أمين الجميل يعلن تنحيه عن رئاسة حزب الكتائب أمام تجدد الكوادر

توقعات بأن يشغل ابنه النائب سامي موقع رئاسة أحد أقدم أحزاب لبنان

أمين الجميل متحدثا عن قرب تنحيه عن رئاسة حزب الكتائب أمس (دالاتي ونهرا)
أمين الجميل متحدثا عن قرب تنحيه عن رئاسة حزب الكتائب أمس (دالاتي ونهرا)
TT

أمين الجميل يعلن تنحيه عن رئاسة حزب الكتائب أمام تجدد الكوادر

أمين الجميل متحدثا عن قرب تنحيه عن رئاسة حزب الكتائب أمس (دالاتي ونهرا)
أمين الجميل متحدثا عن قرب تنحيه عن رئاسة حزب الكتائب أمس (دالاتي ونهرا)

أعلن رئيس الجمهورية اللبناني الأسبق أمين الجميّل، أمس، أنه لن يترشح لرئاسة حزب الكتائب في الانتخابات التي ستجري الشهر المقبل، ليفسح المجال أمام «تجدد الكوادر» فيه، مما يعني تنحيه عن رئاسة الحزب الذي يتوقع أن يتولى رئاسته من بعده نجله سامي الجميل، النائب الحالي في البرلمان اللبناني.
وقال الجميل في مؤتمر صحافي «أبلغت أعضاء المكتب السياسي (في الحزب) أنني لن أترشح لولاية جديدة في منتصف يونيو (حزيران) المقبل»، موعد المؤتمر الدوري الثلاثين للحزب الذي يعقد كل أربع سنوات، مضيفًا: «اعتبرتُ أن من مصلحة الحزب أن تتجدد الكوادر فيه خصوصا في ظل الظرف الذي نمر به وفي ظل هذا الكمّ من التطورات التي نعيشها، ما يخدم الحزب والوطن». وتأسس حزب الكتائب العام 1936 وشارك بفاعلية في الحركة التي أدت إلى استقلال لبنان عن الانتداب الفرنسي العام 1943. وكان يرأسه بيار الجميل والد أمين الجميل.
قال الجميل: «إننا فخورون بأن نقول إن الحزب يمارس التجربة الفريدة من نوعها في المنطقة، ويتكون من 400 مندوب منتخبين من القاعدة الكتائبية بالاقتراع المباشر»، مشيرا إلى أن «هؤلاء المندوبين يحددون الخيارات الحزبية وينتخبون القيادات الحزبية للمكتب السياسي وبقية القيادات». وأشار إلى أن هذه تجربة فذة لحزب الكتائب يمارسها ديمقراطيا، وقد انتخب رؤساء عدة على مدى 80 سنة، وهذا يدل على أنه يجدد نفسه ويتميز بالتجربة الديمقراطية وهي مستمرة.
وأشار الجميل إلى أن رفاقه في الحزب فوجئوا بقراره: «إلا أنني اعتبرت أن من مصلحة الحزب أن تتجدد الكوادر فيه، وخصوصا في ظل الظرف الذي نمر به وفي ظل هذا الكم من التطورات التي نعيشها، وهو ما يخدم الحزب والوطن»، مشددًا على أن ذلك لا يمنع من أن أستمر في مواكبة الحزب والعين الساهرة على مساره لنحافظ على 80 سنة من النضال، وسأبقى بجانب القيادة الجديدة لنحقق مزيدا من الانتصارات على الصعيدين الوطني والسياسي. ولقد التزمت أن أكون على الحياد الكامل على صعيد المكتب السياسي أو النواب والرؤساء.
وأضاف يقول إن «الحزب لديه تجربة طويلة ومعاناة، وأنا فخور بما حققه من النضال، فقد أسس قواعد صلبة». وتابع: «منذ عودتي عام 2000 حققنا إنجازات في الحزب وأنعشناه، والآن يبقى على القاعدة الكتائبية المنتشرة من النهر الكبير إلى الناقورة أن تبقى جاهزة لتستمر وتعطي المزيد من النضالات ليبقى لبنان وطن الحرية والإنسان».
ويواجه لبنان أزمة سياسية تتمثل في شغور منصب الرئاسة منذ سنة. وعجز مجلس النواب عن انتخاب رئيس جديد بسبب عمق الانقسامات السياسية التي تغذيها الحرب في سوريا المجاورة، وهي عامل انقسام أساسي بين اللبنانيين. وأعلن الجميل قبل سنة ترشحه إلى الانتخابات الرئاسية، أن فريق «14 آذار» الذي ينتمي إليه (مناهض لدمشق وحزب الله) تبنى ترشيح رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، مقابل تبني الفريق الآخر (حزب الله وحلفائه) ترشيح النائب ميشال عون. وتولى الجميل الرئاسة بين عامي 1982 و1988 في سنوات شهدت اضطرابات أمنية وسياسية وحروبا متعددة تدخلت فيها كل من دمشق وإسرائيل.
والوراثة السياسية أمر شائع في لبنان. في عائلة الجميل، انتخب شقيق أمين الجميل، بشير، رئيسا العام 1982. قبل أن يتم اغتياله بعد عشرين يوما. وقتل نجل أمين الجميل الأكبر، الوزير السابق بيار الجميل، في إطلاق نار مسلحين عام 2006. في إطار سلسلة الاغتيالات التي طالت في تلك الفترة عددا من الشخصيات السياسية المناهضة لدمشق.
وشغلت زوجة بشير الجميل صولانج مقعدا نيابيا في البرلمان، قبل أن يخلفها نجلها نديم الجميل، النائب الحالي والعضو في المكتب السياسي لحزب الكتائب.



«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».