ثورة بركان «تامبورا» قبل 200 عام.. غيرت وجه العالم

أدت إلى خفوت أشعة الشمس ومحو قبيلة كاملة وانتشار المجاعة في أوروبا

ثورة بركان «تامبورا» قبل 200 عام.. غيرت وجه العالم
TT

ثورة بركان «تامبورا» قبل 200 عام.. غيرت وجه العالم

ثورة بركان «تامبورا» قبل 200 عام.. غيرت وجه العالم

منذ 200 عام مضت وفي العاشر من أبريل (نيسان)، اندلعت ثورة بركان «تامبورا» الإندونيسي ليمحو قبيلة بأكملها من الوجود، ويتسبب في انخفاض درجة حرارة الأرض عدة درجات، علاوة على إحداثه مجاعات وأوبئة بمختلف أرجاء المعمورة.
وما تزال هذه الحادثة أكبر ثورة بركانية مسجلة في التاريخ، حيث فاقت في شدتها ثورة بركان كراكاتوا عام 1883. وبلغت قرابة 20 ضعفا قوة بركان فيزوف الذي محا مدينة بومباي الإيطالية من على الخريطة. ويرى خبراء أنه حال وقوع مثل هذا الحدث الكارثي الآن، فإن النتائج ستكون أفدح.

* براكين مدمرة
في هذا الصدد، قال غلين دارسي وود، المؤرخ البيئي بجامعة إلينوي في أربانا، في - تشامبين أن هناك إجماعا حول أن تكرار مثل هذا الحادث سيكون كارثيا تماما. وأضاف أن أنظمة النقل والغذاء والبنية التحتية للإنسان الآن أفضل كثيرا مما كانت عليه مطلع القرن التاسع عشر: «لكننا أيضا الآن كوكب يضم 7 مليارات نسمة ويقوم على شبكة غذاء وتجارة بالغة التعقيد»، وفقا لما نقلته مجلة «ناشيونال جيوغرافيك سوسياتي» التي تصدرها الجمعية الجغرافية الوطنية الأميركية.
وأضاف وود أن علينا تذكر حجم الارتباك الذي أصاب حركة النقل الجوي العالمية عندما اندلع بركان إيافيالاكول في أيسلندا عام 2010. موضحا أن هذه كانت ثورة بركان صغيرة مقارنة ببركان تامبورا.
وتتراوح تقديرات القتلى من ضحايا ثورة بركان تامبورا. وتقول جانين كريبنر، المتخصصة في مجال البراكين وتدرس حاليا لنيل الدكتوراه من جامعة بتسبرغ في بنسلفانيا، إن العالم أصبحت الكثافة السكانية به أعلى بكثير، مضيفة أنه حال اندلاع بركان مثل تامبورا الآن، فإن الخطر سيتهدد أعداد أكبر بكثير من الأرواح.
وتضيف كريبنر أن «هناك قرابة 1500 بركان نشط محتمل بمختلف أرجاء العالم في أي سنة من السنوات». وأن نحو 800 مليون شخص يعيشون في نطاق 62 ميلا (100 كيلومتر) من كل بركان، ما يعني أن كثير من الأرواح في مرمى الخطر.
جدير بالذكر أن الكثير من الوفيات الفورية التي وقعت حول تامبورا جاءت جراء إصابة أشخاص بحمم بركانية، وهي كتل من الغاز والرماد والحطام فائقة الحرارة. وتسببت الحمم في محو قبيلة كانت تقطن على بعد 16 ميلا (25 كيلومترا) من جزيرة رود.

* كارثة بشرية
وتسبب الرماد والكبريت اللذان ارتفعا داخل الغلاف الجوي المحيط بالأرض جراء بركان تامبورا، في خفوت أشعة الشمس القادمة إلى الأرض، وانخفاض درجات الحرارة بمقدار يقارب 3 درجات مئوية. وتعد ثورة بركان جبل بيناتوبو في الفلبين عام 1991 مثالا حديثا على هذا الأمر، وقد أدت لتراجع درجات الحرارة بمقدار نحو درجة واحدة. ويمكن أن تتسبب تغييرات مناخية كتلك في بوار المحاصيل.
وقد اندلعت أعمال الشغب بمختلف أرجاء أوروبا عندما عجز الناس عن العثور على طعام كاف بعد اندلاع ثورة تامبورا، حسبما أفاد وود، المؤرخ البيئي. وجاءت النتائج مؤلمة بصورة خاصة في سويسرا، حيث لجأت النساء اللائي عجزن عن إطعام أبنائهن إلى قتلهم بدلا من مشاهدتهم يموتون جوعا. وبعد ذلك، خضعت هؤلاء النسوة للمحاكمة وأعدمن بقطع رؤوسهن، حسبما أضاف.
وقال وود إنه رغم التقدم التكنولوجي الذي نتمتع به حاليا، فإنه ليس باستطاعتنا فعل الكثير لمواجهة كارثة مناخية من هذا النوع. وأضاف: «سيتعين علينا المعاناة منها وخوضها».
أما كريبنر فنبهت إلى أن العلم لم يتمكن حتى الآن من التوصل لسبيل للتكهن بالثورات البركانية. إلا أنها استطردت بأن مراقبة البراكين النشطة، خاصة الضخمة عالية الخطورة التي قد تهدد الكثير من الأرواح، يمكن أن توفر للباحثين صورة أفضل حول ما ينبغي عليهم توقعه في المستقبل، وربما تنقذ أرواحا.



مسبار لـ«ناسا» يصل إلى أقرب مسافة له على الإطلاق من الشمس

مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وهو يقترب من الشمس (أ.ب)
مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وهو يقترب من الشمس (أ.ب)
TT

مسبار لـ«ناسا» يصل إلى أقرب مسافة له على الإطلاق من الشمس

مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وهو يقترب من الشمس (أ.ب)
مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) وهو يقترب من الشمس (أ.ب)

يستعد مسبار «باركر» التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) للوصول عشية عيد الميلاد، إلى أقرب مسافة له من الشمس من أجل دراسة غلافها الجوي.

ويُفترض أن يعزز «باركر» الذي أُطلق في أغسطس (آب) 2018 في مهمة مدتها سبع سنوات، المعارف العلمية المتعلقة، خصوصاً فيما يتعلق بالشمس كالعواصف الشمسية التي تؤثر على الاتصالات الأرضية.

وسيكون المسبار في 24 ديسمبر (كانون الأول) عند الساعة 11.53 بتوقيت غرينتش على بعد 6.2 ملايين كيلومتر من سطح الشمس، وهي مسافة تُعدّ قياسية.

وقال العالِم من برنامج «باركر سولر بروب» أريك بوسنر، في بيان: «إنّ هذا مثال على مهام (ناسا) الجريئة، التي تحقق إنجازاً لم يقدِم عليه أحد من قبل، للإجابة عن تساؤلات قديمة بشأن كوننا». وأضاف: «نتطلع لتلقي التحديث الأول للمسبار والبدء في تلقي البيانات العلمية في الأسابيع المقبلة»، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية».

وسيفقد فريق المهمة الاتصال المباشر بالمسبار خلال هذا الاقتراب، لكن يُفترض أن يتلقى إشارة من المركبة الفضائية، الجمعة.

وخلال اقترابه من الشمس، سيتحرّك «باركر» بسرعة كبيرة جداً تصل إلى نحو 690 ألف كيلومتر في الساعة؛ وهو ما يتيح الانتقال من طوكيو إلى واشنطن في أقل من دقيقة.

وستتعرض الدرع الحرارية للمسبار لحرارة قصوى تتراوح بين 870 و930 درجة مئوية، لكن أدواته الداخلية ستبقى قريبة من الحرارة المحيطة (نحو 29 درجة مئوية) خلال استكشافه الطبقة الخارجية من غلاف الشمس المعروف بالإكليل.

ويتمثل أحد أهداف «باركر» في التوصل إلى السبب الكامن وراء كون هذه المنطقة أكثر حرّاً من سطح الشمس بنحو 200 مرة. وبيّنت نتائج أولية من بيانات «باركر» عام 2019 مدى فوضوية الغلاف الجوي للشمس.

وسيكون اقتراب «باركر» من الشمس أوّل عملية قياسية مماثلة تتحقق من أصل ثلاثة؛ إذ يُتوقّع أن يكرر «باركر» إنجاز المهمة نفسها في 22 مارس (آذار) و19 يونيو (حزيران) 2025.