كولوسيفسكي... من مقعد البدلاء في يوفنتوس إلى نجم ساطع في توتنهام

يقدم مستويات استثنائية جعلت مشجعي النادي اللندني يتغنون باسمه في المدرجات

يبدو كولوسيفسكي وكأنه قد وُلد من جديد في توتنهام (إ.ب.أ)
يبدو كولوسيفسكي وكأنه قد وُلد من جديد في توتنهام (إ.ب.أ)
TT

كولوسيفسكي... من مقعد البدلاء في يوفنتوس إلى نجم ساطع في توتنهام

يبدو كولوسيفسكي وكأنه قد وُلد من جديد في توتنهام (إ.ب.أ)
يبدو كولوسيفسكي وكأنه قد وُلد من جديد في توتنهام (إ.ب.أ)

انتقل ديان كولوسيفسكي من موطنه الأصلي السويد إلى إيطاليا قبل أن يبلغ من العمر 16 عاماً في خطوة مثيرة للجدل، واكتسب خبرات هائلة من خلال اللعب في الدوري الإيطالي الممتاز مع أندية أتالانتا وبارما ويوفنتوس. وكانت بدايته قوية للغاية مع توتنهام، الذي انضم إليه في فترة الانتقالات الشتوية الماضية. ويعد كولوسيفسكي ركيزة أساسية في صفوف المنتخب السويدي رغم عدم التأهل إلى نهائيات كأس العالم بعد هزيمته أمام بولندا في ملحق التصفيات.
من الصعب تصديق أن كولوسيفسكي يبلغ من العمر 21 عاماً فقط عندما تستمع إليه وهو يتحدث بكل سهولة باللغة الإنجليزية - إحدى اللغات الأربع التي يجيدها. أما اللغات الأخرى التي يتحدثها بطلاقة فهي السويدية والإيطالية والمقدونية، حيث تعود جذور عائلته إلى شمال مقدونيا. وعلاوة على ذلك، يستطيع كولوسيفسكي فهم اللغة الألمانية إلى حد ما، وينطبق الأمر نفسه على الإسبانية أيضاً.
لكن هناك شيئاً آخر بالنسبة له الآن، حيث يمكن أن يصف كولوسيفسكي نفسه بأنه نجم تلفزيون الواقع، بعدما شارك في برنامج تنتجه القناة الرابعة المحلية في السويد، والذي يقول عنه كولوسيفسكي «إنه شيء صغير جداً، فهو لا يُعرض حتى على التلفزيون، لكنه موجود فقط على تطبيق على شبكة الإنترنت». ويتناول هذا البرنامج حياة النساء المرتبطات بشخصيات رياضية ويعشن حياة ساحرة. لكن إذا كانت شريكة كولوسيفسكي، إلدينا أهميك، التي لعبت كرة القدم بمستوى جيد، إحدى الشخصيات الرئيسية التي يركز عليها المسلسل، فإن الأمر ليس كذلك مع كولوسيفسكي. يقول اللاعب السويدي الدولي «إنه يركز على حياتها بشكل أكبر»، مشيراً إلى أن إلدينا صورت اللقطات الخاصة بها على هاتفها الخاص. ويقول «لا توجد كاميرات، ولم نصور أي شيء بالكاميرات. أنا أشارك بشكل فكاهي ومرح بعض الشيء، فأظهر على سبيل المثال أنا وشريكتي ونحن نغني معاً في السيارة، مثلما يفعل الجميع، فنحن نحب الموسيقى».
وعندما سئل كولوسيفسكي عما إذا كان يشعر بالقلق بشأن نشر تفاصيل حياته الخاصة للجمهور، رد قائلاً «كانت شريكتي متوترة بالتأكيد، لكن الأمر كان أقل بالنسبة لي؛ لأنني أعرف منذ بضع سنوات أن كل ما أفعله يعرفه الناس في نهاية المطاف بطريقة أو بأخرى. بكل تأكيد يتعين عليك أن تكون حذراً جداً فيما تعرضه للناس؛ لأن هناك من ينتظر أي هفوة لاستغلالها ضدك، لكنني نضجت كثيراً، وكلما مر الوقت، شعرت براحة أكبر بشأن ما أنا عليه الآن. هذه هي شخصيتي ولا يهمني ما سيحدث وما أقول، فأنا أحب دائماً أن أكون على طبيعتي».
لقد شعر كولوسيفسكي بالضيق في يوفنتوس، بعدما أصبح لا يشارك كثيراً في المباريات بعد تولي ماكس أليغري القيادة الفنية للفريق خلفاً لأندريا بيرلو الصيف الماضي. يقول كولوسيفسكي «كان الأمر صعباً. يتعين عليك أن تكون قوياً عندما لا تسير الأمور بالطريقة التي تريدها، وهناك أشياء لا يمكنك التحكم فيها. إنه أمر محبط للغاية عندما تحب شيئاً ولا يمكنك إظهاره. وكنت أعرف أنني في حاجة إلى التغيير». يبدو كولوسيفسكي وكأنه قد وُلد من جديد في توتنهام، حيث يقدم مستويات استثنائية منذ انتقاله إلى الفريق اللندني قادماً من يوفنتوس على سبيل الإعارة لمدة 18 شهراً، وهو الأمر الذي جعل مشجعي النادي الإنجليزي يتغنون باسمه في المدرجات. يقول اللاعب السويدي الشاب عن الطريقة التي يغني بها الجمهور، ضاحكاً «إنهم جيدون جداً، ولا يمكنني أن أقول أي شيء سيئ عنهم. أنا أحب الأغنية التي يغنونها لي، وكل أصدقائي يرسلونها لي طوال الوقت، ويعتقدون أنها جيدة حقاً».
وقد تطور مستوى كولوسيفسكي بشكل مذهل بسبب الثقة الكبيرة فيه من جانب المدير الفني لتوتنهام، أنطونيو كونتي. لقد قدم اللاعب السويدي أداءً قوياً في مباراته الأولى أساسياً بقميص «السبيرز»، والتي انتهت بالفوز على مانشستر سيتي بثلاثة أهداف مقابل هدفين، حيث سجل هدفاً وصنع هدفاً آخر، واحتفظ بمكانه في التشكيلة الأساسية للفريق في المباريات التالية. يقول كولوسيفسكي «المدير الفني وأفراد الطاقم التدريبي ككل ساعدوني بشكل كبير، فهم يسمحون لي بارتكاب الأخطاء والتعلم منها وأن ألعب بطريقتي المعتادة والطبيعية، ويسمحون لي باللعب دون ضغط. عندما تكون جيداً من الناحية الذهنية، فستلعب عادة كرة قدم جيدة».
ويضيف «أما فيما يتعلق بأفضل مركز لي داخل الملعب، فمن الصعب أن أقول ذلك؛ لأن كرة القدم تتطور وأنا لاعب أحب التطور والتحسن، وأريد أن أتحرك في المساحات الخالية داخل الملعب.
لقد ساعدني المدير الفني كثيراً لأنه يساعدني على الانطلاق في المساحات بالشكل الذي أريده. أنا أحب المكان الذي ألعب فيه، وتتاح لي فرص للتسجيل في كل مباراة». انطلقت رحلة كولوسيفسكي الكروية عندما رحل عن ناديه المحلي برومابوجكارنا في غرب استوكهولم إلى نادي أتالانتا الإيطالي. لم يكن النادي السويدي يريد الاستغناء عنه، وأدلى مدير النادي، أولا دانهارد، بتصريح شهير قال فيه، إن نادي أتالانتا قد «خطف تقريباً» كولوسيفسكي.
لكن كولوسيفسكي وعائلته لم يروا الأمر على هذا النحو، وكانوا يريدون انتقال اللاعب الشاب إلى إيطاليا بغض النظر عن التحديات التي قد يؤدي إليها ذلك.
يقول كولوسيفسكي «ذهبت إلى إيطاليا عندما كان عمري 15 عاماً ونصف العام، من دون أن يكون والداي معي، وكنت أذهب إلى المدرسة بلغة لا أفهمها. لقد فعلت الكثير من الأشياء الصعبة، لكنها ساعدتني كثيراً. أنا اكتسبت الكثير من الأشياء الجديدة». وفي الوقت الحالي، يمكن أن يتعلم كولوسيفسكي الكثير من لاعب ينظر إليه على أنه مثل أعلى بالنسبة له، وهو المهاجم السويدي العملاق زلاتان إبراهيموفيتش. يتحدث كولوسيفسكي باحترام شديد عن إبراهيموفيتش، المولود في السويد لأب بوسني وأم كرواتية. ولد كولوسيفسكي أيضاً في السويد، وكذلك والده ستيفان، على الرغم من أن أصول والديه تعود إلى مقدونيا الشمالية. ولدت والدة كولوسيفسكي، كاتيكا، وترعرعت في مقدونيا الشمالية، وانتقلت إلى السويد بعد ذلك. يقول كولوسيفسكي «لقد فتح زلاتان أبواباً جديدة لنا في السويد لا يمكن لأحد أن يتخيلها. لقد جعل جميع الأطفال بالخارج يؤمنون بأن كل شيء ممكن».
ويضيف «بالنسبة لي ولعائلتي، مقدونيا مهمة جداً. وكما تقول أمي دائما، فإننا لن ننسى أبداً من أين أتينا. أنا أذهب إلى هناك كل صيف وأحب مقدونيا جداً. ودائماً ما أقول إنه لو كان بإمكاني اللعب مع منتخبي السويد ومقدونيا معاً فسأفعل ذلك، لكن كان عليّ أن أختار واخترت السويد لأنني من هناك».


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.