اتهمت تركيا بعض الدول الأعضاء في «حلف شمال الأطلسي (ناتو)» بالسعي إلى إطالة أمد الحرب في أوكرانيا بهدف إنهاك روسيا. وقال وزير الخارجية التركي: «تشكلت لديّ قناعة بعد اجتماع وزراء خارجية (الناتو) الأخير في بروكسل بأن هناك بعض الأعضاء الذين يرغبون في استمرار هذه الحرب، بهدف إنهاك روسيا». وأكد جاويش أوغلو، في مقابلة تلفزيونية ليل الأربعاء - الخميس، أهمية عدم اتخاذ أوكرانيا ساحة للتنافس. وقال إن «الظروف الميدانية تزداد صعوبة، وبالتالي تزداد صعوبة المفاوضات أيضاً». وعن احتمال اجتماع الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي في تركيا، قال جاويش أوغلو إن «الرئيسين يدليان من حيث المبدأ بتصريحات إيجابية حول إمكانية اللقاء؛ لدى تحقق الظروف المناسبة». وأشار إلى أن روسيا تريد أن تصبح أوكرانيا دولة محايدة، والأخيرة تريد ضمانات، لافتاً إلى أن «الموضوع الأكثر حساسية هو وضع شبه جزيرة القرم ودونباس، وهذا هو أصعب موضوع في رأيي، وربما يكون هناك اتجاه لمناقشة ذلك بعد وقف إطلاق النار». ولفت إلى أن بلاده وافقت من حيث المبدأ على أن تكون إحدى الدول الضامنة لتحقيق أمن أوكرانيا في اتفاق محتمل بين موسكو وكييف. وبحث جاويش أوغلو الليلة قبل الماضية مع كل من نظيريه الروسي سيرغي لافروف والأوكراني ديميترو كوليبا، في اتصالين هاتفيين، التطورات في أوكرانيا. وذكرت وزارة الخارجية التركية، في بيان، أن جاويش أوغلو ولافروف ناقشا، خلال الاتصال، عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وقالت الخارجية الروسية إن لافروف وأوغلو تبادلا الآراء خلال الاتصال بشأن الوضع في أوكرانيا. وأضافت؛ في بيان: «شدد الجانب الروسي مجدداً على أن المسؤولية الكاملة عن الوضع الإنساني المعقد في مناطق القتال تقع على عاتق الكتائب القومية اليمينية المتطرفة الأوكرانية التي تستخدم المدنيين دروعاً بشرية، وتمنعهم من الانسحاب عبر الممرات الإنسانية التي يوفرها العسكريون الروس بانتظام». وأضاف البيان أن الوزيرين ناقشا الخطوات المشتركة الممكن اتخاذها على مستوى وزارتي الخارجية ووزارتي الدفاع بهدف ضمان أمن المدنيين، خصوصاً الأجانب، في أوكرانيا. وبشأن المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا، ذكر البيان أنه جرى التأكيد على ثبوت الموقف المبدئي للجانب الروسي، الذي يقضي بأن نتيجة المفاوضات تتوقف بالكامل على استعداد كييف لتلبية مطالب موسكو المشروعة. واستضافت تركيا جولتي تفاوض بين روسيا وأوكرانيا في مدينتي أنطاليا وإسطنبول خلال الشهر الماضي، غير أنهما لم تخرجا بنتائج ملموسة توقف آلة الحرب، وتجنب المدنيين مزيداً من المآسي. كما بحث جاويش أوغلو مع نظيره الأوكراني ديميترو كوليبا التطورات الأخيرة في أوكرانيا. وجاءت الاتهامات التركية بينما تستمر دول غربية من أعضاء «الناتو» في تسليح الجيش الأوكراني والضغط على روسيا عبر العقوبات، فيما سبق أن أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، خلال رحلة العودة من بروكسل حيث حضر قمة لـ«حلف شمال الأطلسي»، أن حلاً وسطاً ممكن لإنهاء الحرب، مشيراً إلى أنه من الضروري تشجيع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الخروج من أوكرانيا، وعلى الأخيرة أن تتوقف عن طلب الانضمام لأي تحالف عسكري أو سياسي مع القبول بنزع جزئي لسلاحها. وأضاف إردوغان، قبل أيام قليلة، أن بلاده تواصل العمل من أجل تقريب وجهات النظر بين موسكو وكييف على أمل أن تستضيف تركيا قريباً جولة محادثات جديدة، وأنها ستدفع نحو حل وسط يرضي جميع الأطراف. وبحسب مراقبين، تعتقد أنقرة أن الدعم الأوروبي والأميركي لأوكرانيا يؤجج الحرب بين روسيا وأوكرانيا ولا يشجع على دفع الطرفين لوقف النار. وقال كبير المفاوضين الأوكرانيين والمستشار الرئاسي ميخايلو بودولياك في تغريدة على «تويتر» ليل الأربعاء: «نعم؛ من دون أي شروط... نحن مستعدون لجولة خاصة من المفاوضات في ماريوبول نفسها وذلك بهدف إنقاذ أناسنا... إنقاذ آزوف والجنود والمدنيين والأطفال؛ الأحياء والجرحى... الجميع؛ لأنهم أناسنا؛ لأنهم في قلبي للأبد».
وأعلن الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، من جهته، أنه لم يتلق مقترحات روسية بشأن إنهاء الحرب، قائلاً: «لم أسمع شيئاً، لم أرَ شيئاً، وأنا على قناعة بأنهم (الروس) لم يسلمونا شيئاً». وسبق أن أعلنت روسيا أنها سلمت المقترحات لأوكرانيا، الجمعة الماضي، ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن المتحدث باسم الكرملين، ديميتري بيسكوف، أنه «جرى تسليم مسودتنا للجانب الأوكراني، وتتضمن نصوصاً شديدة الوضوح والتفصيل». لكنه لم يكشف عن أي تفاصيل بشأنها.
تركيا تتهم أعضاء في «الناتو» بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا
رأت أن الظروف الميدانية والمفاوضات تزداد صعوبة
تركيا تتهم أعضاء في «الناتو» بالسعي لإطالة أمد الحرب في أوكرانيا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة