تنسيق خليجي عالي المستوى لتوحيد الرؤى قبل «كامب ديفيد»

أوباما يستضيف الوفود الخليجية اليوم في قمة مشتركة

تنسيق خليجي عالي المستوى لتوحيد الرؤى قبل «كامب ديفيد»
TT

تنسيق خليجي عالي المستوى لتوحيد الرؤى قبل «كامب ديفيد»

تنسيق خليجي عالي المستوى لتوحيد الرؤى قبل «كامب ديفيد»

توافدت الوفود الخليجية المشاركة في قمة كامب ديفيد على العاصمة الأميركية واشنطن، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، حيث أقام الرئيس الأميركي باراك أوباما مأدبة عشاء رسمية مساء أمس الأربعاء للترحيب بالوفود الخليجية المشاركة، فيما تبدأ أعمال القمة صباح اليوم الخميس.
ومن المقرر أن يشهد منتجع كامب ديفيد مناقشات أميركية - خليجية مكثفة، حيث تتم مناقشة ثلاثة مجالات رئيسية، هي تعزيز التعاون العسكري والأمني والتحديات التي تواجه المنطقة والأوضاع في اليمن وسوريا وليبيا والعراق، إضافة إلى المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة مع مجموعة «5+1» مع إيران حول ملفها النووي والتدخلات الإيرانية السلبية في شؤون دول المنطقة.
وأرسلت السعودية وفدا رفيع المستوى لحضور القمة، بعد أن أناب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولي عهده الأمير محمد بن نايف، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لرئاسة وفد المملكة، الذي يشارك فيه كذلك الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع.
ويشارك أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، يرافقه وفد كويتي رفيع المستوى. ويرأس وفد دولة قطر أمير البلاد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
ويمثل سلطنة عمان نائب رئيس مجلس الوزراء فهد بن محمود آل سعيد. ويمثل دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي. ويرأس ولي عهد مملكة البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وفد مملكة البحرين في القمة. إضافة إلى مشاركة الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني في محادثات القمة.
ومن الجانب الأميركي، بالإضافة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، يشارك كبار المسؤولين الأميركيين في القمة، ومن بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير الدفاع أشتون كارتر، ووزير الخزانة جاك ليو، ووزير الطاقة إرنست مونيز (الذي يشارك في المحادثات التفصيلية النووية في المفاوضات مع إيران)، ومدير الاستخبارات الأميركية جون برينان، ونك راسموسن مدير المركز الوطني لمكافحة الإرهاب.
وشهدت العاصمة الأميركية واشنطن لقاءات خليجية - خليجية قبيل الاجتماعات الرسمية مع الجانب الأميركي، حيث التقى الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير دولة الكويت، مع فهد بن محمود آل سعيد، نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عمان ورئيس الوفد المشارك في القمة. واستعرض أمير الكويت العلاقات الثنائية بين بلاده وسلطنة عمان، وسبل تطويرها، والقضايا التي ستتم مناقشتها خلال القمة.
والتقى الشيخ تميم بن حمد أمير قطر، فهد بن محمد آل سعيد، بمقر إقامته بواشنطن، حيث ناقشا العلاقات الخليجية والتحديات التي تواجه دول مجلس التعاون الخليجي، والقضايا التي تناقشها قمة كامب ديفيد. كما عقد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد لقاءات على هامش قمة كامب ديفيد، مع بعض أعضاء الكونغرس الأميركي، حيث التقى مع السيناتور جون ماكين رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، وبعض أعضاء اللجنة.
وعقد سفراء ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا تنسيقيا صباح أمس، قبيل المشاركة في القمة الخليجية الأميركية، لتوحيد الرؤى حول القضايا التي سيتم طرحها في القمة، ومراجعة البيان الرئاسي الذي سيصدر من الجانبين الأميركي والخليجي بنهاية القمة.
من جانبه، أشار وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى أن قمة كامب ديفيد ستبحث ترتيبات دفاعية أكثر وضوحا بين دول الخليج والولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، من أجل مكافحة الإرهاب. وقال كيري للصحافيين، قبل اجتماع لوزراء خارجية دول «الناتو» في أنطاكيا جنوب غربي تركيا، إن جميع الدول الأعضاء في حلف «الناتو» على قناعة بأهمية وضع ترتيبات دفاعية أوضح مع دول مجلس التعاون الخليجي وغيرها من الدول الصديقة والولايات المتحدة، مما سيساعد على التصدي للأنشطة الإرهابية. وأضاف كيري «هذا النوع من الاتفاقات يمكن أن يساعد على مكافحة بعض الأنشطة التي تجري في المنطقة، والتي تؤدي إلى زعزعة استقرار تلك الدول».
من جانبه شدد المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إرنست على أهمية مشاركة الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في القمة الأميركية الخليجية بكامب ديفيد، مشيرا إلى أن الوفد السعودي رفيع المستوى وغير المسبوق يؤكد اهتمام المملكة العربية السعودية بالمحادثات والعلاقات مع الولايات المتحدة وأنهم يأخذون الأمر بجدية.
وقال إرنست خلال المؤتمر الصحافي اليومي للبيت الأبيض عقب لقاء الرئيس الأميركي باراك أوباما بولي العهد السعودي «إننا نثمن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية والعلاقات مع كل دولة على حدة من دول مجلس التعاون الخليجي وهم أيضا يدركون أهمية توثيق العلاقات مع الولايات المتحدة ويريدون توثيق العلاقات».
وأوضح المتحدث باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة مهتمة بتعزيز البنية التحتية العسكرية لدى كل الدول الخليجية وزيادة فاعلية التعاون العسكري بين الدول الخليجية في مجال توافق أنظمة دفاع الصواريخ الباليستية بما يمكن الدول الخليجية من العمل بشكل موحد ومتكامل وأكثر فاعلية وقال إرنست «من المهم التأكد أن أنظمتهم يمكنها التوافق مع بقية الأنظمة في بقية الدول وهذا النموذج هو ما نرغب في تسهيل إنجازه خلال محادثات القمة».



ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
TT

ما دلالة تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً»؟

محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)
محاكمة عناصر من «الإخوان» في القاهرة يوليو 2018 (أ.ف.ب)

دفع تصنيف باراغواي «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً» إلى تساؤلات حول تأثير القرار على مستقبل التنظيم وعناصره. يأتي هذا في ظل تصاعد الصراع بين «قيادات (الإخوان) في الخارج» حول قيادة التنظيم. وقال باحثون في الحركات المتطرفة والإرهاب إن «قرار باراغواي أشار إلى ارتباط (الإخوان) بـ(تنظيمات الإرهاب)، وقد يدفع القرار دولاً أخرى إلى أن تتخذ قرارات مماثلة ضد التنظيم».
ووافقت اللجنة الدائمة بكونغرس باراغواي على «اعتبار (الإخوان) (تنظيماً إرهابياً) يهدد الأمن والاستقرار الدوليين، ويشكل انتهاكاً خطيراً لمقاصد ومبادئ الأمم المتحدة». جاء ذلك في مشروع قرار تقدمت به ليليان سامانيغو، رئيسة لجنة الشؤون الخارجية بالكونغرس المكوّن من 45 عضواً. وقال البرلمان في بيان نشره عبر موقعه الإلكتروني (مساء الخميس) إن «تنظيم (الإخوان) الذي تأسس في مصر عام 1928، يقدم المساعدة الآيديولوجية لمن يستخدم (العنف) ويهدد الاستقرار والأمن في كل من الشرق والغرب». وأضاف البيان أن «باراغواي ترفض رفضاً قاطعاً جميع الأعمال والأساليب والممارسات (الإرهابية)».
ووفق تقارير محلية في باراغواي، فإن باراغواي رأت في وقت سابق أن «(حزب الله)، و(القاعدة)، و(داعش) وغيرها، منظمات (إرهابية)، في إطار مشاركتها في الحرب على (الإرهاب)». وقالت التقارير إن «تصنيف (الإخوان) من شأنه أن يحدّ من قدرة هذه الجماعات على التخطيط لهجمات (إرهابية) وزعزعة استقرار الدول». كما تحدثت التقارير عن دول أخرى أقرت خطوات مماثلة ضد «الإخوان» من بينها، روسيا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات، والبحرين.
وتصنف دول عربية عدة «الإخوان» تنظيماً «إرهابياً». وعدّت هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية التنظيم «جماعة إرهابية منحرفة» لا تمثل منهج الإسلام. وذكرت الهيئة في بيان لها، نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2020، أن «(الإخوان) جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف، وتتستر بالدين وتمارس ما يخالفه من الفُرقة، وإثارة الفتنة، والعنف، والإرهاب». وحذّرت حينها من «الانتماء إلى (الإخوان) أو التعاطف مع التنظيم».
كذلك أكد مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي أن كل مجموعة أو تنظيم يسعى للفتنة أو يمارس العنف أو يحرّض عليه، هو تنظيم إرهابي مهما كان اسمه أو دعوته، معتبراً «(الإخوان) تنظيماً (إرهابياً)».
وتحظر الحكومة المصرية «الإخوان» منذ عام 2014، وقد عدّته «تنظيماً إرهابياً». ويخضع مئات من قادة وأنصار التنظيم حالياً، وعلى رأسهم المرشد العام محمد بديع، لمحاكمات في قضايا يتعلق معظمها بـ«التحريض على العنف»، صدرت في بعضها أحكام بالإعدام، والسجن «المشدد والمؤبد».
وحسب الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، منير أديب، فإن «تصنيف باراغواي (الإخوان) يؤكد الاتهامات التي توجَّه إلى التنظيم، بأن تنظيمات العنف خرجت من رحم (الإخوان)، أو أنها نهلت من أفكار التنظيم»، لافتاً إلى أن «قرار باراغواي أشار إلى أن (الإخوان) وفّر الحماية لتنظيمات التطرف التي نشأت في الشرق والغرب». وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «قرار بعض الدول العربية في وقت سابق حظر (الإخوان) يعود إلى أمرين؛ الأول أن التنظيم مارس العنف، والآخر أن التنظيم وفّر الحماية لجماعات الإرهاب».
وفي وقت سابق أكدت وزارة الأوقاف المصرية «حُرمة الانضمام لـ(الإخوان)»، مشيرةً إلى أن التنظيم يمثل «الخطر الأكبر على الأمن القومي العربي». وفي فبراير (شباط) 2022 قالت دار الإفتاء المصرية إن «جميع الجماعات الإرهابية خرجت من عباءة (الإخوان)». وفي مايو (أيار) الماضي، قام مفتي مصر شوقي علام، بتوزيع تقرير «موثق» باللغة الإنجليزية على أعضاء البرلمان البريطاني يكشف منهج «الإخوان» منذ نشأة التنظيم وارتباطه بـ«التنظيمات الإرهابية». وقدم التقرير كثيراً من الأدلة على علاقة «الإخوان» بـ«داعش» و«القاعدة»، وانضمام عدد كبير من أعضاء «الإخوان» لصفوف «داعش» عقب عزل محمد مرسي عن السلطة في مصر عام 2013، كما لفت إلى أذرع «الإخوان» من الحركات المسلحة مثل «لواء الثورة» و«حسم».
وحول تأثير قرار تصنيف باراغواي «الإخوان» على «قيادات التنظيم في الخارج»، أكد الباحث المصري المتخصص في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، أن «قرار باراغواي سوف يؤثر بالقطع على عناصر التنظيم في الخارج، لأن التنظيم يزعم أنه ينتشر في دول كثيرة حول العالم، ومثل هذا القرار يؤثر على عناصر (الإخوان) الموجودة في باراغواي وفي الدول المجاورة لها، كما أن القرار قد يدفع دولاً أخرى إلى اتخاذ قرار مماثل ضد (الإخوان)».
يأتي قرار باراغواي في وقت يتواصل الصراع بين «قيادات الإخوان في الخارج» حول منصب القائم بأعمال مرشد التنظيم. ويرى مراقبون أن «محاولات الصلح بين جبهتي (لندن) و(إسطنبول) لحسم الخلافات لم تنجح لعدم وجود توافق حول ملامح مستقبل التنظيم». والصراع بين جبهتي «لندن» و«إسطنبول» على منصب القائم بأعمال المرشد، سبقته خلافات كثيرة خلال الأشهر الماضية، عقب قيام إبراهيم منير، القائم بأعمال مرشد «الإخوان» السابق، بحلّ المكتب الإداري لشؤون التنظيم في تركيا، وقيامه بتشكيل «هيئة عليا» بديلة عن «مكتب إرشاد الإخوان». وتبع ذلك تشكيل «جبهة لندن»، «مجلس شورى» جديداً، وإعفاء أعضاء «مجلس شورى إسطنبول» الستة، ومحمود حسين (الذي يقود «جبهة إسطنبول»)، من مناصبهم.