المقيمون يستحضرون عاداتهم وتقاليدهم في العيد بالسعودية

الهيئة العامة للترفيه أطلقت «برنامج احتفالات العيد 2022»

جموع المصلين من مختلف الجنسيات يؤدون صلاة العيد في الرياض (تصوير: سعد الدوسري)
جموع المصلين من مختلف الجنسيات يؤدون صلاة العيد في الرياض (تصوير: سعد الدوسري)
TT

المقيمون يستحضرون عاداتهم وتقاليدهم في العيد بالسعودية

جموع المصلين من مختلف الجنسيات يؤدون صلاة العيد في الرياض (تصوير: سعد الدوسري)
جموع المصلين من مختلف الجنسيات يؤدون صلاة العيد في الرياض (تصوير: سعد الدوسري)

لا تختلف كثيراً عادات البلدان الإسلامية في استقبال عيد الفطر المبارك، وكذلك تقاليد أهلها في قضاء أيامه، ورغم تشابه عادات المسلمين في البلدان العربية والإسلامية، كأداء صلاة العيد وتبادل التهاني به، ومن ثم زيارة الأقارب والأرحام، فإن لدى بعض الشعوب عادات وتقاليد تتفرد بها في هذا العيد دون غيرها، وفقاً لمفهوم ثقافة المكان التي تتوارثها الأجيال؛ حيث تقوم كل جالية من هذه الجاليات بممارسة طقوسها وعاداتها في استقبال العيد.

واستحضرت الجاليات العربية المقيمة في السعودية عاداتها في عيد الفطر المبارك، التي تستهل بالتجمع مع مختلف أفراد العائلة في جوٍ من البهجة والسرور، باستذكارهم مثل هذه العادات التي كانت تُحيا في بلدانهم بين الأهل والأصدقاء، إلى جانب الزيارات والإفطار الجماعي، في أول أيام عيد الفطر المبارك.
وقال مقيم من الجالية المصرية إن المقيمين من أبناء جلدته في السعودية يستهلون أول أيام العيد بالزيارة والتهاني بين الأصدقاء والأقارب، واستئجار الاستراحات وإقامة الولائم؛ لأن هذه الاستراحات تستطيع استقبال عدد كبير من الجالية.
من جانبه، عدّ المقيم المغربي أن وجوده في السعودية والحفاوة التي لمسها المقيمون، تشعرهم بأنهم في بلادهم وبين أهاليهم، ولا يشعرون بالغربة. وبخصوص طقوس عيد الفطر، فتزداد فيه الزيارات العائلية وزيارة الأصدقاء، حيث يجري تبادل التهاني، وسط أجواء أسرية يتم فيها تحضير الحلوى والعصائر، التي يتم تجهيزها في يوم العيد، وتوزيع الهدايا والحلوى على الأطفال.

فيما عدّ مقيم آخر من الجنسية السودانية أن الإفطار الجماعي جزء مهم من طقوس العيد، والحرص أيضاً على صلة الرحم، والمعايدة على الجيران والأصحاب في الحي، وفي يوم العيد يستيقظ السودانيون قبل صلاة الفجرة بهدف الاستعداد لأداء صلاة العيد، ومع طلوع الشمس يخرجون في جماعات وهم يرتدون ملابسهم البيضاء المميزة وبصحبتهم أطفالهم إلى المساجد والساحات المكشوفة، في كل المدن والقرى، لأداء الصلاة.
وفي السياق ذاته، قال المقيم الأردني الذي يقيم في العاصمة الرياض، إن طقوس العيد في بلاده تتشابه إلى حد كبير مع ما يقام في السعودية، من زيارة الأقارب والأرحام، ومنح العيديات، وإقامة وجبة المنسف؛ وهي الوجبة الأكثر شهرة في الأردن، التي يجتمع حولها أبناء الأسرة الواحدة والأقارب والأصدقاء،والمحبون.

ويعيش في السعودية، حسب آخر الإحصاءات، نحو 10 ملايين مقيم، توفر لهم المملكة جميع الحقوق والتسهيلات.
وبمناسبة حلول العيد؛ أطلقت الهيئة العامة للترفيه «برنامج احتفالات العيد 2022» ليناسب الجميع، والذي سيبدأ أول أيام عيد الفطر المبارك ويستمر حتى السادس من شهر شوال في مختلف مناطق السعودية.
وستنطلق الألعاب النارية احتفالاً بالعيد في مختلف المناطق، إلى جانب 14 عرضاً مسرحياً تضم نخبة من ممثلي الوطن العربي، و14 حفلة غنائية لأبرز نجوم الغناء الخليجي والعربي في مدن مختلفة من المملكة، في خطوة تسعى من خلالها الهيئة إلى زيادة مظاهر الفرح والسعادة التي ترتبط بالاحتفاء بهذه المناسبة.



الحفلات الفلكلورية تضفي أجواء من البهجة في القاهرة الفاطمية

العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)
العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)
TT

الحفلات الفلكلورية تضفي أجواء من البهجة في القاهرة الفاطمية

العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)
العروض الفنية لراقصي التنورة تجذب الجمهور (قصر الأمير طاز)

بين أرجاء المباني الأثرية بالقاهرة التاريخية، تنثر الحفلات الفلكلورية البهجة على المنطقة من خلال الموسيقى والغناء والرقص والإنشاد.

وكان أحدث هذه الحفلات فعاليات المهرجان الدولي للطبول، الذي اختتم حفلاته، السبت، على مسرح سور القاهرة الشمالي، وضمّ نحو 40 فرقة للطبول والفنون التراثية من 8 دول، وشهدت حفلات المهرجان حضوراً جماهيرياً كبيراً تفاعل مع الحدث الفني الذي يقام للعام الحادي عشر.

يقول الدكتور انتصار عبد الفتاح، مؤسس ورئيس المهرجان الدولي للطبول والفنون التراثية، إن أكثر ما لفت انتباهه هو «البهجة والسعادة التي ظهرت على الجمهور، وهو يتابع فعاليات المهرجان»، مضيفاً، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «يستهدف الحفاظ على التراث الشعبي والتواصل بين ثقافات الشعوب، فضلاً عن التواصل الإنساني بين شعوب العالم».

تفاعل جماهيري كبير مع مهرجان الطبول الدولي بالقاهرة (إدارة المهرجان)

وعدَّ «استقبال الجمهور للفعاليات بسعادة وتفاؤل من أهم الأهداف التي يسعى المهرجان لتحقيقها، إلى جانب هدفه الرئيسي في مد جسور التواصل بين الثقافات المتنوعة».

وأضاف: «هناك أيضاً مهرجان سماع للإنشاد والموسيقى الروحية، وملتقى الأديان، وفرقة إرساء السلام الدولية، وفرقة سماع للرقص الصوفي المولوي التي أنشأتها بهدف إحياء الفنون التراثية، واستطاعت هذه الفرق التعبير عن الطابع المميز للقاهرة التاريخية بعمقها الثقافي والحضاري».

وتزخر خطة مراكز الإبداع والقصور والبيوت التراثية في القاهرة الفاطمية بحفلات متنوعة؛ من بينها حفلة إنشاد ديني، يوم 6 يونيو (حزيران) الحالي، بمناسبة موسم الحج في بيت السحيمي، وحفلان لفرقة النيل للفنون الشعبية بالمكان نفسه، بالإضافة لعروض الأراجوز وخيال الظل لفرقة «ومضة» أسبوعياً، يوم الجمعة.

في حين تشهد قبة الغوري حفلين لفرقة التنورة، كل أسبوع، وتضم أيضاً حفلات لفرقة رضا للفنون الشعبية، والفرقة القومية للفنون الشعبية، بالإضافة إلى حفل إنشاد ديني بمناسبة موسم الحج، وحفلات لفرق شبابية.

فرقة التنورة التراثية تقدم حفلات أسبوعية في قبة الغوري بالقاهرة التاريخية (قبة الغوري)

ويُعدّ مركز الإبداع بقبة الغوري، وفقاً لمديره الدكتور عامر التوني، «برنامجاً فنياً للمكان الأثري في قلب القاهرة الفاطمية يتناسب مع القيمة التراثية لقبة الغوري». ويقول التوني، لـ«الشرق الأوسط»: «نحافظ على الفنون التراثية، ومن أكثر تجلياتها الموسيقى الشرقية الخاصة بنا، والإنشاد الصوفي، والإنشاد الديني، وحتى لا يشعر الجمهور بالانفصال عن الواقع، هناك بعض الفرق الشبابية التي تقدم أغاني حديثة مختلفة».

وأشار إلى أن «فرقة التنورة موجودة على الأجندة السياحية المصرية، أسبوعياً كل سبت وأربعاء، وهناك أيضاً فرقتان للفنون الشعبية هما فرقة رضا والفرقة القومية».

فرق الفنون الشعبية تقدم عروضاً متنوعة بالقاهرة التاريخية (قصر الأمير طاز)

وأوضح أن «طبيعة الجمهور الموجود في حي الحسين إما أجنبي يريد مشاهدة المزارات المصرية، أو من أبناء البلد الذين يأتون من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية للتعرف على المكان ومشاهدة العروض المختلفة».

وذكر أن «تقديم الفنون التراثية يجذب الجمهور كثيراً، ويبث البهجة في صفوفه، وتمتد هذه الفنون لتعبر عن التنوع الموجود في مصر، فقبل فترة قريبة كانت لدينا فرقة للإنشاد الصوفي من أسوان (فرقة السباعية)، وفرق الطنبورة البورسعيدية، والسمسمية السويسية، والشهر الماضي كان معنا أحفاد أحمد منيب من النوبة».

في حين يشهد قصر الأمير باشتاك بشارع المعز فعاليات؛ منها صالون مقامات بيت الغناء العربي، بحضور فرق موسيقية، بالاشتراك مع البرنامج الثقافي في الإذاعة المصرية، وحفل بعنوان «ليلة من دويتوهات السينما المصرية» لفرقة نجوم مصرية.

وتقدم فرقة «المولوية» عرضاً في قصر الأمير طاز بالقاهرة الفاطمية أيضاً، كما يستضيف المكان نفسه عرضاً لفرقة «أنغامنا الحلوة»، بالإضافة إلى الورش الفنية للكورال ولمدرسة الإنشاد الديني، بإشراف المنشد محمود التهامي.