إسرائيل تغلق المعبر الوحيد أمام العمال والتجار مع غزة

ترد اقتصادياً على «تنقيط» الصواريخ من القطاع

عمال فلسطينيون يعبرون شمال غزة إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون فبراير (شباط) الماضي (أ.ف.ب)
عمال فلسطينيون يعبرون شمال غزة إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون فبراير (شباط) الماضي (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تغلق المعبر الوحيد أمام العمال والتجار مع غزة

عمال فلسطينيون يعبرون شمال غزة إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون فبراير (شباط) الماضي (أ.ف.ب)
عمال فلسطينيون يعبرون شمال غزة إلى إسرائيل عبر معبر بيت حانون فبراير (شباط) الماضي (أ.ف.ب)

استبدلت إسرائيل ردوداً اقتصادية على إطلاق صواريخ متفرقة من قطاع غزة، بالرد العسكري، في محاولة لإحراج حركة «حماس» الحاكمة ومطلقي الصواريخ، وتأليب الرأي العام في القطاع ضدهم.
وأعلنت السلطات الإسرائيلية، أمس، إغلاق معبر بيت حانون (إيرز)، بدءاً من اليوم (الأحد)، أمام العمال والتجار، وقالت إن إعادة فتحه سيتقرر وفق تقييم الأوضاع الأمنية. وجاء القرار الإسرائيلي في أعقاب إطلاق 3 صواريخ من غزة فجر السبت، سقطت على حدود القطاع وفي محيط عسقلان.
وقال منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، اللواء غسان عليان: «في أعقاب إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، نعلمكم أن معبر إيرز سيغلق أمام العمال والتجار، وسيستمر دخول الحالات الإنسانية وغيرها فقط»، مضيفاً أن «إعادة فتح المعبر أمام العمال والتجار ستتم دراسته وفقاً لتقييم الأوضاع».
ومعبر بيت حانون (إيرز)، هو المعبر الوحيد المخصص لحركة الأفراد ويربط غزة بالضفة الغربية وإسرائيل، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن المعبر الثاني، وهو معبر رفح يربط بين غزة ومصر والخارج. وكان الجيش الإسرائيلي، قد أعلن السبت، رصد صاروخ من قطاع غزة سقط في منطقة غير مأهولة في محيط المجلس الإقليمي لعسقلان، من دون أن يسبب أي أضرار، وجاء ذلك بعد رصد سقوط صاروخ في منطقة مكشوفة بالقرب من السياج الحدودي شمال قطاع غزة، وآخر داخل القطاع ليلة الجمعة، ولم يتم تفعيل صافرات الإنذار.
ويعد هذا رابع هجوم صاروخي من غزة، منذ الاثنين الماضي، وذلك بعد نحو أربعة أشهر من الهدوء التام. وجاء التصعيد المحدود على خلفية التوترات الكبيرة في الضفة الغربية والقدس، بعد الهجوم الإسرائيلي الواسع على الضفة رداً على سلسلة عمليات في إسرائيل، واقتحامات واسعة في الأقصى خلفت مواجهات.
ولم تعلن أي من الفصائل الفلسطينية في غزة، مسؤوليتها عن إطلاق الصواريخ التي بدت متقطعة وغير مؤثرة، فيما اكتفت إسرائيل قبل ذلك بغارات محدودة، في مؤشر على أن الطرفين لا ينويان الذهاب إلى مواجهة مفتوحة. وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الرد الإسرائيلي على «تنقيط» الصواريخ من القطاع، كان مثيراً هذه المرة، ويتلخص في رد مدني اقتصادي بدل العسكري الذي كان حاضراً دائماً.
استخدام الرد الاقتصادي بدل العسكري، جاء بعد تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس، التي قال فيها إنه «في حال استمرار التحريض وإطلاق الصواريخ ستتضرر المنظمات المتطرفة بشدة، وكذلك سكان غزة الذين يستفيدون حالياً من التحركات الاقتصادية، هذه تحركات سنوسعها إذا استمر الهدوء أو ستتراجع إذا استمر التوتر».
والشهر الماضي، رفعت إسرائيل حصة العمال الذين يسمح لهم بمغادرة غزة للعمل في إسرائيل إلى 12 ألفاً، وقالت إنها بصدد إضافة 8 آلاف آخرين ليصل العدد إلى 20 ألفاً. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي «إن 12 ألف عامل من غزة، يتقاضى كل منهم ما معدله 400 - 500 شيقل في اليوم يساوي خسارة نحو 5 ملايين شيقل (الدولار يساوي 3.25) لقطاع غزة في اليوم الواحد، (ناهيك بالتجار)، وهذا هو بديل الرد العسكري على الصواريخ».
واعتبر سامي العمصي رئيس نقابة العمال في غزة، قيام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق حاجز بيت حانون (إيرز) أمام العمال والتجار حتى إشعار آخر، بحجة «إطلاق صواريخ من غزة»، كعقاب جماعي. وقال في تصريح صحافي، إن «القرار الإسرائيلي سيحرم 12 ألف عامل يخرجون يومياً من غزة للعمل في الداخل المحتل من قوت يومهم، بالتالي سيؤثر على الاقتصاد الفلسطيني الهش في القطاع المحاصر منذ 16 عاماً، خصوصاً مع اقتراب حلول عيد الفطر وحاجة تلك الأسر لتلبية متطلباتهم الأساسية».
وأضاف العمصي أن «الهدف الأساسي من هذا القرار هو تشكيل حالة من الضغط الشعبي على المقاومة الفلسطينية، وهذا يكشف نيات الاحتلال الخبيثة حينما أعلن موافقته عن السماح بدخول 30 ألف عامل من غزة للعمل في الداخل المحتل،
وفق تفاهمات يجري الترتيب لها حالياً». واتهم إسرائيل باستغلال لقمة العمال في قضايا سياسية وأمنية أو أي موجة تصعيد مع غزة، لتشكيل حالة ضاغطة على صناع القرار في غزة، ووصف ذلك بضربة وخرق للتفاهمات التي تمت.
ويعاني قطاع غزة المحاصر من وضع اقتصادي هش ومعدل فقر قفز إلى 85 في المائة نهاية العام الماضي، وبطالة مزمنة تزيد على 50 في المائة.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.