إسرائيل تقتل فلسطينياً في الضفة... وتفتح معبر إيرز للعمال الغزيين

غانتس في إفطار سفراء عرب: الهدوء مصلحة للجميع

تدقيق في وثائق عمال ينتظرون العبور من غزة إلى إسرائيل بعد فتح معبر بيت حانون - إيرز (أ.ف.ب)
تدقيق في وثائق عمال ينتظرون العبور من غزة إلى إسرائيل بعد فتح معبر بيت حانون - إيرز (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تقتل فلسطينياً في الضفة... وتفتح معبر إيرز للعمال الغزيين

تدقيق في وثائق عمال ينتظرون العبور من غزة إلى إسرائيل بعد فتح معبر بيت حانون - إيرز (أ.ف.ب)
تدقيق في وثائق عمال ينتظرون العبور من غزة إلى إسرائيل بعد فتح معبر بيت حانون - إيرز (أ.ف.ب)

قتلت إسرائيل فلسطينياً في مدينة أريحا بالضفة الغربية أثناء عمليات اعتقال متواصلة في مناطق مختلفة في الضفة، فيما أعادت فتح معبر بيت حانون (إيرز) مع قطاع غزة، أمام تدفق آلاف العمال والتجار إلى إسرائيل، ضمن سياسة العصا والجزرة التي تتبعها في الضفة والقطاع، وتتشدد خلالها مع أي تصعيد وتمنح تسهيلات مع أي استقرار أمني.
وقتل الجيش الإسرائيلي الشاب أحمد عويدات (20 عاماً)، بالرصاص أثناء مواجهات اندلعت مع قواته في مخيم عقبة جبر جنوب أريحا.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية «استشهاد» الشاب عويدات وإصابة اثنين آخرين خلال اقتحام قوة خاصة إسرائيلية للمخيم جنوب مدينة أريحا.
وأدان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية الجريمة في مخيم عقبة جبر، وحذر من تبعات الجرائم الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين في المدن والقرى والبلدات والمخيمات، فيما اعتبرت وزارة الخارجية الفلسطينية قتل عويدات «امتداداً لجرائم الإعدامات الميدانية والقتل خارج القانون التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد المواطنين المدنيين العُزل الآمنين في مناطق سكناهم ومنازلهم، وهي ترجمة مُباشرة للمستوى السياسي في دولة الاحتلال التي تسمح للجنود بالتعامل مع الفلسطيني كهدف للرماية والتدريب دون وازع من ضمير أو قانون».
وأكدت الخارجية أن «اقتحامات جيش الاحتلال المتكررة والدموية للمدن والمخيمات والبلدات الفلسطينية، بما يرافقها من عمليات قمع وتنكيل وترهيب للمواطنين الفلسطينيين، كل ذلك يعكس عمق الانقلاب الإسرائيلي الرسمي على الاتفاقيات الموقعة، كما يعكس إصراراً متواصلاً ومفضوحاً على التصعيد وجر ساحة الصراع إلى دوامة من العنف».
أما الجيش الإسرائيلي فقال إن قتل عويدات جاء أثناء حملة لاعتقال مطلوبين فلسطينيين في مخيم عقبة جبر من بين مناطق أخرى في الضفة شملت قباطية قرب جنين (شمال)، حيث اندلعت مواجهات عنيفة.
وصرح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بأن «الحادث قيد التحقيق».
والتصعيد المستمر في الضفة وإن كان محدوداً، جاء مقابل إعادة التسهيلات الإسرائيلية إلى قطاع غزة بعد أيام من الهدوء والتوقف عن إرسال صواريخ.
وتوافد آلاف العمال والتجار من قطاع غزة، إلى إسرائيل أمس (الثلاثاء)، بعد أن أعادت سلطات الاحتلال فتح حاجز بيت حانون «إيرز» شمال القطاع.
وبدأ العمال بالتجمع في وقت مبكر من فجر الثلاثاء، بانتظار فتح الحاجز المخصص لحركة الأفراد من غزة.
وكانت سلطات الاحتلال أغلقت الحاجز يوم السبت الماضي، بعد إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ثم قررت إعادة فتحه الثلاثاء، مشترطة استمرار الهدوء الأمني من أجل مواصلة التسهيلات الاقتصادية لغزة.
وقرر منسق أعمال الحكومة في المناطق السماح لـ12 ألف عامل فلسطيني بدخول إسرائيل لغرض العمل، ويفترض أن يصل العدد إلى 20 ألفاً في مراحل أخرى.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية «كان» إن وزير الدفاع بيني غاتنس أطلع سفراء الدول العربية الموقعة على اتفاقيات سلام واتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل على الخطوات التي تقوم بها إسرائيل تجاه الفلسطينيين، قائلاً: «إنها تعمل بصورة غير مسبوقة من أجل الحفاظ على حرية العبادة أمام قلة متطرفة تمس بها، وتقدم تسهيلات للفلسطينيين».
وخلال مأدبة إفطار أقامها بحضور السفراء، قال إن «هناك مصلحة مشتركة للجميع في استقرار المنطقة بالأخص في وجه العدوان الإيراني الذي يهدد إسرائيل ودول المنطقة».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.