مناورات أميركية ـ أردنية ـ إيطالية لصد هجوم معاكس واحتلال مواقع على الحدود

ختام تمرين «الأسد المتأهب» باختبار القاذفة «بي 52»

مناورات أميركية ـ أردنية ـ إيطالية لصد هجوم معاكس واحتلال مواقع على الحدود
TT

مناورات أميركية ـ أردنية ـ إيطالية لصد هجوم معاكس واحتلال مواقع على الحدود

مناورات أميركية ـ أردنية ـ إيطالية لصد هجوم معاكس واحتلال مواقع على الحدود

أجرت قوات أردنية وأميركية وإيطالية أمس مناورات عسكرية مشتركة ضمن تمرين «الأسد المتأهب» في منطقة الشيدية، 250 كيلومترا جنوب عمان، وتمركزت هذه المناورات على القيام بهجوم معاكس واحتلال مواقع عسكرية على الحدود تحاكي واقع الحال على الحدود الأردنية مع العراق وسوريا.
وقال مدير التدريب العسكري في القوات المسلحة الأردنية العميد محمد جرادات إن التدريبات تهدف إلى خلق «استراتيجية دفاعية للتعامل مع الأهداف عبر الحدود». وأضاف خلال شرحه عن المناورات التي حضرها الأمير فيصل بن الحسين مندوبا عن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن أهم ما يميز هذه المناورات عن السابقة أنه تم اختبار الرماية على راجمات الصواريخ «هايمر» بدقة متناهية بمشاركة القاذفة الأميركية من طراز «بي 52» وطائرات «إف 16» وطائرات عمودية من طراز كوبرا وأباتشي وأنواع من مدافع الهاون 120 والهاوتزر 155 وأسلحة قناصة بمشاركة دبابات من طراز «م 60» و«ابراهمز» وناقلات جنود.
وقال العميد جرادات إن المناورات تأتي ضمن الخطط التدريبية للقوات المسلحة الأردنية - الجيش العربي للتركيز على نوعية التدريب ورفع كفاءة الضباط وضباط الصف، وكل وحدات المناورة والإسناد وزيادة التمارين المشتركة للتعامل مع كل التهديدات وعمليات مكافحة الإرهاب والاتصالات الاستراتيجية، لافتًا إلى أنه سيتم دراسة وتحليل نتائج هذه المناورات لأخذ الدروس والعبر منها وتعميم الفائدة على باقي تشكيلات القوات المسلحة الأردنية.
وقال إن القوات المسلحة الأردنية «تهدف في استراتيجيتها إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع شركائنا من مختلف الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبر شريكا استراتيجيا للأردن في كل المجالات، والتمرين (الأسد المتأهب) إحدى هذه الشراكات التي تعزز التعاون والتنسيق بين الدول المشاركة».
وأضاف أن المناورات تأتي تحت عنوان «صد هجوم معاكس عبر الحدود»، إذ سيتم فيها اختبار راجمات الصواريخ «هايمر» التي أدخلتها القوات المسلحة حديثا إضافة إلى اختبار كفاءة القناصين وبعض الأسلحة.
ومن جانبه قال مدير التمرين والتدريب في القيادة المركزية الأميركية اللواء ريك ماتسون إنه سيتم اختبار القاذفة «بي 52» من خلال طيرانها 35 ساعة متواصلة، إذ أقلعت طائرتان من هذا الطراز من قاعدة عسكرية في فلوريدا، ووصلت إلى ميدان الرماية في الأردن وتقوم بعملية قصف أهداف محتارة وتعود إلى الولايات المتحدة. وأضاف ماتسون: «إننا خلال وجودنا في (الأسد المتأهب) للعام الخامس على التوالي يعكس اهتمام الولايات المتحدة في خلق شراكات استراتيجية مع عدد من الدول المشاركة، وخصوصا الأردنية لما لها من دور حيوي في المنطقة».
وبدأت التدريبات بقصف مركز للقاذفة «بي 52» وطائرات «إف 16» على ارتفاعات عالية ثم بدأت الراجمات الهايمر التي عكست مهارة في الرماية وحسن الأداء.
وفي مدينة العقبة جنوب الأردن على ساحل البحر الأحمر أجرت قوات بحرية من الولايات المتحدة وفرنسا وبلجيكا وباكستان تدريبا لمكافحة الإرهاب باستخدام الضفادع البشرية والطائرات العمودية والزوارق السريعة، إذ تم تنفيذ عملية قرصنة سفينة والإغارة على الساحل وعمليات الإنزال.
وكان تمرين «الأسد المتأهب» بدأت فعالياته في الخامس من الشهر الحالي وتنتهي اليوم. ويشار إلى أن القوات البرية الأميركية المشاركة هي خليط من القوات الخاصة وقوات مشاة البحرية التابعة لـ«الوحدة الاستكشافية 26»، إضافة إلى قوات من الدروع والمدفعية والهندسة والمشاة الآلية لتعزيز المواءمة العملياتية بين الأنظمة المشابهة مدعومة من طائرات عمودية وقاذفات متطورة من أجل عمليات الإسناد الجوي، بالإضافة إلى أغراض النقل والتنقل. وشارك في تمرين «الأسد المتأهب» 10 آلاف جندي من 18 دولة عربية وأجنبية هي السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية ومصر والعراق ولبنان وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وباكستان والولايات المتحدة وكندا وبلجيكا وبولندا وأستراليا وقيادة حلف الناتو، بالإضافة إلى البلد المضيف، الأردن.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.