ياسين لـ {الشرق الأوسط}: مؤتمر الرياض هو المحطة الرئيسية لأي حوار مقبل

وزير الخارجية اليمني يرفض «جر اليمنيين إلى حوارات فرعية»

ياسين لـ {الشرق الأوسط}: مؤتمر الرياض هو المحطة الرئيسية لأي حوار مقبل
TT

ياسين لـ {الشرق الأوسط}: مؤتمر الرياض هو المحطة الرئيسية لأي حوار مقبل

ياسين لـ {الشرق الأوسط}: مؤتمر الرياض هو المحطة الرئيسية لأي حوار مقبل

رد وزير الخارجية اليمني رياض ياسين أمس على دعوة المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لعقد مؤتمر حوار آخر لليمنيين في جنيف، إذ قال ياسين لـ«الشرق الأوسط»، بأن «المؤتمر اليمني للحوار بالرياض هو المحطة الرئيسية لأي اجتماع قادم في العالم». وأكد أن أي محاولة لجر اليمنيين إلى محافل دولية، لن يتم إلا بعد تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 2216 وما قبله، من دون أي انتقائية.
وأوضح الدكتور ياسين عقب المؤتمر اليمني للحوار في الرياض أمس، أن اليمنيين لن يتخلوا عن مؤتمر الرياض، خصوصا أنه أتى بعد قرار شجاع من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، الذي قاد عملية «عاصفة الحزم»، ثم عملية «إعادة الأمل»، مع الحلفاء في الدول الخليجية والعربية. وقال وزير الخارجية اليمني، إن اليمنيين ما زالوا يستذكرون ما قاله الأمير سعود الفيصل «إننا دعاة سلم لا حرب، ومن خلال المؤتمر ومع إخواننا في دول المجلس، مرة أخرى نعود لنكون دعاة سلم وسلام وحوار». وأشار الدكتور ياسين إلى أن مؤتمر الرياض هو المحطة الرئيسية التي ينطلق منها جميع الرؤى اليمنية التي تنقذ البلاد إلى بر الأمان، وتعيده إلى حاضنه الرئيسي، مؤكدًا أن أي محاولات لجر اليمنيين إلى محافل دولية لن تكون هناك نتيجة إذا لم يكن مؤتمر الرياض هو الأساس، وأن إعلان الرياض هو المحطة الرئيسية لأي اجتماع قادم في أي مكان في العالم.
وأضاف: «اجتماع الرياض هو الرئيسي وما سيتم بعده، سيعد في خانة الفرعيات، ولن نذهب إلى الفروع إلا بعد تنفيذ قرار مجلس الأمن 2216. وما قبله، من دون أي انتقائية».
ولفت وزير الخارجية اليمني المكلف إلى أن اجتماع الرياض، هو مرحلة أساسية لبناء المرحلة المقبلة، وجميع اليمنيين يؤمنون بأن استخدام العنف والسلاح والقوة والانقلاب على الشرعية، سيتم عزل البلاد من التاريخ، مشيرًا إلى أن التركيز ينصب على إنقاذ اليمن، والذين يتعرضون إلى الكثير من الجرائم من قبل الميليشيات الحوثية.
وأضاف: «ليس هناك دور مستقبلي للحوار، مع الفصائل اليمنية التي تدعو للعنف والقتل والسلاح، إلا إذا التزمت فعليا على أرض الواقع من دون انتقائية، بقرارات الأمم المتحدة، وأن يكون التزامها مكونا سياسيا داخل اليمن كباقي أحزاب اليمن».
وأكد ياسين، أنه إذا استمر الحوثيون في عملية القتل والإرهاب والانقلاب على الشرعية، فلا مكان لهم على طاولة الحوار البتة، مشيرًا إلى أن الحوار يكون فقط مع الذين يرفضون العنف واستخدام القوة، ويريدون أن يتعايش جميع اليمنيين بسلام دون استثناء، وهو الشرط الذي ينطبق أيضًا على حزب المؤتمر الشعبي العام. وكان المبعوث الدولي قد ألقى خطابا أمام مؤتمر الرياض أمس، دعا فيه إلى «حوار» يعقد في جنيف يمثل كافة اليمنيين، في إشارة إلى أن يشمل ممثلين عن ميليشيا الحوثي في المداولات السياسية، رغم رفضها للحوار.
ومن جهة أخرى، دعا المبعوث الدولي الجديد لدى افتتاح مؤتمر «إنقاذ اليمن» إلى تمديد الهدنة الإنسانية المؤقتة التي أعلنها التحالف العربي بقيادة السعودية خمسة أيام. وقال ولد الشيخ أحمد «أناشد كافة الأطراف أن تجدد التزامها بهذه الهدنة لخمسة أيام أخرى على الأقل»، وذلك قبل ساعات من الموعد الأولي لانتهاء الهدنة التي أعلنتها دول التحالف مساء أمس. وأضاف ولد الشيخ أحمد «يجب أن تتحول الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار وأن تنتهي كل أعمال العنف أيا كانت». واعتبر المبعوث الدولي الموريتاني الذي خلف المغربي جمال بنعمر أن «معظم اليمنيين» لم يتمكنوا من الوصول إلى المساعدات العاجلة خلال فترة الهدنة الحالية المحددة بخمسة أيام.
وألقى ولد الشيخ أحمد كلمة نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون شكر من خلالها الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ونائبه على تنظيم المؤتمر، وقال: «نأمل في المساهمة من خلال هذا المؤتمر في التوصل إلى حل سلمي دائم في اليمن، وفي هذا الإطار أود أن أشكر الرئيس هادي والشعب اليمني على دعمهم لجهود المبعوث الخاص إلى اليمن، كما أود أن أثني على دول مجلس التعاون الخليجي على الدعم والتعاون مع الأمم المتحدة في مجال الوقاية من النزاعات وحلها وبناء السلام وبخاصة فيما يتعلق بالأزمة اليمنية». وأضاف أن «المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كانت ميزانا على هذا التعاون المثمر بين منظمتينا ولهذا علينا الاستمرار في العمل معًا إلى جانب اليمنيين من أجل إرجاع اليمن على درب السلم الذي يقوده نحو الاستقرار والرخاء وخير ميزان على هذا التعاون هو الدور البناء الذي اطلعت به دولة الإمارات العربية المتحدة في استضافتها على مدى أكثر من عشرة أسابيع لجنة صياغة الدستور التي نشأت في إطار المبادرة الخليجية».
وأكد على أن «الأمم المتحدة تقر بأن دول مجلس التعاون الخليجي لها دور محوري في إنهاء معاناة الشعب اليمني ودعم الحل السياسي السلمي للأزمة اليمنية المستمرة فلطالما واجه اليمنيون في كافة أنحاء البلاد مستويات مأساوية من المعاناة والعنف على مدى الأشهر الماضية، ولهذا تكتسب الهدنة الإنسانية القائمة حاليا أهمية قصوى تمنح اليمنيين فسحة لطلب المعونة الطبية واستجلاب السلع الأساسية العاجلة التي لم يتمكن معظم اليمنيين من الوصول إليها حتى الآن وهم في أمس الحاجة إليها، يجب الآن أن تتحول هذه الهدنة الإنسانية إلى وقف دائم لإطلاق النار وأن تنتهي كل أعمال العنف أيًا كان نوعها، ومن أجل إتاحة الفرصة للأمم المتحدة لتوفير هذه المساعدات الإنسانية العاجلة أجدد من هذا المنبر مناشدة كافة الأطراف لضمان تنفيذ وصول الهيئات الإنسانية وشركائها».



هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
TT

هل يتحول فيروس «الميتانيمو» البشري إلى وباء عالمي؟

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)
تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

أثارت تقارير عن تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري (HMPV) في الصين قلقاً متزايداً بشأن إمكانية تحوله إلى وباء عالمي، وذلك بعد 5 سنوات من أول تنبيه عالمي حول ظهور فيروس كورونا المستجد في ووهان بالصين، الذي تحول لاحقاً إلى جائحة عالمية أسفرت عن وفاة 7 ملايين شخص.

وأظهرت صور وفيديوهات انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي في الصين أفراداً يرتدون الكمامات في المستشفيات، حيث وصفت تقارير محلية الوضع على أنه مشابه للظهور الأول لفيروس كورونا.

وفي الوقت الذي تتخذ فيه السلطات الصحية تدابير طارئة لمراقبة انتشار الفيروس، أصدر المركز الصيني للسيطرة على الأمراض والوقاية منها بياناً، يوضح فيه معدل الوفيات الناتج عن الفيروس.

وقال المركز، الجمعة، إن «الأطفال، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وكبار السن، هم الفئات الأكثر تعرضاً لهذا الفيروس، وقد يكونون أكثر عرضة للإصابة بعدوى مشتركة مع فيروسات تنفسية أخرى».

وأشار إلى أن الفيروس في الغالب يسبب أعراض نزلات البرد مثل السعال، والحمى، واحتقان الأنف، وضيق التنفس، لكن في بعض الحالات قد يتسبب في التهاب الشعب الهوائية والالتهاب الرئوي في الحالات الشديدة.

وحاولت الحكومة الصينية التقليل من تطور الأحداث، مؤكدة أن هذا التفشي يتكرر بشكل موسمي في فصل الشتاء.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، الجمعة: «تعد العدوى التنفسية شائعة في موسم الشتاء»، مضيفةً أن الأمراض هذا العام تبدو أقل حدة وانتشاراً مقارنة بالعام الماضي. كما طمأنت المواطنين والسياح، مؤكدة: «أستطيع أن أؤكد لكم أن الحكومة الصينية تهتم بصحة المواطنين الصينيين والأجانب القادمين إلى الصين»، مشيرة إلى أن «السفر إلى الصين آمن».

فيروس «الميتانيمو» البشري

يُعد «الميتانيمو» البشري (HMPV) من الفيروسات التي تسبب التهابات الجهاز التنفسي، ويؤثر على الأشخاص من جميع الأعمار، ويسبب أعراضاً مشابهة للزكام والإنفلونزا. والفيروس ليس جديداً؛ إذ اكتُشف لأول مرة عام 2001، ويُعد من مسببات الأمراض التنفسية الشائعة.

ويشير أستاذ اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بجامعة «مصر الدولية»، الدكتور إسلام عنان، إلى أن نسبة انتشاره تتراوح بين 1 و10 في المائة من الأمراض التنفسية الحادة، مع كون الأطفال دون سن الخامسة الأكثر عرضة للإصابة، خاصة في الحالات المرضية الشديدة. ورغم ندرة الوفيات، قد يؤدي الفيروس إلى مضاعفات خطيرة لدى كبار السن وذوي المناعة الضعيفة.

أفراد في الصين يرتدون الكمامات لتجنب الإصابة بالفيروسات (رويترز)

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الفيروس ينتشر على مدار العام، لكنه يظهر بشكل أكبر في فصلي الخريف والشتاء، ويمكن أن يُصاب الأشخاص به أكثر من مرة خلال حياتهم، مع تزايد احتمالية الإصابة الشديدة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

وأوضح أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي الناتج عن السعال أو العطس، أو من خلال ملامسة الأسطح الملوثة ثم لمس الفم أو الأنف أو العينين. وتشمل أعراضه السعال واحتقان الأنف والعطس والحمى وصعوبة التنفس (في الحالات الشديدة)، وتُعد الأعراض مختلفة عن فيروس كورونا، خاصة مع وجود احتقان الأنف والعطس.

هل يتحول لجائحة؟

كشفت التقارير الواردة من الصين عن أن الارتفاع الحالي في الإصابات بالفيروس تزامن مع الطقس البارد الذي أسهم في انتشار الفيروسات التنفسية، كما أن هذه الزيادة تتماشى مع الاتجاهات الموسمية.

وحتى الآن، لم تصنف منظمة الصحة العالمية الوضع على أنه حالة طوارئ صحية عالمية، لكن ارتفاع الحالات دفع السلطات الصينية لتعزيز أنظمة المراقبة.

في الهند المجاورة، طمأن الدكتور أتول غويل، المدير العام لخدمات الصحة في الهند، الجمهور قائلاً إنه لا داعي للقلق بشأن الوضع الحالي، داعياً الناس إلى اتخاذ الاحتياطات العامة، وفقاً لصحيفة «إيكونوميك تايمز» الهندية.

وأضاف أن الفيروس يشبه أي فيروس تنفسي آخر يسبب نزلات البرد، وقد يسبب أعراضاً مشابهة للإنفلونزا في كبار السن والأطفال.

وتابع قائلاً: «لقد قمنا بتحليل بيانات تفشي الأمراض التنفسية في البلاد، ولم نلاحظ زيادة كبيرة في بيانات عام 2024».

وأضاف: «البيانات من الفترة بين 16 و22 ديسمبر 2024 تشير إلى زيادة حديثة في التهابات الجهاز التنفسي الحادة، بما في ذلك الإنفلونزا الموسمية، وفيروسات الأنف، وفيروس الجهاز التنفسي المخلوي (RSV)، و(HMPV). ومع ذلك، فإن حجم وشدة الأمراض التنفسية المعدية في الصين هذا العام أقل من العام الماضي».

في السياق ذاته، يشير عنان إلى أن الفيروس من الصعب للغاية أن يتحول إلى وباء عالمي، فالفيروس قديم، وتحدث منه موجات سنوية. ويضيف أن الفيروس لا يحمل المقومات اللازمة لأن يصبح وباءً عالمياً، مثل الانتشار السريع على المستوى العالمي، وتفاقم الإصابات ودخول المستشفيات بكثرة نتيجة الإصابة، وعدم إمكانية العلاج، أو عدم وجود لقاح. ورغم عدم توافر لقاح للفيروس، فإن معظم الحالات تتعافى بمجرد معالجة الأعراض.

ووافقه الرأي الدكتور مجدي بدران، عضو «الجمعية المصرية للحساسية والمناعة» و«الجمعية العالمية للحساسية»، مؤكداً أن زيادة حالات الإصابة بالفيروس في بعض المناطق الصينية مرتبطة بذروة نشاط فيروسات الجهاز التنفسي في فصل الشتاء.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن الصين تشهد بفضل تعدادها السكاني الكبير ومناطقها المزدحمة ارتفاعاً في الإصابات، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة تحول الفيروس إلى تهديد عالمي. وحتى الآن، تظل الإصابات محلية ومحدودة التأثير مقارنة بفيروسات أخرى.

وأوضح بدران أن معظم حالات فيروس «الميتانيمو» تكون خفيفة، ولكن 5 إلى 16 في المائة من الأطفال قد يصابون بعدوى تنفسية سفلى مثل الالتهاب الرئوي.

تفشي فيروس «الميتانيمو» البشري في الصين يثير قلقاً متزايداً (رويترز)

وأكد أنه لا توجد تقارير عن تفشٍّ واسع النطاق للفيروس داخل الصين أو خارجها حتى الآن، مشيراً إلى أن الفيروس ينتقل عبر الرذاذ التنفسي والاتصال المباشر، لكنه أقل قدرة على الانتشار السريع عالمياً مقارنة بكوفيد-19، ولتحوله إلى جائحة، يتطلب ذلك تحورات تزيد من قدرته على الانتشار أو التسبب في أعراض شديدة.

ومع ذلك، شدّد على أن الفيروس يظل مصدر قلق صحي محلي أو موسمي، خاصة بين الفئات الأكثر عرضة للخطر.

طرق الوقاية والعلاج

لا يوجد علاج محدد لـ«الميتانيمو» البشري، كما هو الحال مع فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا والفيروس المخلوي التنفسي، حيث يركز العلاج بشكل أساسي على تخفيف الأعراض المصاحبة للعدوى، وفق عنان. وأضاف أنه في الحالات الخفيفة، يُوصى باستخدام مسكنات الألم لتخفيف الأوجاع العامة وخافضات الحرارة لمعالجة الحمى. أما في الحالات الشديدة، فقد يتطلب الأمر تقديم دعم تنفسي لمساعدة المرضى على التنفس، بالإضافة إلى توفير الرعاية الطبية داخل المستشفى عند تفاقم الأعراض.

وأضاف أنه من المهم التركيز على الوقاية وتقليل فرص العدوى باعتبارها الخيار الأمثل في ظل غياب علاج أو لقاح مخصص لهذا الفيروس.

ولتجنب حدوث جائحة، ينصح بدران بتعزيز الوعي بالوقاية من خلال غسل اليدين بانتظام وبطريقة صحيحة، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو عند ظهور أعراض تنفسية، بالإضافة إلى تجنب الاتصال المباشر مع المصابين. كما يتعين تعزيز الأبحاث لتطوير لقاحات أو علاجات فعّالة للفيروس، إلى جانب متابعة تحورات الفيروس ورصد أي تغييرات قد تزيد من قدرته على الانتشار أو تسبب أعراضاً أشد.