مطالب بوقف إعلان يظهر العامل المصري «مستهتراً»

لقطة من الإعلان
لقطة من الإعلان
TT

مطالب بوقف إعلان يظهر العامل المصري «مستهتراً»

لقطة من الإعلان
لقطة من الإعلان

أثار أحد الإعلانات التجارية الجدل في مصر مجدداً، إذ فجر إعلان لنوع من الجبن، موجة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد المطالبة بإيقافه بدعوى «إهانته للعامل المصري».
وفي الإعلان يظهر عاملان وهما يجلسان على طاولة لتناول الطعام، في الوقت الذي يدخل عليهما مهندس صيني غاضب، يبدأ في توجيه التعليمات لهما باللغة الصينية، ويرد العاملان عليه بكلمات تحمل تجاهلاً لتعليماته، حيث يستمران في فرد الجبن على قطع الخبز، وهما يرددان أن «الجبن يفرد بسهولة»، ويطالبانه بأن «يفرد وجهه مثل الجبنة، وأن يأتي لتناول الجبن معهما»، بينما يواصل المهندس الصيني توجيه العبارات الغاضبة لهما.
وأثار الإعلان استياء رواد مواقع التواصل الاجتماعي، لإظهار العامل المصري بهذا الشكل الذي وصف بأنه «مستهتر»، من دون معرفة معنى العبارات المستخدمة في الإعلان باللغة الصينية، وازدادت حالة الغضب في أعقاب نشر المهندس إبراهيم نجم، وهو أحد ممثلي الجالية المصرية بالصين، منشوراً عبر حسابه على «فيسبوك»، تحت عنوان «أوقفوا عرض المهزلة»، قال فيه إن «العبارات الصينية المستخدمة خالية من أي نوع من الأدب والاحترام، وتعبر عن أن العمال المصريين مزعجون ومستهترون، كما أن حركة أصبع السبابة الموجهة من المهندس الصيني للعامل المصري تمثل العدوانية والإهانة في الثقافة الصينية».
وأضاف نجم أن «العامل الصيني ظهر في الإعلان في صورة المتفاني في العمل على عكس العامل المصري المستهتر الذي يجلس في التكييف تاركا العمل، وهذا يرسخ صورة سيئة عن العامل المصري تقول إنه كسول وغير مجدٍ»، محذراً من «تأثير هذا الإعلان على الاستثمار». على حد تعبيره.
https://m.facebook.com/ibrahimNEGM/posts/pfbid0L3hc5inhLsyfoiq4YmRK4Pxhaa19BeJ9TEpqy7KCZHEshktBgy4KrutiiE3QPKNol?
بدوره طالب مجدي البدوي، نائب رئيس اتحاد العمال المصريين، المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام بوقف الإعلان، وقال، في تصريحات صحافية إن «مصر دولة مصدرة للعمالة، والعامل المصري معروف بقدرته على العمل لساعات طويلة بالإضافة لكفاءته النادرة، وإظهاره بهذه الصورة، هدفه التخلص من منافسة العامل المصري داخل أسواق العمل الداخلية والخارجية».
وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «هذا الإعلان يشوه صورة العمالة المصرية، لصالح المهندس الصيني، ويظهره بصورة الشخص المستهتر غير الحريص على العمل»، مشيراً إلى أنه «لا يوجد مبرر لتشويه العمالة المصرية، من أجل تسويق منتج معين»، مؤكداً أن «تأثير هذا الإعلان سلبي على العمالة المصرية ويقلل من شأنها في المجتمع وفي الخارج أيضاً»، مطالبا بوقف الإعلان.
يذكر أن غضبا مماثلا في بداية شهر رمضان الجاري، تسبب في إيقاف إعلان لشركة ملابس داخلية، حيث اعترضت نقابة الأطباء على الإعلان، واعتبرته «تنمراً على المواطن المصري وإساءة للفريق الطبي».



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».