخابية

زار المستشار الألماني أوكرانيا بعد عامين ونصف العام من الغياب وفي وقت تستعد فيه بلاده لانتخاب عامة مبكرة، واتهمته المعارضة باستغلال الزيارة لأغراض انتخابية.

راغدة بهنام (برلين)
أوروبا المستشار الألماني أولاف شولتس لدى وصوله إلى أوكرانيا (حسابه عبر منصة إكس)

شولتس في زيارة مفاجئة لأوكرانيا... ويعلن عن مساعدات عسكرية جديدة

وصل المستشار الألماني أولاف شولتس إلى أوكرانيا، الاثنين، في زيارة لم تكن معلنة مسبقاً للتأكيد على دعم برلين لكييف في حربها ضد روسيا.

«الشرق الأوسط» (برلين)

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
TT

الأمم المتحدة تسعى لجمع 47 مليار دولار لمساعدة 190 مليون شخص في 2025

فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)
فلسطينيون يتجمعون للحصول على طعام في مركز توزيع بقطاع غزة (أ.ب)

أطلق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا»، الأربعاء، نداء لجمع أكثر من 47 مليار دولار، لتوفير المساعدات الضرورية لنحو 190 مليون شخص خلال عام 2025، في وقتٍ تتنامى فيه الحاجات بسبب النزاعات والتغير المناخي.

وقال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، توم فليتشر، مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة عن العمل الإنساني لعام 2025»، إن الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك الأطفال والنساء والأشخاص ذوو الإعاقة والفقراء، يدفعون الثمن الأعلى «في عالم مشتعل».

سودانيون فارُّون من المعارك بمنطقة الجزيرة في مخيم للنازحين بمدينة القضارف (أ.ف.ب)

وفي ظل النزاعات الدامية التي تشهدها مناطق عدة في العالم؛ خصوصاً غزة والسودان وأوكرانيا، والكلفة المتزايدة للتغير المناخي وظروف الطقس الحادة، تُقدِّر الأمم المتحدة أن 305 ملايين شخص في العالم سيحتاجون إلى مساعدات إنسانية، العام المقبل.

أطفال يحملون أواني معدنية ويتزاحمون للحصول على الطعام من مطبخ يتبع الأعمال الخيرية في خان يونس بقطاع غزة (إ.ب.أ)

وأوضح «أوتشا»، في تقريره، أن التمويل المطلوب سيساعد الأمم المتحدة وشركاءها على دعم الناس في 33 دولة و9 مناطق تستضيف اللاجئين.

وقال فليتشر: «نتعامل حالياً مع أزمات متعددة... والفئات الأكثر ضعفاً في العالم هم الذين يدفعون الثمن»، مشيراً إلى أن اتساع الهوة على صعيد المساواة، إضافة إلى تداعيات النزاعات والتغير المناخي، كل ذلك أسهم في تشكُّل «عاصفة متكاملة» من الحاجات.

ويتعلق النداء بطلب جمع 47.4 مليار دولار لوكالات الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الإنسانية لسنة 2025، وهو أقل بقليل من نداء عام 2024.

وأقر المسؤول الأممي، الذي تولى منصبه في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بأن الأمم المتحدة وشركاءها لن يكون في مقدورهم توفير الدعم لكل المحتاجين.

أم أوكرانية تعانق ابنها بعد عودته من روسيا... الصورة في كييف يوم 8 أبريل 2023 (رويترز)

وأوضح: «ثمة 115 مليون شخص لن نتمكن من الوصول إليهم»، وفق هذه الخطة، مؤكداً أنه يشعر «بالعار والخوف والأمل» مع إطلاق تقرير «اللمحة العامة»، للمرة الأولى من توليه منصبه.

وعَدَّ أن كل رقم في التقرير «يمثل حياة محطمة» بسبب النزاعات والمناخ «وتفكك أنظمتنا للتضامن الدولي».

وخفضت الأمم المتحدة مناشدتها لعام 2024 إلى 46 مليار دولار، من 56 ملياراً في العام السابق، مع تراجع إقبال المانحين على تقديم الأموال، لكنها لم تجمع إلا 43 في المائة من المبلغ المطلوب، وهي واحدة من أسوأ المعدلات في التاريخ. وقدمت واشنطن أكثر من 10 مليارات دولار؛ أي نحو نصف الأموال التي تلقتها. وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن عمال الإغاثة اضطروا لاتخاذ خيارات صعبة، فخفّضوا المساعدات الغذائية 80 في المائة في سوريا، وخدمات المياه في اليمن المعرَّض للكوليرا. والمساعدات ليست سوى جزء واحد من إجمالي إنفاق الأمم المتحدة، التي لم تفلح لسنوات في تلبية احتياجات ميزانيتها الأساسية بسبب عدم سداد الدول مستحقاتها. وعلى الرغم من وقف الرئيس المنتخب دونالد ترمب بعض الإنفاق في إطار الأمم المتحدة، خلال ولايته الرئاسية الأولى، فإنه ترك ميزانيات المساعدات في الأمم المتحدة بلا تخفيض. لكن مسؤولين ودبلوماسيين يتوقعون تقليل الإنفاق في ولايته الجديدة، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

من جانبه، قال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين: «الولايات المتحدة علامة استفهام كبيرة... أخشى أننا ربما نتعرض لخيبة أمل مريرة؛ لأن المزاج العام العالمي والتطورات السياسية داخل الدول ليست في مصلحتنا». وكان إيغلاند قد تولّى منصب فليتشر نفسه من 2003 إلى 2006. والمشروع 2025، وهو مجموعة من المقترحات المثيرة للجدل التي وضعها بعض مستشاري ترمب، يستهدف «الزيادات المسرفة في الموازنة» من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية. ولم تردَّ الإدارة التي يشكلها ترامب على طلب للتعليق. وأشار فليتشر إلى «انحلال أنظمتنا للتضامن الدولي»، ودعا إلى توسيع قاعدة المانحين. وعند سؤال فليتشر عن تأثير ترمب، أجاب: «لا أعتقد أنه لا توجد شفقة لدى هذه الحكومات المنتخبة». ويقول مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن أحد التحديات هو استمرار الأزمات لفترة أطول تبلغ عشر سنوات في المتوسط. وقال مايك رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، إن بعض الدول تدخل في «حالة أزمة دائمة». وحلّت المفوضية الأوروبية، الهيئة التنفيذية في الاتحاد الأوروبي، وألمانيا في المركزين الثاني والثالث لأكبر المانحين لميزانيات الأمم المتحدة للمساعدات، هذا العام. وقالت شارلوت سلينتي، الأمين العام لمجلس اللاجئين الدنماركي، إن إسهامات أوروبا محل شك أيضاً في ظل تحويل التمويل إلى الدفاع. وأضافت: «إنه عالم أكثر هشاشة وعدم قابلية على التنبؤ (مما كان عليه في ولاية ترمب الأولى)، مع وجود أزمات أكثر، وإذا كانت إدارة الولايات المتحدة ستُخفض تمويلها الإنساني، فقد يكون سد فجوة الاحتياجات المتنامية أكثر تعقيداً».