بارزاني يطلع قادة أحزاب كردستان على نتائج زيارته إلى واشنطن

أكد لهم أنه عاد بتطمينات حول «تقرير المصير»

بارزاني يطلع قادة أحزاب كردستان على نتائج زيارته إلى واشنطن
TT

بارزاني يطلع قادة أحزاب كردستان على نتائج زيارته إلى واشنطن

بارزاني يطلع قادة أحزاب كردستان على نتائج زيارته إلى واشنطن

استعرض رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أمس في اجتماع مع الأطراف السياسية في الإقليم، نتائج زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة الأميركية والمجر وجمهورية التشيك، بالإضافة إلى العلاقات بين أربيل وبغداد على خلفية التدهور الأخير بين الجانبين بسبب عدم إرسال الحكومة الاتحادية لحصة الإقليم المحددة من الموازنة العامة للعراق.
وجاء في بيان لرئاسة إقليم كردستان عقب انتهاء الاجتماع أن «رئيس الإقليم مسعود بارزاني تحدث في بداية الاجتماع عن لقاءاته في الولايات المتحدة مع الرئيس الأميركي باراك أوباما ونائبه جوزيف بايدن والمسؤولين في أميركا، وتوضيحه للوضع الحالي في العراق والإقليم والحرب ضد (داعش) والمشكلات المتعددة التي تواجه العراق»، مبينًا أن أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي ووزارة الخارجية ووزارة الدفاع والأوساط المختلفة المتعلقة بمناقشة أوضاع العالم والشرق الأوسط، ينظرون بكل احترام من الناحية السياسية والإنسانية لإقليم كردستان بالأخص فيما يخص استقبال أكثر من مليون ونصف نازح من العراق.
وأكد البيان أن «رئيس الإقليم والوفد المرافق له عادوا محملين بتطمينات سياسية تختلف عن المراحل السابقة وبالأخص فيما يتعلق بدعم الكرد وتقرير المصير للشعب الكردي، وهذه التطمينات أعطيت من قبل الولايات المتحدة الأميركية وعلى لسان رئيسها ونائبه وفي اجتماع رسمي».
وأشار البيان إلى أن المجتمعين عبروا عن استعدادهم الكامل لدعم أي قرار مشترك يضمن الوحدة السياسية التاريخية في هذه المرحلة الحساسة المليئة بالتغيرات، مبينًا أن الملف النفطي كان من أهم الملفات التي تم التباحث حولها في الاجتماع، حيث دعا المشاركون الحكومة العراقية إلى الكف عن التطاول على حقوق شعب كردستان المتفق عليها في الثروة والعائدات والموازنة والإسراع في حل هذه المشكلة بشكل قانوني وهذا ما سيضمن استقرار العلاقات السياسية بين أربيل وبغداد، مؤكدين أن جميع القوى السياسية العراقية تتحمل المسؤولية في تنفيذ الدستور والقرارات المشتركة ويتوجب عليها أن تبدي موقفا أكثر وضوحا وتأثيرا.
بدوره، قال محمد حاج محمود، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي الكردستاني، الذي شارك في الاجتماع، لـ«الشرق الأوسط» عن موضوع استقلال كردستان: «نحن بحاجة إلى إجراء استفتاء في الإقليم حول مسألة الاستقلال، فهذا الموضوع لا يتعلق فقط برئيس الإقليم والأحزاب السياسية في كردستان، بل هو مرتبط بكل فرد في كردستان، لكي يقرروا ما يريدونه في مجال تقرير المصير عبر هذا الاستفتاء»، مبينًا أنه «من المحتمل أن يقوم البرلمان بهذا الإجراء». وأكد أن هذه المسألة كانت جزءا مما تم بحثه في الاجتماع، مشيرًا إلى أن أي دولة في العالم لن تعارض حق أي شعب في تقرير مصيره.
وعن العلاقات بين أربيل وبغداد، قال حاج محمود: «أكد الاجتماع أيضا على ضرورة توجه وفد من إقليم كردستان إلى بغداد، للتباحث في كيفية التوصل إلى حلول بشأن المشكلات بين الجانبين، خصوصا المتعلقة بالبيشمركة وحصة الإقليم من الموازنة الاتحادية العامة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.