أغنى رجل في أوكرانيا يتعهد بإعادة إعمار ماريوبول

رجل الأعمال الأوكراني رينات أحمدوف (أرشيفية - إ.ب.أ)
رجل الأعمال الأوكراني رينات أحمدوف (أرشيفية - إ.ب.أ)
TT

أغنى رجل في أوكرانيا يتعهد بإعادة إعمار ماريوبول

رجل الأعمال الأوكراني رينات أحمدوف (أرشيفية - إ.ب.أ)
رجل الأعمال الأوكراني رينات أحمدوف (أرشيفية - إ.ب.أ)

تعهد أغنى رجل في أوكرانيا بالمساعدة في إعادة بناء مدينة ماريوبول المحاصرة، وهو مكان قريب من قلبه، حيث يمتلك هناك مصنعين ضخمين للحديد والصلب، ويقول إنهما سينهضان مجدداً للمنافسة مرة أخرى على مستوى العالم.
وشهد رجل الأعمال الأوكراني رينات أحمدوف إمبراطوريته التجارية ممزقة بسبب ثماني سنوات من القتال في شرق أوكرانيا، لكنه لا يزال متأكداً من أن ما يسميه «جنودنا الشجعان» سوف يدافعون عن مدينة بحر آزوف التي تحولت إلى أرض قاحلة بعد سبعة أسابيع من القصف الروسي على البلاد.
وتعهد أحمدوف بإعادة بناء ماريوبول، وقال لوكالة «رويترز» للأنباء: «ماريوبول مأساة عالمية ومثال عالمي للبطولة. بالنسبة لي كانت ماريوبول وستظل مدينة أوكرانية».
ورغم شركته «ميت إنفيست»، وهي أكبر صانع للصلب في أوكرانيا، أعلنت أنها لا تستطيع تنفيذ عقود التوريد الخاصة بها في الوقت الحالي، فإن منتج الطاقة الخاص «دي تيك» قد «حسّن سداد ديونها» في اتفاق مع الدائنين، حسبما أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية.

وقال أحمدوف: «أعتقد أن جنودنا الشجعان سيدافعون عن المدينة، رغم أنني أتفهم مدى صعوبة ذلك بالنسبة لهم»، مضيفاً أنه كان على اتصال يومي بمديري شركته «ميت إنفيست» الذين يديرون مصنعيه للحديد والصلب في ماريوبول.
وأعلنت شركة «ميت إنفيست» الجمعة أنها لن تعمل أبداً في ظل الاحتلال الروسي وأن حصار ماريوبول قد عطّل أكثر من ثلث طاقة إنتاج المعادن في أوكرانيا.
اقرأ أيضا: «لعنة الجغرافيا» تحول ماريوبول إلى مدينة الموت والأشباح (صور)

وفي سياق متصل، وأشاد أحمدوف بـ«حماس ومهنية» الرئيس فولوديمير زيلينسكي خلال الحرب، مما أدى إلى تهدئة العلاقات على ما يبدو بعد أن قال الرئيس الأوكراني العام الماضي إن المتآمرين الذين يأملون في الإطاحة بحكومته حاولوا إشراك رجل الأعمال. ووصف أحمدوف الادعاء في ذلك الوقت بأنه «كذب مطلق».
وقال رجل الأعمال الأوكراني: «ومن المؤكد أن الحرب ليست وقت الخلاف... سنعيد بناء أوكرانيا بأكملها».
ولم يذكر أحمدوف مكان وجوده الحالي بالضبط، لكنه كان في ماريوبول في 16 فبراير (شباط)، وهو اليوم الذي توقعت فيه بعض أجهزة المخابرات الغربية بدء الغزو. وقال أحمدوف: «تحدثت إلى الناس في الشوارع، والتقيت بالعمال...»، وتابع: «طموحي هو العودة إلى ماريوبول الأوكرانية وتنفيذ خططنا (عودة الإنتاج) حتى يتمكن الفولاذ الذي تنتجه ماريوبول من المنافسة في الأسواق العالمية كما كان من قبل».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1514190408158306307
وذكرت الشبكة الأميركية «سي إن إن» أن أحمدوف، أغنى رجل في أوكرانيا منذ فترة طويلة، قد تقلصت إمبراطوريته التجارية منذ عام 2014. عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم على البحر الأسود وأعلنت منطقتان في أوكرانيا الشرقية - دونيتسك ولوهانسك - استقلالها عن كييف.
ووفقاً لمجلة فوربس، بلغت صافي ثروة أحمدوف 15.4 مليار دولار في عام 2013. وتقدر المجلة صافي ثروته في الوقت الحالي بنحو 3.9 مليار دولار.
وقال أحمدوف: «بالنسبة لنا، اندلعت الحرب في عام 2014. فقدنا جميع أصولنا في شبه جزيرة القرم وفي إقليم دونباس المحتل مؤقتاً. فقدنا أعمالنا، لكن ذلك جعلنا أكثر صرامة وأقوى».
وقال، نقلاً عن مسؤولين قولهم إن الأضرار الناجمة عن الحرب بلغت تريليون دولار: «أنا واثق من أن (إس سي إم)، باعتبارها أكبر شركة خاصة في البلاد، ستلعب دوراً رئيسياً في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب».
وقال في إشارة إلى مشروع المساعدة الأميركية الذي ساعد في إعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية: «سنحتاج بالتأكيد إلى برنامج إعادة إعمار دولي غير مسبوق». وأردف: «أثق في أننا جميعاً سنعيد بناء أوكرانيا حرة وأوروبية وديمقراطية وناجحة بعد انتصارنا في هذه الحرب».

وبدأ الغزو الروسي على أوكرانيا في 24 فبراير الماضي عندما أعلن الرئيس فلاديمير بوتين انطلاق ما أسماه بـ«عملية خاصة» لنزع السلاح في أوكرانيا، وترفض كييف وحلفاؤها الغربيون ذلك باعتباره ذريعة كاذبة لشن هجوم غير مبرر.
وضربت صواريخ روسية العاصمة الأوكرانية كييف وعدداً من المدن الرئيسية الأخرى أمس (السبت)، بينما قالت موسكو إن قواتها «طهرت» المنطقة السكنية بماريوبول بالكامل من القوات الأوكرانية ولم يتبق سوى عدد قليل من المقاتلين الأوكرانيين في مصنع للصلب بالمدينة الساحلية الجنوبية الواقعة تحت الحصار.
وإذا سقطت ماريوبول ستكون الجائزة الكبرى لروسيا في الحرب حتى الآن. فالمدينة هي الميناء الرئيسي لمنطقة دونباس التي تتكون من إقليمين في جنوب شرقي البلاد تطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عنهما بالكامل للانفصاليين، حسبما أفادت وكالة «رويترز» للأنباء.


مقالات ذات صلة

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

أوروبا أظهرت الأقمار الاصطناعية أضراراً بمطار عسكري روسي في شبه جزيرة القرم جراء استهداف أوكراني يوم 16 مايو 2024 (أرشيفية - رويترز)

روسيا تتهم أوكرانيا بقصف مطار عسكري بصواريخ أميركية... وتتوعد بالرد

اتهمت روسيا أوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى أميركية الصنع لقصف مطار عسكري، اليوم (الأربعاء)، متوعدة كييف بأنها ستردّ على ذلك عبر «إجراءات مناسبة».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الولايات المتحدة​ رجال إنقاذ يعملون في موقع تعرض فيه مبنى لأضرار جسيمة بسبب ضربة صاروخية روسية أمس وسط هجوم روسيا على أوكرانيا في زابوريجيا11 ديسمبر 2024 (رويترز) play-circle 02:00

أميركا تحذّر روسيا من استخدام صاروخ جديد «مدمر» ضد أوكرانيا

قال مسؤول أميركي إن تقييماً استخباراتياً أميركياً، خلص إلى أن روسيا قد تستخدم صاروخها الباليستي الجديد المتوسط ​​المدى مدمر ضد أوكرانيا مرة أخرى قريباً.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الرئيس الأوكراني زيلينسكي خلال لقائه ترمب في نيويورك الأسبوع الماضي (أ.ب)

ماسك ونجل ترمب يتفاعلان مع صورة تقارن زيلينسكي ببطل فيلم «وحدي في المنزل»

تفاعل الملياردير الأميركي إيلون ماسك ودونالد ترمب جونيور، نجل الرئيس المنتخب دونالد ترمب، مع صورة متداولة على منصة «إكس»

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
أوروبا ألسنة لهب كثيفة تتصاعد من مبنى مدمر وسيارة محترقة في منطقة زابوريجيا الأوكرانية نتيجة قصف روسي (خدمة الطوارئ الأوكرانية- أ.ف.ب)

4 قتلى و19 جريحاً بضربة روسية على زابوريجيا الأوكرانية

قُتل 4 أشخاص على الأقل وأُصيب 19، الثلاثاء، في ضربة صاروخية روسية «دمَّرت» عيادة خاصة في مدينة زابوريجيا جنوب أوكرانيا، في حصيلة مرشحة للارتفاع.

أوروبا صورة مركبة تابعة للوكالة الدولية للطاقة الذرية تعرضت لأضرار بسبب غارة بطائرة مسيرة على طريق في منطقة زابوريجيا في أوكرانيا 10 ديسمبر 2024 (رويترز)

مسيّرة تستهدف مركبة لوكالة الطاقة الذرية قرب محطة زابوريجيا النووية في أوكرانيا

قال مدير الطاقة الذرية إن مركبة تابعة للوكالة تعرضت لأضرار جسيمة بسبب هجوم بمسيرة على الطريق المؤدي إلى محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، الثلاثاء.

«الشرق الأوسط» (كييف)

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
TT

تدعو لـ«محاسبة الأسد»... «مجموعة السبع» مستعدة لدعم الانتقال السياسي في سوريا

موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)
موظف يشرف على الأعلام الموضوعة في قمة مجموعة السبع في إيطاليا عام 2017 (رويترز)

أعلن قادة مجموعة الدول السبع الكبرى في بيان، الخميس، إنهم على استعداد لدعم عملية انتقالية في إطار يؤدي إلى حكم موثوق وشامل وغير طائفي في سوريا، وفقاً لوكالة «رويترز».

وذكرت مجموعة السبع أن الانتقال السياسي بعد نهاية الحكم الاستبدادي، الذي دام 24 عاماً لبشار الأسد، يجب أن يضمن «احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان العالمية، بما في ذلك حقوق المرأة، وحماية جميع السوريين، بمن في ذلك الأقليات الدينية والعرقية، والشفافية والمساءلة».

وطالبت المجموعة أيضاً بضرورة «محاسبة نظام الأسد».

وأضاف البيان: «ستعمل مجموعة السبع مع أي حكومة سورية مستقبلية تلتزم بهذه المعايير، وتكون نتاج هذه العملية، وتدعمها بشكل كامل».

كما دعا القادة «كل الأطراف» إلى «الحفاظ على سلامة أراضي سوريا، ووحدتها الوطنية، واحترام استقلالها وسيادتها».