الجيش اليمني يتهم الحوثيين بنقض الهدنة الأممية في مأرب وتعز والحديدة

المنيخر: وقف النار يمهد الطريق ليتفرغ اليمنيون لرسم مستقبلهم

رغم كل الخروقات الحوثية إلا أن الجيش وطيران التحالف ملتزمون بالهدنة حتى الآن (أ.ف.ب)
رغم كل الخروقات الحوثية إلا أن الجيش وطيران التحالف ملتزمون بالهدنة حتى الآن (أ.ف.ب)
TT

الجيش اليمني يتهم الحوثيين بنقض الهدنة الأممية في مأرب وتعز والحديدة

رغم كل الخروقات الحوثية إلا أن الجيش وطيران التحالف ملتزمون بالهدنة حتى الآن (أ.ف.ب)
رغم كل الخروقات الحوثية إلا أن الجيش وطيران التحالف ملتزمون بالهدنة حتى الآن (أ.ف.ب)

في الوقت الذي أعلن فيه الجيش اليمني خرق الحوثيين للهدنة الأممية في جبهات مأرب، تعز، الحديدة، واصل اليمنيون مشاوراتهم في مقر مجلس التعاون الخليجي بالرياض، في مسعى للخروج بخريطة طريق شاملة تنهي الحرب.
وكشف العميد عبده مجلي المتحدث باسم الجيش اليمني أن الجماعة الحوثية الإرهابية لم تلتزم بالهدنة الأممية المعلنة، متحدثاً عن عدة خروقات قامت بها في جبهات مأرب وتعز والحديدة.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «الميليشيات الحوثية الإرهابية كما هو معهود تبادل المبادرات والهدن بنقض العهود والمواثيق، حيث شنت يوم أمس عدة عمليات تسلل وهجمات في الجبهات الجنوبية والشمالية الغربية لمأرب وكل هذه المحاولات الحوثية باءت بالفشل بعد تصدي الجيش لها».
وأشار مجلي إلى أن جماعة الحوثي أيضاً «أطلقت الطائرات المسيرة المفخخة بين الحين والآخر، وقامت بإطلاق القذائف على مواقع الجيش الوطني في الحديدة، إلى جانب الجبهة الشرقية في تعز». ولفت العميد عبده إلى أن الهدنة الأممية نقضت بعد ساعات قليلة من بدء سريانها.
رغم كل الخروقات الحوثية، أكد المتحدث باسم الجيش اليمني أن الجيش وطيران التحالف ملتزمون بالهدنة حتى الآن، وقال: «حتى الآن الجيش الوطني ملتزم ولم ينفذ أي عمليات هجومية وكل الأعمال دفاعية ضد هجمات الحوثي، كما أن الطيران المقاتل ملتزم بالهدنة ولم ينفذ أي طلعات جوية واستهدافات لمعدات وأسلحة الميليشيات الحوثية».
على صعيد المشاورات اليمنية – اليمنية المستمرة تحت رعاية مجلس التعاون الخليجي، زاد مشاركون من جرعات التفاؤل بالخروج بخريطة طريق شاملة توحد الصف الوطني وتسريع عملية إنهاء الحرب.
وأوضح سرحان المنيخر رئيس بعثة دول مجلس التعاون لدى اليمن أن غياب أي طرف عن المشاورات لن يؤثر عليها، مجدداً التأكيد أن الدعوة ما زالت مفتوحة للجميع للمشاركة.
وأشار المنيخر في ختام اجتماعات يوم أمس إلى أن دور مجلس التعاون هو جمع اليمنيين للحديث مع بعضهم والخروج بتوافقات وخريطة طريق هم يرسمونها. واعتبر أن الهدنة تعزز من وصول المتشاورين إلى مبتغاهم والخروج من هذا الوضع لليمن للوضع المزدهر والآمن، وأضاف «ألفت عنايتكم إلى أن الهدنة هي بالضبط ما دعت إليها السعودية في مارس (آذار) العام الماضي، وما أعلنه التحالف بناء على طلب أمين عام مجلس التعاون، نحن أمام هدنة وهي تمهد الطريق ليتفرغ اليمنيون لرسم مستقبلهم».
ولم يستبعد رئيس بعثة دول الخليج في اليمن أن يصل عدد المشاركين في المشاورات إلى 1000 مشارك خلال الأيام القادمة، مبيناً أن هذا العدد ضعف المشاركين في مؤتمر الحوار الوطني، وتابع «بعد الخروج بخريطة طريق يمكن أن تكون هناك فرق عمل تتابع ما تم الاتفاق عليه في كافة المحاور».
من جانبه، وصف عبد الله الحضرمي أحد المشاركين في المحور الإعلامي الجلسات بـ«النادرة» من حيث الإعداد والتنفيذ والآليات، وأضاف في حديث لـ«الشرق الأوسط» بقوله: «كانت المسألة الإعلامية تلقي بنفسها على الأحزاب والمشكلة الرئيسية للبلاد، وكان الإعلام في بعض الفترات يقود المشكلة بنفسه، وكان يتسبب في تصدعات داخل الصف الوطني».
وتابع «في هذه المشاورات تحقق للإعلام اليمني، ولأول مرة الالتحام في مواجهة مشاكله، وجرى التوافق على تشخيص المشكلة والعناصر التي تضفي عليها أبعادا انشقاقية، واقتراح الحلول».
ويرى الحضرمي أن «الجانب المهم في العملية التشاورية هو حالة التوافق التي تبلورت من خلالها، وتجاوز الخلفيات السياسية والحزبية والنزاعات الشخصية، وإعادة الاعتبار لدور المهنة في دعم الجبهة الوطنية المقاومة للمشاريع الدخيلة».
ولفت إلى أن الحوثي فوت الفرصة على اليمن وليس على نفسه فقط، وقال: «التئام القوى السياسية يبقى مهما وضروريا، ونحن نأمل برفع السقف وإيجاد حل شامل ونهائي، وقد حصلنا مبدئياً على توحيد الجبهة المقاومة، لأن الحوثي يقوى بتمزقنا، إذ كلما تفاقمت تصدعات الصف الوطني، زادت قوة الحوثي، بينما إذا التحمت القوى اليمنية ورأب صدعها، سيضعف الحوثي وسيجنح لخيار الحل».
وختم عبد الله الحضرمي حديثه قائلاً: «أنا متفائل بسقف مرتفع لمخرجات ونتائج المشاورات، لأن مجلس التعاون ألقى بثقله السياسي في هذه المرحلة، وتوفر مظلة مثل هذه، لا بد أن تنتهي إلى نتائج طيبة، واجتماع الأطراف بعد رحلة من التمزق سيثمر الخير للبلاد والمجتمع».
إلى ذلك، أوضح فخري العرشي أحد المشاركين في المحور الإعلامي أن النقاشات كانت معمقة وشملت كافة وجهات النظر، مبيناً توزيع «قرابة 100 مشارك إلى 14 طاولة، وورقة العمل كانت واضحة في مناقشة الواقع اليمني الراهن وتعقيداته المختلفة، ورغم اختلاف المكونات، وتباين آرائها في المنصات الإعلامية، أجمع كل المشاركين على أن الأزمة نابعة عن اختلاف الممولين في الإعلام اليمني، وهو ما ينعكس على خلق حالة من التشظي».
وأكد العرشي أن «كل الأفكار تطابقت فيما يخص المخرجات والمأمول في معالجة الضعف الكبير في أداء الرسالة الإعلامية الوطنية».



تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
TT

تنديد أميركي ويمني بجرائم الحوثيين في قرية «حنكة آل مسعود»

جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)
جانب من قوات الحوثيين تحاصر قرية يمنية في محافظة البيضاء للتنكيل بسكانها (إكس)

على وقع الحصار والهجوم العنيف الذي تشنه الجماعة الحوثية على قرية «حنكة آل مسعود» في محافظة البيضاء اليمنية، أدانت السفارة الأميركية لدى اليمن هذه الجرائم، بالتزامن مع إدانات حقوقية وحكومية واسعة.

وحسب مصادر محلية، عزز الحوثيون من قواتهم لاقتحام القرية المحاصرة منذ نحو أسبوع، مستخدمين مختلف الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة في مهاجمة منازل القرية، وسط مخاوف من «ارتكاب إبادة» في أوساط السكان، بخاصة مع قيام الجماعة، بقطع الاتصالات عن القرية.

وكان هجوم قوات الجماعة على القرية، الخميس الماضي، أدى إلى مقتل وإصابة 13 مدنياً، في حين زعم إعلام الجماعة، السبت، أن عملية الهجوم متواصلة، وأن أربعة من سكان القرية قتلوا عندما فجروا أحزمة ناسفة.

وفي بيان للسفارة الأميركية، السبت، أدانت «بشدة» الهجمات الحوثية التي تستهدف المدنيين الأبرياء في محافظة البيضاء، وقالت: «إن عمليات القتل والإصابات والاعتقالات غير المشروعة التي يرتكبها الإرهابيون الحوثيون بحق اليمنيين الأبرياء تحرم الشعب اليمني من السلام ومن المستقبل المشرق».

وعادة ما يشن الحوثيون عمليات تنكيل وقمع في محافظة البيضاء منذ احتلالها في 2014، في مسعى لإخضاع أبناء القبائل المختلفين مذهبياً، والسيطرة عليهم خوفاً من أي انتفاضة تنشأ في تلك المناطق، بخاصة في مناطق قبائل «قيفة».

115 منظمة

مع استمرار الهجمة الحوثية على القرية الواقعة في مديرية القريشية القريبة من مدينة رداع، أدانت 115 من منظمات المجتمع المدني هذه «الجريمة» بحق المدنيين والأعيان المدنية في قرية الحنكة، حيث قبيلة آل مسعود.

وقال بيان مشترك للمنظمات إن الميليشيات الحوثية قامت بمنع إسعاف المصابين، إلى جانب تدمير وإحراق عدد من الأعيان المدنية ودور العبادة وتشريد مئات الأسر بعد أيام من فرض الحصار الغاشم على أهالي القرية.

واتهم بيان المنظمات الجماعة الحوثية بقطع المياه والغذاء والأدوية عن سكان القرية، بالتزامن مع استمرار القصف بالطائرات المسيرة، مما أدى إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي، خصوصاً بين الأطفال والنساء وكبار السن.

وقال البيان: «إن هذه الجرائم التي تشمل القتل العمد والحصار والتهجير القسري، واستهداف الأعيان المدنية ودور العبادة تأتي في سياق تصعيد عسكري من قِبل الحوثيين على مختلف الجبهات بالتزامن مع تدهور الأوضاع الإنسانية».

وطالبت منظمات المجتمع المدني في اليمن، الحوثيين، بفك الحصار الفوري، ووقف الاعتداءات العسكرية التي تستهدف المدنيين في المنطقة، كما دعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك العاجل لوقف هذه الانتهاكات.

هجوم وحشي

أدان معمر الإرياني، وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية، الهجوم الحوثي على القرية، ووصفه بـ«الوحشي»، وقال إنه «يظهر بوضوح بشاعة الجرائم التي ترتكبها الميليشيا ضد المدنيين الأبرياء، ويؤكد تعمدها إراقة الدماء، ونشر الخراب (...) دون أي اعتبار للقوانين الدولية وحقوق الإنسان».

وأوضح الوزير اليمني، في تصريح رسمي، أن الجماعة الحوثية أرسلت حملة ضخمة من عناصرها المدججين بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيرة، وقامت بشن هجوم على منازل وممتلكات المدنيين في القرية، إذ استخدمت قذائف الدبابات والمدفعية، مما أسفر عن سقوط العديد من القتلى والجرحى، بينهم نساء وأطفال، إضافة إلى أضرار كبيرة للمنازل والممتلكات الخاصة، وتدمير مسجد القرية.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وحسب الوزير اليمني، يأتي الهجوم الحوثي في وقت تعيش فيه المنطقة تحت حصار خانق منذ أكثر من أسبوع، في محاولة لحرمان الأهالي من احتياجاتهم الأساسية، مما يزيد من معاناتهم اليومية ويضاعف الأوضاع الإنسانية المزرية التي يعيشونها، في حلقة جديدة من مسلسل التنكيل المتواصل.

وأضاف بالقول: «هذا الهجوم المروع الذي استهدف منازل المواطنين والمساجد، وأدى إلى سقوط العديد من الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير الممتلكات، ليس إلا انعكاساً لحقد ميليشيا الحوثي الدفين على أبناء البيضاء بشكل عام وقيفة رداع بشكل خاص، وكل من يقف ضد مشروعها الإمامي الكهنوتي العنصري المتخلف».

وأكد وزير الإعلام اليمني أن ما تعرضت له قرية «حنكة آل مسعود» يُظهر مرة أخرى كيف أن الميليشيا الحوثية لا تكترث بالقوانين الدولية، مشدداً على ضرورة أن يتحمل المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة، مسؤوليته في اتخاذ إجراءات حاسمة لوقف هذه الهجمات الوحشية فوراً.