طيران النظام يقتل 40 مقاتلاً من «الجبهة الشامية» في مدينة حلب

المعارضة ترصد وصول أعداد كبيرة من المقاتلين إلى جرود القلمون

أدخنة تتصاعد من ريف دمشق الشرقي بعد استهدافه بقذائف من قبل القوات النظامية أمس (رويترز)
أدخنة تتصاعد من ريف دمشق الشرقي بعد استهدافه بقذائف من قبل القوات النظامية أمس (رويترز)
TT

طيران النظام يقتل 40 مقاتلاً من «الجبهة الشامية» في مدينة حلب

أدخنة تتصاعد من ريف دمشق الشرقي بعد استهدافه بقذائف من قبل القوات النظامية أمس (رويترز)
أدخنة تتصاعد من ريف دمشق الشرقي بعد استهدافه بقذائف من قبل القوات النظامية أمس (رويترز)

قتل أمس (الخميس) 40 مقاتلا معارضا من كتيبة واحدة جراء قصف جوي ببرميل متفجر تبعه صاروخ استهدف مقرهم الواقع في حي الشعار، في شرق مدينة حلب (شمال)، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال المرصد: «قتل ما لا يقل عن 40 مقاتلا من كتيبة إسلامية (...) بينهم 3 قياديين، جراء قصف ببرميل متفجر، أعقبه قصف صاروخ من الطيران الحربي استهدف مقرهم في حي الشعار في مدينة حلب». وأشار إلى أن عدد القتلى مرشح للارتفاع بسبب «وجود إصابات خطرة».
وأشار مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية، إلى أن «المقاتلين ينضوون في كتيبة تابعة للجبهة الشامية».
وتضم «الجبهة الشامية» التي تشكلت في ديسمبر (كانون الأول) في حلب، عددا من الفصائل الإسلامية، أبرزها «جيش المجاهدين» و«الجبهة الإسلامية» و«حركة نور الدين زنكي» و«جبهة الأصالة والتنمية».
وقال عبد الرحمن إن «القصف الجوي أدى إلى انفجار قذائف كانت موجودة في مستودع داخل مقر الكتيبة، مما أحدث دويا قويا».
وتشهد مدينة حلب مواجهات عنيفة منذ عام 2012 بين قوات النظام والمعارضة اللتين تتقاسمان السيطرة على أحيائها.
وتقصف قوات النظام بانتظام مناطق تخضع لسيطرة قوات المعارضة في مدينة حلب وريفها بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة التي تلقى من طائرات مروحية، وقد حصدت مئات القتلى منذ نهاية عام 2013.
ويقصف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية من المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام بقذائف صاروخية غالبا ما توقع ضحايا بين المدنيين.
على صعيد آخر، قتل شخص اليوم الخميس جراء سقوط قذيفتين في محيط السفارة الروسية في دمشق في حي المزرعة، وذلك للمرة الثانية هذا الأسبوع، وفق ما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) من جهتها عن مصدر في قيادة الشرطة، أن «إرهابيين استهدفوا حي المزرعة السكني بقذيفتي هاون، مما أسفر عن استشهاد شخص وإصابة 3 آخرين بجروح، وإلحاق أضرار مادية بالمنازل والسيارات والمحال التجارية». وهذه المرة الثانية التي تتعرض السفارة ومحيطها لقصف خلال 3 أيام، إذ سقطت قذائف في محيط السفارة، أول من أمس (الثلاثاء)، واقتصرت الأضرار على الجانب المادي. وقالت وزارة الخارجية الروسية في حينه إن مصدر القذائف «على ما يبدو حي جوبر الذي تسيطر عليه مجموعات مسلحة غير شرعية». ودان مجلس الأمن الدولي ما سماه الهجوم «الإرهابي» على السفارة الروسية. وقالت سفيرة ليتوانيا ريموندا مورموكايتي التي تترأس مجلس الأمن لهذا الشهر إن الاعتداء ألحق «خسائر جسيمة» بالمبنى. كما نددت الولايات المتحدة بالاعتداء مع تجديد دعوتها إلى حل سياسي للنزاع في سوريا.
وتعرض مخيم اليرموك داخل دمشق لقصف مدفعي عنيف من اللواء 58 التابع لقوات النظام، محدثا دمارا هائل بالمنطقة، بحسب مراسل الهيئة السورية للإعلام، أمس.
وكان الطيران الحربي شن، أول من أمس، سلسلة غارات جوية على أنحاء من مدينة دوما، مما أدى إلى إصابة أكثر من 30 مدنيا، بالتزامن مع سقوط قنبلة انشطارية على الأبنية السكنية.
وصدّ مقاتلو تحالف الراية الواحدة، أول من أمس (الأربعاء)، هجومًا عنيفًا للقوات النظامية وعناصر حزب الله على جبهات خان الشيح بريف دمشق الغربي.
وذكر المكتب الإعلامي للتحالف أن القوات حاولت التقدم من محور الطبيبية ليضيقوا الخناق على قطاع خان الشيح بالغوطة الغربية، وذلك بعد سيطرة الثوار على أحد الحواجز المنتشرة على أوتوستراد السلام، وقد تمكن مقاتلوه من التصدي لهم، وقتل عددٍ من العناصر، بينهم ضباط، وتدمير عدة آليات. القوات النظامية تحشد أعدادًا كبيرة من عناصر الدفاع الوطني في جرود القلمون بريف دمشق.
من جهته، قال مكتب أخبار سوريا إن القوات السورية النظامية حشدت خلال اليومين الماضيين، عددًا من عناصر قوى الدفاع الوطني واللجان الشعبية في مدن وقرى منطقة القلمون بريف دمشق، للمشاركة في المعارك الدائرة في جرود القلمون الغربي. وأكد مصدر عسكري معارض من جرود القلمون، لمكتب أخبار سوريا، أن أعدادًا «كبيرة» من المقاتلين بدأت فصائل المعارضة ترصد وصولهم أخيرا إلى مناطق انتشار القوات النظامية في جرود القلمون، لافتًا إلى أنّ ازدياد العناصر النظامية التي تقاتل في المعارك بدا واضحًا، إذ إن لباسهم يشير إلى أنهم من القوات السورية، وليس من حزب الله اللبناني الذي يقاتل إلى جانبها. وبيّن المصدر أن المعارك احتدمت بشكل «كبير»، أمس، على التلال الغربية لقرية المشرفة (فليطة) ولا سيما عند تلة الثلاجة التي سيطرت عليها فصائل المعارضة في وقت سابق من هذا الأسبوع، لافتًا إلى أن 3 مقاتلين معارضين لقوا مصرعهم، أمس، فيما سقط عدد غير محدد من القتلى والجرحى في صفوف القوات النظامية.
وقال المصدر إن عناصر من حزب الله يتقدمون بغطاء مدفعي وجوي «مكثف» من الجهتين اللبنانية والسورية، الأمر الذي تفتقده المعارضة، مشتكيًا من أن عناصر الأخيرة يخوضون أحيانا معارك بسلاح القناصات فقط، وذلك لعدم توفر الأسلحة الثقيلة لديهم فضلا عن الصواريخ الموجهة والمضادات للدروع، لافتا إلى أن ذلك يمنعهم من الحفاظ لفترة طويلة على التلال التي يسيطرون عليها، والتي تحاول القوات النظامية استردادها.
من جانبه، قال مصدر في قوات الدفاع الوطني بالقلمون، لمكتب أخبار سوريا، أن هناك قرارا «جديا» بحسم معركة القلمون الغربي، لذلك تم سحب جميع العناصر في مراكز الدفاع بمدن وبلدات كثيرة منها يبرود والنبك وعين التينة، وتم نقلهم إلى قرى القلمون الغربي الخاضعة لسيطرة النظام والمتاخمة للجرود، مشيرا إلى أن هذه العملية ساعدت في تثبيت العناصر النظامية بأعداد كبيرة في التلال التي يسيطرون عليها، مما يمنع المعارضة من التقدم فيها، حسب وصفه.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».