روسيا تفتح «ممرات إنسانية» من كييف و4 مدن أوكرانية

سيدة تمر بجانب سيارات محترقة على جسر بمدينة إربين الأوكرانية (د.ب.أ)
سيدة تمر بجانب سيارات محترقة على جسر بمدينة إربين الأوكرانية (د.ب.أ)
TT

روسيا تفتح «ممرات إنسانية» من كييف و4 مدن أوكرانية

سيدة تمر بجانب سيارات محترقة على جسر بمدينة إربين الأوكرانية (د.ب.أ)
سيدة تمر بجانب سيارات محترقة على جسر بمدينة إربين الأوكرانية (د.ب.أ)

نقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية عن وزارة الدفاع قولها اليوم الثلاثاء، إن القوات الروسية أوقفت إطلاق النار في أوكرانيا اعتباراً من الساعة 07.00 بتوقيت غرينيتش.
وأضافت الوزارة أنه يجري فتح ممرات إنسانية في العاصمة كييف وأربع مدن أخرى هي تشيرهيهيف وسومي وخاركيف وماريوبول.
واتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الاثنين، الجيش الروسي، بإفشال إجلاء المدنيين عبر الممرات الإنسانية التي كان من المقرر إقامتها في البلاد بعد محادثات ثنائية.
وقال زيلينسكي في فيديو نشره عبر تطبيق «تلغرام»، «كان هناك اتفاق بشأن الممرات الإنسانية. هل يطبق ذلك؟ ما يطبق هو الدبابات الروسية، والغراد (راجمات الصواريخ) والألغام الروسية».
https://twitter.com/aawsat_News/status/1500896058163015683
على الأرض، تواصل القوات الروسية انتشارها حول البلدات أو قصفها، وفق مسؤولين أوكرانيين.
وأكد دميترو جيفيتسكي رئيس الإدارة العسكرية لمدينة سومي الواقعة في شمال شرقي البلاد، الثلاثاء، أن طائرات روسية ألقت قنابل ليل الاثنين الثلاثاء على مدينة سومي، مضيفاً: «هناك قتلى وجرحى».
كما دارت معارك عنيفة في مدينة إيزيوم (شرق)، لكن القوات الروسية تراجعت بعد صدها، حسب هيئة الأركان العامة الأوكرانية التي أوضحت أن القوات الروسية «نشرت الإرهاب في المدينة حيث قصفت المباني السكنية والبنى التحتية المدنية».
وبعد حوالي أسبوعين من الغزو الذي أطلقت عليه موسكو «عملية عسكرية خاصة»، واصل الجيش الروسي هجومه الاثنين، وأسفرت غارة على مخبز صناعي في ماكاريف، وهي منطقة تقع على أحد المحاور الرئيسية المؤدية من غرب أوكرانيا إلى كييف، عن مقتل 13 شخصاً، حسب جهاز الإسعاف الأوكراني.
https://twitter.com/aawsat_News/status/1500936827112497154
كذلك، تتوقع العاصمة كييف هجوماً عليها «في الأيام المقبلة»، حسب وزارة الداخلية الأوكرانية.
ووعد رئيس بلدية كييف بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو، بأن «كل منزل، كل شارع، كل نقطة تفتيش، ستقاوم حتى الموت إذا لزم الأمر».
تسبب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو أكبر صراع عسكري في أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، في واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية.
ويزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم، مع تعرض العديد من المدن للحصار، حيث بدأ الطعام ينفد.
أعلن مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، الاثنين، أمام مجلس الأمن الدولي، أن المنظمة الدولية «تحتاج إلى ممرات آمنة لتقديم مساعدات إنسانية في مناطق القتال» في أوكرانيا.
وفي نهاية محادثات الاثنين مع المفاوضين الروس، تحدث الأوكرانيون عن «بعض النتائج الإيجابية» فيما يتعلق بالممرات الإنسانية. أما فيما يتعلق بالقضايا الرئيسية، مثل وقف إطلاق النار، فقال ميخايلو بودولياك، وهو عضو في الوفد الأوكراني، إن «النقاشات المكثفة ستستمر» بشأنها.
كانت موسكو أعلنت صباح الاثنين وقفاً محلياً لإطلاق النار، وفتح ممرات للسماح بمغادرة المدنيين من العديد من المدن الأوكرانية، من بينها كييف وخاركيف التي تتعرض للقصف منذ أيام. لكن أوكرانيا رفضت إجلاء المدنيين إلى روسيا، إذ تؤدي أربعة من ستة ممرات اقترحتها موسكو إلى روسيا أو جارتها وحليفتها بيلاروس.
وفي اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال، اتهم فلاديمير بوتين «الكتائب القومية الأوكرانية بعرقلة عمليات الإجلاء عبر اللجوء إلى العنف والاستفزازات».
من جهته، دان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون «استهزاء» نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بالمبادئ «السياسية والأخلاقية»، باقتراحه إقامة ممرات إنسانية لسكان مدن أوكرانية عدة «لنقلهم إلى روسيا».
كذلك، أصبحت مدينة أوديسا الواقعة على شواطئ البحر الأسود مهددة بشكل أكبر. وقد عهدت العائلات بمسنيها المرضى الذين هم أضعف من أن يتمكنوا من الفرار من هذه المدينة، إلى أحد الأديرة.

ويواصل الأوكرانيون هجرتهم الجماعية. فقد دفعت الحرب حتى الآن أكثر من 1.7 مليون شخص إلى البحث عن ملاذ في البلدان المجاورة بحسب الأمم المتحدة.
وقدر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، أن أوروبا تتوقع استقبال خمسة ملايين لاجئ إذا استمر قصف المدن.
ومنذ بداية الحرب، قتل ما لا يقل عن 406 مدنيين وجرح 801، بحسب مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان. ومع ذلك، تؤكد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن تقييماتها قد تكون أقل بكثير من الواقع.
كذلك، هناك محاولات دبلوماسية جديدة لوقف الحرب، من أبرزها اجتماع لوزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأوكراني دميترو كوليبا والتركي مولود تشاوش أوغلو الخميس في تركيا.
لكن آمال نجاحها ضئيلة، إذ لا يزال فلاديمير بوتين يضع شرطاً مسبقاً لأي حوار بقبول كييف كل مطالب موسكو، خصوصاً نزع السلاح من أوكرانيا، وفرض وضع محايد على هذا البلد.
وقال الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إنهم «مصممون على مواصلة زيادة الكلفة» التي تتكبدها روسيا، كما جاء في بيان صدر الاثنين عن البيت الأبيض بعد مؤتمر بالفيديو للزعماء الأربعة.
وقالت واشنطن، إنه خلال الاجتماع الافتراضي، تم التطرق إلى حظر محتمل على الغاز والنفط الروسي، لكن جو بايدن «لم يتخذ قراراً حتى الآن» في هذا الشأن.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.