أعادت مشاهد وثائقية بثّها صناع المسلسل المصري «الاختيار3» لقيادات من جماعة الإخوان التي تصنفها السلطات «إرهابية» إلى الواجهة قضية «تناقضات الإسلاميين» التي طالما أشار إليها باحثون متخصصون، خاصة بعدما تضمنت المقاطع إفادات على لسان النائب الأول لمرشد الجماعة، خيرت الشاطر، تحدث خلالها عن «تجسسه» على عناصر «الحركة السلفية» التي كان يرتبط معها بتحالف قبل وأثناء سيطرة التنظيم على البرلمان والرئاسة.
وبحسب ما أظهرت المشاهد التي بُثت في الحلقة الثالثة لمسلسل «الاختيار3» الذي يحظى بمتابعة كبيرة في مصر، فإن الشاطر قال مخاطباً غيره: «أنا مش بتاع مخابرات لكن بزرع ناس وسطهم (السلفيين)، وأتابع كل تفاصيلهم وأي شيء فيه قلق أو خطر أحاول أن عالجه، وعندما أجد معلومة موجودة بكلم (أبلغ) أمن الدولة (قطاع الأمن الوطني التابع لوزارة الداخلية المصرية)».
ولم تظهر الحلقة توقيت تسجيل تلك المشاهد، لكن بعض ما جاء على لسان الشاطر في أحد التسجيلات يشير إلى أن زمن الحديث يعود إلى بدايات عام 2012، إذ تحدث الشاطر عن أنه «دفع بعدد كبير من الناس إمبارح وأول (أمس وأول من أمس) من السلفيين العقلاء عن طريق الأصدقاء المشتركين لإقناع حازم (القيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل) نفسه إنه يهدأ، وطالما والدته تحمل جنسية أخرى فده وضع غير قانوني»، في إشارة على ما يبدو إلى جدل استبعاد أبو إسماعيل من الترشح للانتخابات الرئاسية في أول منافسة على المنصب في عام 2012.
ولم تقتصر التسجيلات لتقييم ونظرة الإخوان للسلفيين على الشاطر، إذ أظهرت المرشد العام للتنظيم محمد بديع وهو يقول: «نحن نعرف السلفيين بشكل جيد جداً أكثر من أي طرف ثانٍ، وعرفناهم قبل وبعد وأثناء السجون».
وأضاف بديع مخاطباً آخرين يبدو أنه يحاول إقناعهم بعدم جدوى التحالف مع السلفيين: «عشنا معهم (السلفيين)، وهم ليسوا يداً واحدة ولا اتجاهاً واحداً، شراذم، وقياداتهم لا تملك الأمر إلا على المجموعة التي معها، وبالتالي أي اتفاق صلب معهم لا تضمنه بأي حال من الأحوال، وهؤلاء لهم تصور ضيق عن فهم الإسلام أساءوا إليه وإلى أنفسهم».
ويقول الباحث المتخصص في الحركات الإسلامية ماهر فرغلي، لـ«الشرق الأوسط»، إن «تلك المشاهد التي تم بثها عبر مسلسل (الاختيار3) أكدت بصورة دقيقة ما يشير إليه كثير من الباحثين المتخصصين من سنوات بشأن تناقضات تيار الإسلام السياسي، ولكن بصورة موثقة أكثر انتشاراً من التحليلات والتقييمات، التي كان يدفع بعض الإسلاميين بعدم دقتها».
ويضيف فرغلي: «بات لدينا الآن تفسير وتأكيد على دقة ضبط بعض أجهزة التجسس التي وجدت بمقر مكتب الإرشاد للتنظيم (بعد إزاحتهم من السلطة عام 2013)، وأن هناك جهازاً استخبارياً يمتلكه التنظيم يسعى للعمل داخل أجهزة الدولة وجماعات الإسلاميين الأخرى».
وبشأن تأثيرات بث تلك المقاطع راهناً بعد نحو 9 سنوات من خروج الإخوان من السلطة، قال فرغلي: «أهمية الدراما تكمن في سرعتها وانتشارها وتأثيرها، وبالتالي فهي تثبت مدعومة بالمقاطع الوثائقية في عقول الناس حقيقة تلك التنظيمات وتبدد مزاعمهم».
وتطرقت التسجيلات كذلك إلى «قناة الجزيرة»، التي اتهمها بديع بأنها «حرّفت تصريحاته بشأن رغبته في اختيار رئيس توافقي لا ينتمي لتيار الإسلام السياسي»، وهو ما أيده فيه الرئيس المصري الأسبق الراحل محمد مرسي بالقول: «طبعاً».
ولم يتوقف الأمر عند حدود تناول مرسي وبديع للقناة الإخبارية، بل إن التسجيلات أظهرت في موضع آخر الشاطر وهو يقول: «للأسف يعني قناة الجزيرة هي إحدى الأدوات الرئيسية لمشروع الفوضى الخلاقة في الدول العربية كلها».
أصداء «الاختيار3»: تجسس «الإخوان» على السلفيين يفجر «تناقضات الإسلاميين»
المسلسل عرض تسجيلات للمرشد ونائبه تعود لعام 2012
أصداء «الاختيار3»: تجسس «الإخوان» على السلفيين يفجر «تناقضات الإسلاميين»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة