«الاختيار 3»: مرسي حاول التحريض ضد قوى سياسية

المسلسل المصري عرض تسريباً جديداً

صورة من المقطع الوثائقي للاختيار3
صورة من المقطع الوثائقي للاختيار3
TT

«الاختيار 3»: مرسي حاول التحريض ضد قوى سياسية

صورة من المقطع الوثائقي للاختيار3
صورة من المقطع الوثائقي للاختيار3

واصلت المقاطع الوثائقية المصورة لرموز تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات المصرية «إرهابياً» عبر مسلسل «الاختيار 3» جذب المشاهدات اللافتة، وجاء أحدثها متمثلاً فيما حملته حلقة مساء السبت، من تسجيل أظهر الرئيس الراحل محمد مرسي ومرشد التنظيم محمد بديع، وهما يحدِّثان آخرين ضمن سياق تحريضي ضد قوى سياسية أخرى منها «حركة 6 أبريل»، ومجموعات الألتراس (روابط مشجعي الأندية المصرية).
وحسبما أظهرت الحلقة الخامسة عشرة من «مسلسل الاختيار» الذي تنقل شارة مقدمته أنه أُنتج بالتعاون مع إدارة الشؤون المعنوية لوزارة الدفاع المصرية، فإنه كان يتحدث مُقللاً من قدرة القوى الأخرى على الحشد للمظاهرات، وقال: «المسألة لا تتجاوز 500 و600 ألف ليس أكثر من ذلك بتاتاً... الألتراس طبعاً مزوِّد عدد المشاركة، و6 أبريل (حركة سياسية) لمّا يجمعوا نفسهم».
ثم عرّج مرسي على شخصية الناشط السياسي المصري أحمد ماهر، وهو أحد مؤسسي «حركة 6 أبريل»، ونقل مرسي عن عناصر الإخوان أن ماهر قال في أحد أيام المظاهرات: «دي (هذه) فرصتنا نكسر الإخوان... أحمد ماهر بيعمل كدا».
ودخل مرشد الإخوان على خط النقاش مؤكداً ما قاله مرسي: «يوشوشوا لبعض والله، وقال له (أي ماهر) دي فرصتنا النهارده نكسر الإخوان».
وتطرق مرسي لاتهام المتظاهرين من خارج تنظيمه بأنهم يحصلون على أموال من جهات لم يحددها وقال: «لما بدأت الناس تيجي... العيال فاضية بتاخد فلوس... أمال بياكلوا منين دول؟».
وفيما بدا تعبيراً عن المكايدة السياسية والضيق من علوّ نجم رموز قوى أخرى من خارج الإخوان، قال بديع حانقاً ومتحدثاً عن المتظاهرين من خارج التنظيم: «وبقالهم (أصبح لهم) وضعية والناس كلها بتتكلم عليهم».
وانطلاقاً من العزف على وتر الضيق من نجومية سياسيين آخرين، عاد مرسى متحدثاً عن ماهر: «يعمل كده دلوقتي (الآن)، وهتلاقي (ستجده) الساعة 10 طالع على الفضائيات وعمال يوزع الاتهامات والتوجيهات»، قبل أن يضيف محرضاً محدِّثه: «المسألة دي عاوزة تتلم».
ونقلت التسريبات السابقة في حلقات «الاختيار 3» تسجيلات مفاجئة للبعض وتعلقت برموز سياسية مختلفة أغلبهم من تنظيم الإخوان، وكان من بينها فيديو للرئيس الراحل مرسي، ظهر خلاله بينما كان يُهدِّد بـ«موجة نيران» حال تغيير نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2012 وكان ذلك قبل إعلانها رسمياً.
وكانت مسألة إعلان الفائز في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المصرية التي أعقبت «ثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011» محل ترقب كبير، إذ سارع «تنظيم الإخوان» لإعلان فوز مرشحه محمد مرسي وخسارة منافسه آنذاك أحمد شفيق، اعتماداً على إفادات مندوبيه في اللجان وقبل الإعلان الرسمي، وتمسك «تنظيم الإخوان» بالتأكيد والإلحاح على فوز مرشحه مرسي.
وعلى الرغم من أن الحلقة الأحدث (عُرضت مساء السبت) لم تعرض ذلك المقطع في إطار وثائقي للأشخاص الحقيقيين، فإن مشهداً جمع الممثلين الذين يؤدون أدوار الرئيس الحالي ووزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، والنائب الأول لمرشد الإخوان خيرت الشاطر، حظي بتفاعل لافت تَمثل بإعادة نشر «كوميكس» بشأنها.
وأظهرت الحلقة شخصية الشاطر وهو يرتّب اتصالاً مع اللواء محمود حجازي، مدير إدارة المخابرات الحربية في عام 2012، في محاولة ضمنية لاستمالته ضد وزير الدفاع.
ونقل المشهد التالي أن الشاطر فوجئ لدى وصوله لمكتب حجازي بأن السيسي في انتظاره قاطعاً الطريق على محاولة الوقيعة بين قادة الجيش، حسبما نقلت الحلقة.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».