النخيب بلدة صحراوية من المدن الأربعين في محافظة الأنبار، يسكنها غالبية من البدو من قبيلة عنزة وبعض العشائر العراقية الأخرى، ويمتهن سكانها الذين يتجاوز تعدادهم الـ50 ألف نسمة رعي الأغنام والإبل، ومن أهم عوائل المدينة «آل هذال» شيوخ قبيلة عنزة.
وأهم ما هو موجود في بلدة النخيب هو الطريق الدولي السريع، وهو من أكبر الطرق في المنطقة، حيث يربط العراق بأربع دول عربية، وفي هذا الطريق العملاق هناك تقاطع يقع في مدينة النخيب يرتبط من جهة الجنوب بالمملكة العربية السعودية، ويمتد شمالا إلى المملكة الأردنية باتجاه الرمادي، وغربا حيث سوريا وشرقا باتجاه دولة الكويت مرورا بكربلاء وإلى البصرة جنوب العراق.
هذا الموقع الجغرافي أعطى لمدينة النخيب هذه الأهمية الاستراتيجية، فقبل إنشاء هذا الطريق الدولي كانت مدينة النخيب ومنذ تأسيس الدولة العراقية في عام 1920 مجرد محطة لبعض البدو الرحل، ثم تحولت إلى مخفرٍ للشرطة يتبع لواء الدليم (محافظة الأنبار)، ثم اقتطعت لفترة محدودة في الخمسينات من القرن الماضي لتكون ضمن محافظة البادية الشمالية والتي تم إلغاؤها في ما بعد، وأعيدت النخيب إلى لواء الدليم. وفي عام 1960 تم إحداث ناحية النخيب بمرسوم جمهوري عراقي لترتبط بقضاء الرطبة التابع لمحافظة الأنبار.
وتحولت بلدة النخيب (400 كم جنوب غربي الرمادي) اليوم إلى مسرح لاستعراض القوة خصوصا بعد دخول قوات الحشد الشعبي لها قادمة من مدينة كربلاء بعد صدور قرار من قبل رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة بتسليم الملف الأمني للمدينة إلى قيادة عمليات الفرات الأوسط، بعد أن كانت تتبع أمنيا إلى قيادة عمليات الأنبار، الأمر الذي فجّر استياء شعبيا في أواسط الزعامات السياسية والعشائرية في محافظة الأنبار، بينما اعتبره مسؤولون في محافظة كربلاء عملية حماية وتأمين لمحافظة كربلاء من امتداد تنظيم داعش بعد أن سيطر على غالبية مدن ومناطق الأنبار.
وكانت محافظة الأنبار قد شهدت في عام 2008 مظاهرات واسعة احتجاجا على تصريحات لمحافظ كربلاء آمال الدين الهر، القيادي في حزب الدعوة، الذي طالب بفصل ناحية النخيب من الأنبار، وضمها لمحافظة كربلاء، فيما تعهدت أغلب الزعامات العشائرية آنذاك بالتصدي للطلب وعدم السماح بتنفيذه.
النخيب.. من بلدة على أطراف الصحراء إلى واجهة الصراع
تربط العراق بأربع دول.. وسكانها يمتهنون رعي الإبل
النخيب.. من بلدة على أطراف الصحراء إلى واجهة الصراع
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة